St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   31-Lahout-Mokaran-1
 

كتب قبطية

كتاب اللاهوت المقارن (1) - البابا شنودة الثالث

32- هل يعرف الملائكة والقديسون حالتنا على الأرض؟

 

هناك سؤال هام كثيرًا ما يقدمه منكروا الشفاعة وهو:

هل يعرف الملائكة والقديسون حالتنا على الأرض؟

وهل أرواح القديسين تعرف حالتنا؟ وهل تَصِلهم صلواتنا؟

 

ونجيب على هذا السؤال بنعم. أما الأدلة فهي:

أ- لا شك أن معرفة السماء أكثر من معرفة الأرض. لذلك من المذهل أن يسأل أحد: هل القديسون في السماء يعرفون أخبارنا وصلواتنا على الأرض؟

St-Takla.org Image: Intercession of Virgin Mary, line drawing Coptic art depicting a girl praying in front of St. Mary the Theotokos icon, while candles are lit صورة في موقع الأنبا تكلا: طلب شفاعة مريم العذراء: صورة تخطيطية قبطية تصور فتاة تصلي أمام صورة القديمة مريم الثيئوطوكوس، وأسفلها شموع مشتعلة

St-Takla.org Image: Intercession of Virgin Mary, line drawing Coptic art depicting a girl praying in front of St. Mary the Theotokos icon, while candles are lit

صورة في موقع الأنبا تكلا: طلب شفاعة مريم العذراء: صورة تخطيطية قبطية تصور فتاة تصلي أمام صورة القديمة مريم الثيئوطوكوس، وأسفلها شموع مشتعلة

هوذا بولس الرسول يجيب ويقول "فإننا ننظر في مرآة في لغز لكن حينئذ وجهًا لوجه، الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت" (1كو12:13).

إذن معرفتنا في العالم الآخر ستزيد، وستنكشف لنا أسرار كثيرة عندما نخلع هذا الجسد المادي الذي يقيد الروح، حينئذ، هناك ستتسع معرفة الروح، وستخرج من نطاق (بعض المعرفة) إلى مجال أوسع.

يُضاف إلى هذه المعرفة، ما يعلنه الرب للأرواح، أي ما يدخل في نطاق الكشف الإلهي.

 

ب- معرفة الملائكة واضحة من قول الرب أنه "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 بارًا لا يحتاجون إلى توبة" (لو10:15).

ومعنى هذا أن أخبار الأرض تصل إلى سكان السماء، سواء كانوا ملائكة أو أرواح قديسين. فيعرفون من يتوب، ومن لا يحتاجون إلى توبة، ويسرون لتوبة الخاطئ لأنهم إن كانوا لا يعرفون فكيف سيفرحون؟!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج- الملائكة تعرف صلواتنا، لأنها تحمل صلواتنا إلى عرش الله.

والشهادات كثيرة على هذا في سفر الرؤيا.

ورد في سفر الرؤيا (8: 3-5): "وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب، وَأُعْطِيَ بخورًا كثيرًا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش، فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله".

وهنا تُرَى صلوات القديسين تصعد أمام الله، من يد الملاك ومبخرته. فكيف لا يعرفها..؟

وكما يعرف الملائكة صلواتنا ويعرفونها، كذلك الحال أيضًا بالنسبة إلى الأربعة والعشرين قسيسًا:

ورد في (رؤ8:5) عن الأربعة والعشرين قسيسًا: (ولهم كل واحد قيثارات، وجامات من ذهب، مملوءة بخورًا هي صلوات القديسين، داخل مجامرهم يرفعونها إلى الله. وهذا دليل على معرفتهم لهذه الصلوات التي يرفعونها إلى الله (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).

ولا شك أنه مما يمكن أن يقال أيضًا ذكر "ملائكة الأطفال" حيث قال الرب: "انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار، لأني أقول لكم إن ملائكتهم في السموات كل حين ينظرون إلى وجه أبي الذي في السموات" (مت10:18).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

د- مثال آخر هو قصة إبراهيم  والغني ولعازر (لو16).

قال أبونا إبراهيم للغني "اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا" (لو25:16). فمن أين عرف أبونا إبراهيم البلايا التي احتملها لعازر المسكين، ومن أين عرف تَنَعُّمات الرجل الغني؟ وكيف قال عن أهل الغني أنه "عندهم موسى والأنبياء"، بينما أبونا إبراهيم انتقل من الأرض قبل موسى بمئات السنين، وقبل باقي الأنبياء، ولكنه عرف هذا كله؟

وكيف لا يعرف إبراهيم، وهو الذي قال عنه الرب "رأَى يومي ففرح" (يو56:8).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: One of the twenty four priests (Four and Twenty Elders: 13) "Around the throne were twenty-four thrones, and on the thrones I saw twenty-four elders sitting, clothed in white robes; and they had crowns of gold on their heads" (Revelation 4: 4) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: واحد من الأربعة والعشرون قسيسًا (13): "وحول العرش أربعة وعشرون عرشا. ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب" (الرؤيا 4: 4) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: One of the twenty four priests (Four and Twenty Elders: 13) "Around the throne were twenty-four thrones, and on the thrones I saw twenty-four elders sitting, clothed in white robes; and they had crowns of gold on their heads" (Revelation 4: 4) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: واحد من الأربعة والعشرون قسيسًا (13): "وحول العرش أربعة وعشرون عرشا. ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب" (الرؤيا 4: 4) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

هـ- شهادة من أنفس الذين استشهدوا:

يقول القديس يوحنا في (سفر الرؤيا 6: 9-11). إنه لما فتح الختم الخامس، رأى نفوس الذين استشهدوا تحت المذبح، يصرخون بصوت عظيم قائلين "حتى متى أيها السيد القدوس والحق، لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟ فأُعْطِيَ كل واحد ثيابًا بيضًا، وقيل لهم أن يستريحوا زمانًا قليلًا حتى يَكمَل العبيد رفقاؤهم" سلسلة الشهداء...

إذن فهؤلاء قد عرفوا -بعد وفاتهم- أن الرب لم ينتقم لهم بعد. وهو يصرخون إلى الله: إلى متى يترك الشر ينتصر في الأرض؟ وإلى متى تترك الأقوياء بالجسد يحطمون أولادك؟ وإلى متى سيسفكون هذه الدماء؟

فمن أين لهؤلاء أن يعرفوا كل هذا؟

إنهم يعرفون. وعندما سيكمل العبيد رفقاؤهم، سيعرفون...

 

قصة عجيبة عن إيليا النبي (2 أي 21).

تروي القصة أن يهورام الملك قتل جميع إخوته، وسلك في الفساد في طريق آخاب الردية، وأقام مرتفعات للأصنام، وعمل الشر في عيني الرب...

وإذ بكتابة من إيليا النبي تصل إليه... كان إيليا قد ترك الأرض، وصعد إلى السماء منذ سنوات خلت.

أتت إليه كتابة من إيليا النبي تقول: "هكذا قال الرب إله داود أبيك: من أجل أنك لم تسلك في طريق يهوشافاط أبيك وطرق آسا ملك يهوذا، بل سلكت في طرق ملوك إسرائيل... وقتلت أيضًا إخوتك من بيت أبيك الذين هم أفضل منك، هوذا الرب يضرب شعبك وبنيك ونساءك وكل مالك ضربة عظيمة.." (2أي21: 12-14).

كيف حدث كل هذا، وكيف عرف إيليا كل هذه الأخبار بعد انتقاله من الأرض؟ وكيف أرسل كتابه إلى يهورام ينذر فيها بأن الرب سيضربه وأهله وشعبه ضربة عظيمة بسبب خطاياه..؟

هل بعد هذا نتكلم عن معرفة القديسين؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- أمور تشرح عظمة القديسين ومعرفتهم ورسالتهم:

أ‌- صموئيل النبي في حياته استشير في موضوع الأتن الضائعة (1صم9). وقيل: "هُوَذَا رَجُلُ اللهِ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مُكَرَّمٌ، كُلُّ مَا يَقُولُهُ يَصِيرُ. لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى هُنَاكَ لَعَلَّهُ يُخْبِرُنَا عَنْ طَرِيقِنَا الَّتِي نَسْلُكُ فِيهَا" (1 صم 9: 6).

فإن كان رجل الله -وهو على الأرض- يكشف له الله الخفيات... فكم بالأولى حينما يكون بالروح طليقة في السماء، مع الله؟!؟

 

ب‌- لقد عرف أليشع -وهو على الأرض- بما فعله جيحزي في الخفاء، حين أخذ هدايا من نعمان السرياني (2مل5: 15-27).

 

ج– وقال عنه واحد من عبيد ملك آرام لسيده الملك "أليشع النبي الذي في إسرائيل، يخبر ملك إسرائيل بالأمور التي تتكلم بها في مخدع مضجعك" (2مل12:6).

 

د- وقد عرف أليشع في الخفاء أيضًا -في وقت المجاعة- أن ملك إسرائيل قد أرسل رسولًا يقتله (2مل32:6).

فإن كان أليشع -وهو في الجسد- له هذه الموهبة التي يعرف بها أشياء في الخفاء، فكم بالأولى تكون معرفته بعد خلع الجسد، وهو في السماء.

 

هـ- بنفس الوضع عرف القديس بطرس الرسول بما فعله حنانيا وسفيرة في الخفاء، وأعلن ذلك لهما وعاقبهما (أع 5: 3، 9).

St-Takla.org Image: ‘Don’t be angry but let me speak once more’, Abraham begged. ‘What if there are only 10 righteous people in the city?’ (Genesis 18: 32) - "Abraham and the three strangers" images set (Genesis 18): image (19) - Genesis, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال: «لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط. عسى أن يوجد هناك عشرة»." (التكوين 18: 32) - مجموعة "إبراهيم والغرباء الثلاثة" (التكوين 18) - صورة (19) - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: ‘Don’t be angry but let me speak once more’, Abraham begged. ‘What if there are only 10 righteous people in the city?’ (Genesis 18: 32) - "Abraham and the three strangers" images set (Genesis 18): image (19) - Genesis, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال: «لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط. عسى أن يوجد هناك عشرة»." (التكوين 18: 32) - مجموعة "إبراهيم والغرباء الثلاثة" (التكوين 18) - صورة (19) - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

و- كذلك عرف القديس بولس الرسول بأنه بعد ذهابه ستدخل بين أهل أفسس ذئاب خاطفه لا تشفق على الرعية (أع29:20).

فإن كان الرسل يعرفون هذه المعرفة وهم على الأرض، فكم بالأولى سيكشف الله لهم في السماء؟!

إن هؤلاء القديسين لهم معرفة ولهم رسالة من أجل الناس. كما أن حياتهم التي كانت على الأرض، لم تنته بذهابهم إلى السماء. ونحن نطلب تدخلهم أكثر مما نطلب من الذين يجاهدون مثلنا على الأرض ولم يصلوا بعد...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- أمثلة أخرَى عن عظمة هؤلاء القديسين:

أ- إن كانت عظام أليشع النبي. قد استطاعت أن تعمل عملًا، وتكون بركة لقيام ميت، بمجرد الملامسة، بدون صلاة، وهي عظام لا روح فيها (2مل21:13). فكم بالأكثر إذًا تكون روح أليشع، ولا شك أنها أقوَى من عظامه قدرة، ومعرفة، وحياة، ودالة عند الله! وكم تكون إذًا أرواح أمثال أليشع من القديسين.

ب – إذا كانت المناديل والعصائب التي على جسد بولس الرسول لها بركة لشفاء المرضَى وإخراج الأرواح الشريرة (أع13:19) فكم بالأولى روح بولس الرسول وأرواح أمثاله من القديسين.

 

7- القديسون الذين انتقلوا، ما زالوا أحياء:

وقد شرح الرب ذلك بقوله للصدوقيين "أما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب. وليس الله إله أموات بل إله أحياء" (مت22: 31، 32).

إذن هؤلاء القديسون لا يزالون أحياء. لماذا نعتبرهم موتَى فلا نطلب صلواتهم؟!

لا ننسَى أيضًا ظهور موسى وإيليا مع الرب على جبل التجلي موسى هذا الذي كان قد مات بالجسد منذ حوالي أربعة عشر قرنًا، هو ما يزال حيًا مع الرب تمامًا مثل إيليا الذي صعد إلى السماء. إن أرواحهم لم تمت بل هي في الفردوس وهي ترى أكثر مما نرَى نحن.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8- أمثلة من شفاعة الملائكة:

نرَى في سفر زكريا النبي مثالين لشفاعة الملائكة هما:

أ- شفاعة ملاك الرب في أورشليم، إذ صلَّى وقال "يا رب الجنود إلى متى أنت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة" (زك12:1).

فإن كان ملاك الرب بالأكثر يشفع هكذا في أورشليم حتى دون أن تطلب هذا منه، فكم بالأكثر إن طلبت صلواته؟!

ب- شفاعة ملاك الرب في يهوشع الكاهن، ووقوفه ضد الشيطان الذي يقاومه وقوله له "لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب... أفليس هذا شعلة منتشلة من النار" (زك3: 1، 2).

ج‌- مثال آخر من سفر التكوين هو: حراسة الملاك لأبينا يعقوب وتخليصه له. وقد تحدث عن هذا فقال عند مباركة أفرايم ومنسَّى "الملاك الذي خلصني من كل شر يبارك الغلامين" (تك16:48).

د- لا ننسَى أيضًا قول الكتاب عن الملائكة أنهم "أرواح خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب14:1). فإن كان لهم عمل من أجل البشر على الأرض، ألا يكون لهم نفس العمل في السماء؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-32-CH04-Intercession-03-Knowing.html

تقصير الرابط:
tak.la/czrf6tq