الأحد الأول: نسمع فيه "تطلبونني لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم".
الأحد الثانى: نسمع فيه عن معجزة إشباع الخمسة آلاف بخمسة أرغفة.
الأحد الثالث: نسمع فيه "أنا هو خبز الحياة من يأتي إلىَ فلا يجوع. ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا ".
الأحد الرابع: نسمع فيه عن دعوة السيد لزكا وقول زكا "هأنذا أعطى نصف أموالى للفقراء".
شهر أمشير يأتي بعد شهر طوبة الذي فيه سمعنا عن ثباتنا في المسيح ومعرفتنا بالمسيح. ومن يعرف المسيح حقيقة يشبع به أي سيستغنى عن أي شيء آخر. وشهر أمشير يأتي قبل الصوم الكبير مباشرة. وكثيرون من الناس حين يقترب الصوم يشعرون بأنه ستأتي أيام يجوعون فيها ويعطشون، ولكن الكنيسة تضع أمام أولادها هذه القراءات لتقول لهم لا بل ستشبعون بالمسيح.
بذلك تحدثنا القراءات في شهر أمشير عن الشبع بالمسيح.
وهناك من يتصور أن الشبع بالمسيح معناه أن تكون عطايا المسيح المادية له عطايا كثيرة، من أموال ومراكز وصحة... إلخ. وهؤلاء يعاتبهم السيد المسيح في إنجيل الأحد الأول قائلًا "تطلبونني لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم". فأعداد لناس الذين تجمعوا حوله ازدادت جدًا بعد معجزة الخمس خبزات، فعاتبهم المسيح وكأنه يقول.. هل جئتم تطلبونني أنا لشخصي أم لأجل الخبز؟
ومازال المسيح يعاتب أولاده.. هل تقفون للصلاة لتطلبونني، ولتعرفونني وتفرحون بي وبحبي لكم، أو هل تقفون أمامي في الصلاة لأجل طلباتكم المادية فقط؟ فالكنيسة في الأحد الأول تضع شعبها أمام هذا التساؤل، ما هو الهدف الحقيقي لعلاقتك مع المسيح.. هل هو معرفة شخص المسيح أم طلب عطايا المسيح؟
والكنيسة في الأحد الثاني تقدم لنا المسيح القادر على إشباع كل احتياجاتي، لكن ما هي احتياجات الإنسان؟ فالإنسان ينبغي أن نعلم أنه جسد ونفس وروح والجسد يشبع بالطعام، والنفس تشبع بالعواطف كالحب، والروح لا تشبع سوى بالله فهي نفخة من الله. والمسيح في معجزة الخمس خبزات أشبع الجموع بطعام مادي ولكن القادر أن يشبع البطون، هو أيضًا قادر أن يشبع النفس والروح.
وفى الأحد الثالث نسمع عن كيفية الشبع؟ كيف يشبعنا المسيح؟
المسيح يختلف عن البشر، فالأب الجسدي يأتي بالطعام لأولاده فيأكلوا ويشبعوا، أما المسيح فيعطينا نفسه لنشبع به إذ قال "أنا هو خبز الحياة" فهو أعطانا جسده ودمه في سر الإفخارستيا مقدمًا نفسه كسر شبع حقيقي للنفس، والنفس الشبعانة تدوس العسل. من اكتشف شخص المسيح في علاقته معه في المخدع، لن يعود يشبع بكل ما في العالم من ملذات، بل سيدوس كل شيء ويحسبه نفاية (فى8:3). هنا بولس إذ عرف المسيح واكتشف محبة المسيح التي تحصره (2كو14:5) حسب كل الأشياء نفاية. من عرف لذة العلاقة مع المسيح (اللؤلؤة كثيرة الثمن) سيمضى ويبيع كل اللآليء، أي لن يعود لكل ملذات العالم أية قيمة عنده.
وتطبيقًا لهذا نسمع في الأحد الرابع عن قصة زكا الذي إذ دخل المسيح بيته هانت أمواله عليه، أمواله التي ظل كل عمره يجمعها صارت رخيصة في نظره. وحينما يدخل المسيح لحياتي يكون لي سر شبع وفرح ولذة وتعزية حقيقية تسندني في التجارب، وحب غير غاش.
هذا الأحد الرابع يسبق الصوم مباشرة، فلو عشنا متتبعين فكر الكنيسة طوال شهر أمشير، بجهاد في المخدع لاكتشاف شخص المسيح المشبع، يأتي الصوم علينا، ويصبح سهلًا أن نترك الطعام والشراب بعد أن اكتشفنا اللذة الحقيقية. أضف لذلك أن الصوم سيساعد على التحليق في السمائيات، فالجسد (المثقل) يشتهى ضد الروح (غل17:5) ويعوقها. ويصبح الصوم فرصة شبع بالمسيح وليس جوعًا وحزنًا. من يشبع بالطعام العادي يعود ويجوع أما من يشبع بشخص المسيح فلن يجوع ولن يعطش إلى الأبد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/readings/katamares-sundays/amshir.html
تقصير الرابط:
tak.la/6wkfnvh