يشترك الله في مالك لكي يباركه، لا ليأخذ منه، فهو مصدر لكل غنَى. ويشترك في مالك، لكي يشركك معه في عمل الخير الذي يمكن أن يقوم به وحده، ولكنه -من تواضعه- يحب أن يتم هذا الخير بواسطتك.
أقدم اشتراك لله فيما أعطاه للإنسان، كان هو الذبائح والمحرقات.
وهو أمر قديم جدًا، أقدم من الشريعة المكتوبة. بل هو منذ نشأة الإنسان نفسه. ويروي لنا الكتاب تقدمة هابيل البار فيقول إنه "قدم للرب من أبكار غنمه ومن سِمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه" (تك 1: 4). ولعل هابيل أخذ فكرة تقديم الذبيحة والمحرقة عن أبيه آدم الذي أخذها من الله نفسه. هنا نرى أيضًا نشأة التقليد Tradition ونشأة الذبائح، ونشأة التقدمات، أعني تقديم شيء لله، بما كان يحمله ذلك من رمز.
واستمرت فكرة الذبائح والمحرقات في تاريخ البشرية.
نسمع عن المحرقات التي أصعدها أبونا نوح من على المذبح بعد رسو الفلك، فتنسم الرب منها رائحة الرضا (تك 8: 20، 21). ونسمع عن ذبائح أبينا إبراهيم (تك12). وعن محرقات أيوب الصديق (أي 1: 5)... ونظمت الذبائح والمحرقات والتقدمات في الشريعة المكتوبة، في سفر اللاويين أيام موسى النبي. وكانت تحمل رموزًا.
وإن كانت ذبيحة المسيح قد حلت محل خروف الفصح (خر12) ومحل المحرقة وذبيحة الخطية وذبيحة الإثم، إلا أن ذبيحة السلامة التي كانت تعبر عن الشكر وعِرْفانًا بجميل الرب، ويأكل منها مقدمها وأصحابه معه، لا يزال الكثيرون يقدمونها إلى الآن، بأسلوب يختلف عن العهد القديم في كثير من التفاصيل...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xzd26t6