أ) إننا نطلب شفاعة القديسين من أجل الدالة العظيمة التي لهم عند الله. ومن أجل إمكانياتهم الواسعة بعد خروجهم من الجسد، وطاقاتهم الروحية الأكثر قدرة ومن أجل محبة الله لهم وتكليفه لهم بأعمال رحمة وخدمة للبشر، ومن أجل معرفتهم وهم خارج الجسد بشكل أوسع بكثير من معرفتهم وهم في الجسد.
ب) ونحن نذكر في هذه الدالة للقديسين كيف أن الله كان أحيانًا يَتَسَمَّى بأسمائهم، فيقول "أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب" (خر6:3).
ج) ولهذا فإن الآباء والأنبياء كانوا يذكرون الرب بقديسيه، حتى يحن قلبه ويشفق، بمجرد سماع أسمائهم وتذكر عهوده لهم. وهكذا فإن موسى النبي حينما شفع في الشعب حتى لا يفنى، قال للرب "اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل عبيدك، الذين حلفت لهم بنفسك، وقلت لهم أكثر نسلكم كنجوم السماء" (خر13:32).
د- ونحن نتذكر أنه لما حدث أن حزائيل ملك آرام ضايق إسرائيل، يقول الكتاب "فحنَّ الرب عليهم ورحمهم، والتفت إليهم، لأجل عهده مع إبراهيم واسحق ويعقوب. ولم يشأ أن يستأصلهم وأن يطرحهم عن وجهه" (2مل13: 22-23).
هـ- وفي دالة القديسين عند الله، نضرب مثلًا لذلك بتوبيخ الله لهرون ومريم لما تكلما على موسى النبي. فنزل الرب في عمود السحاب، وقال لهرون ومريم أمام موسى: "إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا استعلن له، في الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا، بل هو أمين في كل بيتي. فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه، لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين. فلماذا لا تخشيان أن تتكلما على عبدي موسى؟!" (عدد12: 5-8).
و- ومن أمثلة هذه الدالة، قول الرب لرسله "الذي يسمع منكم، يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني" (لو16:10). وقوله أيضًا "إن كان أحد يخدمني يكرمه الآب" (يو26:12).
10- اعتراضات. والإجابة عليها:
أ- يقول إننا في التشفع بالقديسين نتوجه إليهم بالصلاة.
ونحن نقول إننا لا نصلي للقديسين، وإنما نطلب صلواتهم، ونطلب معونتهم لنا.
حديثنا إلى العذراء ليس هو صلوات موجهة إليها، إنما هي مخاطبة بنين لأمهم، نوع من المناجاة وليس من الصلاة، راجين منها أن تشفع فينا، وهي الملكة القائمة عن يمين الملك.
ب- يقولون إن الشفاعة هي نوع من الوساطة:
فنقول: وماذا في ذلك؟ ما دام الله نفسه قد قبل هذه الوساطة، بل وطلبها بنفسه، حينما طلب من أبيمالك أن يصلي إبراهيم لأجله لئلا يهلك (تك7:20). وحينما طلب من أصحاب أيوب أن يصلي أيوب لأجلهم لئلا يصنع معهم حسب حماقاتهم (أي8:42) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وكذلك حينما سمح لإبراهيم أن يشفع في سدوم (تك18). وسمح لموسى أن يشفع في الشعب (خر32). وسمع لكليهما وقبل شفاعتهما.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5qq2mfr