قصة من التاريخ السرياني
بدأت أجراس دير القديس برسوم بأنطاكيا (حاليًا بتركيا) تدق بلحن جنائزي اليوم كله، وتسلل الشعب الأنطاكي في خطوات سريعة نحو كنيسة الدير والدموع تنهمر من عيونهم، وعلامات اليتم قد ظهرت على ملامحهم. لقد ترك الكل أعمالهم، وازدحمت مداخل المدينة بأفواج من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان مع حشود ضخمة من الشعب، قادمين من بلاد الشرق والغرب يبكون الأب الروحي الأنبا ديونسيوس التلحري بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق.
اضطر شمامسة الكنيسة أمام هذا الازدحام الرهيب أن يقوموا بتنظيم الدخول إلى الكنيسة، فقد أجلسوا الجثمان المقدس مرتديًا الثياب الكهنوتية كاملة على الكرسي الرسولي أمام المذبح الإلهي. وقد وضعوا صليبًا في اليد اليمنى للبطريرك الراحل، وعصا الرعاية في اليد اليسرى. وكان المؤمنون يدخلون كل في دوره ليسجد في خشوع أمام المذبح ثلاث مرات بقلب منسحق لكن في تسليم كامل لمشيئة اللَّه، ثم يرجع ليقبل الكتاب المقدس ثم صليب البطريرك ويمينه، طالبًا بركة صلواته، وسائلًا النياح لنفسه، ثم يخرج ليترك المجال لغيره. وهكذا انقضت ساعات طوال، بل ربما أكثر من يوم حتى حان موعد الصلاة الجنائزية.
جاءت الساعة الحاسمة حين بدأ أقدم المطارنة خدمة الصلاة الجنائزية بالصلاة الربانية، وارتفعت صلوات الشكر للَّه صانع الخيرات ومدبر أمور الجميع وقد امتزجت بمزامير التسبيح مع قراءات من الكتاب المقدس تحمل التعزيات السماوية لشعب اللَّه وتكشف عن قوة القيامة والحياة الأبدية، وتوسلات وتضرعات للرب من أجل نياح نفس أبينا البطريرك وطلب صلواته عنا، ثم مُسح بالزيت ثلاث مرات، على جبينه ثم صدره وأخيرًا ركبتيه.
ارتجل أقدم المطارنة كلمة خرجت من أعماق قلبه، عبر فيها عن مشاعر رجال الكهنوت والشعب من أجل ما حلَّ بهم بنياحة أب الآباء الذي امتدحه كثيرًا. لقد أطال الحديث عن روحانية الأب الراحل واهتمامه الرعوي، مؤكدًا إن حبه لن ينطفئ، ورعايته لن تتوقف، لكنه إن كان قد خلع الجسد إنما ليخدم على مستوى ملائكي سماوي، خدمة الصلاة والتضرع أمام العرش الإلهي. وأخيرًا ختم كلمته بشكره مندوبي الكنائس الذين جاءوا من كل صوب يشاركون كنيسة أنطاكية آلامها.
إذ خُتمت الصلوات الجنائزية، حمل الآباء الكهنة أبيهم على كرسي، وصاروا يطوفون به داخل الكنيسة في موكب كنسي رهيب، وقد تدفق الكثيرون يريدون تقبيل البطريرك الراحل.
أخيرًا دخلوا به إلى "بيت القديسين" أي المدفن الخاص بالآباء البطاركة الأنطاكيين، وذلك بجوار مذبح كنيسة الدير. وبقى هكذا حسب الطقس الأنطاكي جالسًا على كرسي يحمل صليبه وعصاه، لا يرقد في صندوق، وكأنه لا يزال حيًا يعمل في كنيسة اللَّه، انضم إلى الرعاة السابقين يشترك معهم في الرعاية بالصلاة عن أولاده، بل وعن كل البشرية.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Taking Love by Force.
كانت الأيام تمر على الكهنة والشعب الأنطاكي وكأنها سنوات طوال، الكل يترقب كيف يتم انتخاب الأب البطريرك بواسطة المطارنة والأساقفة؟ ومن يكون هذا الأب المختار؟ وكانت الصلوات ترتفع حتى من الأطفال الصغار، وتخصصت القداسات الإلهية في غالبية الإيبارشيات التابعة للكرسي الأنطاكي من أجل نياح نفس الأب البطريرك الراحل وطلب مشورة اللَّه في اختيار الراعي الصالح.
انعقد المجمع المقدس، حضره الآباء المطارنة والأساقفة. وإن كان قد تغيب جاثليق (مفريان) تكريت (بالعراق) الأنبا توما والأساقفة التابعين له، إذ لم يعطه المجمع المقدس علمًا بالاجتماع بسبب بعض الخلافات التي كانت قد دبت بينهم وبين الجاثليق في أيام البطريرك الراحل.
على أي الأحوال، عُرضت أسماء المرشحين للبطريركية في جلسة مغلقة، وما أن ورد اسم الأب يوحنا حتى أظهر الكل استحسانهم وظهرت علامات البهجة على وجوههم. ولم تمضِ إلا لحظات بسيطة حتى خرج أقدم المطارنة يعلن للكهنة والشمامسة والشعب نبأ إجماع المجمع على تنصيب الأب يوحنا بطريركًا. كان للخبر أثره على المؤمنين، فقد تحول حزنهم على أبيهم الراحل إلى فرح داخلي عميق بالأب الجديد، وعرف الكل موعد التنصيب.
وفي يوم التنصيب انطلقت أجراس كنيسة دير القديس برسوم تعلن فرحة الشعب بتنصيب الأب الجديد. ودخل الكنيسة الآباء المطارنة والأساقفة ومعهم مندوبو الكنائس من الشرق والغرب، والآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة وبعض الشعب.
وقف المرشح للبطريركية بثيابه الكهنوتية كاملة عند إحدى زوايا المذبح ينتظر بدء خدمة القداس الإلهي ومراسيم تنصيبه. وكأنه كان يستعد ليتسلم العمل الرعوي خلال الذبيحة والمذبح، ليتقدم مع مسيحه للصلب، ويموت كل يوم من أجل أولاده الذين يحبهم.
وقف حانيًا رأسه نحو الأرض، ودموعه تنساب من عينيه، وقد ارتسمت أمامه صور كثيرة: تارة يرى نفسه أمام اللَّه، الراعي الأعظم في اليوم الأخير يطالبه بتقديم حساب وكالته، يسأله عن دم كل إنسان أهمل رعايته في كل أنحاء الكرازة الأنطاكية سواء كان أسقفًا أو كاهنًا أو شماسًا أو من الشعب. وأخرى يرى نفسه راكعًا أمام المذبح يدخل بكل مسئولياته إلى المذبح ليحمل الرب عنه كل أتعاب الرعاية، وقد تحولت خدمته ورعايته إلى أكاليل مجد أبدى! تارة يعود بذاكرته إلى حياته الأولى حين خرج إلى الدير وقد وضع في قلبه ألا يعود إلى العالم، بل يبقى مكرسًا كل نسمات حياته للصلاة والتسبيح الدائم مع الملائكة المقدسين، وأخرى يرى كل رجال الكهنوت والشعب قد ألقوا بأثقالهم على كتفيه، يقدمون إليه ليسندوا إليه كل يوم أعباء جديدة.
وسط هذه الأفكار الكثيرة التي حاصرت ذهنه ونفسه وجد الأب يوحنا نفسه ملتزمًا أن ينسحب عن هذه الأفكار ولو إلى حين ليرفع قلبه للَّه مشتركًا مع الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة في صلوات القداس الإلهي، حتى إذ مارسوا صلوات حلول الروح القدس تقدم أقدم المطارنة إلى حيث كان الأب واقفًا في هدوء كامل، وهنا أخذ بيده ليبدأ صلوات التنصيب.
نسي كل الحاضرين ما كان يلزم إن يتم في هذه اللحظات الرهيبة وهى أن الجاثليق هو الذي يتقدم المطارنة والأساقفة، لكنه لم يكن حاضرًا، إذ لم يشركه المجمع المقدس في أمر اختيار البطريرك الجديد، ولا أعطوه خبرًا بموعد التنصيب، لكن فرحة الكل بالأب يوحنا قد ابتلعت هذه المشكلة تمامًا، فتمّ التنصيب دون أدنى تساؤل عن الجاثليق.
سأل أقدم المطارنة الأب يوحنا، قائلًا:
"اختارك الروح القدس لتكون بطريركًا لأنطاكية وسائر المشرق، أي تكون أبًا لجميعنا، فهل تقبل؟!" صمت الأب قليلًا، وفي صوت خافت، والدموع تنساب من عينيه أجاب قائلا: "نعم".
عندئذ تقدم كبير المطارنة وقبل يمين الأب يوحنا الخامس، وفي لحن سرياني جميل وطويل أنشد الكل، قائلين:
"طوبى للعبيد الأمناء، إذا جاء سيدهم ورآهم يصنعون مشيئته".
إذ انتهى اللحن السابق أحضر الآباء عصا الرعاية وتقدموا بها أمام مائدة الحياة، بينما انطلقت الكنيسة تهتف بلحن سرياني قصير، جاء فيه:
"ليعطك الرب عصا العز من صهيون لتتسلط على أعدائك (الروحيين) وترعى بنى شعبك".
كان المنظر رهيبًا حين تقدم كبير المطارنة بعصا الرعاية فسلمها إلى أصغر الأساقفة ليمسك بها من أسفل، وجاء الأسقف الذي يليه ليمسك بها بيده أعلى من السابق، ثم الأسقف الثالث بعده، والرابع، وهكذا أمسك كبير المطارنة بالعصا من فوق، وتقدم الجميع معًا إلى الأب يوحنا الخامس ليضع يده فوق الكل. وكأن المجمع المقدس كله يشترك في مسئولية الرعاية الواحدة التي تسلموها من المسيح يسوع، الراعي الأعظم، ويكون الأب البطريرك هو رأسهم في المسيح يسوع.
بعد صلوات ليست بقليلة حمل أربعة رجال البطريرك الجديد على كرسي، وأخذ الأب يقرأ فصلًا من الإنجيل المقدس، جاء فيه:
"فقال لهم يسوع أيضًا: الحق أقول لكم إني أنا باب الخراف... أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف..."
كان الأب ينطق بهذه الكلمات، التي تخص الراعي الصالح، وكأن الروح القدس يريد أن يؤكد له أنه إنما يرعى شعب المسيح، يتسلم الرعاية من السيد نفسه، ويرعى بالسيد المسيح... ليست له أبوة إلا من حيث أنه يختفي في اللَّه أب البشرية كلها!!
لا أستطيع أن أعبر ماذا جال في خاطر هذا الأب وهو يقرأ كلمات هذا الفصل. لكنه سرعان ما انتهت مراسيم التنصيب وخدمة القداس الإلهي، وانطلق الآباء في موكب كنسي يزفون أبيهم داخل الكنيسة وسط الألحان والترانيم المبهجة.
بقى الأب يوحنا الخامس وسط رجال الكهنوت وشعبه ساعات طويلة يتقبل تهنئاتهم ويطلبون صلواته عنهم. بعدها طلب البعض من الأب أن يدخل قلايته بالبطريركية يستريح قليلًا بعد هذا الجهد الطويل. أطاع الأب، وبالفعل ذهب إلى قلايته وأغلق بابه، وهنا دارت الدنيا به، وارتمى أرضًا بجوار أحد الكراسي، وبالكاد رفع رأسه ليسندها على الكرسي، وبدأ يتمتم بكلمات غير مسموعة. كان قلبه يلتهب نارًا، يصلى من أجل كل أحد، لكنه فجأة بدأ يناجى نفسه، قائلًا:
"ماذا أفعل مع الجاثليق؟
لقد تجاهله المجمع المقدس تمامًا في أمر اختياري، وفي تنصيبي بطريركًا!
هل يستريح قلبي، وهذا الأب بلا شك في حالة تعب شديد؟
ماذا أفعل فإن هذا الأب معروف بشدته؟
إن انشقاقًا يحل بالكنيسة لا محالة، وأنا أكون السبب!
لا... لن يستريح قلبي إن لم يسترح قلب أبي الجاثليق!
أنى أب وملتزم بعلاج الموقف!
أن نفس أبي الجاثليق ونفوس كل الأساقفة التابعين له وكل شعبهم تُطلب مني!"
صلى الأب يوحنا بدموع غزيرة، ولم تمضِ إلا أيام قليلة حتى اجتمع البطريرك بالمجمع المقدس، حيث أعلن لهم انه قد سمع عن انقسام الجاثليق، وانشقاقه عن الكنيسة بسبب تنصيبه بطريركًا دون استشارته. وبروح مسيحية طلب منهم المشورة لكنه إذ رأى بعضهم في حالة ثورة ضد الجاثليق طلب منهم بلطفٍ وفي اتضاع أن يصلوا عنه، وان يسمحوا له بمعالجة الأمر كما يرشده روح الرب. وفي محبة كاملة وثقة أجابوه بالقبول، فطمأنهم إن اللَّه سيوجد له طريقًا للعلاج.
أخيرًا انصرف كل مطران أو أسقف إلى إيبارشيته، أما هو فدخل مخدعه يصلى.
قبل أن تبدأ صلوات القداس الإلهي في تكريت، دخل راهب سرياني إلى الكنيسة بلباسٍ رخيصٍ، يبدو أنه قادم من طريق طويل، فقد ظهرت عليه علامات الإرهاق الشديد، كما امتلأت ثيابه بغبار الطريق. أحنى الراهب رأسه نحو الأرض وهو يسير بخطوات جادة وبطيئة حتى إلى الهيكل، حيث سجد ثلاث دفعات وهو يصلى ثم رشم الصليب. عندئذ قبَّل الإنجيل والأيقونات المقدسة، وأخيرًا وقف أمام الجاثليق وضرب مطانية metanoia حتى الأرض ثم قبل الصليب الذي بيده، وهو يقول: صلِ عنى يا أبي، فإني خاطئ. ثم انضم إلى صفوف الرهبان يشترك معهم في التسبيح والألحان.
لم يلفت هذا المنظر أحد، فقد اعتاد بعض الرهبان إن يقدموا إلى هذه الكنيسة لغرض أو آخر. لكن وقوف هذا الراهب الغريب بخشيةٍ واستقامةٍ ونظراته الوديعة وعذوبته وترنمه بروحانية سحب قلب الجاثليق وكل الحاضرين حتى استدعاه الجاثليق وسأله عن اسمه والدير الذي قدم منه، ثم سأله إن كان يبقى معه في الكنيسة، فأجاب الراهب: "إني غير مستحق يا أبي الجاثليق أن أجد هذه النعمة في عينيك".
إذ جاء موعد الغذاء اجتمع الجاثليق مع الآباء الكهنة والرهبان وعرفهم بالراهب الجديد، ففرح الكل به. وبعد أن انتهوا من الأكل، إذ عرفوا أنه قادم من أنطاكية بدأوا يسألونه أن كان يعرف البطريرك الجديد. فأجابهم:
"إني أعرفه، إنسان بسيط للغاية".
سألوه ما موقف المجمع المقدس، أما هو فأجاب إني لا أتدخل كثيرًا مع أعضائه، لكنني على ما أظن وما سمعت أن الجميع يشعرون بندمٍ، ويشتهون لو وجدوا الوسيلة للاعتذار للأب الجاثليق وأساقفته".
استطاع الراهب بلطفٍ وحكمةٍ أن يحول دفة الحديث بعيدًا عن المشكلة، وصارت الجلسة روحية رائعة.
وجد الراهب نعمة في عيني الجاثليق والكهنة والشعب، حتى تحولت قلايته التي أعطاه إياها الجاثليق في دار المطرانية إلى قاعة اجتماعات روحية دائمة.
كان الجاثليق في ليالٍ كثيرةٍ يفتقد الأب الراهب ليجلس معه. يتحدثان معًا حول كلمة اللَّه، وسير القديسين، والترنم بالتسابيح الكنسية. كثيرًا ما كان الأب الجاثليق يتحدث مع الراهب عن بعض المشاكل الكنسية والراهب في اتضاعٍ ورقةٍ يجيب بكلمات تطيب خاطره.
لم تمضِ إلا أيام قليلة على قدوم هذا الراهب حتى وصل نبأ نياحة الأنبا جرجس مطران أرض العرب التابعة للجاثليق، فحزن الأب الجاثليق عليه جدًا، واضطر أن يترك تكريت ليرأس خدمة التجنيز. وهناك بدأ الشعب يسأله عمن يحل محله، فأجابهم أن لديه راهب من أنطاكيا يصلح لهذا المركز.
سرعان ما انتشر الخبر، حتى إذ عاد الجاثليق ورفقائه كان الخبر قد ملأ تكريت، فجاء الكهنة وكثير من الشعب يهنئون الراهب على سيامته مطرانًا، ويعلنون أسفهم الشديد على تركه إياهم.
أسرع الراهب إلى الأب الجاثليق يعزيه في انتقال الأب المطران، فربت الجاثليق على كتف الراهب، وهو يقول له: "إن عزائي الوحيد أن اللَّه يسندك في مهمتك الجديدة!" عندئذ بدأت الدموع تنهمر من عيني الراهب وهو يقول: "حاللني يا أبي، فإني لا أصلح لهذه الوظيفة، أنها فوق استطاعتي".
"أنا أعرف أنك إنسان متضع، والرب يعمل فيك من أجل اتضاعك. إني واثق أن اللَّه الذي وهبك في هذه الأيام القليلة نعمة في أعين كل الكنيسة يعمل فيك أيضًا بعد سيامتك، وستكون بركة لكثيرين".
عندئذ ضرب الراهب مطانية أمام الجاثليق حتى الأرض وهو يقول له: "يا أبي سامحني، إني أريد أن أكون لك تلميذًا. إني محتاج إلى بركتك. اعفني من هذه السيامة".
حاول الجاثليق أن يقنعه بكل الطرق فلم يفلح، أخيرًا سأله الراهب: "اسمح لي يا أبي أن أعترف لك، فإنك لا تعرفني جيدًا. إن كان أحد قد أخطأ فماذا يفعل؟"
فكر الجاثليق قليلًا وأدرك أن الراهب يعترف بخطية معينة يظن أنها تعوقه عن السيامة، فأجاب: "إن اللَّه محب للبشر، وغافر الخطايا يا ابني".
لم يحتمل الراهب الموقف، فبكي بشدة، وهو يقول: "يا أبي إني أخطأت كثيرًا في حق اللَّه وفي حقك أنت!"
أخذ الجاثليق يربت على كتفي الراهب وهو يقول: لا تقل هذا؛ فإني أحبك، ولن يفصلني عنك أحد!"
عندئذ صنع الراهب مطانية حتى الأرض وهو يقول للأب الجاثليق: "أتغفر لي يا أبي؟! أنا عبدك البطريرك يوحنا الذي قبلت التنصيب دون استشارتك ونوال بركتك!"
لم يحتمل الجاثليق الموقف بل ارتمى على عنق الأب البطريرك يبكي بمرارة، طالبًا الصفح عن كل تصرف صدر منه أو كلمة جارحة خرجت من فمه ضده.
_____
* جاثليق هي رتبة أعلى من المطران وأقل من البطريرك، وذلك كجاثليق إثيوبيا الذي يتبع بابا الإسكندرية ويخضع له... الجاثليق له مطارنة وأساقفة تابعون له.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/29fwbja