St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   i-willingly-ate
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أكلت بإرادتي - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

15- في آدم أخطأنا | الأطفال والخطية الجدية

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

في آدم وليس معه
شبه جسد الخطية
ماذا عن الاطفال؟ ولماذا نعمد الأطفال؟
الخطية ونتائجها
البعد البيولوجي الجيني
لماذا ركز بعض الآباء على وراثة الموت والفساد؟

2) في آدم أخطأنا

وكما كنا في آدم عندما خُلق، فخُلقنا فيه؛ كذلك كنا فيه حينما أخطأ ومات وفسد؛ فأخطأنا فيه ومتنا وفسدنا.

 

يقول القديس كيرلس الكبير:

 "فإنه (المسيح) كواحد منا أقام نفسه كمنتقم بدلًا منا، من تلك الحية القاتلة والمتمردة، التي أدخلت الخطية إلينا، وبذلك جعلت الفساد والموت يملكان الأرض، فإننا بواسطته وفيه نحصل على النصرة بينما كنا في القديم مهزومين وساقطين في آدم[17]"

"عن طريق الأكل انهزمنا في آدم وبواسطة الصوم انتصرنا في المسيح"[18]

"صرنا شركاء مخالفة آدم ومن جراء أخطائه عُوقبنا، إذ طالت اللعنةُ الجميعَ والغضبُ امتد على نسله. لذلك تنازل وحيد الجنس وأخضع ذاته لله الآب وصار إنسانًا وسكن بيننا. لأنه يقول "وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ" (في 2: 8)، ماحيًا نتائج عصيان الكل(504)، وعصيان كل واحدٍ على حدة(505)، وبهذا قد خلَّصنا. ويشهد على ذلك بولس الذي قال: 'فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا.' (رو 5: 18-19)"[19]

"لأننا أخطأنا في آدم أولًا، ودُسنا تحت الأقدام الوصية الإلهية، لأنه كان يُهان من أجلنا، في أنه أخذ خطايانا على نفسه، كما يقول النبي "كان مضروبًا بسببنا" (إش 53 س). لأنه كما أنه صنع خلاصنا من الموت، وأسلم جسده الخاص للموت، بطريقة مماثلة أيضًا أعتقد ان الضربة التي المسيح ضُرب بها، لتكميل العار الذي حمله، وحمل معه خلاصنا من العار الذي كنا مثقلين به بواسطة المعصية وخطية أبينا الأول الأصلية. لأنه مع كونه واحد، فهو لايزال فدية كاملة لجميع البشر، وحمل عارنا."[20]

"لأن طبيعة الإنسان كلها أصبحت خاطئة في شخص الذي خُلق أولًا [آدم]"[21]

يقول القديس أغسطينوس:

"لأن الجميع قد أخطأوا سواء في آدم أو في ذواتهم، "وأعوزهم مجد الله"، البشرية بأكملها، لذلك، تعرضت للعقوبة، وإذا كانت عقوبة الدينونة المستحقة تم تقديمها إلى الجميع، فبلا شك سوف يتم تقديم التبرير إلى الجميع. لذلك أولئك الذين خلصوا منها بواسطة النعمة، يُدعَّون، ليس آواني قدراتهم الشخصية، بل "آنِيَةِ رَحْمَةٍ" (رو23:9)."[22]

 

يقول القديس غريغوريوس النزينزي الناطق بالإلهيات:

"نحن كلنا بدون إستثناء الذين خلقنا من جديد، الذين نشارك آدم ذاته، وخُدعنا بالحية وذُبحنا بالخطية وتم خلاصنا بآدم السماوي وأُحضرنا مرة أخرى من قِبل شجرة العار (الصليب) إلى شجرة الحياة من حيث سقطنا"[23]

 

يقول القديس إيرينيئوس (القرن الثاني):

"طالما أنه بواسطة هذه الأشياء عصينا الله، ولم نصدق كلمته، هكذا أيضًا بنفس هذه الأشياء أتى بالطاعة والموافقة على كلمته، هذه الأشياء التي بها يُظهِر الله نفسه بوضوح، هذا الذي أسأنا إليه في آدم الأول، حينما لم يعمل وصيته(506)، لكن في آدم الثاني صُولحنا، إذ أطاع حتى الموت لأننا لم نكن مديونين لأحد آخر سوي ذاك الذي تعدينا على وصيته في البداية "[24]

 

يقول القديس إمبروسيوس:

"في آدم سقطت، في آدم أنا كنت مطرود من الفردوس، في آدم مُت؛ كيف كان سيدعوني الرب للرجوع، إلا أنه وجدني في آدم؛ مذنبًا بما أنني كنت فيه، لذلك الأن تبررت في المسيح"[25]

 

يقول القديس مار يعقوب أسقف سروج (السروجي):

"عرف داود بإلهام ربه أن الذبائح اللاوية لا تحرر العالم المحتاج إلى الخلاص، وأن الخطيئة التي تتوارثها الأجيال التي أدخلتها الحية، لا يمكن أن تُغفر بذبائح عادية لاوية، لابد لها من فداء، والفداء يجب أن يكون ذاتيًا. وتأكد أن الابن سيكون هو الفادي ليصير حبرًا، فشبهه بملكيصادق في الغنى بالمحاسن"[26]

 

يقول الفيلسوف العلامة مار سويريوس موسى بن كيفا مطران الموصل وبارمان (القرن التاسع):

"ما هو الصوم الذي نصومه وما سببه ومن أين بدأنا نصوم ولماذا نصوم؟

 

نقول لاعتبارات كثيرة:

1- لأننا بالأكل تجاوزنا الوصية وأخطأنا وبالصوم نحفظ الوصية ونتبرر، فالصوم والأكل ضدان، كذلك تجاوز الوصية وحفظها، البرارة والخطية. إذا بواسطة الأكل أخطأنا فنصوم لكي نتبرر"[27]

 

يقول القديس أثناسيوس الرسولي:

"قدم ذبيحته أيضا عن الجميع فأسلَّم هيكله للموت عوضًا عن الجميع لكي يبررهم ويحررهم من المعصية القديمة"[28]

"فإله الجميع إذن – عندما خلقنا بكلمته الذاتى ولأنه كان يعرف مصائرنا أكثر منا ويعرف مقدمًا أننا رغم أنه قد خلقنا صالحين ولكننا سنكون مخالفين للوصية، وسنكون مطرودين من الجنة بسبب العصيان – ولأنه هو محب البشر وصالح فقد أعد مُسبقًا بكلمته الذاتي والذي به خلقنا أيضًا، تدبير خلاصنا. لأنه على الرغم من إننا بواسطة خداع الحية سقطنا منه، لا نبقى أمواتًا كلية بل يصير لنا بالكلمة الفداء والخلاص الذي سبق إعداده من أجلنا"[29]

تعبيرات الآباء المعتبرين هنا، هى تعبيرات واضحة وصريحة ولا تحتمل اللبس ولا داعِ لتفسيرها بغير ما كتبوها.

ويصفنا الكتاب المقدس بأننا ضعفاء، وفجّار، وخطاة، وأعداء، وليس فقط مائتين وفاسدين.

ويُوصف عمل السيد المسيح الخلاصي بأنه "يُبطل الخطية" وليس فقط الموت والفساد.

وتشهد ليتورجية كنيستنا لنفس الإيمان (وحدة الجنس البشري في آدم وأننا أخطأنا فيه).

{وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية سقطنا من الحياة الأبدية ونفينا من فردوس النعيم}(507).

{فتحت لي الفردوس لأتنعم.... أظهرت لي شجرة الحياة وعرفتني شوكة الموت. غرس واحد نهيتني ان آكل منه؛ فأكلت بإرادتي، وتركت عني ناموسك برأيي، وتكاسلت عن وصاياك. انا اختطفت لي قضية الموت....... أريتني القيام من سقطتي.... أبطلت الخطيئة بالجسد}(508).

معلوم أننا نصلي بما نؤمن به، ولا يوجد في الليتورجيا القبطية تعبيرات توصف فقط بأنها تقوية، ولا تعبر عن الإيمان.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Adam and Eve in the Garden of Eden, talking to the Serpent, and picking the forbidden fruit - by jeffjacobs1990. صورة في موقع الأنبا تكلا: آدم وحواء جنة عدن، والحديث مع الحية، والأكل من الثمرة المحرمة، لجيفجيكوبز1990.

St-Takla.org Image: Adam and Eve in the Garden of Eden, talking to the Serpent, and picking the forbidden fruit - by jeffjacobs1990.

صورة في موقع الأنبا تكلا: آدم وحواء جنة عدن، والحديث مع الحية، والأكل من الثمرة المحرمة، لجيفجيكوبز1990.

في آدم وليس معه

ولا تعلّم كنيستنا بأننا اشتركنا كأشخاص في فعل خطية آدم، لكن اننا صرنا خطاة فيه، وليس معه، لأننا لم نكن موجودين كأشخاص عندما أخطأ وعصى الوصية.

ومن علّم من الآباء بأننا لم نشترك في خطية أدم، يقصد نفس ما تعلّم به الكنيسة الآن، وهو عدم إشتراكنا معه في الأكل؛ لأننا لم نكن موجودين كأشخاص منحدرين من ذريته بعد، بل كنا موجودين فيه، والطبيعة البشرية كلها خطئت فيه.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

شبه جسد الخطية

إن لم تكن فينا خطية آدم فلماذا قيل عن السيد المسيح أنه شابهنا في كل شيء ماعدا الخطية وحدها؟

قد يظن البعض أن تعبير(شابهنا في كل شيء ماعدا الخطية)، تعني أن ربنا يسوع المسيح لم يخطئ خطايا فعلية، وليس المقصود بها أننا ورثنا خطية آدم، ولم يشاركنا الرب يسوع في هذه الوراثة

هو فعلا له المجد لم يخطئ خطايا فعلية، ولكنه أيضًا لم يرث خطية آدم، بينما ورثناها نحن ؛ لذلك قيل عنه أنه أخذ "شبه جسد الخطية

إن جسدنا هو جسد الخطية، وليس جسد الموت والفساد فقط، والرب يسوع أخذ جسدنا بدون الخطية؛ لذلك قيل إنه جاء في شبه جسد الخطية.

 

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم في تفسيره لتعبير "شبه جسد الخطية":

"ولكن عندما يقول إنه أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، فلا تعتقد أنه يحمل جسدًا آخر، ذلك لأنه قال جسد الخطية، لهذا ذكر كلمة "شبه" لأن المسيح لم يكن يحمل جسدًا خاطئًا، لكن شبه جسد الخطية، شبيه بجسدنا، ولكن بلا خطية، وله نفس طبيعة جسدنا"[30]

 

يقول القديس أثناسيوس الرسولي:

"ولكن الذي هو موجود قبل الدهور، الله الكلمة كان يُنظر إليه على أنه (يُعتبر) رجل من الناصرة، بعد أن وُلد من مريم العذراء، والروح القدس، في بيت لحم اليهودية، من نسل داود، وإبراهيم، وآدم، كما هو مكتوب، وأخذ من العذراء كل ما خلقه الله في الأصل، وصنعه، من أجل تكوين جسم رجل، ولكن بدون الخطية، كما يقول الرسول أيضًا " في كل شيء شابهنا ولكن بلا خطية"[31]

"ظهر في صورة الإنسان الذي كان مدانًا، لكن في صورة غير مُدانة وبلا خطية، لكي تتم مصالحة الله إلى الإنسان، ويتم تحرير كل الإنسان بواسطة إنسان، في جدَّة صورة ابنه يسوع المسيح"[32]

يقول أوريجانوس:

"ما قاله "في شبه جسد الخطية" (رو3:8) هو بيّن بالفعل أننا لدينا "جسد الخطية". ولكن ابن الله كان لديه "شبه جسد الخطية" وليس "جسد الخطية". لأنه بالنسبة لنا نحن جميع البشر، الذين قد وُلدنا من نسل (ذرية) رجل إجتمع مع امرأة (حك2:7)، نستخدم بالضرورة هذا القول الذي نطق به داود: "ها أنذا بالآثام قد حبل بي، وفي الخطايا ولدتني أمي" (مز5:51 س) مع ذلك المسيح أتى إلى جسد نقي بدون إتصال من رجل. ولكن فقط بواسطة حلول الروح القدس على العذراء، وبتظليل قوة العلي، هو في الواقع أخذ طبيعة جسدنا. ولكنه لم يأخذ على الإطلاق دنس الخطية الموروثة لأولئك الذين ولدوا بتحريك الشهوة (علاقة بين رجل وامرآة). من ثم، لهذا السبب قيل أن ابن الله أتى "في شبه جسد الخطية"[33]

"ولكن لو بدلًا من هذا تم فهم دعوة الرسول جسدنا "جسد الخطية"، فأن هذا سوف يُقبل بلا شك بالإتفاق مع فهم ما قاله داود مُشيرًا إلى ذاته: "ها أنذا بالآثام قد حبل بي، وفي الخطايا ولدتني أمي" (مز5:51 س)، والرسول ذاته يقول في مكان آخر: "مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟" (رو24:7)، ومرة أخرى يدعو جسدنا "جَسَدِ تَوَاضُعِنَا" (في21:3)، علاوة على ذلك، هو يقول عن المخلص فقرة مؤكدة أنه أتى "فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ" (رو3:8)، فهو قد بين بهذا أن جسدنا بالفعل هو جسد الخطية، لكن جسد المسيح هو يٌشبه جسد الخطية. لأنه لم يُصُوَّر من نسل رجل، لكن الروح القدس حل على مريم وقوة العلي ظللتها لذلك المولود منها يُدعى ابن العلي (لو35:1). بهذه الطريقة، إذن، بولس، بواسطة حكمة الله غير الموصوفة التي أُعطيت له، والنظر إلى شيء ما سري، الذي يعرف ما هو، يدعو جسدنا "جسد الخطية" و"جسد الموت" و"جسد تواضعنا"[34]

ثم يُكمل أوريجانوس شرحه قائلًا:

"الناموس أوصى أن ذبائح يجب أن تُقدَّم من أجل الطفل الذي كان يُولد: يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، واحد كان يُقدَّم ذبيحة من أجل الخطية والأخر ذبيحة محرقة (لا12). من أجل أي خطية كانت تُقدَّم هذه الحمامة الواحدة؟ هل كان الطفل المولود حديثًا قادر على فعل الخطية؟ ومع ذلك كان لديه خطية والتي من أجلها أُوصِيَ أن تُقدَّم ذبائح، ونُفِى أن يكون هناك أي أحد طاهرًا منها (الخطية)، حتى لو كانت حياته مدتها يوم واحد (أي14: 4-5 س). لذلك، يجب أن نؤمن، أنه بخصوص هذا داود أيضًا قال ما كتبناه في الأعلى (فيما سبق) "بالخطايا حبلت بي أمي". لأنه وفقًا للرواية التاريخية لا يوجد خطية لأمه مُعلنة. كذلك الكنيسة من أجل هذا السبب تسلَّمت هذا التقليد من الرسل أن تمنح المعمودية حتى لأولئك الأطفال الصغار. لذلك (الرسل) الذين أٌعطِي لهم إتمام (تنفيذ) أسرار الله كانوا يُدركون أنه في كل إنسان دنس خطية موروثة (أصلية) والتي بحاجة إلى أن تُغسل بواسطة الماء والروح. لأنه بسبب هذا الدنس أيضًا، الجسد ذاته يُدعى "جسد الخطية"[35]

يقول القديس مار فيلوكسينوس أسقف منبج (القرن الخامس):

"هكذا أيضًا يكتب لنا الرسول عينه في موضع آخر: "إن الله أرسل ابنه بشبه جسد الخطيئة لأجل الخطيئة ليدين الخطيئة في جسده". لقد أُرسل الابن، الله الكلمة، بشبه جسد الخطيئة، وعندما أخذ جسد الخطيئة وجعله له، آنذاك تعطفه، وفي جسد أقنومه، بواسطة الآلام والموت أبطل الخطيئة. لم يكن الكلمة لابسًا جسدًا خاطئًا. حاشا! لكنه في تجسم أقنومه، أختص جسدًا طاهرًا ومقدسًا (مأخوذًا) من طبع المخلوقين الخاطيء. وبحياة طبيعته وبرها، صبغ جسده. وعندما جعله خاصًا به في إتحاد الأقنوم الواحد، عاد ودان بجسده، الخطيئة التي كانت تسود على جسد البشرية"[36]

يقول القديس كيرلس الكبير:

"بسبب التعدي في آدم، الخطية قد ملكت ضد الجميع، وهرب الروح القدسُ من الطبيعة البشرية التي أصبحت مريضة في كل البشر. وكانت بحاجة إلى أنه بواسطة رحمة الله ترتفع (تعود) إلى حالتها الأصلية (الأولى) وتُحسَب مستحقة الروح القدس. لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنسانًا، وظهر للذين على الأرض بجسدٍ من الأرض، ولكنه خالٍ من الخطية"[37]

عندما قال الرب يسوع "«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ." (يو 3: 14-15)

كان يقصد أنه كما أن الحية النحاسية تشبه الحية المميتة في كل شيء، ماعدا أنه لا يوجد بها سم الموت، هكذا جسد السيد يشبه جسدنا في كل شيء ما عدا سم الخطية.

 

يقول القديس مكاريوس الكبير:

"كما أن الرب لم يأمر بصنع حية من نحاس في العالم إلا في وقت موسى، هكذا أيضًا لم يظهر في العالم جسد بلا خطية وجديد إلا في وقت (تجسد) الرب"[38]

ويقول القديس مار يعقوب (السروجي) اسقف سروج:

"صوّر جسدَه بحية النحاس التي صنعها، وبها شفي كل من لُدغ من قبل الثعابين. لم يوجد سم الحيات في تلك الحية، ولا الخطيئة في جسد ربنا الذي تشبه بنا"[39]

يقول القديس غريغوريوس النيصي:

"الناموس يصور لنا مُسبقًا (يتنبأ) ما هو واضح في الصليب. هذا الشكل شبه الحية وليس هو الحية ذاتها، كما أن بولس العظيم نفسه يقول: "في شبه جسد الخطية" الخطية هى الحية الحقيقية، وكل من يلجأ للخطية يأخذ طبيعة الحية. فقد تحرر الإنسان من الخطية بواسطة ذاك الذي أخذ شكل الخطية"[40]

 

ويقول القديس مكاريوس الكبير: "وكيف يمكن أن نكون أي شيء سوى حيات، نحن الذين لا نطيع الله، ولكننا في العصيان الذي دخل إلينا بواسطة الحية. وأنا لا أستطيع أن أعرف كيف أبكي بشكل مناسب على هذا الوضع، ولا أعرف كيف أصرخ بصوت عال وأبكي إليه، هو (الله) الذي يستطيع وحده أن ينزع مني الخطأ المزروع فيَّ"[41]

يقول القديس كيرلس الكبير:

يقول بولس عن ابن الله: "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" (في2: 6-7). إذن صار كلمة الله إنسانًا. لم يأت ويحل في إنسان، مثلما حدث مع الأنبياء، لكن صار حقًا هذا الذي ما نحن عليه، فيما عدا فقط الخطية"[42]

ويتساءل البعض: "هل نحن نُعاقب على فعل لم نفعله؟"

مَن يتساءل هذا السؤال هو أصلًا يؤمن بوراثة الموت والفساد!

لماذا نقبل أننا متنا وفسدنا في آدم بدون أن نتساءل ونعترض، ثم نتساءل عن لماذا صرنا خطاة في آدم؟

إنه نفس المبدأ؛ فكما وُلدنا في حالة الموت والفساد، وُلدنا أيضًا خاطئين وعاصيين.

ويعلّم الكتاب المقدس بنفس المفهوم؛ ففي رسالة رومية يقول الروح القدس "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهَكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ ٱلْجَمِيعُ" (رو 5: 12)

لاحظ هنا أنه قال دخلت الخطية إلى العالم أي إلى البشر، ولم يقل دخل الموت والفساد، بل كان الموت والفساد لاحقًا لدخول الخطية (وبالخطية الموت)

يقول القديس أثناسيوس الرسولي:

"لأنه كما برجل واحد كما يقول بولس (وهذا هو الحق) الخطية إجتازت لجميع الناس، كذلك بقيامة ربنا يسوع المسيح، نحن سوف نقوم جميعنا. لأنه يقول "لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت" (1كو15 :53)."[43]

 

القديس غريغوريوس العجائبي:

لذلك عندما يُقال أنه كان: "مضطربًا بالروح" و"أنه كان حزينًا بالروح" و"أنه كان مجروحًا بالجسد" فهو يضع أمامنا تحديدات التأثيرات الملائمة لجسدنا، لكي يُبين أنه صار إنسان في العالم، وتحدث مع البشر (با37:3)، ولكن بلا خطية"[44]

"كما أن الخطية دخلت إلى العالم بواسطة الجسد، والموت أتى لكي يملك بواسطة الخطية على جميع البشر، كذلك أُدينت الخطية في الجسد بواسطة نفس ذات الجسد في الشبه كما ذُكر (رو12:5، 3:8) (شبه جسد الخطية)، وهذا المُشرف على الخطية (إبليس)، المُجرِب، هُزِم، والموت سقطت سيادته، والفساد بدفن الجسد تم التخلص منه، وظهر بكر القيامة، وناموس البر بدأ طريقه في العالم بواسطة الإيمان، وملكوت السموات كُرز به إلى البشرية، وتأسست صداقة بين الله والبشر"[45]

وفي تفسير شهادة يوحنا المعمدان عن ربنا يسوع المسيح قائلًا: "«هُوَذَا حَمَلُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!" (يو 1: 29).

 يقول القديس أغسطينوس:

"هوذا حمل الله "إنه ليس بفرعٍ ممتدٍ من آدم، هو أخذ من آدم الجسد فقط، ولم يأخذ خطيته. إنه لم يأخذ الخطية من العجين الذي لنا، إنما هو الذي ينزع خطيتنا."[46]

ويشرح القديس يوحنا ذهبي الفم نص رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية الإصحاح الخامس: "فَإِنَّهُ حَتَّى ٱلنَّامُوسِ كَانَتِ ٱلْخَطِيَّةُ فِي ٱلْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ ٱلْخَطِيَّةَ لَا تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. لَكِنْ قَدْ مَلَكَ ٱلْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذَلِكَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، ٱلَّذِي هُوَ مِثَالُ ٱلْآتِي" (رو 5: 13-4).

"من الواضح أن الخطية لم تأت بسبب مخالفة الناموس، لكن بسبب خطية آدم، وهذه الخطية هى التي أدت إلى هلاك كل شيء. وما هو الدليل على ذلك؟ الدليل أن الجميع ماتوا قبل الناموس"[47]

ويكمل معلمنا بولس الرسول:

"فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ ٱلْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ ٱلْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ، لِتَبْرِيرِ ٱلْحَيَاةِ. لِأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَاحِدِ جُعِلَ ٱلْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ ٱلْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ ٱلْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا." (رومية 5: 18-19)

وهنا أيضًا يقول بمعصية الواحد أي آدم جُعل الكثيرون خطاة، وليس فقط أمواتًا وفاسدين. ولا مجال هنا للتفسير أن الكثيرين جُعلوا خطاة، أي خطاياهم الخاصة فقط نتيجة أنهم وُلدوا في حالة الموت والفساد، لأن المقارنة التي يعقدها معلمنا بولس الرسول هنا، هى بين خطية آدم وبر المسيح، وليس خطايانا الشخصية مع بر المسيح.

ويربط القديس يوحنا ذهبي الفم بين الخطية والموت رباطًا محكمًا، بحيث لا يمكن ذكر احدهما بدون ذكر الآخر، حينما قال في تفسيره لرسالة رومية الإصحاح الخامس:

" إذن ماذا تعني هنا كلمة (خطاة)؟ من ناحيتي يبدو لي أنهم تحت حكم الدينونة ومحكوم عليهم بالموت."[48]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ماذا عن الاطفال؟ ولماذا نعمد الأطفال؟

"هَأَنَذَا بِٱلْإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِٱلْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي." (مز 51: 5)

"هل وُلد داود من زنا، وقد ولد من الرجل البار يسى (1 صم 16: 18) ومن زوجته؟! ماذا يعني: "بالإثم حُبِلَ بي" إلاَّ أن الإثم قد انحدر من آدم...!"

"لو كان الأطفال أبرارًا فلماذا تجري بهم أمهاتهم إلى الكنيسة وهم مرضى؟! ماذا تعني المعمودية ونوال المغفرة...؟! ماذا تغسل المعمودية؟ ماذا تحلَّ النعمة؟ إنها تحل نتائج الخطية. فلو أن هذا الطفل قادر أن يتكلم معك لنطق، ولو كان له مثل فهم داود لأجابك: لماذا تنتبه إليّ أنا الطفل؟ إنك بالحقيقة لا ترى أعمالي، لكن بالإثم قد حُبل بي، وبالخطايا أطعمتني أمي في الرحم.

ليس أحد طاهرًا في عينيّ الله، ولا طفل ابن يومٍ واحدٍ على الأرض. مع أن هؤلاء يحسبون استثناء، وفوق حدود قياسنا البشري أن نسأل عن الرتبة التي يستحقونها في نصيب القديسين في النور، الذي وعُد به في المستقبل"[49]

"ليس أحد بلا وصمة، ولو كانت حياته يومًا واحدًا" (أي 14: 4). يئن داود قائلًا: "بالآثام حُبل بي، وفي الخطايا ولدتني أمي" (مز 51: 5). أيضًا يعلن الرسول: "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجانًا بنعمته الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو 3: 23-25). لذلك فإن غفران الخطايا يُمنح للذين يؤمنون، إذ قال الرب نفسه: "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28)"[50]

"كل واحدٍ يدخل هذا العالم يُقال عنه إنه يحمل فسادًا معينًا. هذا أيضًا يقوله الكتاب المقدس: "ليس أحد طاهرًا من دنسٍ (قذرٍ)، حتى وإن كانت حياته يومًا واحدًا فقط" (أي 14: 4-5).

ذلك في الحقيقة يحدث في رحم أمه (أي 3: 11)، وقد أخذ جسدًا من أصل البذور الوالدية، فيقال عنه إنه "فسد في أبيه وأمه" (راجع لا 21: 11).

ألا تعلمون أنه عندما يبلغ الطفل الذكر أربعين يومًا، يُقدم على المذبح لكي يتطهر (لا 12: 2)...، كما لو كان قد تدنس في الحبل به بالبذور الوالدية أو رحم والدته؟ لهذا فكل إنسان "ولا يتنجَّس لأبيه وأمه" (لا 21: 12). إنما يسوع وحده ربي قد جاء إلى العالم طاهرًا في ميلاده، هذا لم يتدنس في أمه، لأنه دخل إلى جسم غير مدنس (إذ حلّ عليها الروح القدس وقدسها). إذ هو ذاك الذي قال منذ زمن طويل بسليمان: كنت صالحًا، فأتيت في جسد غير مدنس: "بِازْدِيَادِي صَلاَحًا حَصَلْتُ عَلَى جَسَدٍ غَيْرِ مُدَنَّسٍ" (حك 8: 20)"[51]

 

يقول القديس كيرلس الكبير:

"أصاب الدنس طبيعتنا بطريقة أخرى، إذ ساد على كل الذين وُلدوا ثمرة محبة اللذة الجسدية (علاقة بين رجل وإمرآة)، وهذا بالضبط ما يبدو مما أعلنه داود المرنم العظيم قائلًا: "ها أنذا بالإثم صُورت وبالخطية حبلت بي أمي" (مز5:51)."[52]

 

يقول القديس غريغوريوس النيصي:

"لإنك بالحقيقة يا رب الينبوع الطاهر والأبدي للصلاح، بعدل تركتنا وبلطف ومحبة رحمتنا. خاصمتنا ثم صالحتنا، لعنت ثم باركتنا. طردتنا من الفردوس وأعدتنا إليه ثانية. نزعت عنا ورق التين الذي كان لباسًا غير لائق وأعطيتنا حُلة فاخرة. فتحت أبواب السجن وأعتقت المذنبين. غسلتنا بماء طاهر (المعمودية) وطهرتنا من أقذارنا. فلن يشعر آدم فيما بعد بالخوف عندما تناديه، ولا يعود يختبىء بين أشجار الجنة بسبب إدانة ضميره له. ولن يكون هناك سيف ناري حول الفردوس فيما بعد مانعًا الدخول لمن يقتربون. ولكن الكل تحول إلى فرح لنا نحن الذين كنا ورثة الخطية. فالإنسان أصبح يستطيع الدخول إلى الفردوس بل وإلى الملكوت نفسه. والخليقة الأرضية والسماوية اللتان كانتا في عداوة أصبحتا منسجمتين في صلح. وأصبح بإمكاننا نحن البشر أن نشترك في تسبيح الملائكة مُقدِّمين عبادة تسبيحهم لله"[53]

 

يقول القديس ساويرس الإنطاكي:

"ولننظر كيف أن بطرس ويوحنا والرسل الآخرين أقاموا الكنيسة على مثال هذا الأعرج: كانت الكنيسة قديمًا تعرج بنفس الطريقة فيما يختص بمعرفة الله، ومن بطن أمها مشلولة بالخطية بسبب تعدي آدم وحواء، وكانت تقول: "هانذا بالاثم صورت وبالخطية ولدتني أمي" (مز5:51). ماذا قال لهما إذن بطرس ويوحنا حينما كانت تعرج ومع ذلك كانت تطلب أن تاخذ صدقة؟ قالا: "انظر إلينا" (أع4:3) فيما يختص بالتعاليم والصحة التي تتدفق منها، والإستقامة الجديدة، يقول الرسل القديسون يكفيك فقط أن تنظري إلينا"[54]

"كيف أتكلم بدموع؟ كيف أبين لك جسامة الخطية؟ بعد أن أتى بنا من لا شيء إلى الوجود، وشرفنا بالسلطان على الوحوش والطيور والحيوانات وعلى كل الأرض حتى كانت الوحوش تخدمنا خاضعة لنا، وكان الدب والذئب يكنان سلامًا نحو الإنسان. فلتقنعك الوحوش نفسها فقد كانت كسائر قطيع حيوانات المرعى تجتمع حول آدم، حينما كان يعطيها أسماء بطريقة خاصة كان يميز كل نوع باسمه، ولكن الأن بعد أن أنُتزع عنا هذا السلطان بسبب الخطية لم نعد نحمل في أنفسنا السمة الطاهرة التي للصورة الإلهية، فإننا نخشى قساوة الوحوش الضارية، نتذكر سلطاننا القديم فتنكشف خطية جنسنا."[55]

بالحقيقة نحن نولد بطبيعة ساقطة، خاطئة، ميتة، فاسدة، بسبب سقوط وخطية، وموت ادم. ونحتاج ان نتحد بالمسيح في المعمودية؛ لننال فيه البر، والحياة، والقيامة، وعدم الفساد.

إِذِ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ" (رو 3: 23-24)

هنا الجميع أي بما فيهم الأطفال.

فَمَاذَا إِذًا؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلَّا ٱلْبَتَّةَ! لِأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ ٱلْيَهُودَ وَٱلْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ ٱلْخَطِيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلَا وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ ٱللهَ. ٱلْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلَاحًا لَيْسَ وَلَا وَاحِدٌ. " (رو 3: 9-12).

لذلك نصلي في طقس المعمودية (للأطفال أيضًا) :-

{أنعم عليهم بغفران خطاياهم وامنحهم بنعمتك أن ينالوا الشفاء من الخطية المهلكة}.

ونعترف في صلواتنا بوجود دنس الخطية فينا جميعًا بدون استثناء:

"لأنك أنت العارف - كخالق جبلتنا - أنه ليس مولود إمرأة يتزكى أمامك" (صلاة صلح للقديس ساويرس الأنطاكي)

"ليس أحد طاهرًا من دنس ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض". (أوشية الراقدين)

ولذلك تكون المعمودية بحسب قانون الإيمان لمغفرة الخطايا، ولم يُقل: (نؤمن بمعمودية واحدة لشفاء الطبيعة الفاسدة)، مع أننا فعليًا نؤمن أنها لغفران الخطايا، وشفاء الطبيعة الفاسدة، ونوال الحياة الأبدية، والاشتراك في عضوية جسد المسيح، ونوال التبني لله الآب، فواضح إذًا أن آباء مجمع القسطنطينية حينما صاغوا هذا الجزء من قانون الإيمان كانوا يدركون أنه لا يمكن علاج الأعراض الجانبية بدون علاج أصل المرض، فلا يمكن أن ننال كل هذه العطايا بالمعمودية بدون مغفرة الخطية أولًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الخطية ونتائجها

ولا يمكن فصل الخطية عن نتائجها؛ فنتكلم عن وراثة الموت والفساد ونتجاهل الجرثومة الأصلية (الخطية).

لِأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ". (رو 8: 2)

الطبيب الماهر لا يعالج أعراض المرض بل جذره، وهذا ما عمله معنا طبيب نفوسنا الحقيقي.

 

يقول القديس كيرلس الكبير:

" ولكن حينما يقول له المخلِّص "أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك"، فإنه يوجه هذا الكلام للجنس البشري عمومًا. لأن أولئك الذين يؤمنون به فبكونهم شُفُوا من أمراض النفس، سوف ينالون غفران الخطايا التي ارتكبوها سابقًا. أو ربما يقصد هذا: أني ينبغي أن أشفى نفسك قبل أن أشفي جسدك، لأنه إن لم يحدث ذلك، فإنك بحصولك على قدرة المشي سوف تفعل الخطية أكثر، وحتى على الرغم من أنك لم تطلب هذا، ولكنني أنا كإله أرى أمراض النفس التي جلبت عليك هذا المرض.

...، وحينما أصبح في حضرة ذلك الذي له القدرة على الشفاء، فإن إيمانه صار مقبولًا، وقد أظهر المسيح في الحال أن ذلك الإيمان يمكن أن ينزع الخطية، لأنه يُعلن له وهو مطروحًا هناك "مغفورة لك خطاياك"، ... من أجل ذلك، يُعلِن المسيح أنه سيَقطَع سبب المرض، وجذر المرض نفسه وأعني به الخطية، لأنه إذا أزيلت هذه، فيجب بالضرورة أن يُنزع المرض الذي نبت منها في نفس الوقت."[56]

ومرة أخرى يشرح ويعلّم القديس كيرلس الكبير بهذا التعليم:

"ما علاقة ذنب آدم بنا؟ لماذا نُعتبر مسئولين عن خطيته حين لم نكن حتى مولودين عندما ارتكب هو ذلك؟ ألم يقل الله: "لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ" (تث 24: 16). بل "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ" (حز 18: 20)؟ كيف إذًا سندافع عن تلك العقيدة؟ أنا أقول "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ". لقد أصبحنا خطاة بسبب عصيان آدم بهذا الشكل التالي، بعد أن سقط (آدم) في الخطية، واستسلم إلى الفساد، اجتاحت الشهوات النجسة طبيعة جسده، وفي نفس الوقت تولَّد ناموس الشر الذي لأعضائنا. لأن طبيعتنا أُصيبت بمرض الخطية بسبب معصية إنسان واحد، الذي هو آدم، وهكذا أصبح الكثيرون خطاة. هذا ليس لأنهم أخطأوا مع آدم، لأنهم لم يوجَدوا بعد، لكن بسبب أن لهم نفس الطبيعة مثل آدم التي سقطت تحت ناموس الخطية. وهكذا، تمامًا كما اكتسبت الطبيعة البشرية ضعف الفساد بسبب العصيان، واجتاحتها الرغبات الشريرة، كذلك نفس الطبيعة قد تحررت فيما بعد بالمسيح، الذي كان طائعًا لله الآب، ولم يرتكب خطية"[57]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البعد البيولوچي الچيني

ولا يجب أن يُفهم موضوع وراثة الخطية والموت والفساد بتفسير بيولوچي وچيني؛ كما أنه لا يمكن تفسير نوالنا الخلاص والحياة الأبدية بمنظور بيولوچي چيني، ولكن بمعنى روحي حقيقي، بمعنى اننا لا نؤمن أن الخطية تحولت لجزء مادي من طبيعتنا البشرية المادية، فلم تتحول الخطية إلى چينات، ولم تختلط الخطية طبيعيًا بالجبلة البشرية، ثم توارثنا هذا الجزء البشري المادي العضوي الذي هو خطية، كلا، فنحن نؤمن ببساطة شديدة، أننا أخطأنا في آدم وقتما أخطأ لأننا كنا في صُلبِهِ، وحكم الله على الجميع بحكم الموت في آدم.

 

يقول القديس أثناسيوس الرسولي:

"كل إنسان خاضع للموت وفقًا إلى الكلمات "أنت تراب وإلى التراب تعود" التي قِيلت إلى الجميع في آدم"[59]

 

يقول القديس كيرلس الكبير:

"كيرلس: ألا تقبل، يا عزيزي، أن الطبيعة البشرية صارت مذنبة للموت بسبب تلك اللعنة القديمة؟ لأنه قيل لنا في بداية جنسنا وأصلنا الأول أي في آدم "لأنك تراب وإلى تراب تعود"

بيلاديوس: هذا أقبله بالتأكيد"[60]

فنحن كنا في آدم حين أخطأ فلصقت بنا خطيئته ونتائجها بحسب تعبير القديس كيرلس الكبير:

"هو [المسيح] كان يُجلد ظلمًا، لكي ينقذنا من العقوبة المستحقة، هو كان يُلطم ويضُرب، لكي نلطم الشيطان الذي لطمنا، ولكي ننجو من الخطية التي لصقت بنا بواسطة المعصية الأصلية، لأننا إذا فكرنا بإستقامة، سوف نؤمن أن كل آلام المسيح كانت من أجلنا، وبدلًا منا، وأنها (آلامه) لديها القوة لتحريرنا وإنقاذنا من كل تلك المصائب التي نستحقها بسبب تمردنا ضد الله."[61]

وكما أن خطية آدم لصقت بنا بدون تفسير چيني بيولوچي؛ كذلك نتبرر ببر المسيح، ونحيا بحياته، بدون أي تفسير چيني بيولوچي.

لأن طبيعة الإنسان كلها أصبحت خاطئة في شخص الذي خُلق أولًا (آدم) ولكنها الآن قد تبررت كلية من جديد في المسيح"[62]

فالخطية ليست شيئًا ماديًا ولا البر ولا الموت ولا الحياة.

فالوراثة هنا لا تُفهم بمنظور بيولوچي چيني، لا في مجال الخطية ولا في البر.

ويمكن للإنسان أن يرث عن أبيه، ثروة ضخمة وممتلكات وعقارات، وهذا ليس له بعد چيني بيولوچي، وكذلك ممكن أن يرث الإنسان عن أبيه، ديونًا كثيرة، وأيضًا بدون أي تفسير بيولوچي چيني.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لماذا ركز بعض الآباء على وراثة الموت والفساد؟

إن كانت بعض أقوال الآباء، أو نصوص الليتورجيا، تركز على وراثة الموت والفساد "φθορά"؛ أكثر من التركيز على وراثة الخطية الأصلية، فهذا أمر لا يعني أنهم لا يوافقون على وراثة الخطية، وهذا أمر وارد أن يحدث في كل التعليم الكنسي؛

فمثلًا في قانون الإيمان ذُكر: (تألم وقُبر وقام ...)، فهل لأنه لم يقل (تألم ومات وقُبر وقام ...) يكون قانون الإيمان قد أنكر موت الرب؟

أو في قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني لم يرد أي نص عن الافخارستيا، أو الكهنوت، أو الصلاة على المنتقلين ...

فهل هذا يدل على أن الآباء لم يكونوا موافقين على هذه العقائد؟

بالعكس، أحيانًا يكون عدم ذكر الشيء، او عدم التركيز عليه، دلالة على وجوده بدون منازع.

ففي نيقية لم يتكلموا عن ألوهية الروح القدس، ولم يرد في قانون الإيمان النيقاوي شيئًا عن الروح القدس؛ لأن قضية ألوهيته لم تكن موضوع شك أو فحص.

وإن وُجد أب من آباء الكنيسة المعتبرين لا يوافق على وراثة خطية آدم في نصوص صريحة؛ فإنما تُفهم بأننا لم نشترك في الأكل مع آدم كأشخاص مولودين ومتمايزين عنه، لأننا لم نكن موجودين كأشخاص منحدرين من آدم بعد؛ وهذا بعينه ما تؤمن به كنيستنا قديمًا وحديثًا.

ويجب دراسة الظروف التي يشرح فيها الأب الإيمان؛ فبعض الآباء كانوا يواجهون بدعة ماني التي تعلم بتحريم الزواج، وبأن الخطية صارت مختلطة بالطبيعة البشرية، كأن صار لها كيان مادي. هذا ما لا توافق عليه الكنيسة قديمًا وحديثًا.

ولعل هذه البدعة قد أشار إليها معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى إلى تلميذه تيموثاوس: “وَلَكِنَّ ٱلرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ ٱلْإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، مَانِعِينَ عَنِ ٱلزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا ٱللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِٱلشُّكْرِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي ٱلْحَقِّ.” (1تي 4: 1-3)

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[17] (تفسير إنجيل لوقا العظة 12 - أ).

[18] (تفسير إنجيل لوقا العظة 12 - أ).

(504) يُقصد به عصيان الكل في آدم.

(505) يُقصد به خطايانا الفعلية: كل واحد على حدة.

[19] القديس كيرلس الكبير - السجود والعبادة بالروح والحق، المقالة الحادية عشر.

[20] تفسير إنجيل يوحنا للقديس كيرلس الكبير، شرح يوحنا (18: 22).

[21] القديس كيرلس الكبير: شرح إنجيل لوقا (عظة 42).

[22] القديس أغسطينوس، الطبيعة البشرية والنعمة، الفقرة الخامسة.

[23] القديس غريغوريوس النزينزي الناطق بالإلهيات، العظة (رقم 33) الفقرة التاسعة.

Gregory Nazianzen. (1894). Select Orations of Saint Gregory Nazianzen. Oration XXXIII. In P. Schaff & H. Wace (Eds.), C. G. Browne & J. E. Swallow (Trans.), S. Cyril of Jerusalem, S. Gregory Nazianzen (Vol. 7, p. 331). New York: Christian Literature Company. Greg. Naz., Orat. 33.9.

(506) القديس أغسطينوس، الطبيعة البشرية، النعمة، الفقرة الخامسة.

[24] القديس إيرينيؤس، كتاب ضد الهرطقات، الكتاب الخامس، الفصل 16.

[25] القديس إمبروسيوس أسقف ميلان، كتابين كتبهم عن وفاة أخيه ساتيروس، الكتاب الثاني عن الإيمان بالقيامة، الفقرة السادسة.

[26] في قول داود عن الرب يسوع انت حبر إلى الابد على طقس ملكي صادق، كتاب: مختارات من قصائد مار يعقوب السروجي الملفان، ترجمها من السريانية الي العربية مار ملاطيوس برنابا متروبوليت حمص وحماة وتوابعها للسريان الأرثوذكس، تقديم ونشر غريغريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب – دار الرها – حلب.

[27] خطبة في الصوم المقدس بأبواب منفصلة، كتاب المواعظ للفيلسوف العلامة مار سويريوس موسى بن كيفا مطران الموصل وبارمان (القرن التاسع)، - نقله للعربية الشماس الإنجيلي بهنام دانيال البرطلي، صفحة 148 طبعة سنة 2013.

[29] القديس أثناسيوس الرسولي، المقالة الثانية ضد الآريوسيين، (الفقرة 75).

(507) من صلاة تجسد وتأنس في القداس الباسيلي.

(508) من صلاة قدوس في القداس الغريغوري.

[30] تفسير رسالة بولس إلى اهل رومية ق يوحنا ذهبى الفم ترجمة د. سعيد حكيم. طبعة 2013- ص 330.

[31] القديس أثناسيوس، الكتاب الثاني ضد أبوليناريوس، الفقرة الخامسة.

[32] الكتاب الأول ضد أبوليناريوس، الفقرة رقم 14.

[33] أوريجانوس، شرح الرسالة إلى رومية، شرح (رو12:6).

[34] أوريجانوس، شرح الرسالة إلى رومية، شرح (رو9:5).

[35] أوريجانوس، شرح الرسالة إلى رومية، شرح (رو9:5).

[36] الرسالة الثانية إلى أديار بيت جوجل،الفقرة 25، الرسائل العقيدية، الجزء الأول، ترجمة الراهب روجيه أخرس يوسف.

[37] شرح تجسد الابن الوحيد الجنس للقديس كيرلس الكبير، الفقرة الأولى.

[38] العظة رقم 11 الفقرة 9 للقديس مكاريوس الكبير.

[39] الميمر 80 على أسرار وأنماط وصور المسيح لمار يعقوب الملفان نقلها للعربية الأب الدكتور بهنام سوني، ترجمة من السريانية إلى العربية ودراسة على ميامر الملفان مار يعقوب السروجي، الجزء الأول، بغداد 2003 للميلاد، ص 1333، وموجود أيضًا على موقع دائرة الدراسات السريانية.

[40] القديس غريغوريوس النيصي، حياة موسى النبي.

[41] (عظة 25 - فقرة 6) للقديس مكاريوس الكبير.

[42] القديس كيرلس الكبير، الكنوز في الثالوث، المقالة 24، الفقرة 7، ترجمة د.جورج عوض، الطبعة الأولى 2011.

[43] رسالة القديس اثناسيوس في عيد القيامة رقم 11، فقرة 14، عام 339 ميلادية.

[44] القديس غريغوريوس صانع العجائب، مواضيع عن الإيمان، الموضوع 12.

[45] القديس غريغوريوس صانع العجائب، مواضيع عن الإيمان، الموضوع 12.

[46] القديس أغسطينوس، مقالات على إنجيل يوحنا، المقالة الرابعة.

[47] تفسير رومية للقديس ذهبي الفم ترجمة د.سعيد حكيم طبعة 2013 ص 247.

[48] العظة الحادية عشر للقديس يوحنا ذهبي الفم على شرح الرسالة إلى رومية، شرح (رو19:5)، ترجمة د. سعيد حكيم، طبعة أولى في مجلد واحد 2013، (ص 251).

[49] القديس أغسطينوس، من تفسير المزمور 51، للقمص تادرس يعقوب ملطي.

[50] القديس باسيليوس الكبير، من تفسير المزمور 51، للقمص تادرس يعقوب ملطي.

[51] أوريجانوس، من تفسير المزمور 51، للقمص تادرس يعقوب ملطي.

[52] القديس كيرلس الكبير، السجود والعبادة بالروح والحق، المقالة الخامسة عشر.

[53] عظة عن معمودية المسيح ألقاها القديس غريغوريوس النيصي يوم عيد الغطاس.

[54] عظة "الصعود" للقديس ساويرس الإنطاكي، مترجمة عن الفرنسية من الكتاب الأول من الجزء الثاني من مجموعة "الآباء الشرقيين" العظة رقم 71، ترجمة الشماس المتنيح يوسف حبيب.

Patrologia orientalis, R. griffin f. nau les homelies cathedrals de severe d’ntioche homelie LXXI.

[55] عظة الصعود للقديس ساويرس الإنطاكي، مترجمة عن الفرنسية من الكتاب الأول من الجزء الثاني من مجموعة "الآباء الشرقيين" العظة رقم 71، ترجمة الشماس المتنيح يوسف حبيب.

[56] القديس كيرلس الكبير، شرح إنجيل القديس لوقا، العظة الثانية عشر.

[57] من تفسير القديس كيرلس الكبير، لرسالة القديس بولس إلى أهل رومية.

[59] رسالته إلى مكسيموس الفيلسوف، الفقرة الثالثة.

[60] القديس كيرلس الكبير السجود والعبادة بالروح والحق، المقالة الثانية.

[61] تفسير إنجيل يوحنا للقديس كيرلس الكبير، شرح يوحنا (19: 1-3).

[62] القديس كيرلس الكبير العظة (42) على شرح إنجيل لوقا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/i-willingly-ate/sinned-in-adam.html

تقصير الرابط:
tak.la/2ksqcbc