الفصل الثالث عشر: 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9
وهنا أيضًا: أكان مُمْكِنًا لله أن يسكت، وأن يترك للآلهة الكاذِبة تلك العبادة التي أمرنا بتقديمها إليه؟ أن الملك إذا عصيتهُ الرَّعِيَّة يذهب إليهم بنفسه بعد أن يرسل إليهم الرسائل. فكم بالأحرى يعيد فينا الله نعمة مُمَاثَلَة صورته. هذا ما لم يَسْتَطِع البشر أن يتمموه لأنهم ما هم إلا أنموذج. لهذا كان لِزَامًا أن يأتي "الكلمة" نفسه:
ليجدد الخليقة to recreate،
ليبيد الموت في الجسد to destroy death in the Body.
1- وإذ صار البشر مثل البهائم become brutalized، وسادَت غِواية الشيطان كل مكان، حتى حجبت معرفة الإله الحقيقي، فما الذي كان يفعله الله؟ أيسكت أمام هذا الأمر الجسيم، ويدع البشر يضلون بتأثير الأرواح الشريرة، ولا يعرفون الله؟
2- ما هي الفائدة من خِلْقَة الإنسان أصلًا على صورة الله؟ كان خيرًا له لو أنه خُلِق على صورة البهائم العديمة النُّطْق، مِن أن يُخْلَق عاقِلًا نَاطِقًا ثم يعيش بعد ذلك كالبهائم.
3- وهل كانت هنالك ضرورة مطلقًا أن يعطي الإنسان فكرة عن الله في بداية الأمر؟ لأنه إن كان حتى الآن غير مستعد أن ينالها فكان الأولى أن لا تُعْطَى له من البداية.
4- وماذا ينتفع الله الذي خلقهم، وكيف يتمجد، إن كان البشر الذين خلقهم لا يعبدونه، بل يتوهمون أن بعض الخلائق الأخرى هي التي خلقتهم؟ لأنه بهذا يبرهِن الله أنه قد خلقهم لا لنفسه بل للآخرين.
5- ومرة أخرى نَسُوق هذا التشبيه: إن أي مَلِك من ملوك الأرض -وهو مجرد إنسان بشري- إذا امتلك بِلادًا لا يتركها لآخرين لكي تخدمهم، ولا يتنازَل عنها لغيره، ولكنه ينذر أهلها برسائله، ثم يتصل بهم بواسطة الأصدقاء مِرارًا، وإذا اقتضى الأمر يذهب إليهم بشخصه كآخِر وسيلة يلجأ إليها لتوبيخهم - كل ذلك لكي لا يخدموا آخرين فيذهب عمله هباء منثورًا.
6- أفلا يشفق الله بالأولَى على خليقته كي لا تضل عنه وتعبد الأشياء الباطِلَة التي لا وجود لها، ما دام تَبَيَّن أن ضلالهم قد سَبَّب تلفهم وخرابهم، ولم يكن لائقًا أن يهلك أولئك الذين كانوا وقتًا ما شُركاء في صورة الله partakers of God’s image.
7- إذن فما الذي كان ممكنًا أن يفعله الله؟ وماذا كان ممكنًا أن يتم سِوَى تجديد تلك الخليقة التي كانت في صورة الله، وبذلك يستطيع البشر مرة أخرى أن يعرفوه؟ ولكن كيف كان ممكنًا أن يتم هذا إلا بحضور نَفْس صورة الله - ربنا يسوع المسيح؟ كان ذلك مستحيلًا أن يتم بواسطة البشر لأنهم إنما خلقوا على مِثال، ولا بواسطة الملائكة لأنهم لم يُخْلَقوا على صورة الله. لهذا أتى كلمة الله بشخصه the Word of God came in His own person لكي يستطيع -وهو صورة الآب- أن يجدد خِلْقَة الإنسان على مِثال تلك الصورة.
8- ثم أن ذلك لم يكن ممكنًا أن يتم أيضًا دون القضاء على الموت والفساد.
9- ولذلك كان لائقًا بطبيعة الحال أن يأخذ جسدًا قابلًا للموت، حتى إذا أباد الموت فيه نهائيًا أمكن تجديد البشر الذين خُلِقُوا على صورته. إذن لم يكن كُفْؤًا لهذه الحاجة إلا صورة الآب.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/pagan-worship.html
تقصير الرابط:
tak.la/pf28nfv