لقد كذب على أبوينا آدم وحواء قال لهما "لن تموتا "وكذلك في قوله لهما "تصيران مثل الله..." (تك 3: 4، 5). وصفة كذاب بارزة في الشيطان، لذلك قال عنه السيد الرب إنه "كذاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44). قال هذا لكي لا نصدق كل ما يقوله الشيطان، ولا ننخدع به. وليس الكذب عند الشيطان هو فقط ما يقوله من كلمات، وإنما هناك ما هو أخطر بكثير من كل هذا:
هناك من يرسلهم من أنبياء كذبة ومسحاء كذبة...
ولقد حذرنا الرب من كل هؤلاء، فقال "إن لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا. لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا" (متى 24: 23، 24). وطبعًا سيعطون تلك الآيات والعجائب من الشيطان، كما قيل عن المقاوم ضد المسيح "الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة" (2تس 2: 9).
ومن أمثلة ذلك تكلم الشيطان من أفواه الأنبياء الكذبة:
قوله عن إغواء آخاب الملك ليهلك "أنا أغويه... وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه" (1 مل 22: 22). فكما أن الروح القدس هو الناطق في أفواه الأنبياء القديسين، كذلك الشيطان هو الناطق في أفواه الأنبياء الكذبة.
كذلك يعلن الشيطان كذبة في الأحلام والرؤى الكاذبة...
وما أكثر الحروب التي تعرض لها الآباء الرهبان، ووردت في بستان الرهبان، عن هذه الأحلام والرؤى الكاذبة. ومن أمثلتها ظهور الشيطان لأب راهب وقوله له "أنا الملاك غبريال، أرسلني الرب إليك "فأجابه الراهب في اتضاع "إنني إنسان خاطئ، لا أستحق أن يظهر لي ملاك. فلعلك أرسلت إلى غيري وأخطأت الطريق". وظهر كذب الشيطان، فمضى واختفى عنه، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. أو كمثال آخر قصة الشيطان الذي ظهر لراهب وقال له "أنا المسيح، فاسجد لي "فقال الراهب في قلبه "أنا في كل يوم أسجد لسيدي المسيح. فلماذا يطلب هذا منى السجود". وهكذا كشف حيلة وكذب الشيطان، وانتهره فمضى. وما أكثر الأحلام الكاذبة التي يضل بها الناس ظانين أنها من الله! وقد قال القديس بولس الرسول عن الرؤى الكاذبة التي من الشيطان:
"لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 14).
وفى قصة الأنبا غاليون السائح ظهرت له الشياطين بهيئة آباء سواح يريدون ضمه إليهم. ولم يكتشف أنهم شياطين، إلا بعد أن أتاهوه في البرية، ثم سخروا به وتركوه هازئين به، إلا أن رحمة الرب أدركته من أجل نسكه، وبساطة قلبه، وماضي تعبه...
وكذب الشيطان يظهر أيضًا في أقوال السحرة والعرافين وأمثالهم.
ولذلك أوصى الرب قائلًا "لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم. لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرافه... ولا ساحر، ولا من يرقى رقية، ولا من يسأل جانًا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب. وبسبب هذه الأرجاس، الرب إلهك طاردهم من أمامك" (تث 18: 9 – 12). ولعل هذه الآية تكشف لنا شيئًا آخر هو:
كذب الشيطان في استشارة الموتى، أوفى (تحضير الأرواح).
فقد ينطق في أمثال هذه الجلسات، مدعيًا أنه روح فلان من الناس. ويقول للحاضرين بعض معلومات تخدعهم مما يعرفه عن أخبار ذلك الشخص أو أسرته. فإذا صدقوه، يبدأ بالتدريج يقول لهم ما يضلهم... وكل هذا من كذب وادعاء الشيطان ليضل الناس...
ولعل من كذبه أيضًا، ما يقوله على أفواه المنجمين ومدعى معرفة الغيب...
سواء عن طريق التنجيم، أو قراءة الكف، أو ضرب الرمل، أو قراءة فنجان القهوة، أو معرفة البحت والطالع بأنواع وطرق شتى... وواضح لاهوتيًا أنه لا يعرف الغيب سوى الله وحده. فمن يدعى معرفة الغيب، لا يكون صادقًا فيما يدعيه...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/b2jffpm