أحد الطيور الكاسرة Vultures. وهو عدة أنواع. إلا أن الكتاب المقدس يجملها كلها ولا يفرق بين نوع وآخر. واعتبر اليهود النسور طيورًا نجسة غير صالحة للأكل (لا 11: 13؛ تث 14: 12). وقد ورد ذكر النسر وصفاته رمزًا لأمور كثيرة. فضرب المثل به لسرعته في الطيران (تث 28: 49) وتحليقه العالي في أجور الفضاء (ام 23: 5؛ 30: 19؛ اش 40: 31) وبنائه وكره في أماكن عالية يصعب الوصول إليها (أي 39: 27-30؛ ار 49: 16) وحدة بصره (أي 39: 29) وخلو عنقه من الريش (مي 1: 16) وطول عمره (مز 103: 5) وشدة اعتنائه بفراخه وتعليمه إياها الطيران (تث 32: 11) ولما كان الفرس يستعملون النسر شعارًا لدولتهم القديمة فقد وصفهم إشعياء "بالكاسر من الشرق" (اش 46: 11). وفي الفن المسيحي النسر رمز ليوحنا الرسول أو للقيامة.
والنسر طائر من الجوارح حاد البصر (أي 39: 29)، من الفصيلة النسرية، من رتبة الصقريات، واسمه في العبرية شبيه به في العربية، وقد سمي بالنسر لأنه "ينسر" (أى يمزق) لحم فريسته. وهو أكبر الجوارح حجمًا إذ يبلغ طوله نحو أربع أقدام، والمسافة بين طرفي جناحية المبسوطين نحو عشرة أقدام، وله منقار قوي معقوف مدبب ذو جوانب مزودة بقواطع حادة، وله قائمتان عاريتان، ومخالب قصيرة ضعيفة نوعًا، والأصبع الوسطى يساوى باقي الأصابع في الطول على خلاف باقي الجوارح التي تستخدمه في القبض على فرائسها. وللنسر جناحان كبيران قويان ، وهو يتغذى بالجيف، ولذلك كان يعتبر في الشريعة من الطيور النجسة التي لا يجوز أكلها (لا 11: 13؛ تث 14: 12). ولا يهاجم الحيوانات إلا مضطرًا، ويستوطن المناطق الحارة والمعتدلة.
ومنذ جيل مضى، كان النسر من أكثر الطيور وجودًا في فلسطين، ولكنه الآن كاد ينقرض منها، فقد مات الكثير من النسور بالسموم التي توضع طعمًا للثعالب وبنات آوى، علاوة على أن النسور قليلة الإنتاج، فالأنثى تضع بيضة أو بيضتين فقط كل سنة. وتضع أعشاشها في أعالي الصخور (أي 39: 27، 28؛ إرميا 49: 16؛ عو 4). والنسر شديد العناية بصغاره وبخاصة في الأسابيع السبعة الأولى من عمرها حين يعلِّمها الطيران (تث 32: 11)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وكثيرًا ما يستدفئ على قمة الصخور في شمس النهار. وهو يستطيع الطيران بسرعة، وبخاصة عند الانقضاض على فريسة (تث 28: 49؛ أي 9: 26). كما أنه يستطيع أن يحلق عاليًا في الجو، حتى ليكاد يختفي عن الأنظار (أم 23: 5؛ 30: 19 ؛ إش 40: 31). وصياحه أشبه بالهدير.
ويرمز بالنسر -عادة- للملوك. وقد كان شعار الإمبراطورية الفارسية، لذلك يتنبأ إشعياء عن كورش ملك فارس بالقول: "داع من المشرق الكاسر من أرض بعيدة رجل مشورتي " (إش 46: 11). ويشبه حزقيال النبي ملوك مصر وبابل "بنسر عظيم" (حز 17: 3، 7)، كما كان قدماء المصريين يمثلون الإلهة "نخبت" والإلهة "موط" بنسر.
والنسر مثله مثل سائر الطيور آكلة الجيف (أم 30: 17) ، يكاد يكون عاري الرقبة من الريش (ميخا 1: 16)، ويبدو أن ذلك لمنع تجلط دم الفريسة حول الريش، عندما يدفع النسر رأسه في أحشاء الفريسة.
وقد رأي حزقيال النبي "شبه أربعة حيوانات لكل منها أربعة أوجه"، كان أحدها وجه نسر (حز 1: 6 - 10). وقد رأي يوحنا الرسول في رؤياه في جزيرة بطمس "في وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوءة عيونًا من قدام ومن وراء... والحيوان الرابع شبه نسر طائر" (رؤ 4: 6، 7).
ويوجد في فلسطين نوعان من النسور، الأول هو "النسر الملكي" واسمه باللاتينية "أكيلا هلياكا هلياكا" Aquila heliaea heliaea والثاني "النسر الذهبي" (أكيلا كريزايتوس (Aquila chrysaetos) ويستطيع النسر الذهبي أن يطير مسافة ثلاثة أو أربعة أميال في عشر دقائق، ولعله من هنا جاء التشبيه في رثاء داود لشاول ويوناثان: "شاول ويوناثان... أخف من النسور وأشد من الأسود" (2 صم 1: 23؛ انظر أيضا إرميا 4: 13؛ مراثي 4: 19).
* انظر أيضًا: الطيور، العقاب، الأنوق، الغراب.
* هل تقصد: نسروخ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/39d4yzp