محتويات
هناك آراء متضاربة عن هويته:
الرأي الأول: هو أحد معاوني القديس بولس في الخدمة، (فيلبي 3:4).
الرأي الثاني: هو القنصل تيطس فلافيوس كليمندس، العضو في العائلة الملكية، حفيد الإمبراطور وابن عم الإمبراطور دومتيان، الذي أعدمه دومتيان عام 95، 96 بدعوى الكفر (قبوله المسيحية) ونفى زوجته دومتيلا إلى أحد الجزر. لكن غالبية المؤرخين رفضوا هذا الرأي.
الرأي الثالث: هو إنسان شريف له قرابة مع القنصل كليمندس، من أصل يهودي.
الرأي الرابع : قيل أنه عبدًا أو ابن عبد يهودي للقنصل المذكور، أعتقه فحمل اسم سيده.
القديس كليمندس الروماني كان أسقف على كنيسة روما. خدم في كنيسة روما ما بين (92-101 م).
الرسالة تُظهر صفات القديس كليمندس على النحو التالي:
أ- شخصية قوية.
ب- تربوي مدهش.
ج- دارس ممتاز للعهد القديم.
د- حامل للتقليد الرسولي.
ه مُحبًا للكنائس المحلية.
و- حريصًا على وحدة الكنيسة.
أما عن نياحته، أيضًا تضاربت الأقوال:
* ذكر جيروم أنه مات ميتة طبيعية، وقال عنه الكُتاب الأولون أنه تنيح بعد خدمة الأسرار المقدسة.
* رأى آخر أنه استشهد ولكن لو حدث ذلك لما أغفله الكُتاب الأولون.
* رأى يقول: أنه طرحوه في البحر ومات غرقًا عام 101 وذلك في عهد تراجان.
1- رسالة إلى كورنثوس
2- أعمال أخرى نُسبت إلى القديس:-
* رسالة كليمندس المسماة الثانية.
* رسالتان على البتولية.
* القوانين الرسولية.
* الإكليمنديات المزورة وهى مجموعة كتابات منسوبة للقديس كتبها جماعةُ من الآبيونيين الهراطقة.
* حدثت حركة تمرد وعصيان في كنيسة كورنثوس، أراد بعض الغيورون أن يُغيروا أو يستبدلوا الإكليروس بآخرين، فطردوا كثيرين وأحدثوا قلق وتمرد بين الشعب.
* المشكلة تتلخص في موقف البعض المريب تجاه ديمومة عمل الإكليروس في الكنيسة ظانين أن رسالة الإكليروس وعملهم الليتورجي يتوقف فقط على أعضاء الكنيسة.
* بحسب رأى القديس كليمندس أن المشكلة سببها الغيرة والحسد التي ليست بحسب الحق والحماس الزائد لدى بعض الكورنثيون.
* جاءت الرسالة في المخطوط الإسكندري للكتاب المقدس بعد سفر الرؤيا، كوثيقة آبائية لعصر تلى الرسل مباشرة.
* وتعتبر من أول الكتابات الآبائية التي احتلت مكانه خاصة في حياة الكنيسة الأولى وعبادتها.
* أشار إليها ديونيسيوس الكورنثي عام 170 بأنه قد صارت هناك عادة قائمة منذ عدة سنوات أن تُقرأ رسالة كليمندس في الكنيسة في يوم الرب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كما كتب المؤرخ الكنسي يوسابيوس أن قراءة رسالة كليمندس في كثير من الكنائس صار أمرًا عامًا.
كتبت الرسالة ما بين (95-98 م).
* الرسالة تنقسم إلى 65 فصل، تحتوى على نصائح ووصايا عملية لحياة المؤمنين في الكنيسة، في البداية يمدح القديس كنيسة كورنثوس لإيمانهم ثم بعد ذلك شخص الاضطرابات الحادثة في حضن كنيسة كورنثوس، أعطى نصائح كثيرة عن الطاعة والتواضع وحياة الوفاق والسلام وشدد على الخضوع للقيادة الكنسية وحث على التداريب الروحية ضاربًا أمثلة كثيرة من العهد القديم والجديد وفي آخر الفصول (4:59-61) هناك صلاة ليتورجية بلا شك من صلوات الكنيسة الأولى التي كانت موجودة آنذاك في روما والإسكندرية - وهى مثل ترنيمة أو نص شعري، وتعد أقدم صلاة ليتورجية في الكنيسة.
* تذكرنا المقدمة في أسلوبها ومحتواها بمقدمات رسائل العهد الجديد: (من كنيسة الله التي في رومية إلى كنيسة الله التي في كورنثوس، إلى المختارين المتقدسين بإرادة الله ليسوع المسيح مخلصنا، فلتكثر نعمة الله الكلى وسلامه بيسوع المسيح).
* يؤكد القديس في بداية رسالته على إيمان الكنيسة الراسخ وتقواها وفضائلها الغنية.
* وكان لابد وهو يستعرض فضائلهم أن يشدد على خضوعهم للرؤساء وباحترامهم للشيوخ (فصل 3:1).
* هنا نلاحظ طريقة معالجة مشاكل الرعية لا بإصدار قوانين جامدة أو صارمة بحكم موقعه كأسقف وهذا من حقه ولكن الأولوية دائمًا للتوجيه والإرشاد والاحتضان والتركيز على النقاط البيضاء التي تتميز بها الرعية.
* يعطى القديس كليمندس أمثلة من العهد القديم عن نتائج الحسد الظالم ويبدأ من أول شجار عرفته الإنسانية بين "قايين وهابيل" وانتهى بمقتل الأخير بيد أخيه قايين كل هذا بسبب الغيرة والحسد لأن الرب قبل تقدمة هابيل ورفض تقدمة قايين.
الحسد الذي بسببه هرب يعقوب من وجه أخيه.
بالحسد أُضطهد يوسف حتى الموت، وبالحسد أُجبر موسى على الهروب من وجه فرعون مصر...
* ولا يكتفي كليمندس بذكر الأمثلة من العهد القديم بل يذكر أمثلة من العهد الجديد إذ يقول "أن الرسل العِظام هم المثل الأعلى الذي نضعه نصب أعيننا. إن بطرس حُسد لا مرة واحدة بل مرارًا وسبب له العذابات الكثيرة حتى انتهى إلى الاستشهاد وذهب إلى المجد الذي أُعد له. الحسد والشقاقات سمحا لبولس ليبرهن كيف ننال جائزة الصبر" (فصل 3:5-5).
* وسط هذه الأمثلة من العهد القديم والجديد وعهد الرسل يدعونا كليمندس إلى التوبة طالبين رحمة الله وصلاحه ولأن التوبة عنده عمل إيجابي يقوم به المؤمن، يشدد على ترك الأعمال البطالة والخصومة والحسد متخذين هذه الأمثلة قدوة لنا نحتذي بهم متعلمين منهم سر النصرة فأخنوخ مثال للطاعة ونوح للإيمان وإبراهيم للثقة في مواعيد الله ولوط لتقواه ومحبته لضيافة الغرباء. ويعطى القديس أروع تفسير للحبل القرمزي في قصة راحاب الزانية مُعلنًا أنه يرمز لدم يسوع المسيح الذي يعتق كل الذين يؤمنون ويرجون الله ويدعونا القديس بالتمثل بإيمان راحاب الزانية ومحبتها للغرباء لأن بهما خلصت.
* ويستمر القديس في سرد تعاليم وأمثلة كثيرة مقنعًا كنيسة كورنثوس بأن التواضع الحقيقي هو مفتاح الحل لكل مشاكلنا معلًنا "أن المسيح هو مسيح المتواضعين" (فصل 1:16) وذاكرًا مقاطع كثيرة من إشعياء النبي عن اسحاق الرب وقبوله الآلام من أجلنا.
* الكون نفسه عند كليمندس يعطى لنا درسًا في الطاعة إذ أن الشمس والقمر والنجوم تجتاز الطريق المرسوم لها بدون أي انحراف والأرض تخصب بحسب إرادته (الله) في الفصول المواتية، تعطى خيراتها بغزارة للإنسان والحيوانات وإلى كل الكائنات الحية فوق سطحها دون تردد ولا تغير شيئًا مما هو مرسوم لها.." (فصل 1:20-12).
* ويحذر كليمندس من خطورة عدم الاستفادة من مراحم الله الكثيرة لئلا تصير مجالًا لدينونتنا.
* في فصل 28 يرى القديس كليمندس أن الإيمان بالبعد الأسخاتولوجي يدفعنا لترك الأعمال الشريرة القذرة.... في الفصول السابقة (فصل 8) يؤكد على القيامة ويشرحها بأمثلة كثيرة ويأخذ أسطورة الطائر فينيكس Phoenix مثالًا توضيحيًا على القيامة وهنا لا يتردد القديس بأن يأخذ أمثلة خارج الكتاب حتى لو كانت قصة أسطورية معروفة لعصره لكي يبرهن بها على حقائق إيمانية مثل القيامة فالهدف هنا هو تقريب الفهم وليست القصة الأسطورية في حد ذاتها.
* قبل أن يخاطب كليمندس بصفته أسقف له سلطة كنسية الذين سببوا فوضى وطردوا أناس من الإكليروس يشرح برفق معنى التسلسل الرسولي وديمومة الكهنوت ابتداءًا من فصل 41 موضحًا كيف أن الرسل بشرونا بيسوع المسيح أرسله الله. المسيح من الله والرسل من المسيح وكلاهما ينبعان من إرادة الله بترتيب منظم. هؤلاء الرسل أقاموا مختاري الروح القدس أساقفة وشمامسة ويضرب لهم مثل الخلاف الذي دار حول كهنوت موسى وكيف أن عصا موسى أفرخت وذلك لكي يفهموا أنه منذ البدء كان هناك رتبة كهنوتية مختارة من الله لتخدم الشعب والرعية وأنه لا سلطان لأحد بأن يطرد أو يبدل الإكليروس في الكنيسة.
* يُظهر كليمندس سلطانه الرسولي مخاطبًا هؤلاء الذين سببوا هذه الفوضى بكل ثقة آمرًا: "يا من كنتم سببًا للفوضى اخضعوا لشيوخكم. أصلحوا نفوسكم بالتوبة احنوا ركب قلوبكم، تعلموا الطاعة" (فصل 1:53-3).
* والعبارة الأخيرة تشخص الداء والسبب الحقيقي لكل هذه الفوضى وهى الشهرة والكبرياء وطلب المجد الباطل لذلك يحذرهم القديس من أنه لا جدوى لخلاصهم خارج الرجاء المسيحي حتى لو أصبحوا مشهورين.
من الرسالة نورد بعض الأقوال الجميلة للقديس كليمندس الروماني:
* كنتم تنتبهون إلى نفوسكم وتحتضنون كلام الرب في قلوبكم وتضعون نصب أعينكم آلامه (فصل 2-1).
* المسيح هو مسيح المتواضعين (فصل 16-1)
* " فلندن منه بروح نقية ولنرفع نحوه الأيادي النقية التي لا دنس فيها ولنحب هذا الآب الرؤوف الرحيم الذي جعلنا من مختاريه" (كليمندس الروماني فقرة 29).
_____
(*) المراجع:
1- المدخل في علم الباترولوجى - الآباء الرسوليون - القمص تادرس يعقوب - الإسكندرية 1991 م.
2- مدخل إلى الآباء الجزء الأول - الأب ميشال نجم - معهد البلمند - لبنان 1980 م.
3- سلسلة آباء الكنيسة (1) الآباء الرسوليون - تعريب مطران حلب ألياس معوض - منشورات النور لبنان 1970 م.
4- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/clement.html
تقصير الرابط:
tak.la/32q622d