(مت19: 30 - 20: 16 + مت21: 28 - 32 + مت21: 33 - 46 + لو21: 33 - 46 + مر12: 1 - 12 + لو20: 9 - 19 + مت22: 1 - 14)
قال الرب عدة أمثال في هذا اليوم نذكر هنا أربعة منها وهى موجهة للفريسيين والشعب الموجود. وثلاثة آخرين في الفصل السابع وهذه الأخيرة موجهة للتلاميذ. وهى أمثال تخص النهاية والدينونة.
في عقب قصة الشاب الغنى (مت19: 16 - 29) قال بطرس للرب "ها قد تركنا كل شيء وتبعناك".. كأنه يطلب المكافأة على ذلك. وواضح أن بطرس لم يكن فاهما حتى هذه اللحظة سوى موضوع المكافأة الأرضية في مقابل ما عمله، بينما هو قد سمع الرب يقول أنه لا يجد أين يسند رأسه. والسيد في محبته لم يجب عليه بما حصل عليه وسيحصل عليه. ولكن خاف الرب على التلاميذ أن يرتدوا للفكر الفريسي في رفض الخطاة كما رفض الفريسيين العشارين التائبين. وكما رفض الابن الأكبر أخيه الضال حينما عاد. وأعطى الرب مثل الفعلة في الكرم ليشرح قوانين الملكوت الجديدة. والمبدأ البسيط الذي وضعه الرب في هذا المثل أنه وإن كان لا يضيع أجر كأس ماء بارد، لكن لا يجب أن نحيا كالفريسيين في بر ذاتى ونتوقع المكافأة على كل عمل نقوم به. ولا يجب أن نتوقع أنه كلما زاد عملنا ستزداد المكافأة، أو بمعنى أننا نتصور أن المكافأة تكون بحسب رؤيتنا وحكمنا، أو أننا نحن الذين نُقَيِّم عملنا. ولذلك بدأ الرب بقوله "كثيرين أولون يكونون آخِرين، وآخِرون أولين". وهذه الآية تشرح لماذا كان المثل. ولاحظ أن الرب لم يقل أن كل أول سيكون آخِرًا وكل آخِر سيكون أولًا، لكنه قال كثيرين. ولذك فلا معنى لإحتجاج أحد أو إعتراضه لأنه حصل على أقل مما توقع. ونتيجة لعدم فهمنا تمامًا لطبيعة علاقة الله بنا لن يخرج منا سوى الكبرياء الروحي أو التذمر أو مشاعر خاطئة تجاه الآخرين - حين نُقيِّم نحن عملنا والمكافأة التي حصلنا عليها، مع عمل الآخَرين وما حصلوا عليه. وببساطة يكون معنى المثل أننا يجب أن لا نتذمر على الله لو وجدنا الله يعطى آخَر نصيبا أكبر منا مع أننا عملنا أكثر منه. العمل ليس هو مقياس عطايا الله لنا.
خرج صاحب الكرم (الرب) ليبحث عن فعلة لكرمه (ملكوت الله)، وهو خرج بنفسه وخرج فجرا ولم يرسل خداما من عنده، دليلا على إهتمامه بهذا العمل. وإتفق مع بعض الفعلة للذهاب إلى كرمه على أن يدفع لهم دينارا في اليوم، وكانت هذه أجرة العامل في اليوم، ويوم العمل عند اليهود يبدأ من الصباح الباكر حتى غروب الشمس. والمعنى أن صاحب الكرم أخبرهم أنه سيدفع لهم المبلغ الذي يرجوه العامل. وفي الساعة الثالثة خرج صاحب الكرم وإستأجر مجموعة أخرى لأن هناك أعمالا كثيرة مطلوبة في الكرم. ولم يقل لهم سأعطيكم دينارا بل قال "أعطيكم ما يحق لكم" وربما تصور هؤلاء الذين لم يبدأوا باكرا أنهم لا حق لهم في أن يتفاوضوا على الأجر ولكن هم وثقوا في كلمة صاحب الكرم وعدله وكرمه. وتكرر هذا حتى الحادية عشرة. ونلاحظ أن عدم ذهاب الفعلة للعمل ليس ذنبهم، بل هم لم يستأجرهم أحد، أو ربما لأنهم لم يكونوا موجودين في السوق الذي يوجد فيه الفعلة (الكنيسة حظيرة المسيح الراعى الصالح). وهؤلاء الآخرين واضح أنهم الأمم وأيضًا هم العشارين والزوانى التائبين. هؤلاء قضوا جزءا كبيرا من حياتهم بعيدا عن السوق. ولكنهم حينما وُجِدوا وإستأجرهم صاحب الكرم لم يرفضوا العمل وذهبوا ليعملوا حتى بدون وعد من صاحب الكرم بأجر معين، وبالرغم من صحتهم التي ضعفت بفعل السن إذ دخلوا كبارا. ونلاحظ أيضًا إهتمام صاحب الكرم بكرمه وخروجه عدة مرات للبحث عن فعلة للكرم.
وحينما إنتهى العمل مساء طلب صاحب الكرم (الله) من وكيله (المسيح) أن يعطى الفعلة أجرهم وإبتدأ من الآخِرون فأعطاهم دينارا -وهذا جزء مهم من المثل- فهو لو بدأ بالأولين لكانوا أخذوا الدينار وإنصرفوا راضين فهكذا كان الإتفاق، أو لو بدأ بالأولين وإستمروا موجودين ورأوا أن الآخِرين أخذوا مثلهم فكل ما سيحدث هو مشاعر حقد على الآخرين. ولكن المقصود من المثل ليس معالجة مشاعر الحقد وخلافه. لكنهم حينما رأوا الآخِرين يأخذون دينارًا ظنوا أنهم يأخذون أكثر منهم فلما أخذوا الدينار المتفق عليه إعترضوا. ونلاحظ أيضًا أن فعلة الساعة الثالثة والسادسة... لم يعترضوا فصاحب الكرم لم يتفق معهم على شيء، بل هم أخذوا أكثر من حقهم فهم بدأوا العمل متأخرين. ومن إعترضوا هم الأولين الذين بدأوا العمل باكرًا وثارت فيهم شراهتهم للمزيد عن الاتفاق لما رأوا الآخِرين يأخذوا دينارًا، وتصوروا أنهم سيأخذون نصيبًا أكبر. وهذا بالضبط هو المقصود بالمثل - أن لا نُقَيِّم نحن ما نستحقه عن عملنا ولكن الله في سخائه يعطى بحسب نعمته أكثر مما نظن أو نفتكر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
ومن ناحية العدل فالقضية في صالحهم، فهنا حدث تساوى بين من عمل باكرا مع من جاء مساء. ولكن ألم يتفقوا مع صاحب العمل على دينار وها هم أخذوا حقهم فلماذا الإعتراض؟ وهذا الدينار هو أجرة العامل في اليوم وهم عملوا يوما فلماذا الإعتراض؟ فمن ناحية أخرى للعدل فهم أخذوا حقهم الذي إتفقوا عليه.
لكن لننظر للموضوع من وجهة نظر من أتى متأخرا، فهؤلاء لم يتفاوضوا على أجرة ولم يتفقوا على شيء، وربما ظنوا أنهم لن يحصلوا على شيء يذكر، لكنهم أتوا واضعين أمام عيونهم كرم ورحمة ومحبة هذا السيد صاحب الكرم. وكما آمنوا هكذا كان، إذ كان السيد كريما جدًا معهم وأعطاهم أكثر مما يستحقون. ولاحظ قول السيد "فإنى أريد أن أعطى هذا الأخير مثلك" فهنا تشديد على أرادة السيد في العطاء بل سعادته بذلك، وهذا السيد لم يقتطع شيئا من الذين أتوا مبكرا في الساعة الأولى. هو لا ينسى أجر كأس ماء بارد. ولكن سرور السيد بالعطاء فهذا ما يسمى النعمة. السيد يعطى ليس بحسب الأعمال والإستحقاق بل بحسب محبته ورحمته. وهنا نرى الفرق بين اليهودية والمسيحية. فاليهود يفهمون أن الله يعطى بحسب الإستحقاق، أما المسيحية فتفهم أن عطايا الله ليست بحسب الإستحقاق بل بمقتضى النعمة وهذا هو ما علم به بولس الرسول "الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي اعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الازمنة الازلية" (2تى 1: 9) + "لا باعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى3: 5). وهذا ما حدث في قبول الأمم وثورة اليهود على ذلك. وهنا نرى أولون صاروا آخِرين وآخِرون صاروا أولين. وأما عن الملكوت (الكنيسة) فهناك دائما عمل لكل واحد، مع كلمة عتاب بسيطة من السيد "لماذا وقفتم ههنا كل النهار بطالين". والسيد يظل يدعو الكل للعمل حتى آخر لحظة ويتسائل - "لماذا تظل بطالا بلا عمل، ما زال هناك فرص عمل للكل". وهو سيعطى أكثر مما نظن أو نفتكر بحسب نعمته (أف3: 20). الله هو إله الجميع يهود وأمم وهو لا يدفع أجرة بل يعطى بمحبة "وبسخاء ولا يعيِّر".
وكما رأينا من قبل أن الرب يسوع يستخدم أمثالًا من واقع ما يفهم اليهود ولكنه يعطيها الفكر المسيحي الصحيح. فاليهود إستخدموا أمثلة مشابهة - وقالوا إذا إستأجر أحد عاملا دون الإتفاق على أجر سيحاسبه بحسب أجور بقية العمال، أي كما يحاسب الباقين. وقال البعض من الربيين أن صاحب العمل يحاسب هذا الشخص بحسب أقل أجر من أجور العاملين في المكان. ولكن معظم الربيين قالوا بل سيحاسبه على متوسط أجور العاملين أي أن ما يأخذه هذا العامل هو متوسط أعلى أجر وأقل أجر من أجور العمال - أما مثل المسيح هنا فهو شيء آخر تمامًا. ومثل آخر لأحد الربيين الذي توفى شابا صغيرا في سن 28 سنة. وعرفوا أنه في نعيم بالرغم أنه عمل عملا لمدة قصيرة. فقالوا هذا يشبه ملكا إستأجر عمالا لكرمه، ووجد عاملا صغيرا أعجبه عمله فإصطحبه معه في الدخول والخروج. فلما أتى وقت الحساب أعطاه كالآخرين الذين عملوا كل اليوم. فتذمر هؤلاء وقالوا أن هذا لم يعمل سوى ساعتين. وكان رد الملك لكنه بمهارته أنجز في الساعتين نفس ما عملتموه كل اليوم. وكان هذا إشارة لمميزات هذا الرابى. ملخص الفكر اليهودي أن عطاء الله بحسب العمل. ومثل الرب هنا معناه أنه يعطى بمقتضى نعمته.
ملخص التعاليم التي في المثل:-
1. هدف المثل أن الرب أراد أن لا يكون لتلاميذه الفكر الفريسي فيرفضوا الخطاة، وأن يطالبوا بأجر عن كل عمل أو خدمة يقدمونها للملكوت.
2. الفكر اليهودي أن عطاء الله بحسب العمل وبحسب الإستحقاق، أما في المسيحية عطاء الله بحسب محبته ورحمته وهذا ما نسميه النعمة. بل أن الله يُسَّر بأن يعطى - لذلك فعطايا الله أكثر مما نظن أو نفتكر.
3. أصحاب الساعة الحادية عشر (العشارين والزناة الذين أضاعوا حياتهم في الخطية لكنهم أتوا أخيرا) ظنوا أنهم غير مستحقين لكنهم في رحمة الله وسخاءه في العطية أخذوا كثيرًا من نعمته. وهذا منطق كنيستنا التي لا تكف عن ترديد "كيريي ليسون" بشعور حقيقى من عدم الإستحقاق.
4. الله لا ينسى كأس ماء وسيكافئ عليه. وهذا معنى أن أصحاب الساعة الأولى حصلوا على أجرهم.
5. لا يجب أن نتوقع مكافأة معينة جزاء كل عمل نقوم به. ولا يجب أن نتوقع أن تكون مكافأتنا بحسب تقييمنا، فإن حصلنا على أقل مما نتوقع تذمرنا على الله. هذه ليست طريقة تعامل أبناء مع أبيهم.
6. [ولهذا عاتب الرب كهنة العهد القديم على هذه النقطة أي توقع أجر مادى على كل عمل يقومون به "من فيكم يغلق الباب، بل لا توقدون على مذبحى مجانا" (ملا1: 10). مجانا عائدة على غلق الباب وتقديم الذبيحة، وكلمة مجانا تكررت فعلًا في الترجمة الإنجليزية القديمة KJV. والمعنى أنهم يطالبون بأجر على كل خدمة يقدمونها مهما كانت تافهة كغلق الباب. وهذا فكر العبيد في منازل سادتهم وليس فكر الأبناء في بيت أبيهم، هو فكر الأخ الأكبر للإبن الضال].
7. هناك عمل لكل واحد في الكنيسة، وهناك أعمال كثيرة، والكل مدعو، والله مهتم بالعمل، ويخرج طول النهار يبحث عن عمال لكرمه. ويدعو الجميع حتى آخر لحظة. وسيقبل حتى من يأتي متأخرا، وربما يوجه له كلمة عتاب رقيقة.
الابن الذي أجاب بأدب زائف يمثل الفريسيين في ريائهم يقولون ولا يعملون. ورفضوا دعوة المعمدان. أما الزناة والعشارون قبلوا دعوة المعمدان وتابوا فسبقوا الفريسيين الذين رُفِضوا من المملكة.
المثل السابق تكلم عن رفض الفريسيين للمعمدان. أما في هذا المثل (وقارن مع إش5) نرى تسامح صاحب الكرم وطول أناته مع الكرامين الأردياء زمانا طويلا. فبعد رفضهم للمعمدان تزايد شرهم ونجدهم يقتلون الابن. وهنا يُنزع منهم الكرم إشارة لرفض إسرائيل كلها. والكرامين الأردياء هنا يشيرون لرؤساء الكهنة، والكهنة ورؤساء الشعب والفريسيين. وكانت العادة أن يُسَلِّم صاحب الكرم كرمه لكرامين يعملون فيه، ويحصل هؤلاء الكرامين على ثلث المحصول أو ربعه في نظير عملهم كأجر لهم، ويحصل صاحب الكرم على باقى المحصول. ويشير المثل لأن الله سلَّم شعبه إسرائيل لكرامين هم رؤساء الكهنة والكهنة ورؤساء الشعب. وطالب هؤلاء بثمار من شعبه هي شعب تائب. ولكن هؤلاء الرؤساء إعتبروا الكرم ملكا خاصا لهم يستغلونه لمصلحتهم. فأهانوا الأنبياء الذين أرسلهم الله وقتلوا بعضهم. فأطال الله أناته وأرسل لهم أخيرا المعمدان = أكثر من الأولين. وأخيرا أرسل ابنه وهنا قرروا قتله ليصير الكرم ملكا لهم إذ شعروا أن هذا الابن يريد ميراثه أي كرمه. وكان هذا سبب صلب المسيح - حسدهم له إذ إلتف الشعب حوله فخسروا مكاسبهم المادية التي كانوا يحصلون عليها من الشعب - وهكذا فهمها بيلاطس (مر15: 10).
هناك مثل قيل في التلمود مشابه لمثل الرب ولكن مع فارق كبير. فالمثل اليهودي كان عن ضرورة الإستعداد الدائم للعالم الآتى. فقالوا ملك دعا الناس لحفل عشاء عرس، وكان أن أناسا لبسوا وتزينوا وجلسوا بجانب قصر الملك، وأناسا ذهبوا لأعمالهم متصورين أن هناك وقت للإستعداد. وكانت دعوة الملك فجأة ودخل المستعدون (وهنا هم الملتزمون بتعاليم الربيين). وهؤلاء جلسوا يأكلون ويشربون على مائدة الملك، والآخرين وقفوا في حسرة خارجًا في جوع وعطش.
وهناك مثل آخر من المدراش عن ضرورة أن نسلم الروح لله حين نفارق الجسد في حالة من النقاوة كما سلمها لنا الله (ولاحظ هنا عدم وجود فكر الخطية الأصلية التي ولدنا بها في الفكر اليهودي كما شرحها بولس الرسول في رسالة رومية). ويقول المثل أن هناك ملك سلم عبيده ثيابا إئتمنهم عليها فمنهم من إحتفظ بها في حالة نظيفة، ومنهم من لبسها خلال عمله فإتسخت. ومن إحتفظ بثيابه نظيفة، فهؤلاء فرح بهم الملك وأخذ الثياب ووضعها في مخزن وهم ذهبوا لمنازلهم في سلام. أما الآخرون فعاقبهم الملك إذ وجد ملابسهم قد إتسخت وألقاهم في السجن ليعاقبوا على ما فعلوه ويكفروا عن أخطائهم.
وواضح الخلاف بين مثل الرب يسوع والأمثلة اليهودية. فالمدعوين الأصليين في مثل الرب يسوع كانوا هم المختارين الذين يستحقون هذه الدعوة (اليهود) ولكنهم رفضوا، فتم دعوة من كانوا غير مستحقين (الأمم). أما التشابه فهو في أن الملكوت مُصَوَّر في الأمثلة اليهودية وفي العهد الجديد على أنه وليمة فرح وعرس، ولكن هنا في مثل الرب يسوع هي وليمة يقيمها الملك لإبنه. وبالتالي يكون الابن الوارث أي المسيح هو المحور الذي يدور حوله المثل. ونلاحظ في المثل أن الملك لم ييأس وظل يرسل لهم رسلا بل حتى الآن هو يرسل وهم يرفضون.
[ونلاحظ أن الملك طرد من لم يكن عليه ثياب العرس هذه التي نلبسها بالمعمودية ثم ندخل إلى العرس أي الكنيسة الآن إستعدادا لوليمة عرس ابن الملك في أورشليم السماوية (رؤ19: 9). ويجب أن نحافظ عليها، وإن إتسخت بالخطية فبالتوبة تعود لنا الحلة الأولى (لو15: 22)].
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/holy-week-day-3c.html
تقصير الرابط:
tak.la/jym9g76