وفي الصباح حضر الجنود لكي يأخذوا القديس أبادير، فتعجبوا جدًا لما رأوا أخته وقالوا لها: من الذي أخرجك حتى حضرت إلى هنا؟ فردت عليهم:" الذي قادني من بلدي، هو أيضًا خلصني من الجندي يوحنا، ثم اقتادوهم إلى المحكمة، وكان صموئيل يتبعهم ويكتب كل ما كان يحدث لهم. قال الحاكم للقديس أبادير:" هل قررت أن تذبح للآلهة؟، فرد عليه:" لن يحدث ذلك أبدًا، ثم قال له الحاكم أيضًا: "هل تتكلم عن نفسك فقط، أو عن نفسك وعن أختك؟ فقال له الطوباوي: "أختي وأنا لسنا إلا واحدًا".
وألقَى الحاكم أبادير واخته على آلة التعذيب لكي يعذبوهما.
وكانت الشهيدة الطوباوية تتألم كثيرًا وقالت لأخيها: "يا سيدي وأخي، إني أضعف، إني أتألم كثيرًا، فقال لها القديس: "تشجعي يا أختي لكي تأخذي الإكليل الخالد في السماء. صلى إلى الرب وهو يعينك، وكان القديس أبادير يصلي إلى الله بلجاجة من أجل أخته، فنزل ملاك الرب من السماء وعزاها وحملها إلى أورشليم السمائية، واراها إكليلها، وعرشها وعرش أخيها. وكف الجنود عن تمزيق جسدها وقالوا للحاكم: "لقد توقفنا، فنحن مثل من يعذب قطعة من الخشب لا تشعر بشيء". فأمر الحاكم بإنزال جسدها إلى الأرض، وكانوا يظنون أنها ماتت.
وقال الحاكم لابادير. بالحقيقة إذا كنت تطيعني سوف أجعلك مستشار منطقة مصر، وسوف أرسلك إلى دجمنوتى Djemnouti وأجعلك حاكمًا عليها، فقال له القديس: تكفيك كلمة واحدة، لن اذبح للشياطين.
وبينما كان الحاكم يحاوره، وصل الأنبا بفنوتي الراهب من كنتوري، يقود شبانا إلى الشهادة. فلما رآه الحاكم زمجر وقال: "إن المسيحيين عذاب لي، وبالأخص هذا الراهب الصغير بفنوتي، لكني سوف أنفيه إلى أنطاكية، مقر الإمبراطور، وأمر أن يقتادوه إلى السجن، في انتظار ما يقرره.
ولما كانوا يقتادون أنبا بفنوتي في الطريق إلى دقلديانوس، ذهب الأنبا بفنوتي لزيارة القديسين الذين كانوا في السجون وعانقهم. عانق القديس أبادير وقبله قائلًا له:" سلام لك يا أخي. إنهم يرسلوني إلى إنطاكية، فقال له أبادير: انتظرني حتى اكتب هذا الخطاب الصغير. وحينما يلقونك في السجن أعطه للبواب فيلوباتير فيعطف عليك، إذ أنه أحد أولاد بيتي حيث كان يعيش منذ طفولته". فقال له الأنبا بفنوتي: "أرجوك أن تكتب له أن يصنع معي محبة فيعتني بجسدي ويرسله إلى مصر". وكتب القديس أبادير إلى فيلوباتير:
"باسم ربي يسوع المسيح، أحيي أولًا بحرارة قلبية، زميلي المجيد العضو في المسيح، يا مَنْ لم افترق عنك أبدًا منذ طفولتي، والذي اعد له ثلاثة أكاليل في السموات بدون سفك دم. ليكن ربي يسوع المسيح معك طول حياتك إلى يوم عبورك إلى الحياة الأخرى. وأعرفك بهذا الضياء العظيم الأنبا بفنوتي من كنتوري فحينما يصل إليك بخطابي هذا، اسهر عليه، وأكتب العذابات التي قد يتحملها. وحينما ينطق الملك بالحكم عليه. احفظ جسده المقدس حتى نرسله إلى مصر، حسب إرادة ربنا يسوع المسيح. ليعينك اله الكون وينجيك من الحكم المميت، كن معافى بقوة الرب".
وختم الخطاب وسلمه إلى الأنبا بفنوتي. وبعد أن تعانقا، جره الجنود لكي يقتادوه إلى الملك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6bvwta5