لا يكفي أن تعترف وتكشف نفسك وتطلب الإرشاد، إنما ينبغي أن تكون ساهرًا على خلاص نفسك. وهوذا الرسول يقول:
اصحوا واسهروا، لأن إبليس خصمكم مثل أسد زائر..." (1بط5: 8).
اسهروا لأن عدوكم متيقظ وقوي، لئلا يأخذكم في ساعة غفلة أو تهاون أو تراخي، أو في ساعة فتور، أو في حالة نسيان لواجباتكم الروحية وعدم اهتمام بخلاصكم.
والكنيسة توجد لنا مناسبات عديدة تنادينا أن نتيقظ:
هناك أصوام لنا اصحوا واستعدوا. وهناك قداسات لنا تعالوا تناولوا باستحقاق. وعظات وقراءات واجتماعات كلها تنادينا أن نهتم بأبديتنا، ونحارب حروب الرب بكل اهتمام. لذلك علينا أن نتيقظ لأن الكنيسة تدعونا أن نقول للرب في بدء صلاة نصف الليل "انزع من عقولنا نوم الغفلة، وأعطنا يا رب يقظة...".
الشيطان يحب أن يكون (فريسته) متهاونًا ليسهل القضاء عليه.
إن المتهاون في واجباته الروحية من السهل أن يسقط، إذ لا يكون محصنًا باستعداد روحي، ولا بالمشاعر الروحية التي تغرسها وسائط النعمة في القلب. لذلك في بعض الأوقات إذا أراد الشيطان إسقاط إنسان، يبدأ معه بسلاح التهاون، فيكسل في صلواته وقراءاته واجتماعاته الروحية واعترافه وتناوله. وإذ لا يكون منتبهًا لنفسه يضربه الشيطان فيسقط.
أما الهتم بواجباته الروحية، فإن الله يكون دائمًا أمام عينيه، فيستحي من السقوط، كما أن الله يعينه في حروبه.
هناك نوع لا يصحو لنفسه إلا بعد السقوط.
مثال ذلك الابن الضال، الذي لم يستيقظ إلا بعد الضياع والاستمرار فيد مدة وكذلك داود النبي حينما سقط لم يكن صاحبًا لنفسه. إنما صحا حينما قال له ناثان "أنت هو الرجل "! وكذلك سليمان الحكيم لم يكن في حكمته حينما سقط. ولم يشعر أن الكل باطل وقبض الريح، إلا بعد أن أغوته النساء...!
أما أنت فمادام عدوك يزأر، أعلن حالة التعبئة العامة.
قل للشيطان قف عند الحدود لا تتعداها، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وجهز أنت كل أسلحتك من صوم وصلاة، وسهر ويقظة قلب، وتوبة قلب، وتوبة واحتراس، وتمسك بالرب. وكن منتبهًا لكل حركة من العدو، لكل رغبة، لكل فكر، لكل حركة من الحواس. وكما يقول الرسول "مستأسرين كل فكر لطاعة المسيح" (2كو10: 5).
وفي سهرك الروحي، استمع إلى قول الرسول:
"البسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس" (أف6: 11). كن ساهرًا "وسيفك على فخذك من هول الليل" (نش3: 8). نقصد سيف الروح، ودرع البر، وترس الإيمان (أف6)، وكل الوسائط الروحية.
وهذا الاحتراس، أو هذا الاستعداد، يكون معك مدي الحياة.
احترس حتى الموت. وكن صاحيًا إلى آخر لحظة "لئلا يأتي بغتة فيجدك نائمًا" (مر13: 36). السيد المسيح حورب حتى وهو على الصليب، حتى قيل له "إن كنت ابن الله انزل من على الصليب"... فكن إذن مستعدًا باستمرار. ولا تقل ق كبرت، أو قد خلصت!
واحترس من الشيطان الذي يحارب باللاهوتيات.
لئلا تقول "ارحمني يا رب"، فيأتيك الشيطان وينتهرك قائلًا: لا تقل ارحمني مطلقًا. فقد رحمك الرب منذ زمان حينما فداك على الصليب وخلصك. إذن ما معني كلمة "ارحمني "هذه؟! إنها هرطقة! قل له: لقد رحمني الرب وخلص نفسي. ولكنني لا أرحم نفسي، بل كل يوم أضيع خلاصها، لذلك أصرخ وأقول: ارحمني.
اسهر إذن على خلاص نفسك.
وفي سهرك أسلك بكل جدية وبكل تدقيق.
وكن مينًا جدًا حتى في القليل. فإن أمانتك وتدقيقك وجديتك، تجعل الشيطان يهرب منك، شاعرًا أن حربه معك هي حرب خاسرة.
وهناك سلاح هام للانتصار، وهو أهم سلاح، أعني الصلاة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y8ptnp3