St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   23-El-That-Ana
 

كتب قبطية

كتاب الذات (الأنا) - البابا شنودة الثالث

17- إنكار الذات في الخدمة

 

في الخدمة:

لا بد أن يمارس الإنسان عبارة (لا أنا) في الخدمة، ويجعل الله هو هدفه ووسيلته في الخدمة. ولا يسعى إلى مجد شخصي، بل ينشد مع المرتل في المزمور تلك العبارة الجميلة:

"ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك أعط مجدًا" (مز 115: 1).

هذا هو المبدأ الذي عاش به القديسون في الخدمة. مثال ذلك القديس يوحنا المعمدان، الذي كان يختفي ليظهر الرب، والذي استطاع أن يُنَفِّذ عبارة "لا أنا" في خدمته، وكان يقول:

"ينبغي أن ذاك يزيد، وأني أنا أنقص" (يو 3: 30).

St-Takla.org Image: Saint John the Baptist, modern Coptic icon. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة حديثة تصور الشهيد يوحنا المعمدان.

St-Takla.org Image: Saint John the Baptist, modern Coptic icon.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة حديثة تصور الشهيد يوحنا المعمدان.

لست أنا المسيح، بل إني مُرْسَل أمامه. من له العروس فهو العريس. وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه، ففرح فرحًا من أجل صوت العريس. إذن فرحي قد كمل... الذي يأتي من فوق، هو فوق الجميع" (يو 3: 27 – 31). كانت (الأنا) معدومة تماما عند يوحنا المعمدان...

هذا الذي حينما كان يمدحونه، أو يظنون أنه المسيح، كان يجيبهم (لا أنا)... "لست أنا المسيح... في وسطكم قام الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتي بعدي، الذي صار قدامي. الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه" (يو 1: 20، 26، 27). أما المنهزمون أمام (الأنا) فهم عكس ذلك.

لأنه ما أسهل أن الخادم يربط المخدومين بشخصه وليس بالله.

أو يكون له منهم مجموعة تتبعه وتدافع عنه مهما أخطأ، وتمدحه وتمجده، وتعادى الذين يعادونه. وتسير وراءه حتى إن هرطق، كما سار أتباع آريوس وراءه في هرطقته. وهكذا صار الآريوسيون خطرًا على الكنيسة طال مداه أكثر من آريوس نفسه. وهنا نرى الذات واضحة...

أما المنتصرون على (الأنا) فليسوا كذلك. الخدمة بالنسبة إليهم، هي محاولة مخلصة للدخول إلى أعماق النفس، لأجل تطهيرها وتقريبها إلى الله بترك خطاياها وبمحبة الله والخير، أيضا كانت اللغة أو الأسلوب. هدف الخدمة هو هدف روحي. إنها خدمة المصالحة مع الله. (1كو 5: 18، 20).

شتان بين عظة يخرج منها السامعون قائلين (هذا واعظ علامة) وبين عظة يخرج منها السامعون قائلين: نريد أن نتوب، وأن نصطلح مع الله.

ليس الهدف من العظة تمجيد الواعظ، بل هدفها خلاص النفس.

والواعظ الناجح هو الذي يكسب نفوسا للرب. ولا تكون ذاته هي الهدف، يبحث لها عن تقدير شخصي من سامعيه...

الهدف من العظة، هو أن تكشف للموعوظ ذاته وما فيها من عيوب، وكيف ينتصر عليها ويقترب إلى الله (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وكيف يصطلح مع الله ويثبت فيه. وليس هدف العظة أن تقدم للموعوظ معلومات، لا يُدان في اليوم الأخير على جهله إياها..!

لو أن كل واعظ نَقَّى ذاته من الذات، ونقَّى عظته من الاهتمام بذاته، وركَّزها على خلاص الآخرين، إذن لكسبنا للملكوت نفوسًا كثيرة. ليت كل الخدام يكونون كيوحنا المعمدان يمهدون الطريق قدام المسيح، ويهيئون له شعبًا مستعدًا (لو 1: 17).

 

هنا أمران تنجح بهما الخدمة البعيدة عن الذات، وهما:

1. يكون الله هو الهدف، وهو الوسيلة.

2. ولا تكون الذات هدفًا ولا وسيلة.

نقول هذا لأن كثيرين يكون هدف خدمتهم هو ظهور الذات وتمجيدها. وتكون وسيلتهم في الخدمة هي الاعتماد على الذات وذكائها وقدرتها.

وهكذا لا يدخل الله في الخدمة، بينما المفروض أنها خدمة الله!!

وهكذا أيضا تقل الصلاة في الخدمة. فتضعف لأن الله لم يباركها، ولم يعمل فيها!! أو لم يشترك مع الخدام في خدمتهم.

وإذ تَدْخُل الذات في الخدمة، قد يحدث فيها انقسام بين الخدام، ويصير هذا لبولس، وذلك لأبولوس (1كو 3: 3، 4).

بكلمة (أنا) قد تدخل محبة الرئاسة أو محبة الأولوية في محيط الخدمة، لذلك منعهم الرب عن ذلك قائلا لهم "لا يكون هكذا فيكم. بل من أراد أن يكون فيكم عظيما، فليكن لكم خادمًا... كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم، بل ليخدم، ويبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 20: 26 – 28).

نحاول الآن أن نوضح :


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/23-El-That-Ana/The-Ego_17-Service.html

تقصير الرابط:
tak.la/k299hvb