St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

237- القيامة والخليقة الجديدة

 

إن الرب يسوع المسيح بخلاصه العجيب قد أعاد خلق الإنسان من جديد. لذلك قال معلمنا بولس الرسول: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17).

هذه الخليقة الجديدة تتم في المعمودية، في الاتحاد مع المسيح بشبه موته وقيامته، حيث يصلب الإنسان العتيق، ويقوم الإنسان الجديد حسب صورة خالقه.

وشرح القديس بولس في رسالته إلى أهل رومية هذه الحقيقة فقال: "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليبطل جسد الخطية" (رو6: 3-6).

وقال أيضًا: "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" (تى3: 4-6).

فتكلّم في المعمودية عن "جدة الحياة"وعن "الميلاد الثاني"وعن "تجديد الروح القدس"وعن الاتحاد بالمسيح "بشبه.. قيامته".

لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله ولكن لما سقط الإنسان في الخطية قد فقد هذه الصورة الرائعة واحتاج إلى أن يعيد الرب خلقته من جديد على هذه الصورة الإلهية.

في ذلك قال القديس أثناسيوس الرسولي: [لقد جاء كلمة الله في شخصه الخاص، لأنه هو وحده صورة الآب، الذي يقدر أن يعيد خلقة الإنسان المخلوق على الصورة] (كتاب تجسد الكلمة - الفصل الثالث عشر - فقرة 7)(1).

St-Takla.org Image: The Baptism of Jesus Christ by Saint John the Baptist, Epiphany - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: معمودية السيد يسوع المسيح بيد القديس يوحنا المعمدان والشهيد، عيد الظهور الإلهي، الإبيفانيا - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

St-Takla.org Image: The Baptism of Jesus Christ by Saint John the Baptist, Epiphany - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: معمودية السيد يسوع المسيح بيد القديس يوحنا المعمدان والشهيد، عيد الظهور الإلهي، الإبيفانيا - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

إن السيد المسيح الذي هو "صورة الله غير المنظور" (كو1: 15) هو وحده القادر أن يعيد خلقة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إبطال الموت

إن السيد المسيح بقيامته المجيدة من الأموات قد أعلن "الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا" (1يو1: 2).

لذلك قال معلمنا بولس الرسول: "بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود" (2تى1: 9، 10). لقد أبطل السيد المسيح الموت بقيامته من الأموات باعتباره هو "باكورة الراقدين" (1كو15: 20).

وقد أنار السيد المسيح الحياة والخلود بنور قيامته "قام باكرًا في أول الأسبوع" (مر16: 9). وبقيامته في باكر يوم الأحد أشرق فجر جديد على حياة البشرية.

لهذا ارتبطت القيامة بالحياة الجديدة في أول الأسبوع الجديد "وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديدًا" (رؤ21: 5).

ويشير معلمنا بولس الرسول إلى ارتباط عهد الختان بالمعمودية، وارتباط المعمودية بعمل الله في قيامة السيد المسيح من الأموات فقال: "وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كو2: 11، 12).

لقد أعاد الله تجديد الحياة على الأرض بواسطة الطوفان وفلك نوح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وذلك حينما محا الشر الظاهر الموجود في العالم وخلّص نوحًا وبنيه بواسطة الفلك الذي بناه نوح بالإيمان لخلاص بيته "الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح" (1بط3: 21).

وبعد الطوفان عادت الحمامة إلى الفلك حاملة ورق الزيتون في منقارها لكي تعلن لنوح أن المياه قد انحسرت عن الأرض وعادت مقومات الحياة مرة أخرى. وكانت الحمامة وورق الزيتون رمزًا لعمل الروح القدس في المعمودية؛ وفي سر الميرون المقدس يُدْهَن زيت الزيتون الطيب المخلوط بأطياب دفن السيد المسيح التي وجدها الآباء الرسل بعد قيامته من الأموات.

إن المعمودية هي بلا شك وسيلة الخليقة الجديدة التي بها نؤهّل لميراث الحياة الأبدية ولهذا قال السيد المسيح: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5).

وفي المعمودية نلبس المسيح كقول معلمنا بولس الرسول: "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل3: 27). أي أننا قد لبسنا بر المسيح ولبسنا الصورة الإلهية لنعود كمخلوقين على صورة الله ومثاله.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) توضيح من الموقع: كان مكتوبًا (كتاب تجسد الكلمة - الفصل الثالث - فقرة 13)، ولكن السليم هو الفصل 13، والفقرة 7. فتم التصليح.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/creation.html

تقصير الرابط:
tak.la/9jjg9bf