كثير من التجارب تأتى من حسد الشياطين..
فإن وجد الشيطان شخصًا ناجحًا في روحياته، مرتفعًا إلى فوق، يثور حسده، ويهجم عليه بالتجارب، ليرى ما مدى ثباته في حياة الروح..
وهذا هو الذي حدث مع السيد المسيح له المجد..
لم يسترح الشيطان للمجد العظيم الذي ناله السيد المسيح عند نهر الأردن. من شهادة الآب له "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" وشهادة الروح القدس الذي حل عليه كحمامة، وشهادة يوحنا المعمدان "لست مستحقًا أن أنحنى وأحل سيور حذائه".. لذلك سعى وراءه بالتجارب على الجبل.
إن حرب الشياطين تكون أحيانًا شهادة لنجاح العمل الروحي، وبه يطمئن الشخص على عمله.
وتجارب الشياطين على نوعين: ضيقات وإغراءات..
الضيقات لا تؤذى، بل تفيد، وتعلم الإنسان الصبر، تعطيه اختبارًا في معونة الله. وعنها قال يعقوب الرسول "أحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة".
أما التجربة بالخطية فهي الشيء المتعب..
إذ قد تلح الخطية على المؤمن عملًا وفكرًا بطريقة قاسية، ومع رفضه لها، تستمر في مقاتلته، فيصرخ إلى الله ويقول "لا تدخلنا في تجربة"..
والتجارب تدل على أن الشيطان لا ييأس..
لا ييأس مهما كانت عظمة الشخص الذي يحاربه وقوته، كما حدث في جرأته في محاربته للسيد المسيح.
ولا ييأس أيضًا من طول المدة (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فقد حارب السيد المسيح أربعين يوم. وعلى الرغم من فشله وطرد الرب له، فارقه إلى حين، وعاد للتجربة حتى والرب على الصليب.
ونحن لا نخاف من حروب الشياطين..
فالنعمة التي معنا، أقوى بكثير من كل حيل الشياطين، والروح القدس العامل فينا، قادر على قهر الشيطان، كما أن الله أعطانا السلطان على جميع الشياطين..
وكما انتصر السيد المسيح على كل تجارب الشيطان، أعطى طبيعتنا البشرية روح النصرة، وأصبح يقودنا في موكب نصرته.
ليكن الرب مباركًا في تجاربنا، كما في عبادتنا.
* من قسم كلمة منفعة: 3 نصائح في التجارب
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cq5x8c2