St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   80-Taamolat-Fel-Milad
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

44- يطلب ويُخَلِّص ما قد هلك

 

St-Takla.org Coptic Orthodox icon of Jesus Christ the King of Kings - by Bedour Latif and Youssef Nassif. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية تصور السيد المسيح ملك الملوك - رسم الفنانة بدور لطيف والفنان يوسف نصيف.

St-Takla.org Coptic Orthodox icon of Jesus Christ the King of Kings - by Bedour Latif and Youssef Nassif.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية تصور السيد المسيح ملك الملوك - رسم الفنانة بدور لطيف والفنان يوسف نصيف.

"لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو19: 10).

لماذا جاء السيد المسيح إلى عالمنا؟ يوضحه الإنجيلي بقوله إنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك (لو19: 10) أي الخطاة الهالكين.

ولماذا جاء يخلصهم؟ السبب أنه أحبهم... على الرغم من خطاياهم!

وفي هذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16) إذن هو حب أدي إلى البذل، بالفداء. قصة ميلاد المسيح إذن، هي في جوهرها، قصة حب.

أحب الله العالم، العالم الخاطئ، المقهور من الشيطان، المغلوب من الخطية... العالم الضعيف العاجز عن إنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذي لا يفكر في حب نفسه حبًا حقيقيًا، ولا يسعى إلى خلاص نفسه... بل العالم الذي في خطيته انقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين، فأصبح عالمًا ضائعًا. والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ، بل ليخلصه، فقال: "ما جئت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47).

لم يأت ليوقع علينا الدينونة، بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم الموت، فجاء يموت عنا.

ومن أجل حبه لنا، أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، وصار إنسانًا.

كانت محبة الله لنا مملوءة اتضاعًا، في ميلاده، وفي صلبه.

في هذا الاتضاع قبل أن يولد في مذود بقر، وأن يهرب من هيرودس، كما في اتضاعه أطاع حتى الموت، موت الصليب، وقبل كل الآلام والإهانات لكي يخلص هذا الإنسان الذي هلك. رأي الرب كم فعلت الخطية بالإنسان! فتحنن عليه...

كان الإنسان الذي خلق على صورة الله ومثاله قد انحدر في سقوطه إلى أسفل، وعرف من الخطايا ما لا يحصي عدده، حتى وصل إلى عبادة الأصنام "وقال ليس إله"... "الجميع زاغوا وفسدوا معًا" (مز14: 1-3)... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ووصلت الخطية حتى إلى المواضع المقدسة!

الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!

فجاء في محبته "يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعًا الهالك هو الإنسان الذي عصي الله وتحداه، وكسر وصاياه، وبعد عن محبته، "وحفر لنفسه آبارًا مشققة لا تضبط ماء" (أر2: 13). ولكن الله كما اختبره داود النبي "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. وإنما... كعبد المشرق عن المغرب، أبعد عنّا معاصينا" (مز103: 10-12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز103: 14).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/80-Taamolat-Fel-Milad/Contemplations-on-Nativiy__44-Asking.html

تقصير الرابط:
tak.la/yq3qrtq