الفصل السابع: نحب الله بتأمل صفاته الجميلة وعلاقته بقديسيه
صفات الله
أحيانًا تحب إنسانًا لأن صفة معينة فيه تجذبك إليه. كأن يكون إنسانًا شهمًا، أو خفيف الظل مرحًا، أو يكون إنسانًا خدومًا أو قوي الشخصية، أو ذكيًا... إنها صفة واحدة تجذبك...
فكم بالأولى الله تجتمع فيه كل الصفات الجميلة، وعلى درجة غير محدودة من الكمال...!!
لا شَك أنك كلما تأملت صفة من صفات الله الفائقة الوصف، ستجد نفسك تحبه...
ولست أقصد صفات الله التي يتميز بها وحده، ولا يشترك فيها معه أي كائن آخر... مثل أنه أزلي، وخالق، وواجب الوجود، وحاضر في كل مكان، وفوق مستوى الزمن، وغير محدود، وغير مدرك، وعارف بالخفيات، وفاحص القلوب والأفكار... وما إلى ذلك من الصفات التي يختص بها جوهر اللاهوت...
إنما أقصد حتى الصفات التي يتصف بها بعض البشر أيضًا، ولكنها عند الله كاملة وغير محدودة...
مثل جمال الله، قوته، وحكمته، ومحبته ورجمته، طول أناته... فقد يتصف بعض البشر بالجمال والقوة والحكمة والمحبة وطول الأناة. ولكن هذه الصفات عند الله مطلقة، وفوق مستوى ما ندركه...
ولهذا فإن الكنيسة في صلواتها تعلمنا التأمل في صفات الله...
تجد هذا كثيرًا في صلوات القداس الإلهي، وبخاصة القداس الغريغوري مثل "أيها الكائن الذي كان الدائم إلى الأبد... غير المرئي، غير المرئي، غير المحوى، غير المبتدئ الأبدي... الذي لا يحد... الذي يسبحك غير المرئيين، والذي يسجد لك الظاهرون ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة.
التأمل في عظمة الله، يجعلك تمجده، وحينما تتأمل كيف أنه على الرغم من كل مجده، وينظر إليك، ويوليك اهتمامًا خاصًا... حينئذ تحبه.
ونرى التأمل في صفات الله، وفي المزامير والأجبية
كأن يقول المرن في المزمور "الرب رحيم رؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة"، "الرب مجرى العدل والقضاء لجميع المظلومين" (مز103: 8، 6)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وما أكثر التأملات في صفات الله وأعماله، التي غنَّى بها داود في مزاميره، وأخذناها نحن عنه في التسبحة... نسبح الرب في كل صباح، فتزداد حبًا له.
وفي الأجبية نقول في ختام كل ساعة من ساعات الصلوات السبع"... يا من في كل وقت وفي كل ساعة، في السماء وعلى الأرض مسجود له وممجد. المسيح إلهنا الصالح، الطويل الروح الكثير الرحمة، الجزيل التحنن. الذي يحب الصديقين، ويرحم الخطأة الذين أولهم أنا. الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا..."
ونجد نفس التأمل في صفات الله عنصرًا بارزًا في صلوات الآباء والأنبياء التي وردت في الكتاب المقدس، ولنترك هذا الأمر لقراءتك الخاصة...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/qualities.html
تقصير الرابط:
tak.la/azjt9c8