St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   against-the-heathens
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رسالة إلى الوثنيين للقديس أثناسيوس الرسولي (ضد الوثنيين) - القمص مرقس داود

45- الفصل الحادي والأربعون: وجود (الكلمة) في الطبيعة ضروري ليس فقط لخلقتها أصلًا، بل أيضًا لدوامها

 

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ Pantocrator (image 3), icon and fresco art - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح الضابط الكل (صورة 3)، أيقونة ولوحة حائطية - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ Pantocrator (image 3), icon and fresco art - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح الضابط الكل (صورة 3)، أيقونة ولوحة حائطية - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

الفصل الحادي والأربعون: 1 | 2 | 3

وجود (الكلمة) في الطبيعة ضروري ليس فقط لخلقتها أصلًا، بل أيضًا لدوامها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1- على أنه وان كان هو “الكلمة” فانه ليس -كما قلنا- كالكلمات البشرية مكونًا من مقاطع، بل هو صورة أبيه غير المتغيرة. ولأن البشر مكونون من أجزاء، ومخلوقون من العدم، فإن أحاديثهم مزيج من أشياء مختلفة وقابلة للتجزئة. أما الله فله وجود حقيقي، وليس مزيجًا من أشياء مختلفة، ولذلك فإن كلمته أيضًا له وجود حقيقي وليس مزيجًا، بل هو الله الواحد الوحيد(97)، خرج بصلاحه من الآب كما من ينبوع صالح، وهو يضبط كل الأشياء ويدبرها.

 

2- أما السبب الذي لأجله اتحد الكلمة، كلمة الله، نفسه(*) بالمخلوقات فهو عجيب حقًا، ويعلمنا أن النظام الحالي للأشياء لائق كل اللياقة. لأن طبيعة المخلوقات -وقد برزت إلى الوجود من العدم- زائلة وضعيفة وفانية، أن كان مكونة من نفسها فقط. على أن إله الكل صالح وسام في النبل بالطبيعة، ولذلك فهو رحوم. لأن الشخص الصالح لا يمكن أن يحسد أحدًا(98)، ولذلك السبب فإنه لا يمكن أن يحسد أحدًا حتى على الوجود، بل يتمنى أن يوجد الجميع ليظهر فيهم رأفته وحنانه.

 

3- إذًا فإنه إذ رأى أن كل الطبيعة التي خُلقت زائلة وعُرْضَة للانحلال، وفق نواميسها، ولكي لا تنتهي إلى هذا المصير، ولكي لا يتحطم الكون مرة أخرى ويعود إلى العدم، لهذا خلق كل الأشياء بكلمته الأزلي، وأعطى الخليقة وجودًا كيانيًا، وعلاوة على ذلك لم يتركه يطوح به في عاصفة في اتجاه طبيعته، لئلا يتلاشى من الوجود مرة أخرى(99). ولكنه نظرًا لصلاحه يرشد كل الخليقة ويركزها بكلمته الذي هو نفسه الله أيضًا، لكي يكون للخليقة نور بتدبير ورعاية وتنظيم “الكلمة”، ولكي تتمكن من أن تستقر آمنة دوامًا. لأنها تشترك مع “الكلمة” الذي يستمد الوجود الحقيقي من الآب، وتستمد منه المعونة للوجود، لئلا يصيبها ما كان ممكنًا أن يحل بها لولا بقاؤها بواسطة “الكلمة”، أي لئلا يصيبها الانحلال، لأنه “هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فانه به وفيه كل الأشياء كائنة، ما يُرى وما لا يُرى، وهو رأس الكنيسة” كما يعلم خدام الحق في كتاباتهم المقدسة(100).

← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(97) (يو 1: 18).

(*) انظر: تجسد الكلمة (43: 4).

(98) انظر (“تجسد الكلمة” 3: 3 إلخ.).

(99) انظر (“تجسد الكلمة” 43: 7 (الحاشية)).

(100) (كو 1: 15-18).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/word-in-nature.html

تقصير الرابط:
tak.la/w9qaas4