إن عملية خلق الإنسان هي من العمال المحبة لذلك خلقه الله على صورته (تك26:1) باعتبار الله محبة والإنسان صورة قائمة لا بذاتها بل بالأصل وفي الأصل...
فالإنسان صورة إرادة الله الحرارة المطلقة وإرادته محبة ولصورة الحرية في أن نختار بقاءها صورة لله المحبة لا تعرف ألبغضه ولا الكراهية أو ترفض الأصل لتصير صورة لذاتها (التراب) فتنتهي روحيًا إلى معرفة الشر وصيرورتها صورة له لا تعرف المحبة ولا تستطيع إدراكها...
وقد أختار آدم وحواء برضائها الطريق الثاني راغبين في الاستقلال عن الأصل منصتين على وصية الحية الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر (تك5:3) أي تصيران صورة لذواتكما بدلًا من كونكما صورة الله ولذلك استحال عليهما بل وعلى كل نسلها أن يعرفوا المحبة أو يسلكوها ومن هنا صارت وصايا الله صعبة بل ومستحيلة لأنها تغاير طبيعتنا الساقطة وهذا يفسر قول الرب تحملون الناس أحمالا عسرة الحمل وانتم لا تمسون الأحمال بإحدى أصابعكم (لو 11: 46) وقول الرسول لأننا قد شكونا أن اليهود واليونانيين أجمعين تحت الخطية ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد (رو 3 - 12:9)
بالمعمودية نلبس ثوب الحب:- والحب لا يكتسب من مجرد وجود الوصية التي تأمرنا به لأن بالناموس معرفة الخطية (رو 3: 20) ومن ثم وهب لنا الحب بإعطائنا طبيعة جديدة إذ صلبنا ودفنا وقمنا مع المسيح بالمعمودية لنسلك به في جدة الحياة لذلك من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضًا (1يو 2: 6) وأي سلوك يلكه الرب أعظم من محبته لنا ونحن بعد أعداء؟! فالرسول يطالبنا أن نسلك كسوك يسوع ذاته بل يسلك يسوع الساكن فينا بحسب سلوكه فيتحقق قول الرب من أمن بي يعمل العمال التي أعملها (أعمال الحب) وأعظم منها فمن آمن بالسيد المسيح وختم صدق إيمانه بالمعمودية صارت لديه الإمكانية أن يعمل أعمال المحبة.
فإن ورد في وصايا الرب وصايا تبدو كأنها مثالية لا تصلح في هذا العالم وإن بدت أقوال الآباء القديسين الواردة في هذا الكتاب أنها صعبة فاذكر أنها صعبة بل مستحيلة لمن ينل الولادة الجديدة.
+ هذه هي المحبة الكاملة يا إخوتي والمولود من الله ينعم بها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
انظروا يا أحبائي واعلموا أن الإنسان قد نال أسرار هذا الميلاد بالمعمودية أي سر هذا الذي يجعل مني إنسانًا جديدًا بمحو كل خطاياي!! لينظر كل إنسان جيدًا إلى أعماق قلبه لينظر إن كان التجديد قد شمل القلب كما الجسد أيضًا لينظر إن كان له المحبة فهو من الله وإن بدا ليس فيه محبة إلا أن له سمة الجندي (أي إمكانية الحب التي أخذها بالميلاد الجديد) فرغم كونه جنديًّا إلا انه هائم كشريد...
+ (في حديثه للمتأهبين لسر العماد) المحبة وحدها هي العلامة المميزة بين أولاد الله وأولاد إبليس...
لنطبع أنفسنا بسمة صليب يسوع المسيح ولنصطبغ جميعنا بالمعمودية وليحضر الكل إلى الكنيسة لتبني أسوار البيعة فليس ثمة شيء يميز أولاه الله عن أولاد إبليس إلا المحبة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c8vpkwy