St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   80-Taamolat-Fel-Milad
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

43- هذا قد وَضِعَ لسقوط وقيام كثيرين

 

وفي سقوط كثيرين نذكر أيضًا الوثنية بكل رجالها.

كل فلسفاتها قد سقطوا، سواء مدرسة الإسكندرية الوثنية التي سقطت بقيام مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي أقامها مارمرقس. أو مثلما حدث في قصة أسطفانوس الشماس الأول الذي قيل عنه إنه وقفت ضده مجامع الليبرتينيين، والقيروانيين، والإسكندريين، مع الذين من كيليكيا وآسيا "ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع6: 9، 10).

وقامت المسيحية منتصرة في صراعها مع الأديان الأخرى.

قال السيد المسيح: "ما جئت لألقي سلامًا على الأرض بل سيفًا " أي الصراع الذي يقوم بين الإيمان وكل معارضيه. أما الذي سقط في هذا الصراع فهو الأديان الأخرى كلها: الأديان الرومانية بزعامة جوبتر، والأديان اليونانية بزعامة زيوس، والأديان المصرية بزعامة رع، وأديان أخري كثيرة في الشرق، مع عبادات الأرواح والنار والأجداد... وسقطت الوثنية وكل فلسفتها وكل حكمتها. وشهد العالم فترة من الكرازة ومن الاستشهاد، ظهر فيها سقوط وقيام كثيرين..

St-Takla.org Image: Saint Stephen (Estephanos, Estafanous) the first martyr and Deacon Ancient Coptic icon صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيد استفانوس، اسطفانوس رئيس الشمامسة و أول الشهداء - أيقونة قبطية أثرية

St-Takla.org Image: Saint Stephen (Estephanos, Estafanous) the first martyr and Deacon Ancient Coptic icon

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيد استفانوس، اسطفانوس رئيس الشمامسة و أول الشهداء - أيقونة قبطية أثرية

وتحقق قول الرسول: "اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء. واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء. واختار الله أدنياء العالم والمزدري وغير الموجود ليبطل الموجود" (1كو1: 27، 28).

وإذا بالصبي الأمي يقف أمام أساطين مجمع السنهدريم، ليقول لهم في شجاعة "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس". ويقف السيد المسيح ليقول: "أحمدك أيها الآب لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأعلنتها للأطفال" (مت11: 25) وشهد التاريخ في انتشار المسيحية سقوط وقيام كثيرين.

لذلك كان المتواضعين في مقدمة الذين قاموا.

لقد تحققت تسبحة العذراء التي قالت فيها: "انزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتواضعين" (لو1: 52). هنا إنزال ورفع: سقوط وقيام...

هذه العذراء المسكينة اليتيمة التي سلموها لنجار يرعاها، أصبحت جميع الأجيال تطوبها. ومزود البقر مزارًا للعالم كله، مكانًا مقدسًا، تنحني أمامه رؤوس الأباطرة والملوك تطلب بركة ترابه. والصيادون الفقراء صاروا قادة العالم وكهنته ورعاته ومعلميه.

"الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو5: 17).

ومن الكثيرين الذين سقطوا، مفاهيم كثيرة...

مفاهيم الناس السابقة عن العظمة والقوة والحرية وما أشبه، تغيرت إلى العكس سقطت وأقام السيد مكانها مفاهيم جديدة. فلم يعد القوي هو الذي يضرب غيره على الخد والخد الآخر. إنما القوي هو الذي يحتمل، كما قال الرسول: "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتل ضعفات الضعفاء" (رو15: 1).

والعظمة صارت في الاتضاع وليس في الكبرياء. ووضع الرب هذه المبادئ الجملية "من رفع نفسه يتضع. ومن وضع نفسه يرتفع"، "مَنْ وجد نفسه يضيعها. ومَنْ أضاع نفسه مِن أجلي يجدها".

إننا على أبواب عام جديد. ونريد أن تنطبق علينا عبارة "قيام كثيرين".

فيقيمنا الرب بنعمته وبروحه القدوس، وبعمله الدائم فينا. يقيمنا عن يمينه ويقول لنا: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت25: 34).

إنه أقام كثيرين لا نستطيع أن نحصي عددهم، ربوات ربوات وألوف، أولئك الذين ينشدون للرب أغنية جديدة في ملكوته. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلنكن من هؤلاء.

بقي أن نقول إن السقوط والقيام على الأرض هو بصفة مؤقتة يمكن أن تتغير بعد حين، لتعد لسقوط أو قيام أبديين. وليت الجميع يهتمون بأبديتهم من الآن.

وليتنا نتناول باستحقاق في بداية هذا العام ولنعرف:

إن التناول هو أيضًا قيام وسقوط كثيرين.

قيامهم في حالة الاستحقاق، إذ يثبتون في الرب (يو6: 56).

السقوط في حالة عدم الاستحقاق، إذ يتناولون دينونة لأنفسهم (1كو11: 29).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/80-Taamolat-Fel-Milad/Contemplations-on-Nativiy__43-Fall-n-Rise-3.html

تقصير الرابط:
tak.la/ywn7xym