في الصلاة:
بمبدأ (لا أنا) علمنا الرب أن نطلب أولا ملكوت الله وبره قائلًا لنا عن الطلبات المادية "هذه كلها تطلبها الأمم. إن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن أطلبوا أولا ملكوت الله وبره. وهذه كلها تزدادونها" (مت 6: 32، 33).
ولما علمنا الصلاة الربانية، جعل طلباتنا الأولى خاصة بالله. وكأن المُصَلِّي يقول (لا أنا) بل يا أبانا الذي في السموات "ليتقدس أسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض..." (مت 6: 9، 10). ثم بعد ذلك يذكر طلبات أخرى خاصة بملكوت الله وبره فيه... مثل الخبز الروحي الخاص بملكوت الله. وطلب مغفرة الخطايا ليصطلح مع الله. وأن ينجينا من الشرير، لكي نصل بها إلى نقاوة الله حتى نصير أهلا لسكنى الله فينا...
هناك صلوات أخرى لا طلب شخصي فيها على الإطلاق.
بل هي تأمل في صفات الله الجميلة. مثل الثلاثة تقديسات: قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت. السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس. ومثل صلوات أخرى كثيرة في القداس الغريغوري يقول فيها المصلي "... أنت الذي تسجد لك الملائكة ورؤساء ، أنت الذي تنطق السلاطين بمجدك. أنت الذي ترسل لك الكراسي الكرامة. ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة. الملائكةأنت الذي يسبحك غير المرئيين، وأنت الذي يسجد لك الظاهرون..." كلها صلوات تنطبق عليها عبارة "لا أنا".
تلي صلوات التسبيح، صلوات الانسحاق.
التي نطلب فيها حقوق الله منا، وتعتذر الذات عن أخطائها إليه. وتبدو مخطئة ومهانة وليست كبيرة وفخورة. وقد تقرن صلواتها بالمطانيات، تحنى بها ذاتها إلى الأرض معترفة بخطاياها نادمة عليها. لا ترتفع. وإنما تبكت نفسها قدامه.
إن أعلى درجة في الصلاة هي صلوات التسبيح التي يبعد فيها الإنسان ذاته، ولا يذكر سوى الله فقط متأملًا عظمته ومجده... ثم بعدها صلوات الانسحاق وصلوات الشكر، وفيها يتمجد الله أيضًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rx8t8sv