فما هي الأدلة التي تثبت أن الخبز الروحي هو المقصود؟
1 – هذا أمر طبيعي يتفق مع تعليم السيد المسيح.. الذي لما جاع أخيرًا بعد أن صام أربعين يومًا.. وقدم له الشيطان تجربة الخبز المادي.. رفضها وأجاب: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت 44: 4) (تث 8: 3).
2 – وهو الذي أوصانا في العظة علي الجبل "لا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب.. فإن هذه كلها تطلبها الأمم" (مت 6: 31، 32). فهل يعود ويعلمنا في الصلاة الربية، أن نهتم بهذه التي تطلبها الأمم؟ إنه يقول "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره" ولا يقول: ثم بعد ذلك اطلبوا هذه الأمور المادية. حاشا، بل يقول "وهذه كلها تُزَاد لكم"، "لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها" (مت 6: 32، 33). دون أن تطلبوا..
3 – ويقول أيضًا "اعملوا لا للطعام البائد، بل الطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27). فهل بعد هذا يأمرنا أن نصلي من أجل هذا الطعام البائد؟ لا شك إذن أنه يقصد بالخبز الطعام الباقي للحياة الأبدية". أي للغد.
4 – ثم هل من المعقول أن تكون أول طلبة خاصة بنا، هي الخبز المادي؟! المعروف إن الطلبات الثلاث الأولي خاصة بالله "ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك.." ثم بعد ذلك أربع طلبات خاصة بنا. هل من المعقول أن تكون أولي هذه الطلبات هي الخبز المادي؟ هل يعلمنا الرب أن نطلب هذا الخبز قبل أن نطلب مغفرة خطايانا، وقبل قولنا: لا تدخلنا التجارب، لكن نجنا من الشرير؟! هل الخبز المادي أهم من المغفرة الخطايا، وأهم من الخلاص من الشرير؟!
5 – ثم هل من المعقول أن يطلب الرب منا أن نكرر طلبة الخبز المادي كلما صلينا؟! لأنه يقول "متى صليتم فقولوا هكذا: أبانا الذي في السموات" (لو 11: 2). فهل إذا كررنا هذه الصلاة الربية عديدة في اليوم الواحد، نكرر أيضًا الطلبة من أجل الخبز المادي مرات عديدة كل يوم؟! إن هذا لا يتفق مع التعليم الروحي الذي للسيد المسيح حيث يقول "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون" (مت 6: 25). ضاربًا لنا مثلًا بطيور السماء..
6 – ويمكن تأكيد هذا أيضًا من فحص الكلمة اليونانية الخاصة بهذه الطلبة وهي إيبي أوسيوس ἐπιούσιον.
الكلمة اليونانية تتسع لثلاث معان هي الجوهري أو الجوهري جدًا، أو الذي للغد، أو الكفاف.
فلماذا نحصرها في معني الكفاف؟ ولماذا نأخذ عبارة (الكفاف) علي أنها تعني الخبز المادي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إن كان المقصود الخبز الجوهري من كلمة (أوسيا) اليونانية بمعني جوهر، فلا يمكن أبدًا أن يكون معناها الخبز المادي وإن كانت ترجمة الكلمة اليونانية (الذي للغد) كما في الترجمات القبطية، فالمقصود هو الخبز الذي للحياة الأبدية التي هي الغد بمعناه الواسع.
وحتى إن ترجمت بالكفاف، فلا يمكن أن تعني الخبز الجسدي.
أنها هي من الروحية -إن ترجمناها هكذا، أوصلاها البعض هكذا- إننا نريد منك يا أبانا السماوي أن تعطينا خبزنا الروحي الذي يكفينا.
لا ينقص. ففتح في الفتور. ولا يزيد، فنقع في الغرور،
نريد ما يكفينا لقيام حياتنا الروحية ولا نريد أزيد، فقد الرسول ألا نرتئي فوق ما ينبغي فوق ما ينبغي (رو (12: 3). ولا نريد أزيد حتى لا نقع في المجد الباطل أو الكبرياء، أو يضربنا العدو بضربة يمينية. إذن عبارة الكفاف. يمكن أن تقال أيضًا بمفهوم روحي. خاص بالخبز الروحي.
أنا لا أريد أن أدخل في بحث لغوي أو جدل لغوي، فحديثي معكم حديث روحي خالص.. وكل ما أريده لكم في صلواتكم أن تقصدوا الخبز الروحي الذي للحياة الأبدية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gzxx463