من جهة وراثة خطية آدم فقد تمت إدانة بيلاجيوس[175]، وتلميذه كاليستيوس، وأتباعهما حينما أنكروا وراثة خطية آدم ونادوا ببدعة أن الأطفال لا يحتاجون معمودية أو أن معمودية الأطفال ليست لمغفرة الخطايا.
وقد ورد في مجمع قرطاجنة الثاني المُنْعَقِد سنة 418 م. (القانون 110) ما يلي: "إن قال أي إنسان أن الأطفال حديثي الولادة لا يحتاجون إلى معمودية، أو أنهم يجب أن يعتمدوا لغفران الخطايا، لكن ليست فيهم الخطية الأصلية الموروثة من آدم والتي لا بُد أن تُغْسَل بحميم الميلاد الجديد، وفي حالتهم هذه لا تؤخذ صيغة المعمودية أنها "لغفران الخطايا" بطريقة حرفية، إنما بطريقة رمزية، فليكن محرومًا؛ لأنه وفقًا لـ(رومية 5: 12) اجتازت خطية آدم إلى الجميع".[176]
ملحوظة: (نَص رسالة رومية هنا بحسب الترجمة اللاتينية، والتي توافقها أيضًا الترجمة القبطية واليونانية القديمة، ويترجمها نيافة الأنبا غريغوريوس -دكتوراه في اللغة اليونانية- هكذا: "وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا فيه"، ويشرح ذلك بقوله: “هذا النص المقدس يقرر مبدأ انتشار الخطية من الإنسان الأول آدم إلى كل الناس"، كما يعلق قائلًا: "ويلاحظ أن الترجمة البيروتية قد أوردت هذا النص مبتورًا... ولكن النص اليونانى والنص القبطي والترجمة اللاتينية المعروفة بالفولجاتا كلها أوردت النص على النحو الذي أثبتناه"، ثم يوردِ نيافته النصوص في اللغات الثلاثة:[177]
باليونانية:
“δια τουτο ωσπερ δι ενος ανθρωπου η αμαρτια εις τον κοσμον εισηλθεν και δια της αμαρτιας ο θανατος και ουτως εις παντας ανθρωπους ο θανατος διηλθεν εφ ω παντες ημαρτον”.
وباللاتينية:
In quo omnes peccaverunt.
وبالقبطية:
Ⲉⲑⲃⲉ ⲫⲁⲓ ⲕⲁⲧⲁ ⲫ̀ⲣⲏϯ ⲉⲧⲁ ⲫ̀ⲛⲟⲃⲓ ⲓ̀ ⲉ̀ϧⲟⲩⲛ ⲉ̀ ⲡⲓⲕⲟⲥⲙⲟⲥ ⲉ̀ⲃⲟⲗ ϩⲓⲧⲉⲛ ⲟⲩⲣⲱⲙⲓ ⲛ̀ⲟⲩⲱⲧ Ⲟⲩⲟϩ ⲉⲃⲟⲗ ϩⲓⲧⲉⲛ ⲫ̀ⲛⲟⲃⲓ ⲁ ⲫ̀ⲙⲟⲩ ϣⲱⲡⲓ ⲟⲩⲟϩ ⲡⲁⲓⲣⲏϯ ⲁ ⲡⲓⲙⲟⲩ ϣⲉ ⲉϧⲟⲩⲛ ⲉⲣⲱⲙⲓ ⲛⲓⲃⲉⲛ ⲫⲏⲉⲧⲁⲩⲉⲣⲛⲟⲃⲓ ⲛ̀ϧⲏⲧϥ..
"من أجل هذا، مثلما دخلت الخطية إلى العالم، بواسطة رجل واحد، وبواسطة الخطية صار الموت، وهكذا دخل الموت لكل إنسان بالذي خطئوا فيه".
فلا مجال هنا للادعاء بأن النص اللاتيني سقط منه كلمة الموت، وأن مجمع قرطاجنة والقديس أغسطينوس أخطأوا وحدث عندهم لَبْس.
وعمومًا في المجامع الكنسية يتم بحث المواضيع المعروضة بطريقة تفصيلية مستفيضة، وبأبحاث لاهوتية مقدمة من آباء مُعتبرين، ولا يمكن أن يصدر قرار مجمعي بدون فحص دقيق، غير معتمدين على نص واحد أو رأي شخص واحد.
لذلك عند صدور قرار أو قانون من المجمع الكنسي المسكوني أو المحلي، تصير القضية التي حُسِمَت غير قابلة لإعادة الفحص.
وقد أَيَّد مجمع أفسس المنعقد (431) برئاسة البابا كيرلس عمود الدين قرارات مجمع قرطاجنة، حيث ذُكِر في الرسالة المجمعية، التي أرسلها مجمع أفسس إلى سلستين الأول أسقف روما، وأخبروه بما حدث في مجمع أفسس التالي:
"بالإضافة إلى ذلك محاضر جلسات الأعمال الخاصة بحرومات (قطع) عديمي التقوى البيلاجيين والكاليستيين، كاليستيوس، وبيلاجيوس، وجوليان، وبريسيديوس، وفلوروس ومارسيللينوس وأورونتيوس، وأولئك الذين يتمسكون بذات الآراء معهم، تم قراءتها في المجمع المقدس، ونحن أيضًا رأينا أنه من الصحيح أن تلك القرارات التي صدرت ضدهم بواسطة قداستك يجب أن تظل سارية وثابتة. ونحن جميعًا المُصَوتين كنا على نفس الجانب معك، وقرَّرنا أنهم مقطوعون (محرومون)".[178]
وفي ترجمة أخرى قد ورد في نص الرسالة من مجمع أفسس المسكوني إلى البابا سلستين كالتالي:
"عندما تم في المجمع المقدس قراءة ما تم القيام به فيما يتعلق بحرم الأكثر تجديفًا البيلاجيين والكاليستيين التابعين لكاليستيوس، وبيلاجيوس، وجوليان، وبريسيديوس، وفلوروس ومارسيللينوس وأورونتيوس وأولئك الذين مالوا إلى الإعجاب بأخطائهم، نحن أيضًا قد اعتبرنا أنه من الصحيح (ἐδικαιώσαμεν) أن تحديدات قداستكم بخصوصهم يجب أن تُثبَّت بقوة وحزم. ونحن جميعًا كنا بنفس الفكر، قررنا أنهم محرومون[179] (holding them deposed)".
وأيضًا المجمع أصدر قوانين بحرم ضد كاليستيوس تلميذ بيلاجيوس وكل مَنْ يقبله ويقبل تعاليمه في القانون الأول والرابع:
القانون الأول:
"لو أن أي أسقف (metropolitan) فَصَلَ نفسه من هذا المجمع المسكوني المقدس، وانضم إلى مجمع المنشقين (المرتدين)، أو سينضم إليهم فيما بعد، أو وافَق على تعاليم كاليستيوس (البيلاجي) أو سيوافق عليها، هو ليس لديه أي سلطة على أساقفة مقاطعة إيبارشيته، وهو مُستبَعد ومُعلَّق بواسطة المجمع من كل شركة الكنيسة. وإنه واجب على جميع أساقفة الإيبارشية أنفسهم، والأساقفة المجاورين، الذين هم أرثوذكسيين، أن يحرموه تمامًا من الأسقفية".[180]
القانون الرابع:
"لو أن أي أحد من الإكليروس سوف ينشق (يرتد)، سواء سرًا أو علنًا ويتفق مع (تعاليم) نسطور وكاليستيوس، المجمع يُقرر أنهم أيضًا يكونون مقطوعين".[181]
وقد حدث في الجلسة الأولى من جلسات مجمع أفسس المسكوني أنه قد تم قراءة رسالة القديس سلستين أسقف روما إلى نسطور:
"Juvenal, Bishop of Jerusalem said: let the Letter of the most holy and most dear-to-god Archbishop of the Romans, Celestine, be read, which he has sent concerning the faith.
Peter, a presbyter of Alexandria, and Chief of the Secretaries, read [as follows]:
A Translation of an Epistle of Celestine, bishop of rome, to Nestorius.
Celestine to the beloved brother Nestorius The Universal Faith had peace for some days of our lifetime, after the unholy and often condemned doctrine of Pelagius and Celestius, for both the East and the West, had smitten them with the followers of their opinions with the dart of a unanimous sentence. Straightway Atticus of holy memory, the teacher of the Universal Faith, and verily successor of the Blessed John, in that same course of thinking and acting also, so pursued them on behalf of the Common King, that no permission was granted them to stay there."[182]
"قال چوفينال أسقف أورشليم:
لِتُقرأ رسالة التقي جدًا والعزيز على الله رئيس أساقفة روما سلستين والتي أرسلها بخصوص الإيمان.
بطرس كاهن الإسكندرية ورئيس السكرتارية، قرأ [كالتالي]:
ترجمة رسالة سلستين أسقف روما إلى نسطور.
سلستين إلى الأخ المحبوب نسطور: الإيمان الجامع[183] تمتع بالسلام لبعض الأيام من حياتنا، بعدما تم كثيرًا إدانة عقيدة بيلاجيوس وكاليستيوس الدنسة، لأن كلًا من الشرق والغرب، أدانوهم (أصابوهم) هم وأتباع آرائهم بسهم الإدانة بالإجماع. أتيكوس[184] ذو الذِّكْر المقدس، مُعلم الإيمان الجامع، وبلا شك كذلك خليفته المبارك يوحنا، في نفس طريقة التفكير والعمل أيضًا، قاومهم نيابة عن الملك العام (الله)، ولم يُمنَحوا تصريح بالبقاء هناك (القسطنطينية)."
واضح من هذا الرسالة أن الإيمان كان مُشْتَرَكًا بين الشرق والغرب، وأن كلًآ من الشرق والغرب قد أدانوا البيلاجية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وأيضًا في الفقرة الثامنة من ذات الرسالة:
"And furthermore, in relation to those heretics, regarding whom thou, as not knowing [thyself] the matters concerning them, hast wished to ask us, [we would say that] a righteous condemnation and decision has thrust them out from their own thrones, on the ground of their having spoken unrighteous things, but we do not wonder that they have found rest there; for they found impious preaching, in comparison with which they deemed themselves innocent. At this point, inasmuch as the proper time to speak has demanded it, we can not be silent in regard to that at which we are amazed. We have
read how thou believest well in regard to original sin, and how thou showest that our nature itself is whelmed in debt, and that thou rightly imputest that debt to him who is descended from the race of the debtor. What are those who have been condemned for denying those truths doing with thee? Things which contradict each other are never in agreement with each other without suspicion being excited."Moreover, they would have been expelled if they had been similarly displeasing to thee also. Furthermore, why do ye now search for the Actions against them, when it is clear that the Minutes [of those actions] were sent thence to us by the then Bishop, the Catholic Atticus. Why did not Sisinnius of holy memory have to seek for them? Undoubtedly because he approved of the righteous condemnation of those [heretics] by his predecessor."[185]
"وعلاوة على ذلك فيما يخص هؤلاء الهراطقة (البيلاجيين)، بخصوص أولئك الذين أنت نفسك غير عارف بالأمور المتعلقة بهم، وقد تمنيت طالبًا منا (بخصوصهم)، [نحن نقول أن] إدانة صحيحة (مبررة) وقرار، بموجبه تم طردهم (نفيهم) من كراسيهم، بسبب أنهم تحدثوا بأمور خاطئة، ولكننا لا نتعجب أنهم وجدوا راحة هناك (في القسطنطينية)، لأنهم وجدوا كرازة مُجدِفة، بالمقارنة مع تلك التي للذين يعتبرون أنفسهم أبرياء. بخصوص هذه النقطة، بقدر ما الوقت المناسب للتحدث استلزم (تطَّلب) هذا، نحن لا يمكننا أن نصمت بخصوص ما نحن مندهشون بسببه. نحن قد قرأنا كيف أنك تؤمن حسنًا فيما يتعلق بالخطية الأصلية، وكيف أنك تُبين أن طبيعتنا ذاتها قد غُمِرت (هلكت) في الديْن، وأنك تؤمن بهذا حقًا أن الدَين يكون لذلك الشخص الذي انحدر (وُلِد) من جنس المديون (آدم). فهؤلاء الذين أُدينوا بسبب إنكارهم هذه الحقائق ماذا يفعلون معك؟ الأشياء التي تتعارض مع بعضها البعض لا يمكن أن تتفق أبدًا مع بعضها البعض بدون وجود إثارة للاشتباه (للاتهام).
"من ناحية أخرى كان ليتم طردهم لو كانوا بالمثل يغضبونك أيضًا. علاوة على ذلك، لماذا أنت الآن تبحث عن الأعمال التي تمت ضدهم، بينما من الواضح أن محاضر جلسات (هذه الأعمال) أُرسلت إلينا من القسطنطينية بواسطة الأسقف الجامع وقتها أتيكوس. لماذا سيسينيوس[186] ذو الذكر المقدس لم يطلب من أجلهم؟ بلا شك لأنه أقر (وافق على) الإدانة الصحيحة لهؤلاء (الهراطقة) بواسطة سلفه (أتيكوس)."
وقد قال القديس كيرلس الكبير في مجمع أفسس في الجلسة الخامسة:
"For we have never yet held the errors of Apolinarius, nor those of Arius, nor those of Eunomius, but from the time when we were little we have learned the sacred Scriptures, and have been brought up in the hands of orthodox and holy fathers. And we anathemize Apolinarius, and Arius, and Eunomius, and Macedonius, Sabellius, Photinus, Paul, and the Manicheans, and every other heresy, and, besides them, Nestorius the contriver of the new blasphemies, and those who commune with him and agree with him, and those who hold the errors of Celestius, that is of Pelagius. We have never held the errors of those men. Nor have we now by a change of mind become willing to hold the right doctrines; but, as I have said, we have been brought up in the right and apostolic dogmas of the Church."[187]
"من أجل ذلك نحن لم نتمسك (نؤمن) بأخطاء أبوليناريوس، ولا بأخطاء أريوس، ولا بأخطاء إينوميوس، ولكن منذ زمن أن كنا صغارًا ونحن قد تعلمنا الكتب المقدسة، وقد نشأنا على أيدي آباء أرثوذكسيين وقديسين. ونحن نحرم أبوليناريوس، وأريوس، وإينوميوس، ومقدونيوس، وسابيليوس، فوتينوس، وبولس (الساموساطي)، والمانويين، وكل هرطقة أخرى، وبجانب هؤلاء، نسطور مُخترِع التجاديف الحديثة، وأولئك الذين يشتركون معه ويتفقون معه، وأولئك الذين يتمسكون بأخطاء كاليستيوس، وبيلاجيوس. نحن لم نتمسك أبدًا بأخطاء هؤلاء الرجال. ولا نحن الآن بواسطة تغيير الفِكْر نُصبح راغبين في التمسك بالعقائد الصحيحة؛ ولكن كما قلت، نحن قد نشأنا في العقائد الصحيحة والرسولية التي للكنيسة".
واضح من هذا النص أن القديس كيرلس الكبير كان علي دراية بقضية بيلاجيوس وكاليستيوس ويعتبر آراءهما أخطاء، وهذا يرد علي الادعاء بأن مجمع أفسس لم يناقش بدعة بيلاجيوس وأن موافقة أفسس علي قرارات مجمع قرطاجنة كانت بدون الدخول في التفاصيل اللاهوتية.
وبطبيعة الحال أن حرمان شخص بقرار مجمعي، معناه حَرْم تعليمه، وليس مجرد شخصه؛ لأنه لا يوجد عداوات شخصية مع الناس. فلا مجال هنا للادعاء بأن مجمع أفسس قد أَيَّد حَرْم أشخاص فقط دون أن يؤيد قرارات مجمع قرطاجنة من جهة التعليم. كما أنه لا يوجد قرار مجمعي أو قول آبائي بطول تاريخ الكنيسة يحرم مَنْ يعلّم بوراثة خطية آدم، بينما موجود العكس في مجمع قرطاجنة المحلي، المُؤَيَّد بمجمع أفسس المسكوني.
وإن كانت بعض أقوال الآباء، أو نصوص الليتورجيا، تركز على وراثة الموت والفساد "φθορά"؛ أكثر من التركيز على وراثة الخطية الأصلية، فهذا أمر لا يعني أنهم لا يوافقون على وراثة الخطية، وهذا وارد أن يحدث في كل التعليم الكنسي؛
فمثلًا في قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني لم يَرِد أي نص عن الإفخارستيا أو الكهنوت أو الصلاة على المنتقلين، أو شفاعة القديسين..
فهل هذا يدل على أن الآباء لم يكونوا موافقين على هذه العقائد؟
قانون الإيمان النيقاوي شيئًا عن الروح القدس؛ لأن قضية ألوهيته لم تكن موضوع شك أو فحص. بالعكس أحيانًا يكون عدم ذِكْر الموضوع، أو عدم التركيز عليه دلالة على وجوده بدون منازع. ففي نيقية لم يتكلموا عن ألوهية الروح القدس، ولم يَرِد في
وإن وُجدت أقوال لأي أب من أباء الكنيسة المُعْتَبَريِن يظن البعض أنها كتابات تدل على أنه لا يوافق على وراثة خطية آدم؛ فإنما تُفهم بأننا لم نشترك في الأكل مع آدم لأننا لم نكن موجودين كأشخاص؛ وهذا بعينه ما تؤمن به كنيستنا قديمًا وحديثًا. أو يكون الأب القديس في أقواله يَرُدّ على بدعة ماني التي تحرّم الزواج. لكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُعَلِّم بما علّم به الآباء القديسون منذ البداية، بأننا كنا في آدم وتلوثنا بخطيته.
إن مَنْ يُعَلِّم بأن القديس أغسطينوس هو أول من تكلم عن الخطية الأصلية، يكون كَمَنْ يُعَلِّم بأن القديس أثناسيوس هو أول مَنْ نَادَى بمساواة الابن بالآب في الجوهر، حيث أنه نحت المصطلح هوموؤسيوس όμοούσιος في مجمع نيقية.
لقد كانت الكنيسة منذ البداية تؤمن بمساواة الابن للآب في الجوهر، ولكن القديس أثناسيوس الرسولي كان أول من قَنَّن هذا التعبير όμοούσιος للتعبير عن هذه الحقيقة الإيمانية الغالية.
وكذلك كانت الكنيسة تؤمن بوراثة الخطية الأصلية، لكن قد يكون القديس أغسطينوس هو أول من نَحَتَ وَقَنَّن التعبير وَرَكَّز عليه.
نفس الكلام يمكن أن يُقال عن بعض الألفاظ اللاهوتية غير الكتابية، وقد نحتها الآباء في أزمنتهم، لكن لم تكن تعبّر عن بداية إيمان الكنيسة بهذه المصطلحات؛ لأن الإيمان موجود بالكنيسة منذ البداية، لكن الهراطقة اضطروا الكنيسة لنحت هذه المصطلحات اللاهوتية ليحددوا الحقيقة الإلهية في حدود واضحة.
مِثال لذلك، المصطلحات: الثالوث، الأقنوم، الجوهر، الطبيعة، التمايز الأقنومي...
لقد نحت القديس أثناسيوس تعبير όμοούσιος للرد على الآريوسية، وكذلك القديس أغسطينوس استخدم تعبير "الخطية الأصلية" للرد على البيلاجية، ولم يعترض الآباء المعاصرون له على استخدام تعبير الخطية الأصلية، خاصة القديس كيرلس الكبير الذي كان مُعَاصِرًا للقديس أغسطينوس.
وليس من اللائق اتهام القديس كيرلس الكبير أنه لم يقرأ كِتابات القديس أغسطينوس باللاتينية، لأن التاريخ يحمل لنا رسائل مُتَبَادَلَة بينهما.
فالقديس كيرلس الكبير قد أرسل رسالة إلى مجمع قرطاجنة وهو منعقد وَبَارَك المجتمعين، في رسالته المنشورة برقم 85 إلى الأسقف أوريليوس Aurelius (رئيس المجمع)، والأسقف ڤالنتينوس Valentinus، وكل الأخوة الأساقفة الأكثر قداسة المجتمعين في قرطاجنة:
"All the most holy synod assembled in Carthage."
(طبعًا منهم أغسطينوس)، وقد قال القديس كيرلس الكبير لهم في ختام رسالته:
"May our God and Lord protect your holy synod; this we pray, most honored brethren."[188]
"ليحمِ إلهنا وربنا مجمعكم المقدس؛ هذا ما نصليه، أيها الأخوة الأكثر كرامة".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
و القديس أغسطينوس كان قد أرسل رسالة للقديس كيرلس الكبير، تقريبًا في صيف عام 417 م.، يكلمه فيها عن بيلاجيوس وخطورته، ويشكره فيها على إرساله له أعمال مجمع فلسطين Lydda/Diospolis، (وهو مجمع عُقِدَ عام 415 م.، وقد قام بيلاجيوس بخداع المجمع لذلك تمت تبرئته)، فيقول القديس أغسطينوس في رسالته للقديس كيرلس الكبير، والتي أرسلها لكيرلس مع الخادم يسطس (Justus) خادم الله من الإسكندرية:
"Your Sincerity recalls, I think, that you sent us the acta of the council held in the province of Palestine where the supposedly Catholic Pelagius was acquitted, when he succeeded in concealing himself within the clever hiding places of his words and deceived our brothers who then presided as judges when no one representing the other side came forward to expose him. When I had read and studied these proceedings as carefully as I could, I wrote a book about them for our venerable brother and fellow bishop, Aurelius, bishop of the church of Carthage, in which, as much as the Lord permitted to be demonstrated, how it was that Catholic judges understood Pelagius’ answers so that they came to the verdict that he was a Catholic. For many who were caught in that error of his were boasting that since he had been acquitted, his heretical teachings had been confirmed as Catholic by the judgment of Catholic bishops and with these people spreading this story just about everywhere, very many, not knowing what had really happened, believed what they were saying to the great scandal of the churches.
"In order to get rid of this misconception, I wrote the book mentioned above. Here, to the best of my ability, I showed that, even though Pelagius had been acquitted—not by God, whom no one can deceive, but in a human court which he was able to deceive—still those pestiferous teachings of his were condemned; even he himself anathematized them.
"The servant of God, Justus, the bearer of this letter to your Worship, had a copy of this book of mine."[189]
"ربما تتذكر أيها المُخَلِّص، أنك أرسلت إلينا أعمال المجمع الذي عُقد في منطقة فلسطين حيث أن إيمان بيلاجيوس الجامع المزعوم،[190] تمت تبرئته هناك، عندما نجح في إخفاء نفسه داخل المواضِع اللبقة الخفية التي لكلماته، وخدع أخوتنا الذين تَرَأَّسُوا المجمع كقضاة، عندما لم يتقدم أحد إلى الأمام لِيُمَثِّل الجانِب الآخر لكي يكشفه (يفضحه). فعندما قرأت ودرست هذه الإجراءات بعناية فائقة على قدر ما استطعت، كتبت كتابًا عنهم إلى أخينا الموقر والأسقف الشريك (الصديق)، أوريليوس، أسقف كنيسة قرطاجنة، والذي فيه، بقدر ما سمح الرب أظهرت بوضوح، كيف فهم القضاة الجامعون (في فلسطين) إجابات بيلاجيوس، لذلك هم توصلوا إلى الحكم بأنه كان جامع (يؤمن بإيمان الكنيسة الجامعة). بسبب أن كثيرين هم الذين سقطوا في هذا الخطأ الذي يفتخر به هو منذ أن تمت تبرئته، تعاليمه الهرطوقية تم التصديق عليها (إقراراها، تأكيدها) على أنها تعاليم الكنيسة الجامعة بحكم أساقفة الكنيسة الجامعة، وبواسطة هؤلاء الناس هذه القصة فقط تنتشر في كل مكان، كثيرون جدًا، لا يعرفون حقيقة ما قد حدث، وصدقوا ما كانوا يقولونه وحدثت فضيحة كبيرة (بلبلة) بالكنائس.
"للتخلص من سوء الفهم هذا، كتبت الكتاب المذكور أعلاه. فيه، وبأفضل ما في استطاعتي، بيَّنت أنه، حتى على الرغم من أن بيلاجيوس قدم تمت تبرئته -ليس بواسطة الله، الذي لا يقدر أحد أن يخدعه، ولكن في محكمة بشرية كان هو قادرًا على خِداعها-لا زَالَت هذه التعاليم الخبيثة الخطيرة التي له مُدَانة؛ حتى هو نفسه حرمها (وقتها لخداعهم).
"خادم الله، يسطس، حامل هذه الرسالة إلى قداستكم، لديه نسخة من كتابي هذا."
ويقول أيضًا للقديس كيرلس:
"Therefore, I commend brother Justus to your most pious Holiness so that you not only may defend him from slanderers but also may deign with pastoral concern and fatherly mildness or even, if necessary, with a doctor’s harshness, to correct those very people whom he, not without reason, suspects, lest they both lose their souls and introduce the Pelagian poison into them. Or, if you find them sound in faith, remove from his soul any worries based on his own suspicions (of them). For they are all Latin speakers and have come to those places from the western church, in which we also find ourselves. Thus it is especially necessary for us to commend them to your worship lest it appear that they themselves chose these lands in order to hide with impunity among the Greeks. For there, when they discuss these matters, they are less likely to be understood and thus their error cannot easily be exposed. And so we are doing things this way, not so that we may be grieved by someone’s death but that insofar as this is possible, we might rejoice in the salvation of all."[191]
"لذلك، أنا أوصيت (أرسلت) الأخ يسطس لتقوى قداستكم حتى لا تدافع عنه فقط من المُغْتَابين (الشتامين) لكن أيضًا تَتَكَرَّم باهتمام رعوي ولطف أبوي أو حتى، إذا لزم، بشدة الطبيب doctor’s harshness، لتُصلح هؤلاء الناس الذين يسطس، ليس بدون سبب، يشتبه فيهم، خشية من أن يخسروا أنفسهم ويُدخِلُون سُم بيلاجيوس إليهم. أو، إذا وجدتهم أصحاء في الإيمان، تُزيل من نفسه أي مخاوف مبنية على شكوكه الخاصة (فيهم). لأنهم كلهم متحدثين باللغة اللاتينية وقد أتوا إلى هذه الأماكن من الكنيسة الغربية، التي فيها نحن أيضًا نوجد بأنفسنا. بالتالي من الضروري خاصة بالنسبة لنا أن نوصي عليهم لتقواك، خشية من أن يكونوا هم أنفسهم اختاروا هذه الأراضي لكي يختبئوا فيها بدون عقوبة وسط اليونانيين. لأنه هناك، عندما يناقشون هذه الأمور، يكونون أقل عرضة للفهم، وبالتالي أخطاؤهم لا يمكن أن تُكشَف بسهولة. ولذلك نحن نفعل هذه الأمور بهذه الطريقة، ليس لكي نكون حَزَانى بسبب وفاة شخصٍ ما لكن بقدر ما يكون هذا ممكنًا، لكي نفرح بخلاص الكل".
وأيضًا بخصوص الكتاب الذي أشار إليه القديس أغسطينوس في رسالته للقديس كيرلس، وأنه قد أرسله للقديس كيرلس الكبير، يوجد رأي أنه هو الكتاب الوحيد الذي كتبه القديس أغسطينوس وله ترجمة يونانية(191b)، لكي يمنع خداع بيلاجيوس (ومؤيدي بدعته) للذين يتحدثون باليونانية ولا يعرفون اللاتينية، وقد تَمَّت ترجمة الكتاب للغة الإنجليزية بعنوان:
"ON THE PROCEEDINGS OF PELAGIUS"[192]
قد أوردت هذه الرسائل للدلالة على التواصل بين القديس كيرلس الكبير وآباء الغرب خاصة القديس أغسطينوس.
ولا ننسى أن القديس أغسطينوس قد تَمَّت دعوته رسميًا لحضور مجمع أفسس، لكنه تَنَيَّح قبل انعقاد المجمع، ونجد هذا في:
"The Emperor had despatched a peculiarly respectful letter to Augustine, on account of his great celebrity, inviting him to come to the Synod at Ephesus, and had expressly entrusted an official of the name of Ebagnius with the delivery of the letter. But Augustine was already (August 22 [28], 430) dead, and thus the bearer of the letter could only bring back to Constantinople the news of his death".[193]
"الإمبراطور قد أرسل بشكل خاص رسالة محترمة إلى أغسطينوس، بسبب شهرته الكبيرة، داعيًا إياه أن يأتي إلى المجمع في أفسس، وبشكل مباشر كَلَّف مسئول اسمه إيبانيوس بتسليم الرسالة. لكن أغسطينوس كان بالفعل قد مات. [22 (28) أغسطس 430 م.]. وهكذا حامل الرسل أمكنه فقط أن يعيد إلى القسطنطينية أخبار موته."
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وأيضًا في محاضر الجلسة الأولى من مجمع أفسس:
"The edict in which he announced this decree was addressed to all those archbishops and prominent bishops who had previously received special invitations to the Synod of Ephesus, and probably through an error of the chancery there is still found among them the name of Augustine, who had died eleven months before (August 28, 430)."[194]
"المرسوم الذي فيه أُعلِن هذا القرار كان موجُهًا إلى كل رؤساء الأساقفة والأساقفة البارزين الذين قد تَلَقُّوا سابقًا دعوات خاصة إلى مجمع أفسس، ومن المُحْتَمَل أنه من خلال خطأ مكتب تسجيل المحاضر لا يزال يوجد بينهم اسم أغسطينوس، الذي مات قبل إحدى عشر شهرًا (28 أغسطس، 430 م.)."
وقد تم إرسال رسالة من آباء قرطاجنة لمجمع أفسس، وقد تمت قراءتها، وكان يعتذر فيها رئيس أساقفة قرطاجنة عن حضور المجمع المسكوني بسبب الحرب:
"The last document which was produced at this first session was the letter of Capreolus, Archbishop of Carthage, in which he asks them, on account of the war in Africa (consequent upon the invasion of the Vandals), to excuse his own inability to be present, or to send any of his suffragan bishops. Besides, he said, the Emperor’s letter of invitation had not reached him until Easter 431, and thus too late; and Augustine, whose presence the Emperor specially wished, had died some time before.
"He (the archbishop) therefore sent only his deacon Bessula, and prayed the Synod to tolerate no novelties whatever in matters of religion. In this he does not refer expressly to Nestorius, but he unmistakeably indicates that he reckons his doctrines among the unauthorized novelties. The Synod gave its approval to this letter of the African bishop."[195]
"الوثيقة الأخيرة التي قُدِّمت في هذه الجلسة الأولى كانت رسالة كابريولوس، رئيس أساقفة قرطاجنة، التي فيها يسألهم، بسبب الحرب في أفريقيا نتيجة غزو الڤاندال، ليعذروا عدم قدرته على الحضور، أو أن يُرسل أي من أساقفته المساعدين. بالإضافة إلى ذلك، قال، رسالة دعوة الإمبراطور لم تصله حتى عيد الفصح عام 431، وهكذا متأخرة جدًا؛ وأغسطينوس الذي حضوره تمناه الإمبراطور بشكل خاص، قد مات قبل ذلك بوقت. فهو (رئيس الأساقفة) لذلك أرسل فقط شماسه بيسولا، وتوسل إلى المجمع أن لا يتسامح (يتساهَل) مع أي مُسْتَجَدَّات مهما كانت في أمور الدين. في هذا هو لم يُشِر بشكل صريح إلى نسطور، لكنه بشكل لا لبس فيه يُشير إلى أنه يعتبر عقائده من المستجدات المحرومة (غير المُصَرَّح بها). المجمع أعطى موافقة على هذه الرسالة التي للأسقف الأفريقي."
وفي الرسالة من يوحنا الأنطاكي ومجمع أساقفته إلى القديس كيرلس، يقول:
"فأنت إنسان ذو فطنة كبيرة حتى أنك لا تحتاج أن يعلمك أحد عن مثل هذه الأمور. فبينما تكون أنت على بُعد فإنك ترى كل واحد وتلاحظه بما لا يقل عن أولئك الذين يكونون في حضرتك". [196]
ولم يكن القديس أغسطينوس وحده هو الذي واجه بيلاجيوس بل مجمع قرطاجنة كله، بالإضافة للقديس جيروم في فلسطين أيضًا، واجهه بمساعدة أساقفة غلاطية هيروس ولازاروس (لعازر) Heros and Lazarus، حيث قَدَّمَا قائمة بأخطاء بيلاجيوس وكتاباته، وهذين الأسقفان لم يقدرا الحضور بسبب المرض، رغم أن جلسة المجمع هذه عُقدت بجهودهم ودعواهم لها، وبابا روما في رسالته لنسطور التي تم قراءتها في مجمع أفسس، أكد أن أساقفة القسطنطينية السابقين لنسطور أدانوا بيلاجيوس وتلميذه كاليستيوس وطردوهم، وقوانين مجمع أفسس أدانتهم، وما قاله القديس كيرلس في الجلسة الخامسة من مجمع أفسس أدان بيلاجيوس وكاليستيوس وتعاليمهم وحرمها، وهكذا يكون الشرق، والغرب متمثلًا في مجمع قرطاجنة والقديس أغسطينوس قد اتحدا في الدفاع عن الإيمان المستقيم في نفس القضية الواحدة.[197]
_____
[175] بيلاجيوس، (354-418)، كان راهبًا متعلمًا جيدًا، ويتحدث اللغتين اليونانية واللاتينية بطلاقة، وتعلم اللاهوت. قضى وقتًا في الزهد كراهب بريطاني. ومع ذلك فقد اتُهِم لاحقًا بالهرطقة بسبب أنه عَلَّم بأنه لم يُجْرَح البشر بخطيئة آدم، وكانوا قادرين تمامًا على إتمام الناموس بدون معونة إلهية. أنكر بيلاجيوس التعليم عن الخطيئة الأصلية. أعلن مجمع أفسس أن بيلاجيوس مهرطقًا عام 431. وأصبح تفسيره لعقيدة الإرادة الحرة معروفًا باسم البيلاجيانية.
[176] Hefele, C. J. (1876). A History of the Councils of the Church. (H. N. Oxenham, Trans.) (Vol. 2, p. 458). Edinburgh: T&T Clark.
[177] الأنبا غريغوريوس - موسوعة اللاهوت العقيدي - سرّي التجسد والفداء - ص 237.
[178] Chrystal J, trans. The Third World Council Vol. II. (Jersey City, NJ: James Chrystal, 1904), P.177–182. Act V. of Ephesus, Report of the synod to Celestine.
[179] Schaff, P., & Wace, H. (Eds.). (1900). The Letter of the Synod to Pope Celestine. In H. R. Percival (Trans.), The Seven Ecumenical Councils (Vol. 14, p. 239). New York: Charles Scribner’s Sons.
[180] Hefele, C. J. (1883). A History of the Councils of the Church. (E. H. Plumptre, Trans.) (Vol. 3, p. 73). Edinburgh: T&T Clark.
[181] Hefele, C. J. (1883). A History of the Councils of the Church. (E. H. Plumptre, Trans.) (Vol. 3, p. 74). Edinburgh: T&T Clark.
[182] Chrystal J, trans. The Third World Council Vol. I. (Jersey City, NJ: James Chrystal, 1895), P.178–180. Act I. of Ephesus, Reading of Celestine’s epistle to Nestorius.
[183] إيمان الكنيسة الجامعة.
[184] (أسقف القسطنطينية الذي تنيح عام 425 م).
[185] Chrystal J, trans. The Third World Council Vol. I. (Jersey City, NJ: James Chrystal, 1895), P.193–194. Act I. of Ephesus, Reading of Celestine’s epistle to Nestorius.
[186] (أسقف القسطنطينية الذي تنيح عام427م.).
[187] Chrystal J, trans. The Third World Council Vol. ΙΙ. (Jersey City, NJ: James Chrystal, 1904), P.155. Cyril’s complaint against John and his conventicle,Act V. of Ephesus.
[188] Cyril of Alexandria. (1987). Letters, 51-110. (T. P. Halton, Ed., J. I. McEnerney, Trans.) (Vol. 77, p. 117). Washington, DC: The Catholic University of America Press.
[189] Augustine of Hippo. (1989). Letters (1*-29*). (T. P. Halton, Ed., R. B. Eno, Trans.) (Vol. 81, pp. 41-42). Washington, DC: The Catholic University of America Press. LETTER 4.
[190] يقصد أن أتباع بيلاجيوس كانوا يشيعون أن تعليمه يتوافق مع تعليم الكنيسة الجامعة (الإيمان الجامع).
[191] Augustine of Hippo. (1989). Letters (1*-29*). (T. P. Halton, Ed., R. B. Eno, Trans.) (Vol. 81, p. 43). Washington, DC: The Catholic University of America Press.
(191b) Original Sin and Ephesus: Carthage’s Influence on the East, JANUARY 4, 2019 BY NATHANIEL MCCALLUM. https://journal.orthodoxwestblogs.com/2019/01/04/original-sin-and-ephesus-carthages- influence-on-the-east/. (June 2022)
[192] Augustine of Hippo. (1992). Four Anti-Pelagian Writings. (T. P. Halton, Ed., J. A. Mourant & W. J. Collinge, Trans.) (Vol. 86, pp. 91-177). Washington, DC: The Catholic University of America Press.
[193] Hefele, C. J. (1883). A History of the Councils of the Church (E. H. Plumptre, Trans.; Vol. 3, p. 41). T&T Clark.
[194] Hefele, C. J. (1883). A History of the Councils of the Church (E. H. Plumptre, Trans.; Vol. 3, pp. 82-83). T&T Clark.
[195] Hefele, C. J. (1883). A History of the Councils of the Church. (E. H. Plumptre, Trans.) (Vol. 3, pp. 50-51). Edinburgh: T&T Clark.
[196] مؤسسة القديس أنطونيوس، مركز دراسات الآباء، نصوص الآباء 39، رسائل القديس كيرلس، الجزء الرابع، الرسالة 66، الفقرة1، ترجمها عن اليونانية ولغات أخري الدكتور موريس تاوضروس والدكتور نصحي عبد الشهيد، يونيو 1997م.
[197] Hefele, C. J. (1876). A History of the Councils of the Church. (H. N. Oxenham, Trans.) (Vol. 2, pp. 450-451). Edinburgh: T&T Clark.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/early-universal-church.html
تقصير الرابط:
tak.la/bfg63nt