ما أجمل أن أن نتذكر قول القديس الرسول: "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع 4: 7).
وهنا عبارة "يهرب منكم "تدل على ضعف الشيطان. فالرسول لم يقل قاوموه فيترككم، إنما قال قاوموه فيهرب منكم..
إن الشيطان يحبس نبض الإنسان، ليعرف ما هو معدنه. فإن وجده من النوع الذي يخاف، يبدأ أن يتسلى به ويجعله لعبته. أما إن وجده قويا ويقاوم، ولا يقبل الهزيمة، حينئذ يخافه الشيطان ويهرب منه... لذلك قاوموه ولا تغركم قوته. فالقديس بطرس الرسول لما قال "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو "قال بعدها مباشرة:
"فقاوموه راسخين في الإيمان" (1بط 5: 9)
أي أن زئيره كأسد لا يخيفكم، بل قاوموه. ليكن لكم قلب أسد أقوى منه. إن تذكرتم أن الشيطان يزار كأسد، تذكروا قول دانيال "ألهى أرسل ملاكه فسد أفواه الأسود" (دا 6: 22). قفوا أمام الشيطان إذن قوة وصمود، بكل مقاومة..
لا تستسلم، بل أصمد في الحرب، كجندي صالح للمسيح.
حارب بكل قوتك، واطلب معونة الرب. وهنا يعجبني ما قيل في سفر النشيد "تخت سليمان حوله ستون جبارًا.. كلهم قابضون سيوفًا ومتعلمون الحرب. وكل رجل سيفه على فخذه من هول الليل" (نش 3: 8). وكن إذن متعلمًا الحرب من كل ما يثيره عليك الشيطان. وليكن سيفك على فخذك. بل كما يقول المرتل في المزمور "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار.. استله وانجح واملك" (مز 45: 3، 4).
إن حاربك الشيطان بفكر أو شعور، لا تستسلم بل قاوم.
لا تقبل كل ما يعرضه عليك. لا تفتح له قلبك، ولا تفتح له عقلك، ولا تسلم له إرادتك، ولا تتساهل معه، بل قاومه بكل عنف، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. قاوم كل أفكاره وكل إغراءاته وكل شهواته وكل تجاربه. واحذر أن تتراخي، لئلا تسمع تأنيب الرسول:
"لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4).
حتى الدم... حتى لو أدي الأمر أن تستشهد في حربك ضده. كما يقال عن الضابط في الجيش إنه "يحارب إلى آخر طلقة وآخر رجل". وثق أنك لو فتحت للشيطان ولو ثقب إبره في فكرك أو في إرادتك، سيظل يتمادَى، ويوسع نطاقه حتى يتعبك. لذلك قاومه واطرده عنك. ومهما أراد أن يتفاهم معك في شرح الخطية، فلا تقبل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fq56s7z