يقول الأب الكاهن في أوشية الاجتماعات في القداس الإلهي "وأما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف، وربوات ربوات، يصنعون مشيئتك"..
ليس المهم هو الألوف والربوات، وإنما عبارة "يصنعون مشيئتك".
ولسنا نقصد بنمو الخدمة مجرد النمو العددي، إنما بالحري النمو الروحي. وهكذا في بدء كنيسة الرسل نرى هذا المبدأ واضحًا في قول الكتاب "وكان الرب في كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أع 2: 47).. إذن ليس مجرد انضمام أشخاص جدد هو الذي يمثل عضوية الكنيسة، إنما الذين يخلصون. لهذا جاهدوا من أجل النمو في الخدمة، واذكروا قول الرسول "إذن يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلًا في الرب" (1 كو 15: 58).
النمو في الخدمة هو إذن وصية إنجيلية.
القديس بولس الرسول يقول "مكثرين في عمل الرب كل حين "والسيد الرب نفسه يقول "أثمروا واكثروا واملأوا الأرض" وأيضًا "أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها". فما مدى مساهمتك في نمو هذه الخدمة؟ لتكن خدمتك إذن نامية عدديًا وجغرافيًا وروحيًا. إن لم تزد خدمتك في العدد، فلا تجعلها تقل. وأعطها عمقًا روحيًا في العدد القليل، حتى لو كان مجرد أفراد أسرتك. قل حينئذ مع يشوع النبي "أما أنا وبيتي، فنعبد الرب" (يش 24: 15)
إذن لا يكفي نمو عدد الذين يدخلون إلى الكنيسة، بل يجب أن ينمو عدد الذين يتوبون ويعترفون ويتناولون.
لا تفرح فقط بازدياد عدد الذين ينضمون تلاميذ إلى فصلك، بل بالحري الذين ينضمون منهم إلى ملكوت الله.
ولا تفرح فقط بالذين يستمعون إلى دروسك، بل بالحري الذين يعملون بها وينفذون وصايا الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما قال السيد المسيح في خاتمة عظته على الجبل "مَنْ يسمع أقوالي ويعمل بها، أشبه برجل عاقل بَنَى بيته على الصخر.." (مت 7: 24). ولذلك نصلي نحن في أوشية الإنجيل ونقول للرب "أجعلنا كلنا يا سيدنا أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة.."
إن النمو في المعرفة لا يكفي، بل يجب أن يكون النمو في العمل بالأكثر.
لقد قال أيوب الصديق للرب "بسمع الأذن قد سمعت عنك. والآن رأتك عيناي" (أي 42: 5). إذن لا نقف عند عبارة "سمعت عنك"، إنما يجب أن نتدرج منها إلى عبارة "رأتك عيناي "أو إلى قول المرتل في المزمور "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8).
هنا في النمو الروحي لمخدوميك، ينتقلون من السمع إلى الرؤية إلى المذاقة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p6xqhh8