الفصل الثامن
سلسلة أنساب الأمم - بابل - تبلبل الألسنة (تك 10: 1- 11: 10)
لقد كانت مشيئة الله أنه كان للأرض بعد الطوفان أن تمتلئ بالناس من ذرية نوح. لأجل هذا السبب كان يلزمهم أن ينفصلوا وينتشروا بحيث يشكلون أمم وقبائل مختلفة ينبغي تقسيم العالم بينها. أية محاولة للاتحاد من جانبهم، ستكون ليس فقط مناقضة للقصد الإلهي، بل أيضًا لو نضع في اعتبارنا كون الإنسان شريرًا بصفة عامة، فهذا يبرهن على أنه خطر عليهم بل ويبين عدم وفائهم وخيانتهم حيث أن انفصالهم الداخلي قد ظهر منذ قليل في اختلاف صفات وميول حام مع إخوته.
لكن قبل أن نسجل الحكم الذي به تعضد القصد الإلهي، يعطينا السفر سلسلة أنساب مختلف الأمم، وهذا بقصد ثلاثي: أن يبين كيف أن الأرض كلها عمرت بالناس من نسل نوح، أن يحدد علاقة إسرائيل تجاه كل القوميات، وأفضل من كل هذا، أن يسجل -لو جاز القول- ميلادهم في سفر الله، مشيرًا بهذا أنه وإن كان الله قد سمح للأمم سابقًا أن تسلك في طرقها، لكنهم كانوا أيضًا مشمولين في مقاصد الرحمة ومبيّت لهم في النهاية أن يسكنوا في مساكن سام.
وتمشيًا مع الخطة العامة التي على أساسها كُتب السفر المقدس، نقرأ بعد نبوة نوح التي ثبتت مستقبل بنيه، لا نقرأ عنه سوى أنه عاش بعد الطوفان لمدة ثلاثمائة وخمسين سنة بعد الطوفان وأنه مات وعمره 950 سنة.
من جهة تقسيم الأرض بين بنيه الثلاثة، يمكن أن يُقال بصفة عامة أن آسيا أُعطيت لسام وأفريقيا لحام وأوربا ليافث. وبنفس هذه الطريقة العامة تابع عالم حديث كل اللغات الموجودة وأرجعها إلى ثلاث مصادر أصلية، هي ذاتها بدون شك مشتقة من منبع أولي، قد يكون فُقد في بلبلة الألسنة، وإن كان وجودها تثبته نقاط ثابتة وملفتة للانتباه بين الثلاث عائلات الكبيرة للغات.
وكلما فكرنا في توزيع أوربا وآسيا وأفريقيا بين أبناء نوح الثلاثة، كلما رأينا بوضوح أكثر تحقق النبوة المختصة بهم. عندما تجري أعيننا في قائمة الأمم في (تك10)، تكون لدينا صعوبة أقل في التعرف عليها، وإذ نبدأ من الأصغر يافث، نجد من هم معروفون للقارئ العادي، كيمري Cymry مقاطعة ويلز وبريتاني (جومر)، السكيثيين (ماجوج)، الماديين (ماداي)، اليونان (ياوان)، التراقيين (تيراس). وبين ذريتهم، الألمان، الكلت، الأرمن تم تقصي نسبهم ووجد أنهم من أبناء جومر الثلاثة. ولا توجد ضرورة لتتبع القائمة أكثر من هذا وإن كان الكل يتذكر ترشيش أو إسبانيا، وكتيم أو سكان الجزر (التي في البحر المتوسط).
وإذ نعبر بعد ذلك إلى سام (ع21) نلاحظ أنه دُعي "أبو كل بني عابر"، لأنه في عابر انقسم الخط الرئيسي إلى فرعين، فالج الذي منه نشأت ذرية إبراهيم، ونسل يقطان (ع25). ونسل سام بالأساس أمم آسيوية، وبينها نلاحظ فقط آشور، وعوص بكونها الأرض التي ولد فيها أيوب.
![]() |
ونحن احتفظنا بحام إلى المركز الأخير، بسبب ارتباط قصته بتشتت الأمم كلها. كان أبناؤه كوش أو أثيوبيا، مصرايم أو مصر، فوط أو ليبيا، وكنعان الذي بالطبع نعرفه جميعًا. وسنلاحظ أن مراكز كل هذه الأمم كانت في أفريقيا ماعدا كنعان الذي تسلله إلى أرض فلسطين وُضعت له نهاية بواسطة إسرائيل.
لكن يوجد فرع آخر من نسل حام استقر في آسيا. فنمرود مؤسس الإمبراطورية البابلية وقاهر آشور ومؤسس نينوى (ع11) كان ابن كوش. وتمامًا هذا "الذي ابتدأ يكون جبارًا في الأرض" الذي أسس أول إمبراطورية عالمية يذكّرنا بقايين وبلامك المنحدر منه.
سنترك جانبًا المعنى الممكن لاسمه والذي شرحه البعض بكونه "نحن سوف نتمرد" فإن العنف والتباهي بالعصيان يشكل سمات تاريخه. ومن المدهش جدًا أن لوائح سجلات الملوك الذين خلفوا نمرود قد هيأت تفسير لوصفه "جبار صيد"، لأن هذا هو اللقب الذي أُعطي بينهم للملوك العظام في الغزو والقهر بينهم بكونهم "صيادي الناس"، وبهذا نخرج بالمعنى الكامل لعبارة "الذي ابتدأ يكون جبارًا في الأرض".
فنمرود "كان ابتداء مملكته بابل"، و"من تلك الأرض خرج (إلى) أشور وبنى نينوى"، والشيء الذي يجذب الانتباه هنا هو أنه في كل مرة تُذكر أربع مدن مرتبطة بنمرود، الأولى الأربعة المدن التي لإمبراطوريته البابلية والتي بابل كانت عاصمتها، والثانية هي أربعة المدن التي لإمبراطورية أشور التي قهرها والتي نينوى كانت عاصمتها. والآن كل هذا يتوافق بطريقة تتسم بمنتهى الإثارة بما نقرأه في التاريخ القديم ومع تلك الحفريات الآشورية التي نعاصرها الآن بفضل جهود لايارد ولوفتوس Layard and Loftus حيث أخرجا تلك الآثار من مقبرتها لعدة قرون لتشهد لصدق الكتاب المقدس.
لأنه أولًا نحن نعرف الآن أن المملكة الآسيوية العظيمة لبابل كانت من أصل كوشي. بل حتى اسم نمرود ورد في قائمة ملوك مصر.
ثانيًا: نحن جُعلنا نعي أن بابل كانت المركز الأصلي للإمبراطورية، والأغرب من كل هذا هو أن أقدم ملوك بابل كانوا يحملون لقب يُفترض أنه يعني "أربعة أجناس" إشارة إلى المجموعات الرباعية للعواصم(15) بابل وأشور.
أخيرًا نحن نعرف كما هو مذكور أن الإمبراطورية البابلية شقت طريقها تجاه الشمال نحو أشور حيث تأسست نينوى والتي بدورها حلت محل الإمبراطورية التي كانت من قبل لبابل.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لذلك في كل هذه الأوجه، آخر أبحاث الحفريات التاريخية قد أثبتت بطريقة غاية في الإثارة والروعة رواية الكتاب المقدس. وعن عظمة وأبهة بابل عاصمة إمبراطورية نمرود "جبار الصيد" من العسير أن ننقل تصور كافي ومقنع بدون الدخول في تفاصيل بعيدة عن هدفنا. لكن يمكننا تشكيل فكرة عن مداها واتساعها والتي بحسب أقل إحصاء تغطي مساحة ليست أقل من مئة ميل مربع أو حوالي مساحة لندن خمس مرات، بينما التقدير أو التخمين الأكبر يجعلها تغطي مساحة مائتين ميل مربع أو عشرة مرات مساحة لندن!(16).
هذه كانت المدينة العالمية التي أسسها نمرود في البدء. فليس غريبًا أن الكبرياء الدنيوية لذلك العصر لها أن ترغب في جعل مثل هذا الموضع عاصمة عالمية لإمبراطورية عالمية ويكون برجها واصل إلى السماء!
إن الأحداث المرتبطة بخيبة خطتهم تمت في أيام فالج حفيد سام (تك 10: 25). ومن حيث أن فالج ولد بعد مئة سنة من الطوفان وعاش مئتين تسع وعشرين سنة، فيلزم أن أعداد الناس كانت هائلة على الأرض. ولو كان مطلوب دليل أن الطوفان أهلك فعلًا الخطاة وليس الخطية، فهذا نجده في اتجاه ولغة الناس في أيام نمرود وفالج.
فبعد ترك الفلك "وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقًا أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ" (تك 11: 2)، استقروا هناك نظرًا لوجود المياه بوفرة في وادي شنعار. ولأنه "كَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً" كانوا هم عازمين على أن يبنوا لأنفسهم هناك "مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاء" وعللوا ذلك بقولهم: "نَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْض".
كلمات كهذه ليس غريبًا أن يستعملها نمرود وهي تنفث روح بابل في كل العصور. ويقينًا معناها: "هلموا نتمرد!(17)"، لأنه ليس فقط القصد الإلهي بتعمير الأرض وملئها بالبشر سوف يُحبط، بل أيضًا مثل هذه الإمبراطورية العالمية في طبيعتها كانت تحدي لله ولملكوت الله من حيث أن دافعها كان الكبرياء والطموح.
ورأى ناقد ألماني في الكلمات: "نَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا" -حيث اسم في العبرية sheem- هو نوع من التزييف لاسم سام (في العبرية shem) الذي فيه تركزت وعود الله، أو لو كان للمرء أن يعبّر عنها، أقامة قوة عالمية لضد المسيح. ويبدو أن شيء من هذا القبيل معني ضمنًا فيما قاله الله عن المحاولة: "هَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوه" (تك 11: 6).
يبدو أن هذه الكلمات تعني ضمنًا أن بناء برج بابل كان مقصود له أن يكون مجرد بداية لمزيد من السير في طريق العصيان والتمرد على الله. فتجميع كل القوى المادية في مركز واحد عام كان سيؤدي إلى استبداد وطغيان عام وإلى عبادة أصنام عالمية، وباختصار إلى التطور التام إلى ما هو لأجله محفوظ ضد المسيح لدينونة الأيام الأخيرة.
ونقرأ في الكتاب "فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا" والنزول باستخدام أنماط التعبير البشرية لدينا للإشارة إلى التحقق القضائي مما يعمله الإنسان. وفي إشارة إلى لغة التباهي والعجرفة التي كانت لمن بنوا بابل وبرجها إذ في غرورهم قرروا مقصدهم: "هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا" (تك 11: 3)، والرب عبّر عن قصده بإفساد حماقتهم، باستخدام نفس كلماتهم: "هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ". وبهذه الوسيلة البسيطة، وبدون أي تدخل خارجي منظور، أوقف الله أعظم محاولة لتمرد الإنسان، وببلبلة ألسنتهم "بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْض"، "لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا "بَابِلَ" لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْض".
يا له من تعليق هائل قدمته هذه الرواية للإعلانات الجليلة التي وردت في المزمور الثاني!
وعن برج بابل لا توجد بقايا تأكد يقينيتها مما تم اكتشافه بعد. وما اُكتشف عمومًا من أطلال وخرائب يدعونها بيرز Birs نمرود تقع حوالي ستة أميال جنوب غرب موقع بابل القديمة. وبيرز نمرود هي "ركام هرمي، واضح أن قمته أطلال برج يرتفع إلى علو يبلغ مئة وخمس وخمسين قدم ونصف فوق مستوى الوادي، ومحيطه إلى حد ما أكثر من ألفي قدم"(18).
لكن بُعده عن بابل يبدو أنه يتعارض مع فكرة أنه توجد أطلال برج تكلم عنه السفر. إنما بالرغم من هذا، يمكن لبيرز نمرود أن يكون أصغر عمرًا بقرون قليلة عن برج بابل، وتركيبته تمكننا من أن نحكم ماذا كان يلزم أن يكون شكل البرج الأصلي.
بيرز نمرود وجهه نحو الشمال الشرقي ويشكل نوع من الهرم المائل مبني على سبع درجات تتقلص تدريجيًا لأعلى. الأرضية التي قامت عليها هذه الدرجات كانت من طوب خام، والدرجات ذاتها من طوب مشوي، مرسوم بألوان مختلفة إكرامًا لآلهة أو كواكب، وكل مرحلة أو درجة كانت موضوعة على التي تسبقها بحيث تكون أقرب ما يكون من ظهر المبنى، أو إلى الجنوب الغربي.
أول درجة منه كانت باللون الأسود إكرامًا كوكب زحل وكانت مساحتها272 قدم مربع وارتفاعها 26 قدم، الدرجة الثانية برتقالية اللون إكرامًا لجوبتر (كوكب المشترى)، وكانت مساحتها 230 قدم مربع وارتفاعها 26 قدم، والثالثة أحمر ساطع إكرامًا لمارس (كوكب المريخ)، وكانت مساحتها 188 قدم مربع وأيضًا ارتفاعها 26 قدم، الرابعة لونها ذهبي إكرامًا للشمس وكانت مساحتها146 قدم مربع وارتفاعها 15 قدم، والخامسة لونها أصفر باهت إكرامًا لفينوس (كوكب الزهرة) ومساحتها 104 قدم مربع وارتفاعها 15 قدم، والسادسة أزرق داكن إكرامًا لكوكب عطارد ومساحتها 62 قدم مربع وارتفاعها 15 قدم، والسابعة لونها فضي إكرامًا للقمر ومساحتها 20 قدم مربع وارتفاعها 15 قدم.
والهرم كله يعلوه معبد يلزم أنه كان يغطي كل القمة. والارتفاع كله كما قررنا أعلاه 153 قدم أو حوالي ثلث ارتفاع أكبر أهرام مصر والذي قياسه حوالي 480 قدم.
ومن المثير للاهتمام أيضًا أن نلاحظ كيف يتطابق ما نعرفه عن الفن المعماري البابلي مع التسجيل الذي نقرأه في الكتاب المقدس: "هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا". فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ(19)مَكَانَ الطِّينِ" فالحجارة الصغيرة المحروقة وتوضع بينها قار أو حُمر لا تزال هناك، ليس فقط في البرج، بل أيضًا في الخرائب وأطلال القصر القديم لبابل والذي كان معاصرًا لبناء المدينة ذاتها.
لا يخبرنا السفر المقدس عما إذا قد سُمح للبرج أن يبقى بعد تشتت من حاولوا بنائه، بل ولم يقدم لنا أية تفاصيل عن الطريقة التي بها "الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ"، فكل هذا كان خارج نطاق هدف الكتاب.
لكن هناك من ذات البداية نفسها عندما وُجدت أول محاولة في مقدور الإنسان بها يكون مملكة هائلة في هذا العالم والتي أحبطها الله ببلبلة ألسنة من يبنوها وبتبديدهم على وجه الأرض، نرى حكم إلهي نموذجي مُعادل بالبركة التي مُنحت في يوم الخمسين عند انسكاب الروح القدس، حيث كان لملكوت كوني أن يؤسس، وكانت علامته الأولى موهبة الألسنة والتي تشير إلى اتحاد الأمم مرة ثانية عندما سيتحقق الوعد الذي به يسكنون جميعًا في مساكن سام!
_____
(15) See Mr. Bevan’s article in Smith’s Dictionary of the Bible, vol. 2, pp.544, etc.
(16) Mr. Smith, however, regards these accounts as exaggerated.
(17) ملاحظة للمترجم: "يبدو لي أن الرب كان قد أصدر أمرًا لنوح بأن يتفرق بنيه إلى قارات العالم الثلاث المعروفة آنذاك حتى يعمروا المسكونة بالناس، ولكن الجيل الأول تباطأ وبعد تكاثر الناس رفض المتجبرون من بينهم هذا الطلب الإلهي، وتفاديًا منهم لأي طوفان قد يأتيه الله ليفني البشر من على وجه الأرض، قرروا بناء برج قمته تصل إلى السماء، بحيث أنه لو حدث طوفان يمكنهم أن يهربوا إليه ومن المؤكد أنهم كانوا سيدبرون طعامًا لأنفسهم لفترة زمنية كالتي حدثت في الطوفان الأخير، ليخرجوا من البرج بعد جفاف الأرض ويعيشوا فيها مجددًا. وهذا ليس بتصرف مستغرب على من تمردوا على الله ولم يعودوا يصدقون علامة قوس قزح... فكان لابد لله أن يفشل هذا المخطط الجهنمي".
(18) Professor Rawlingson in Smith’s Dictionary of the Bible, vol. 1.
(19) الحمر مادة لزجة كما القار تقوم بعمل الاسمنت في الوقت الراهن.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/bible-history-edersheim-1/babylon.html
تقصير الرابط:
tak.la/yqx46yq