تكميل الشريعة الموسوية
العبارة "ما جئْت لأَنقض بل لأكمّل" لها معنيان وسننظر في كلا المعنيين. فقد قصد الرب إما تكميل ما كان ناقصًا في الناموس، أو تنفيذ ما ورد فيه.
لنتأمل في المعنى الأول، فالذي يكمل ما كان ناقصًا لا ينقض ما قد أوجده بل يثبته بإضافة ما يكمله. لذلك أعقب الرب قائلًا فأني الحقَّ أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف (I) واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.
فإن كانت الإضافة كاملة فبالأولى تكون البداية كاملة. لذلك يفهم قوله "لا يزول حرف (I) واحد أو نقطة واحدة من الناموس" على أنها تعبير عن كمال الناموس.
لقد أشار بحرف صغير، لأن حرف (I) أصغر الحروف إذ يتكون من خط صغير، ثم أشار إلى النقطة وهي التي توضع على الحرف، مظهرًا بذلك أن لأصغر الأجزاء في الناموس قيمة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
فمن نقض إِحدى هذه الوصايا الصُّغرى وعلَّم الناس هكذا يُدعَى أصغر في ملكوت السماوات.
قصد بالحرف الواحد والنقطة الواحدة الوصايا الصغرى، لذلك من نقضها وعلم الناس حسب ما نقضه، يدعى أصغر في ملكوت السماوات وكما سنرى فيما بعد أنه سوف لا يكون في ملكوت السماوات إلا العظماء.
وأما من عمل وعلَّم "أي بما لم ينقضه" فهذا يُدعَى عظيمًا في ملكوت السماوات. وسنرى فيما بعد أن ملكوت السماوات لا يوجد فيه إلا العظماء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/46dztrp