في أواخر القرن الرابع كان البابا ثاوفيلس بين الحين والآخر يتطلع من قلايته نحو أكوام التراب الضخمة مشتاقًا أن يحقق ما سمعه من معلمه وسلفه البابا أثناسيوس الرسولي إنه يريد أن يزيل هذه الأكوام ويُقيم كنيسة تكريمًا لإله القديس يوحنا المعمدان. كان يبدو ذلك مستحيلًا بسبب ضعف الإمكانيات المادية، لكنه في نظر البابا ليس شيء مستحيلًا أمام الإيمان بعمل الله.
 |
كان يرفع قلبه إلى الله ليُعطيه حكمة وإرشادًا وتدبيرًا حسنًا.
سمعت عن ذلك سيدة جاءت من روما وفي صحبتها ولداها بعد وفاة زوجها. وكانت السيدة غنية، فقدمت من مالها للبابا كي يزيل الأكوام لإقامة الكنيسة.
بفرح شديد بدأ البابا عمله مدركًا يد الله العجيبة التي كانت تسنده، غير مفكّرٍ من أين يأتي بالمال لبناء الكنيسة فإن ما قدمته السيدة لا يكفي إلا لإزالة الأكوام.
كانت المفاجأة أن العمال رأوا كنزًا عظيمًا جدًا يرجع إلى أيام الإمبراطور الإسكندر الأكبر مدفونًا تحت الأكوام، كما وجدوا حجرًا منقوشًا عليه حرف ثيتا θ ثلاث مرات.
أسرع العمال إلى البابا البطريرك ليخبروه بما وجدوا. تطلع البابا إلى الحجر، ورفع قلبه نحو الله العجيب في تدبره كل احتياجات كنيسته حتى المادية.
سأله أحد كهنة الإسكندرية:
- بماذا تفسر نقش حرف ثيتا θ ثلاث مرات على الحجر؟
- أرى يد الله العجيبة التي تؤكد أن كل ما يحدث لن يكون محض مصادفة كما يظن البعض، بل كل أمورنا سبق الله فهيأها لما هو لبنياننا.
- ماذا تعني يا أبانا البطريرك؟
- أراد الله أن يؤكد أن هذا الكنز محفوظ لخدمة البلد وبناء كنائس له.
- كيف هذا؟
- حرف ثيتا مكرر ثلاث مرات لتأكيد أن هذا الكنز هو من قبل عناية الله، يُعلن عنه في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس.
حرف ثيتا الأول يُشير إلى الله "ثيوس"،
والحرف الثاني يُشير إلى الإمبراطور "ثيؤدوسيوس"،
والحرف الثالث يُشير إلى ضعفي "ثيؤفيلس".
فرح كل الكهنة وجميع المؤمنين بعمل الله الذي يخطط كل شيء لبنيان شعبه، حتى في الأمور المادية.
رفض البابا أن يمد يده إلى الكنز بل أرسل إلى الإمبراطور ليخبره بما حدث، وإذ قدم له الكنز، قدم الإمبراطور منه بسخاء لبناء كنيسة الله باسم القديس يوحنا المعمدان، كما قدم له الكثير، فبنى البابا سبع كنائس مع اهتمامه الشديد باحتياجات الفقراء والمحتاجين.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Three Thetas.
إلهي أنت في سمواتك، تهتم حتى بالأمور الصغيرة التي تمس حياتي.
وعدتني أن أكون محمولًا على يديك،
وتظلل عليّ بجناحيك،
وتخطط كل حياتي.
ليس لي من أثق فيه مثلك.
أنت قائد حياتي القدير والحكيم المملوء حنوًا!
_____
* قصة واقعية عن السنكسار 18 بابه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dz8skqm
