الكتابة نوعان الصورية والهجائية. وفي الكتابة الصورية (الهيروغليفية مثلًا) قد يعبر عن التصورات الذهنية بصورة تشبهها كصورة رجل للتعبير عن تصور الرجل أو برموز كصورة عين رمزًا إلى البصر والمعرفة وصورة أسد رمزًا إلى الشجاعة، إلخ.. أما الكتابة الهجائية ففيها تنوب العلامات عن الألفاظ الموجودة في الكلمات وذلك إما بجعل العلامة تدل على الكلمة برمتها أو على هجاء منها وهو الأكثر شيوعًا. والكتابة الصورية قديمة جدًا، وقد اشتهرت بنوع خاص في مصر حيث لا تزال إلى يومنا الحاضر ماثلة على جدران هياكلها ومدافنها وسائر آثارها الشهيرة. ولا تزال هذه الكتابة مستعملة بين بعض الأمم البدائية كالهنود الحمر ومنها آثار كثيرة باقية في بلاد المكسيك والبيرو على الأخص. وكانت الكتابة المسمارية Cuneiform التي اخترعها السومريون واستخدمها فيما بعد البابليون الآشوريون كتابة تصويرية في المبدأ ولا تزال آثار كثيرة محفوظة في أشور وبابل وبلاد الفرس وأول من اهتدى إلى حل رموزها هو جروتيفند من سنة 1800 إلى 1815.
أما كتابة مصر الهيروغليفية فقد بقيت معانيها مجهولة حتى اهتدى إلى حلها أحد العلماء الفرنسيين المدعو شامبليون Champollion عام 1822 م. وقد اثبت الكثير منها بعض الحوادث المذكورة في الكتاب المقدس.
وأما الكتابة الهجائية فقد أُخذت عن الكتابة الهيروغليفية واستخدمها الساميون الذين كانوا يعملون في المناجم في سيناء. وأقدم أثر باق من هذه الكتابة الهجائية هو ما اكتستة فيلندرز بيتري سنة 1905 في سرابيت الخادم في سيناء ويرجع إلى حوالي 1800 قبل الميلاد. ثم أدخل الفينيقيون تحسينات كثيرة على هذه الكتابة الهجائية وعنهم أخذها اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب.
وكان اليهود أو بالأخص بعض منهم يعرفون الكتابة (خر 17: 14؛ 24: 4؛ عد 33: 2؛ 2 صم 11: 14؛ 1 مل 21: 8، 9؛ 2 مل 10: 1، 2، 6، 7). وأحرفهم مأخوذة من الفينيقية ولكنها امتازت عنها مع تمادي الزمن. (وللأدوات التي كتب بها اطلب: "قلم" وللمواد اطلب: "حبر" ولما كتب عليه اطلب: "كتاب" إلخ.).
ومن المعروف الآن أن الكتابة كانت منتشرة في أور الكلدانيين قبل أن يرحل عنها إبراهيم الخليل بعدة قرون، وفي مصر عدة قرون قبل أن يسكن بنو إسرائيل على ضفاف النيل. وكانت أيضًا مستعملة في مدن كنعان وقتًا طويلًا قبل أن يستولي العبرانيون عليها.
وقد كتب العبرانيون أثناء رحيلهم من مصر (تث 31: 24) ونقشوا الناموس على المذابح (خر 28: 4، 8؛ يش 8: 32). وحفروا كلمات على أحجار كريمة ومعادن (خر 39: 14، 30). وقد كتب شاب من سكوت في أيام جدعون أسماء أمراء وشيوخ سكوت الـ77 (قض 8: 14).
وكانت كتابة بابل المسمارية القديمة تنقش إما على فخار طري ثم يُشوى بالنار أو على ألواح حجرية أو معدنية أو على حجار كريمة تصنع منها الأختام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وكانت الرسائل المرسلة من كنعان إلى فراعنة مصر، وفي القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد مكتوبة على ألواح خزفية. وهذه الألواح هي التي أصبحت تعرف بين العلماء باسم لوحات تل العمارنة. وقد كتب المصريون على الحجارة والبابيروس (ورق البردي) قبل سكن بني إسرائيل بينهم بزمن طويل.
ومن رسائل العهد الجديد نرى أنَّ المؤلف ربما كان شخصًا والكتاب شخصًا آخر. ثم يضيف المؤلف إلى آخر الرسالة أو المؤلف كلامًا يدل على أنه المؤلف لها (1 كو 16: 21؛ كو 4: 18؛ 2 تس 3: 17). وقد أضاف ترتيوس كاتب بولس كلامًا من عنده إلى رسالة بولس للرومانيين (رو 16: 22) أما خط بولس فكان بحروف كبيرة (غل 6: 11).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2jnkc94