سيتم عرض قضية علاقة الجنس البشري بخطية آدم، وهل تأثَّر بخطيته أم بنتائجها فقط أي الموت والفساد، أم لم يتأثر على الإطلاق؟
1) الفريق الأول، يؤمن بأنه لا علاقة للجنس البشري على الإطلاق بخطية آدم. وهذا الإيمان شائع في الغالب عند غير المسيحيين، كما أنه امتداد لهرطقة ظهرت في القرن الرابع والخامس لهرطوقي حرمته الكنيسة اسمه بيلاجيوس، وأشهر تلاميذه كاليستيوس.
2) الفريق الثاني، يؤمن بأنه لا علاقة للجنس البشري بخطية آدم، ولكنه ورث من آدم نتائج خطيته وهي الموت والفساد، وتفسيرهم في ذلك أن الخطية هي فِعْل، والجنس البشري لم يشترك في الفعل؛ لأنهم لم يكونوا موجودين بعد، ولكنهم انحدروا من أصل مائت وفاسد فورثوا منه الموت والفساد. ويتبنى هذا الرأي أتباع لاهوت النيوباترستيك.
3) الفريق الثالث، يؤمن بأن الجنس البشري كان في آدم -كطبيعة بشرية وليس كأشخاص- حين خُلِق وحين أخطأ وحين مات وحين فسد؛ فصاروا محسوبين خطاة ومائتين وفاسدين فيه. بالرغم من أنهم لم يكونوا موجودين كأشخاص، لكن الطبيعة البشرية كلها كانت فيه، ويُسَمَّى هذا المفهوم، بحسب الآباء، وحدة الجنس البشري. وهذا ما تعلنه نصوص الكتاب المقدس وشرح الآباء ونصوص الليتورجيا الأرثوذكسية، وهذا هو المفهوم الذي تؤمن به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بحسبما ورد في هذه الدراسة الموجزة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لو تم اعتبار أن الخطية ليست مجرد الفعل، لكن هي انفصال عن الله، وهذا ما يعبر عنه اللفظ اليوناني ἁμαρτία (همارتيا Hamartia) الذي يُتَرْجَم بالعربية (خطية) وهو لفظ يشرح أن الخطية هي خروج عن الخط المستقيم في العلاقة مع الله، يمكن إدراك أن الفريقين الثاني والثالث متقاربين في الفِكر، وأن الجنس البشري قد وُلِدَ في هذا الطريق المنحرف المبتعد عن الله (الخطية).
ولكن لا بُد من الالتزام بالتعبيرات التي استقرت في الكنيسة خاصة في صلواتها الليتورجية، مع شرح المعنى الذي تحويه هذه التعبيرات؛ لإزالة أي سوء فهم، أو أي لَبْس في الفهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/sin-of-adam.html
تقصير الرابط:
tak.la/d57td98