ربما ينمو الإنسان حسنًا في الطريق الروحي، حتى إذا وصل إلى مستوى معين، يبدأ في مقارنة نفسه بِمَنْ هم أقل منه، فيرتفع قلبه، وحينئذ تبعد عنه بسبب الكبرياء فإما أن يسقط نموه.
إن مواهب الرب لا تُعْطَى إلا للمتضعين. الذين لا يرتفعون بسببها.
أما الإنسان المتواضع، فإنه مهما ارتفع في الطريق الروحي يحسب نفسه لا شيء، مقارنًا بذات الدرجات العُليا التي للقديسين، لذلك يدعو نفسه خاطئًا. ويرى الرب اتضاعه، فيعطيه المزيد من النمو.
كذلك الشخص الذي ينمو فيعجب بنفسه، قد يكتفي بما هو فيه، فلا يجاهد لنوال ما هو أكثر، فيقف نموه.
إننا نخشى من الكبرياء، ليس في وقوف النمو فحسب، بل للخوف من السقوط أيضًا.
وفي ذلك يقول الكتاب "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم16: 18)، فإن كنت سائرًا في الطريق الروحي، احترس لئلا تكبر في عيني نفسك، فتسقط.
ومن أمثلة تأثير الكبرياء في وقوف النمو، إنسان تفتقده النعمة وترفعه إلى فوق فينسب ارتفاعه إلى مجهوده الشخصي وبره الذاتي، لا إلى عمل الله فيه.
فتفارقه النعمة، لأنه ينسب إلى نفسه ما يناله من معونة النعمة.
وإذ تفارقه النعمة، لا يمكن أن يتقدم خطوة واحدة، بل قد يرجع إلى الوراء، ربما يكون وقوف النمو بتدبير النعمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/h7ykzkk