فإن لم يستطيعوا أن يوبخوا أعمال الظلمة، فعلي الأقل لا يشتركون فيها.. وليكن لهم أسلوبهم المميز في الحياة، الذي قال عنه القديس يوحنا الحبيب "بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون) (1يو3: 10). وكما قيل "من ثمارهم تعرفونهم" (متى7: 16). وقيل أيضًا "لغتك تظهرك" (متى26: 73). وقد قال القديس بولس الرسول عن عدم الخضوع للتيار العام:
"لا تشاكلوا هذا الدهر" (رو12: 2).
أي لا تصيروا شكله. لا تصيروا مثله. لأن شكلكم معروف، فأنتم صورة الله ومثاله. وما أجمل قول الله في ذلك "نعمل الإنسان على صورتنا، كشبهنا" (تك1: 26). فكيف تتنزل عن صورتك الإلهية، لتصير كصورة عالم ساقط منحرف.
إن دانيال والثلاثة فتية، كانوا أقوي من التيار العام.
ليس فقط في انفرادهم عنه بعبادة إلههم، حتى لو أدي الأمر أن يلقي دانيال في جب الأسود، ويلقي الثلاثة فتية في أتون النار... بل حتى منذ بدء تعيينهم في قصر الملك، إذ رفضوا الطعام الملكي، ولم يأكلوا مع سائر الفتيان. وما أجمل قول الكتاب "أما دانيال فجعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه" (دا: 8). صمم دانيال والثلاثة فتية على هذا الأمر، مع أنهم كانوا أسري حرب، وتحت سلطان، يخدمون وهم عبيد في قصر الملك. ولكن قلوبهم وأرواحهم كانت حرة طليقة، لا تخضع للتيار العام، بل لمشيئة الرب.
لذلك كن شجاعًا، وصحاب مبدأ، قاوم التيار العام إذا أخطأ.
لا تخضع للشيطان وكل نصائحه، بل وكل مخاوفه. وارفض الخطأ مهما رأيت كبارًا يسيرون فيه! وإن وجدت الذين يسيرون في طريق الحق قليلين، فلا يضعف قلبك، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. فهذه هي القلة المختارة. وقد قال الرب "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه" (متى7: 14). واعلم أنه:
لو وقعت الغالبية في الخطأ، فهذا لا يجعل الخطأ صوابًا.
الخطأ هو الخطأ. ووقوع الأغلبية فيه لا يبرره. والمعروف أن الصواب طريقه صعب، وقد لا يستطيعه كل الناس، بل القلة المتميزة بمبادئها. فإن وجدت الشيطان قد ألقي الكل في الخوف، لا تخف أنت. وإن وجدت الغالبية تعلمت التملق والرياء، فلا تكن أنت كذلك. وإن وجدت الكل قد استعملوا أساليب العالم في لهوه وترفيهاته ورفاهيته وأزيائه، فلا تكن كذلك. وإن وجدت لغة الناس قد تغيرت، وأصبحت ليست كذي قبل، فلتكن أنت بنفس لغتك الأولي.
وإن ضعفت مقاومتك للتيار، فقل مع المرتل في المزمور:
نجنا يا رب من هذا الجيل، وإلى الأبد آمين" (مز12: 7).
والرب قادر أن ينجيك من التيار العالم، فلا يجرفك.
حيلة أخري من حيل الشياطين لإسقاط أولاد الله، وهي:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9w2hxmb