لعل من أشهرها دموع إرمياء النبي.
هذه التي سُجِّلَت في سفر كامل من الأسفار المقدسة دُعِيَ (مراثي أرمياء).
والذي يشمل صلوات كثيرة، كلها تنهد وحسرة، كأن يقول:
"انظر يا رب ماذا صار لنا. وانظر إلى عارنا. قد صار ميراثنا للغرباء.. صرنا بلا أب، أمهاتنا كأرامل" (مرا 5: 1-3).
ويقول أيضًا "مضى فرح قلبنا. صار رقصنا نوحًا. من أجل هذا حزن قلبنا. من أجل هذه أظلمت عيوننا.. لماذا تنسانا إلى الأبد وتتركنا طول الأيام. ارددنا يا رب فنرتد. جدد أيامنا كالقديم. هل كل الرفض رفضتنا؟!" (مرا 5: 15 –22)
ويشرح في هذا السفر بكاء مملكة يهوذا فيقول:
"على هذا أنا باكية. عيني عيني تكسب مياهًا. لأنه قد ابتعد عني المعزي، راد نفسي" (مر1: 6) "كلت من الدموع عيناي. غلت أحشائي" (مر 2: 11). "سكبت عيناي ينابيع ماء على سحق بنت شعبي. عيني تسكب ولا تكف بلا انقطاع، حتى يشرف وينظر الرب من السماء" (مر2: 49، 50).
هنا بكاء بلا انقطاع، وبلا عزاء، حتى تعبت العين من البكاء، وشعور بان الله قد ترك النفس أو نسيها أو رفضها!! وصلاة.. مع صلاة إليه أن يرجع.
2- ولعل من الأمثلة أيضًا بكاء المسبيين عند أنهار بابل. وفي ذلك يقول المرتل:
"على أنهار بابل هناك جلسنا، فبكينا عندما تذكرنا صهيون. على الصفصاف في وسطها علقنا قيثاراتنا. لأن هناك سألنا الذين سبونا أقوال التسبيح.. كيف نسبح تسبحة الرب في ارض غريبة؟! (مز 136).
3- ومن الأمثلة أيضًا بكاء نحميا لما سمع أخبار سيئة عن أورشليم.
فقال: فلما سمعت هذا الكلام، جلست وبكيت، ونحت أياما وصمت وصليت أمام إله السماء" (نح 1: 4). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
وفي صلاته أعترف بخطاياه وخطايا كل الشعب، وطلب من الرب رحمة، مذكرًا إياه بمواعيده للآباء.
4- ونفس الوضع بالنسبة إلى عزرا الكاهن، لما عرف خطايا الشعب. فبكى وأبكَى الشعب معه.
وفى ذلك يقول الكتاب "فلما صلى عزرا، واعترف وهو باك وساقط أمام بيت الله، اجتمع إليه من إسرائيل جماعة كثيرة جدًا من الرجال والنساء والأولاد لأن الشعب بكى بكاء عظيما" (عز 10: 1).
وفى غير المراثي، يقول إرميا النبي في سفره:
"يا ليت رأسي ماء، وعيني ينبوع دموع، فأبكي نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبي" (أر9: 1).
5- وقد بكى دانيال النبي أيضًا من جهة سنوات السبي:
وقال في ذلك "فوجهت وجهي إلى الله السيد طالبًا بالصلاة ، والتضرعاتبالصوم والمسح والرماد. وصليت إلى الرب إلهي واعترفت وقلت.. أخطأنا وأثمنا، وعملنا الشر، تمردنا وحدنا عن وصاياك وأحكامك.." (دا 9: 3-5).
"في تلك الأيام، أنا دانيال كنت نائحًا ثلاثة أسابيع أيام، لم آكل طعامًا شهيًا، ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر، ولم أدهن، حتى تمت ثلاثة أسابيع أيام" (دا 10: 2،3).
وهنا نرى البكاء مصحوبًا بالصلاة والصوم والزهد والاعتراف بالخطايا.
6- من أمثلة البكاء في الخدمة بكاء ميخا النبي "من أجل إثم يعقوب ومن أجل خطية بيت إسرائيل" (مى 1: 5). وفي هذا يقول:
"ومن أجل ذلك أنوح وأولول. أمشى حافيًا وعريانًا. وأصنع نحيبًا كبنات آوى، ونوحًا كرعال النعام. لأن جراحاتها عديمة الشفاء. لأنها قد أتت إلى يهوذا.." (مى 1: 8، 9)
7- ولعل في قمة البكاء في الخدمة بكاء ربنا يسوع المسيح على أورشليم:
وفى ذلك يقول الكتاب "وفيما هو يقترب، نظر إلى المدينة وبكى عليها قائلًا: فإنه ستأتي أيام، ويحيط بك أعداؤك بمترسة.. ويهدمونك وبنيكِ فيك، ولا يتركون فيك حجرًا على حجر.." (لو 19: 41: 44)
8 - ومن أمثلة البكاء أيضًا بكاء بولس الرسول في الخدمة:
فإنه يقول لكهنة أفسس "أنتم تعلمون من أول يوم دخلت آسيا، كيف كنت معكم كل الزمان، اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة، وبتجارب أصابتني من مكايد اليهود".
"لذلك اسهروا، متذكر أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر أن أنذر بدموع كل أحد" (أع 20: 19، 31).
وحتى في رسائله يقول لأهل كورنثوس "لأني من حزن كثير وكآبة قلب، كتبت إليكم بدموع كثيرة، لا لكي تحزنوا، بل لكي تعرفوا المحبة التي عندي ولا سيما من نحوكم" (2 كو2: 4).
9- وبالمثل كان تلاميذ القديس بولس في بكائهم.
فهو يرسل إلى تلميذه تيموثاوس ويقول له "أذكرك بلا انقطاع في طلباتي ليلًا ونهارًا، ومشتاقًا أن أراك، ذاكِرًا دموعك" (2 تي 1: 4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8h4vnr5