St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-014-Various-Authors  >   007-Al-Ekteda2-Bel-Masih
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس (توما الكمبيسي)

94- في انه لا يسوغ للإنسان أن يحسب نفسه مستحقًا التعزية، بل بالحري مستوجبًا الضربات

 

1 – التلميذ: رب، إني لست مستحقًا تعزيتك ولا أي افتقادٍ روحي. ولذلك، فإنك بعدلٍ تعاملني عندما تتركني بائسًا مستوحشًا.

فإني، ولو استطعت أن أذرف الدموع كالبحر، لا أزال غير أهلٍ لتعزيتك.

فأنا لا أستحق سوى الجلد والعقاب، لأني كثيرًا ما أهنتك إهاناتٍ ثقيلة، بل كثيرًا ما أثمت آثامًا عظيمة.

فأنا إذن، بمقتضى العقل الصوابي، لست مستحقًا أدنى تعزية.

لكن أنت أيها الإله الرؤوف الرحيم، الذي لا يشاء هلاك مصنوعاته، تتنازل، قاصدًا “إظهار غنى جودك على آنية الرحمة“ (رومانيين 9: 23). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فتعزي عبدك -حتى عن غير استحقاقٍ منه- على وجهٍ يفوق مألوف البشر.

فإن تعزياتك ليست كخرافات الناس.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Coptic art, an angel and the smoke of incense. صورة في موقع الأنبا تكلا: فن قبطي: ملاك وسط نار البخور: ملاك البخور.

St-Takla.org Image: Coptic art, an angel and the smoke of incense.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فن قبطي: ملاك وسط نار البخور: ملاك البخور.

2 – أي شيءٍ صنعت يا رب، حتى تهب لي أدنى تعزيةٍ سماوية؟

أنا لا أذكر أني فعلت شيئًا من الصلاح، ولكني أذكر أني قد كنت دومًا ميالًا إلى الرذائل، متكاسلًا عن إصلاح نفسي.

ذاك هو الحق، ولا أستطيع إنكاره.

وإن قلت غير ذلك، فإنك تقوم في وجهي، وليس من يدافع عني.

ماذا استوجبت، بخطاياي، سوى جهنم والنار الأبدية؟

أنا أعترف بأني مستوجبٌ، حقًا، كل سخريةٍ واحتقار، وأنه لا يسوغ لي أن أُحسب بين عبادك.

إني، وإن شق عليَّ سماع هذه الشكوى، أعترف مع ذلك بخطاياي،

من أجل الحق، لكي أستحق أن أنال رحمتك على وجهٍ أيسر.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3 – فماذا أقول أنا الأثيم الممتلئ من كل خزي؟

ليس لي فمٌ ينطق بغير هذه الكلمة: خطئت، يا رب، خطئت، فارحمني واغفر لي!

دعني قليلًا لأبكي وجعي، “قبل أن أنصرف إلى أرضٍ مظلمةٍ غشيها ظل الموت" (أيوب 10: 21)

وماذا تطلب، على الخصوص، من خاطئٍ أثيمٍ بائس، سوى أن ينسحق ويتضع بسبب آثامه؟

فإنه بالانسحاق الحقيقي وتواضع القلب، ينشأ رجاء المغفرة،

ويسكن الضمير المضطرب، وتسترد النعمة المفقودة، ويتقي الإنسان الغضب الأتي، وبقبلةٍ مقدسة، يتلاقى الله والنفس التائبة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4 – فإن الانسحاق على الخطايا، إذا قرن بالتواضعٍ، لذبيحةٌ مرضيةً لديك يا رب، ورائحتها أذكى بكثيرٍ، أمامك، من تقتير البخور.

هو أيضًا ذلك الطيب الذكي، الذي شئت أن يفاض على قدميك المقدستين،

لأن “القلب المنسحق المتواضع لم ترذله قط“ (مزمور 50: 19).

هناك المعقل من وجه غضب العدو.

هناك يصلح الإنسان نفسه، ويغسلها من كل دنسٍ تلطخت به في مكانٍ آخر.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-014-Various-Authors/007-Al-Ekteda2-Bel-Masih/The-Imitation-of-Christ-094-Deserved.html

تقصير الرابط:
tak.la/8mdp8z7