كل فضيلة تخلو من
الحكمة، ليست فضيلة.
فالمحبة مثلا يجب
أن تكون محبة حكيمة، وإلا
تنحرف إلى التدليل، والعطف الضار..
والحديث أيضًا والوعظ، يجب
أن تندمج فيه
الحكمة، فتعرف ماذا تقول ومتى تقول وكيف..
والحكمة كانت صفة يجب توافرها في جميع الخدام،
وليس فقط في الكبار
كالأساقفة بل حتى في
الشمامسة، إذ قال الآباء الرسل "اختاروا
أنتم أيها الأخوة سبعة رجال منكم مملوءين من
الروح
القدس والحكمة، فنقيمهم نحن على هذه الحاجة"
(اع6: 3).
الحكمة تمنح صاحبها بصيرة روحية واستنارة في
الفهم تؤدى إلى
الإفراز والتمييز.
وقد
سئل القديس الأنبا انطونيوس عن
أعظم الفضائل
فقال هي الإفراز.. لان الفضائل بدون
الإفراز
قد تهلك أصحابها..
وهناك حكمة نازلة من فوق (يع3)، كإحدى مواهب
الروح القدس (1كو12). والذي تعوزه حكمة
فيطلبها من عند أبي الأنوار. وليطلبها عند
الآباء والشيوخ والمرشدين الروحيين الذين
وهبهم الله الحكمة والفهم..
وقد يحصل الإنسان على الحكمة نتيجة الخبرة، والاستفادة من أخطائه ومن أخطاء غيره. وقد يحصل على هذه الحكمة نتيجة المداومة على القراءة النافعة، ونتيجة معاشرة الحكماء والتلمذة على أساليبهم الحكيمة في الكلام والتصرف.
إن
سليمان لم يطلب من الله غنى وسلطة، وإنما
طلبه كان حكمة لتدبير الشعب (اقرأ مقالًا آخر
عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا
في قسم الأسئلة والمقالات). فطوبه
الله
ومنحه
الحكمة. وما أجمل ما قاله سليمان: "الحكيم
عيناه في رأسه، أما الجاهل فيسلك في
الظلام".
والحكمة تستلزم
التروي والتفكير، والنظر إلى
الأمر من جميع زواياه واستعراض كل نتائجه قبل
فعله. وعدم التصرف في حالة
انفعال وغضب لو
لمجرد السماع.
والحكمة تحتاج إلى
ذكاء، واتساع في الفكر..
ولا تتفق مع
العناد والغرور والتشبث
بالرأي..
* من قسم كلمة منفعة: ثلاث فضائل - التكامل في الفضيلة
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/v5xm5v6