(مت24 + مر13 + لو21: 5 - 38 ، 22: 35 - 48)
هنا يتنبأ الرب يسوع أو قل يصدر حُكمًا كديان بإدانة هيكل اليهود. كان كمن ينفض غبار رجليه ضد ذلك البيت وتلك المدينة التي رفضته فتركهم خرابًا (مت10: 14). وهذا ما حدث فقد خربت المدينة والهيكل حتى كان من يرى أثار الخراب يتشكك أن هذا المكان كان به حياة (يوسيفوس المؤرخ اليهودي). ولقد تحدثت كتابات اليهود عن ألام حروب ومجاعات تقع على اليهود، وحالة من الفساد الداخلى لليهود قبل مجيء المسيا، ولكن لم تذكر هذه الكتابات اليهودية أي شيء عن خراب الهيكل أو أن أورشليم سيتم تدميرها. ولكن كانت هناك أصوات قليلة تكلمت عن هذا المصير للهيكل ولكن دون أن يربطوا هذا بمجئ المسيا في مجده. وشبهوا ألام إسرائيل قبل مجيء المسيا بآلام المرأة قبل الولادة. بل تحدثت الكتابات اليهودية عن مجد المسيا المنتظر في الهيكل. وقال آخرون خلال فترة الحصار الأخير بأن الله سينقذ المدينة والهيكل بطريقة إعجازية.
وهذه تحدثت عن مجئ مسيحين الأول هو ابن داود ويأتى ليحكم، والثانى هو رجل حرب وقالوا عنه أنه سيكون من أبناء يوسف، إفرايم أو منسى. وحين يرى المسيح ابن داود هذا المسيح ابن يوسف قد ظهر، يسأل الله أن يعطيه حياة فيعطيها له (مز2). ويقول له الله لقد أعطيتك حياة طلبها لك أبوك داود "حياة سألك فأعطيته" (مز21: 4). وهذا المسيح الثاني بدأ التفكير فيه في القرن الثالث الميلادى. وقالوا أنه المسيح المطعون (زك12: 12) وقالوا فيه تجاديف كثيرة، وأنه سيقتل في حرب جوج وماجوج. وسيرتبط ظهور المسيح ابن داود بتجمع الأسباط العشرة ثانية وعودة إسرائيل ثانية. وستكون هناك حروب كثيرة خاصة بالمسيح ابن يوسف ستنتهى بإستسلامه، وحكم المسيح ابن داود وإنتصاره النهائى. وهنا يظهر مجد إسرائيل وتسير كل الشعوب في نوره. وهم طبقوا كل الألام التي تنبأ بها أنبياء العهد القديم على المسيح بأنها ستقع على المسيح ابن يوسف هذا. ولقد ظهرت وسط اليهود فكرة المسيح ابن يوسف في محاوراتهم مع المسيحيين الذين إستخدموا النبوات لإظهار أنها تنطبق على المسيح الذي صلبه اليهود. وإختلفت أراء الربيين عن فترة المجد لإسرائيل في ظل حكم المسيا، وقالوا 3 أجيال وما هو معنى الجيل فقال البعض ألف والبعض ألفين وصلت حتى 7000 سنة. ووصلت خيالاتهم باللعب بالأرقام فقالوا 40 سنة في البرية واليوم بألف سنة ووصلوا لأرقام خيالية.
أن المسيح يولد ولن يعرف معاصريه "من أين هو" وهذا يؤيد ما جاء في (يو7: 27) ويظهر ويؤدي عمله ثم يختفي لمدة 45 يومًا. ثم يظهر ثانية ليدمر أعداءه "أدوم والقوة الرومانية التي هي الوحش الرابع في نبوة دانيال، وقال بعض الربيين لا بل هم أولاد إسماعيل". ويفدى إسرائيل ويجمعهم من كل أنحاء المسكونة بإعجاز إلى أرضهم بشرط توبتهم. وبحسب المدراش فكل إسرائيلي مختون سيفرج عنه من جهنم ويقوم الأموات بحسب السلطة الممنوحة للمسيا من الله ليقيم الأموات. ويقوم الأموات الذين ماتوا ودفنوا في أرض إسرائيل، هؤلاء يقومون في أرض إسرائيل، ومن مات خارجها يتدحرج بآلام شديدة في ممرات تحت الأرض ليصل إلى أرض إسرائيل ويقوم فيها. المهم أن الكل سيقومون في أرض فلسطين. ويصاحب هذا إعلان بصوت البوق العظيم. ودخلت بعد ذلك أراء مختلطة بأفكار مسيحية. لكننا نجد أفكارا عجيبة عن مجيء المسيا بعضها بتفسير عجيب للنبوات وبعضها لا يدرى أحد مصدرها.
وتقول الكتابات اليهودية عن الدهر الآتي أن كل المقاومة لله ستظهر في حرب جوج وماجوج ويسود الشر في هذه الأيام، وتكون أيام آلام شديدة على إسرائيل. وسيحاول العدو أن يغزو المدينة كإعصار 3 مرات ويفشل وينتهي هذا بدمار كامل للعدو. وتبنى المدينة من جديد. وتتغنى الكتابات اليهودية بمجد المدينة التي تكون مزينة بالذهب والفضة وكل أنواع الجواهر الكريمة. وسترتفع المدينة لمسافة 9 أميال بل تصل حتى إلى عرش الله، وتمتد أورشليم من أريحا إلى دمشق. ويعيش فيها كل اليهود وتكون مأوى وملاذ لكل الأمم. ويعاد بناء الهيكل ويقيم فيه المسيا وسيحتوى الهيكل على المنارة الذهبية وتابوت العهد، والنار التي ستشتعل على المذبح تكون نازلة من السماء. وتتسع إسرائيل إلى الحدود التي أعطاها الله لإبراهيم وقد تمتد لكل الأرض. ويسود ناموس موسى الأمم حتى أنهم يضعوا أهدابًا في ثيابهم. ولكن المسيا سيضع لهم ناموسًا خاصًا. واختلفت الآراء على من سينطبق ناموس موسى القديم وعلى من ينطبق ناموس المسيا الجديد. وستصل وصايا ناموس المسيح إلى 30 وصية بدلًا من 10. وقال البعض أن الأعياد التي ستستمر هي يوم الكفارة وعيد إستير (أو المظال) فقط. وستنتهي الذبائح الدموية ولن يتبقى من الذبائح سوى ذبيحة الشكر فقط. وستلغي تمامًا شرائع الأطعمة الطاهرة والنجسة، فيصبح الكل طاهرًا. وقسم الربيين الأزمنة إلى 3 حقب (ما قبل الناموس - أيام الناموس - أيام المسيا). وستكون أيام المسيا أيام جمال أخلاقي وقداسة وغفران وسلام، ولا أعداء ولا ظلم، ستكون أيام فردوسية في أرض فلسطين (ولم يتكلموا عن السماء) وسيقتطع الملائكة أحجار كريمة لبناء أورشليم طولها 45 قدم وعرضها 30 قدم لتوضع في بوابات أورشليم. والحوائط من ذهب وفضة وأحجار كريمة. وستمتلئ أورشليم أحجارا كريمة وسيكون لكل إسرائيلي الحق أن يأخذ منها ما يشاء. وقالوا ستكون مساحة أورشليم كمساحة أرض فلسطين ومساحة فلسطين كمساحة كل العالم. وكامتداد إسرائيل المعجزي سيكون أيضًا ارتفاعها إعجازي. وستنتج الأرض أفخم أنواع الملابس والمأكولات ويكون ارتفاع القمح كالنخيل، وقال البعض لا بل كالجبال. وتأتى رياح معجزية لتحول الحبوب إلى دقيق يملأ الأودية. وتكون كل شجرة مثمرة، وتثمر يوميا وستلد كل النساء اليهوديات لدرجة أن يكون تعداد كل عائلة كعدد إسرائيل يوم الخروج من مصر. ولن تكون هناك أمراض ولا ما يؤذى ويضر. وبالنسبة للموت طبقوا نبوة إشعياء حرفيا "يُبلع الموت إلى الأبد" (25: 8) وهذا بالنسبة لليهود. أما بالنسبة للأمم طبقوا نبوة إشعياء أن "الصبي يموت ابن 100 سنة" (65: 20). ويطول عمر الأمم جدًا ولكنهم يموتون في النهاية، أما اليهود فلا يموتون. وكل ما خسره البشر بسبب الخطية يستعيدونه ثانية. وتكون أورشليم عاصمة العالم ومكان إقامة المسيا. وتأخذ إسرائيل مكان الوحش الرابع في نبوة دانيال أي الدولة الرومانية. وستنتهى الدولة الرومانية ليحل مكانها حكم المسيح. وقالوا أن الدولة الرومانية الشريرة خرجت للوجود بسبب خطية إسرائيل، ووجدت أصلًا يوم تزوج سليمان من بنت فرعون (في هذا اليوم نزل الملاك غبريال من السماء وأخذ قشة من المحيط وزرعها في طين البحر وعلى هذه وجدت مدينة روما) وأن رومولوس وريموس [رومولوس هو الذي أسس مدينة روما وتسمت المدينة على إسمه] ظهرا يوم أقام يربعام هياكل العجول في بيت إيل وفي دان في الشمال. ولذلك إستُبْدِل حكم داود بالخضوع للأمم بسبب الخطية. وظل قبول الأمم في مملكة المسيا متضارب عند الربيين فمنهم من قال يدخلون كمهتدين، ومنهم من قال سيظلوا مرفوضين وسينضموا لأعداء إسرائيل في الحرب النهائية. وهذه الحرب النهائية تبدو أنها إمتداد لحرب جوج وماجوج وستنهى عصر المسيا. وكل الأمم الذين خضعوا للمسيا سيتمردوا عليه، ولكنه سيدمرهم بنفخة فمه ولن يوجد على الأرض سوى إسرائيل. ومدة التمرد هذه ستستمر 7 سنوات. والفكر الغالب أن إسرائيل وحدها هي التي ستقوم بعد ذلك وبالذات من الأتقياء والدارسين ليبدأ حكم المسيح. وقالوا أنه حتى لو قام الأمم فإنهم سيموتون ثانية.
ثم تبدأ الدينونة وهنا أيضًا نجد تمييز واضح بين اليهود والأمم في الدينونة. فتكون فترة جهنم لليهود الأتقياء فترة تطهير، بينما في جهنم يعامل الأمم معاملة قاسية جدًا فهم أشرار هراطقة خطاة، ومعهم خطاة اليهود (مثل فكرة المطهر عند الإخوة الكاثوليك)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويكون الحكم النهائى في وادى يهوشافاط، ويكون أمام الله والسنهدريم السمائى المكون من شيوخ إسرائيل. وبعد الحكم النهائى يبدأ تجديد الأرض والسماء. وهناك لن يوجد روح الشر (ييسترهارا) الذي كان يدفع الإنسان ليختار الشر، فهذ سيتم تدميره. وتعود الأرض للحالة الفردوسية الكاملة ويبدأ الدهر الآتى. وإختلفت الأراء هل سيكون في الدهر الآتى متع جسدية. ونجد في رد المسيح على الصدوقيين وقوله أنه لا زواج في السماء بل نكون كملائكة الله - ردا على الأفكار السائدة في ذلك الوقت عن الملذات الحسية في السماء. فقالوا أن هناك وليمة عظيمة يعدها الله لهم من لحوم لوياثان وبهيموث وغيرها... وهى معدة للأبرار. ومن جلود لوياثان تصنع للأبرار خيام وعقود وسوار لأعلى الذراع. وقال البعض أن أورشليم الجديدة مصنوعة في السماء وستنزل لنا على الأرض وفي وسطها الهيكل ويستعيد هارون مكانه فيه.
وفي ضوء كل هذه الأفكار اليهودية المتضاربة والمادية والخيالية
كان سؤال التلاميذ للمعلم عن الأحداث الأخيرة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/holy-week-day-3d.html
تقصير الرابط:
tak.la/98yxdfy