إنا نقول أنه حينما تجسد ظهر الذين على الأرض. وذهب إلى الذين هم تحت الأرض حينما نزل إلى الجحيم. فبقى أن يذهب أيضًا إلى الذين هم في السماء، بعد تجسده، لكي يملأ الكل بالربح الذي يفيض من التجسد بخلاصة البشر من لعنة الخطية ورباطات الموت، وبإعلانه الآخرين بأعماق حكمته.
ولقد عرفت القوات السمائية أيضًا غِنَى الحكمة الإلهية في كامل وفرته، ذلك الغنَى المستتر بسبب التدبير الإلهي، بما كان يردده أولئك الذين جعلهم ميلاد عمانوئيل في دهشة فظهروا مسبحين الله قائلين: «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» (لو 2: 14). وكتب بولس الرسول إلى أهل أفسس مؤكدًا ذلك بطريقة واضحة جدًا في هذه الآية: «لكي يعرف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة» (أف 3: 10)
أمام المتجسد تجثو كل ركبة. «لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض» (أف 2: 10) وليعترف الجميع بسلطانه: «ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب المجد الله الآب» (أف 2: 11).
ولا توجد أمة أو لسان، إلا وأعترف بضرورة الإيمان بالمسيح، الذي به وفيه يعرفون الآب، لأن الذي رأى الابن رأى الآب (يو 14: 9)، وجد الابن هو مجد الآب.
وتدحض هذه الكلمات أيضًا حماقة أريوس وأمونيوس اللذين قالا بأن ابن الله مخلوق وأنه لا يساوي الآب. فإنه في الواقع ليس من العدل أن يُعْطَى الاسم «الذي هو فوق كل أسم» لأحد المخلوقات أو لأحد الذين ليسوا مثل الآب بالجوهر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لأنه لو كان الابن مخلوقًا وكان واحدًا من المخلوقات ومحسوبًا منهم، لما كان أسمه فوق كل أسم. وأنه أعلى من كل خليقة وأنه ليس بين الكائنات المخلوقات من يشبهه.
ولذلك فإن الأولين والقدماء وأكثر العبرانيين فهمًا للإلهيات، الذين بهم أعلنت الأقوال الإلهية والنبوات الخالية من الخطأ وكانوا يدعونه أيضًا «الذين لا يمكن أن يُسَمَّى» أو «مَن يسمو ويسبق ويرتفع فوق كل أسم، وبولس الرسول من ناحيته دعاه: «ذلك الذي هو فوق كل أسم».
إن عمانوئيل هو فوق كل خليقة، إله بطبيعته. كان الثلاثة فتية يمجدون الرب وسط اللهب ووسط نار مخيفة للغاية. وكانوا يقبلون معهم الملائكة والسلاطين وكل الخليقة الروحانية الحساسة في ذلك الخورس الروحاني، لكنهم لكنهم كانوا لا يقبلون المجد والرفعة فوق الكل إلا لسيد الكون فقط.
من ذا الذي يستطيع أن يتعلق بالمديح الذي يليق بكرم وعظمة محبة المسيح وتنازله الغير محدود؟!!
قديمًا كان موسى يصعد على جبل سيناء ويظل أربعين يومًا لا يتناول فيها أي طعام يصوم عن الخبز والماء لكي يرى فقط ظهور مجد الله، وكان هذا المجد له تحت شكل نار مختلطة بالظلام والدخان.
لكن المسيح، كلمة الله، النور الحقيقي بدون اختلاط، قد أنطلق من العلا وتوغل في عمق الأرض في المناطق السفلى من الأرض وأخرجنا من هنا وأصعدنا نحن الذين كنا غارقين في الخطية والموت.
بعد أن قام المسيح من الأموات، عاش أربعين يومًا مع التلاميذ وأكل وشرب عدة مرات مؤكدًا بذلك هذا التدبير الإلهي حسب الجسد الذي يفوق التصور. وهكذا صعد إلى السماء وهو يحملنا جميعًا في ذاته، لأنه كان قد تجسد في طبيعتنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k76d4qv