من ضمن العقائد التي يبتدعها شهود يهوه؛ أن السيد المسيح عندما قام من الأموات لم يقم بجسده الذي صُلب به على الصليب، لكنه قام كمخلوق روحي بصورة ممجدة، أما الجسد الذي صُلب إمّا أن يكون قد تحول إلى غازات وانتهى، وإمّا أن يكون الله قد أخفاه عن الأعين في مكان لا يعلم به أحد كتذكار لعمله الفدائي الذي قام به عندما صُلب.
يؤمنون بموت الروح مع الجسد لذلك يعتقدون في قيامة الرب من الأموات، أن الله قد خلق للسيد المسيح روحًا بوضع ممجد وهذا هو ما قام به، ويستدلون على ذلك بأن هيئته قد تغيرت بعد القيامة.
ولكننا نرد على ذلك بأن السيد المسيح هيئته قد تغيرت قبل ذلك على جبل التجلي، وعندما حاول اليهود مرة أن يرجموه يقول الكتاب "فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفي وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا" (يو8: 59). أي أنه قد مر في وسطهم دون أن يروه فالمسألة لم تكن بعد القيامة فقط. كذلك مشى السيد المسيح على المياه بصورة معجزية وأيضًا في قصة تلميذي عمواس تلميذيّ ظهر لهما بهيئة أخرى ويقول "ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته" (لو24: 16) وهنا نرى أن أعينهم هي التي لم تستطع أن تعرفه وليس شكله هو الذي قد تغير.
أما عن إثبات أن السيد المسيح قام من الأموات، فإن هذا واضح في الإنجيل المقدس كما هو مكتوب "جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: "سلام لكم". ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو20: 19، 20)، وقال لهم "انظروا يدي ورجلي إني أنا هو جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لو24: 39) فحاشا أن يخادع السيد المسيح. بل و في حديثه إلى توما "قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديَّ، وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا" (يو20: 27).
حتى في أيام القديس بولس الرسول كان هناك أشخاص ينكرون القيامة لذلك قال في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس "ولكن إن كان المسيح يُكرز به أنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات. فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام؛ فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم. ونوجد نحن أيضًا شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون. لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم أنتم بعد في خطاياكم. إذًا الذين رقدوا في المسيح أيضًا هلكوا. إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس. ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (1كو15: 12-20). فالقيامة هي أحد الأركان الأساسية في الديانة المسيحية فعن مجيئه الثاني الممجد قال السيد المسيح "وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير" (مت24: 30)، و في سفر الرؤيا قيل عنه "هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه. وينوح عليه جميع قبائل الأرض. نعم آمين" (رؤ1: 7). و في نبوة زكريا يقول "فينظرون إلىَّ، الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيدٍ له، ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره" (زك12: 10).
فكيف نربط بين الطعنة وجسد القيامة وآثار المسامير إذا لم يكن نفس الجسد الذي صُلب هو الذي قام؟!! فمسألة إنكار قيامة السيد المسيح بحسب الجسد تقلب الإيمان كله. وهذه النقطة فقط تك في بحسب الأسفار المقدسة والتعاليم الرسولية لإثبات أن شهود يهوه يقلبون الإيمان كله "وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم" (1كو15: 14).
لقد خرجت المسيحية تكرز بالقيامة، فعندما أراد التلاميذ أن يختاروا واحدًا بدلًا من يهوذا الإسخريوطي قالوا "يصير واحدٌ منهم شاهدًا معنا بقيامته" (أع1: 22). وقد قال السيد المسيح "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم و في كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 8) فأهم شهادة هي الشهادة للقيامة. فشهود يهوه المزعومون لا يشهدون أن الرب هو الذي اشتراهم ولا يشهدون لقيامته من الأموات فعندما يقولون نحن شهود يهوه نقول لهم أنتم لستم شهود يهوه، هذا كذب واضح. الذي يريد أن يكون شاهدًا ليهوه هو من يشهد أن المسيح هو يهوه الذي اشترانا بدمه، وأنه هو الذي مات على الصليب بحسب الجسد وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب.
نحن نعيش في الكنيسة ونتمتع بخبرة موت السيد المسيح وقيامته عندما نقول في القداس الإلهي }بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات نعترف{ ويهتف الشعب كله في هذه الصلاة. وقد قال بولس الرسول "فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز، وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء" (1كو11: 26)، ويقول الكتاب "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته" (فى3: 10).
فحياتنا مع المسيح بدون القيامة لا يكون لها أي معنى، وهذه هي الحياة التي خرجت المسيحية تكرز بها، فلم تخرج المسيحية لتكرز بموت بلا قيامة. فإذا كان المسيح قد مات ولم يقم من الأموات، تكون كارثة. ولأنهم يعلمون أن قيامة السيد المسيح من الأموات هي من البراهين القوية على ألوهيته، لذلك فهم ينكرون القيامة.. يقول معلمنا بولس الرسول "وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا" (رو1: 4). القيامة هي موضوع فرح القديسين وتهليل الأبرار وهى رجاء الحياة الأبدية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qh5s3p6