St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   bible-history-edersheim-1
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تاريخ العهد القديم للعلامة ألفريد إدرشيم: الجزء الأول: عالم ما قبل الطوفان وتاريخ رؤساء الآباء الأولين - القمص أنجيلوس المقاري

5- الفصل الخامس: الفساد العام للإنسان - الإعداد للطوفان (تك6)

 

الفصل الخامس

الفساد العام للإنسان - الإعداد للطوفان (تك6)

 

إنه حدث جدير بالملاحظة أن كل الأمم تحتفظ في تقاليدها بأخبار عن الطول غير العادي الذي بلغته الحياة البشرية في البدء. ويمكننا أن نفهم أن معرفة مثل هذه الحقيقة سوف يتم تسليمها عبر الأجيال بسهولة. لكن يجب علينا أن نتذكر أنه قبل الطوفان أحوال وظروف العافية والبنية الجسدية والطقس والتربة والتغذية كانت مختلفة تمامًا عن تلك التي عليها يعتمد فترة الحياة الحاضرة. لذلك يستحيل المقارنة بين الاثنين، لأن أهم كل الأسباب هو أنه ليس لدينا معرفة كافية عن الحالة البدائية للأمور والأشياء.

لكن هذا ما يمكن أن نراه بوضوح، أن مثل هذا الطول للحياة كان ضرورة مطلقة لو كان للأرض أن تعمر بسرعة بالناس وللمعرفة أن تتقدم وفوق كل هذا لعبادة الله والإيمان في ذلك الوعد من جهة المخلّص الذي تم الإعلان عنه أن يستمرا. وكما كان، أمكن لكل جيل أن يسلم لنسله وذريته الأبعدين كل ما تعلمه أثناء قرون بقائه في الحياة.

لهذا كان آدم حيًا ليخبر بقصة الجنة والسقوط ولترديد كلمات الوعد التي سمعها من فم الرب شخصيًا عندما ولد لامك، وإن كان لا أحد من الآباء الأولين أمكنه أن يعيش ليرى البدء في بناء الفلك والذي حدث في سنة 1536 من بدء الخليقة، لكن لامك لم يمت إلا قبل خمس سنوات من الطوفان، وأبيه متوشالح -الذي يُعتبر أكثر إنسان عاش طويلًا على الأرض- مات في نفس سنة الطوفان.

St-Takla.org Image: Methuselah - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493. صورة في موقع الأنبا تكلا: متوشالح - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

St-Takla.org Image: Methuselah - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493.

صورة في موقع الأنبا تكلا: متوشالح - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

فلو حاولنا أن ندرك مدى غزارة المعلومات -حتى في أيامنا هذه حيث التواصل والتمدين وسبل المعرفة قد تطورت وتقدمت جدًا- التي يمكن أن نقتنيها من التحادث والتواصل الشخصي مع اللاعبين الأساسيين في الأحداث العظيمة، سنفهم أهمية طول عمر الإنسان في العصور الأولى لجنسنا البشري.

لكن من ناحية أخرى كان من المستحيل إفساد هذه الفترة الطويلة للحياة باستخدامها أيضًا لأغراض شريرة. الحدوث النادر للموت بأهواله عبر قرون طويلة، سيميل لمزيد من عدم الإحساس للضمير، والعشرة الطويلة مع الأشرار سوف يغذي نمو وتقدم الفساد والشر، والتأخير غير المحدد ظاهريًا للحكم بالدينونة أو الخلاص والنجاة سوف يقوّي عدم الإيمان الوقح للمستهزئين.

كون هذا كان الحال يظهر من مضمون نبوة لامك، من وصف حالة الأرض في زمن نوح، وعدم إيمان معاصريه، ومن مقارنة الرب يسوع بين أيام نوح وبين أيام مجيء ابن الإنسان (مت 24: 37-39؛ لو 17: 26)، عندما بحسب تعبير بطرس الرسول: [3- عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلًا: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ،. 4- وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ هَكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ». (2بط 3: 3-4). ].

وصل فساد البشرية إلى ذروته عندما زالت الفروق بين أبناء شيث وقايين بالتزاوج بين الفريقين وذلك من دوافع شهوانية. فنحن نقرأ:[1- وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ. 2- أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. (تك 6: 1-2). ]. ففي ذلك الوقت يلزم أن الأرض صارت معمورة إلى حد بعيد بالناس، ويمكن وصف حالتها من الكلمات التالية: "وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ" (تك 6: 5).

هذا يعني فساد كلي لطبيعتنا أكثر مما يمكن أن نصفه الآن، ويشير إلى انتشار سائد لخطية علنية ووقحة وعصيان ضد الله حدث بسبب توقف الفصل الذي كان حادثًا بين أبناء شيث وقايين. وباستثناء نوح لم يكن أحد في ذلك الجيل "يدعو باسم الرب"، "كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ"، "هَؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ". وباختصار كانت الفترة فترة عنف وظلم وجبروت ضد الحق، فترة سلب ونهب وعدم إيمان عام بالوعد.

ومع الانطفاء الفعلي لإيمان وعبادة أبناء شيث لم يعد هناك رجاء باقي بعد وذلك الجيل تطلب الأمر محوه تمامًا بالدينونة والحكم عليه. ولكن، مع أنه ليس فقط عدل الله بل أيضًا أمانته لوعده الكريم تطلبت هذا، فإن رأفة الله ظهرت في تعبيرات كهذه: "فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ"، فحزنه جعله يتألم قلبيًا، فالتعبير الأول يشرحه الثاني.

وعندما نقرأ أن الله حزن وتأسف، هذا يرجع فقط إلى طريقة كلامنا البشري لأن لا شيء حدث صدفة أو لم يكن الله يعرفه بعلمه السابق. إنما هو تعبير يضع أمام أذهاننا حزن المحبة الإلهية على خطايا الإنسان، وبحسب تعبير أحدهم: "إنه عندما تسيء الخطايا المرعبة للإنسان الله، فهذا ليس معناه سوى أنه كما لو أن قلبه قد جُرح بفعل الحزن الشديد".

والنتيجة هي أن الله أعلن قائلًا: "أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ.". والآخارى تم ذكرهم نظرًا للارتباط الخاص للخليقة مع الإنسان بكونه سيدها، الأمر الذي جعلها تتورط في الهلاك والعقوبة التي حلّت بالإنسان.

لكن قبل تنفيذ هذا الحكم بوقت طويل أعلن الله: "لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ" أي لا يسكن بينهم، "لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ" هو صار كليًا شهواني وشيطاني، "وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً"، أي سيُمنح له مهلة إضافية 120 سنة على سبيل الرحمة قبل أن تنفجر ضده الأحكام النهائية بالقصاص. ولقد كان طوال هذه السنوات المائة والعشرين أنه "كانت أناة الله تنتظر" بينما كان نوح يبني الفلك "الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء" (1بط 3: 20). لأنه بالنسبة للفساد العام لذلك الجيل لم يكن هناك سوى استثناء واحد متمثل في نوح.

لا يحتاج الأمر أكثر من أن نضع ببساطة معًا الملاحظات التي وردت عن نوح في الترتيب الذي وضعه الكتاب: "وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ"، وأيضًا "كَانَ نُوحٌ رَجُلًا بَارًّا كَامِلًا" مثلما تعني الكلمة العبرية وتتضمن كان هو روحيًا مستقيمًا وخالصًا وكاملًا داخليًا، كان هو إنسان له هدف وحيد "فِي أَجْيَالِه" أي بين معاصريه. وأخيرًا "وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ"، وهذا التعبير هو نفس التعبير الذي جاء في حالة أخنوخ.

وذكر أنه وجد نعمة في عيني الرب يسبق الكلام عن كونه بار، الأمر الذي يصف سمته الأدبية تجاه الله، بينما هذا البر كان أيضًا حاصل استقامته الروحية الداخلية، أو ما يمكن أن نسميه في النور الأوفى للعهد الجديد بكونه قلب تجدد بفعل الروح القدس. وتم تكميل وتلخيص كل شيء بكونه سار مع الله مثل أخنوخ. مقولة أن نوح وجد نعمة هي مثل بزوغ الشمس في السماء بعد انحسار العاصفة.

ثلاث مرات يكرر النص المقدس أن الأرض فسدت ويضيف أنها امتلأت بالظلم، كما لو أن عين الرب الساهرة التي تتطلع إلى الأرض كانت تفحص وتمتحن بني البشر وكان يتمهل من باب الشفقة عليها قبل أن يسمح بنزول أحكامه عليها. بل وليس هذا كل ما في الأمر. بل أيضًا: "حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ -لمدة مائة وعشرين سنة- إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى" وأثناء هذا الوقت بالذات يلزم أن نوح "كارزًا للبر" (2بط 2: 5).

فبناء الفلك ابتدأ عندما كان عمر نوح 480 سنة، قبل ولادة أحد من بنيه الثلاثة سام وحام ويافث، وبالضبط قبل عشرين سنة من ولادة سام. هكذا الإيمان العظيم لنوح ظهر ليس فقط في بناء الفلك في وسط جيل مستهزئ وغير مؤمن، وذلك على خلاف كل احتمال وتوقع بشري بوجود احتياج لمثل هذا الفلك بالمرة لمدة مائة وعشرين سنة قبل الاحتياج الفعلي له، بل أيضًا بتهيئة موضع لبنيه وزوجات بنيه، بينما كان هو شخصيًا لم ينجب بعد!

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وفي الواقع كلما حاولنا أن ندرك الظروف والملابسات المحيطة، كلمات ظهر لنا بصورة أعظم الإيمان الثابت وغير المزعزع لرئيس الآباء نوح. الكلمات التي بها أعلن الله قصده كانت هذه: " فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: "نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي" وهذه تعني بحسب تفسير البعض: "الحد الأقصى للفساد البشري بلغ ذروته"، "لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ ظُلْمًا مِنْهُم"، بمعنى الظلم الصادر منهم، "فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ". نوح وأسرته فقط تم حفظهم وذلك بواسطة فلك، والتعبير المسُتخدم هنا للفلك لم يحدث سوى مرة أخرى وحيدة عند الإشارة إلى سفط البردي الذي به خلص موسى من قتل فرعون له (خر 2: 3-5).

كان لنوح أن يبني فلكه "مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ" وأن يطليه "مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ". وأطواله تكون هكذا: "ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ وَثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُه". وبحسب ما تتضمن الكلمات العبرية كان هناك حول قمة الفلك بحوالي ذراع أسفل السقف فتحات للهواء وللضوء، أي شبابيك بلغتنا الحديثة، واقترح البعض أنها من مادة تشبه الزجاج تم حشرها هناك. ويبدو أنه كانت توجد أيضًا طاقة (شباك) منتظمة الأبعاد تم الإشارة إليها فيما بعد بصفة خاصة (تك 8: 6).

وكان للباب أن يُعمل في جانب الفلك ويتم ترتيبه في طوابق ثلاث مخصصة للحيوانات في الفلك وتخزين الطعام. لأنه كان على نوح أن يُدخل معه في الفلك من كل ما هو حي، سبعة أزواج من البهائم الطاهرة وزوج واحد من غير الطاهرة.

لذا عند مجيء الوقت المحدد، سيجلب الله طوفان مياه على الأرض ليفني كل جسد فيه نسمة حياة من تحت السماء، لكن مع نوح سوف يقيم ميثاقه معه (تك 9: 9)، بمعنى أنه ينفذ به قصده بعهد النعمة، والذي كان له أن يثمر بميلاد الفادي. بناء على ذلك نوح وزوجته وأبنائه كل واحد وزوجته -لأن هنا لا يوجد أثر لتعدد الزوجات- كان لهم أن يدخلوا في الفلك ويتم الاحتفاظ بهم أحياء طوال الهلاك العام لكل من حولهم.

لقد تم إضاعة الكثير من الجهد بلا داعٍ في حساب الأماكن في الفلك...(3)، لأن السفر الذي يضع أمامنا تاريخ ملكوت الله لا يشبع مطلقًا فضولنا على مسائل عاطلة وباطلة. لكن عن هذا يمكننا أن نكون متيقنين تمامًا أن الفلك الذي هيأه الله كان حرفيًا وبكل معنى كافي تمامًا للمقاصد المطلوبة منه، وأن هذه المقاصد تحققت بالكامل، مع العلم أنه لم يكن مخصصًا للملاحة البحرية بل كان بالأساس كمخزن متحرك إذ لم يكن له سواري ولا دفة ولا شراع وأرضيته كانت منبسطة، وكان يشبه صندوق ضخم طافي على وجه المياه.

ولإظهار مدى ملائمة أبعاده للتخزين يمكننا أن نذكر أن رجل هولندي يُدعى بيتر جانسين Peter Jansen بنى في عام 1604 م سفينة بنفس الأبعاد بالضبط (وإن كان بالطبع ليس بنفس الأرقام)، فوجد أن حمولتها تتسع أكثر من أية سفينة بالمواصفات العادية بمقدار الثلث. كل المسائل الأخرى المتصلة ببناء الفلك يمكن صرف النظر عنها بكونها لا تستحق مناقشة جادة.

لكن الحقيقة العظيمة الوحيدة التي ستبرز أثناء تلك الفترة هي أن نوح كان يكرز بالبر ويحذر من الدينونة الآتية ولا يزال يُظهر إيمانه نشطًا باستمراره في تهيئة فلك يحتمي فيه. ولتلخيص حياة إيمان نوح، وكرازة إيمانه وعمل إيمانه بكلمات الكتاب، نذكر قول الكتاب: "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ" (عب 11: 7).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(3) نظرًا لأنه في زمن الكاتب لم يكن أحد يعلم شيء عن سفينة نوح فقد تطرق إلى بعض آراء ونقضها بكونها لا يمكن الاعتماد على دقتها لأنها تقديرية فآثرت حذفها، لاسيما وأنني سجلت في معرض شرحي لسفر التكوين (تك 6) أنه تم العثور على سفينة نوح في نهاية الحرب العالمية الثانية وهذا بحسب ما جاء في كتيب "الفلك والطوفان" إصدار كنيسة مار جرجس باسبورتنج ص24-27.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/bible-history-edersheim-1/corruption-of-man.html

تقصير الرابط:
tak.la/8g37jgv