وكلمة "كتاب" في العبرية هي "سفر" (كما في العربية). ولم يكن الكتاب أو السفر -في العهد القديم- كعهدنا به الآن، بل كان عادة على شكل "درج" (بالعبرية: مجلة) مكتوب على شرائح من الجلد أو ورق البردي. وكانت هذه الشرائح تلصق ببعضها بالغراء لتكون مساحة كافية تتسع لتدوين المادة المطلوب كتابتها، ثم يطوى كل طرف على عصا. وكان يكتب عادة على وجه واحد في أعمدة متوازية. ولكن كان يكتب أحيانا على الوجهين متى لزم الأمر (انظر مثلًا حز10:2).
وفى فلسطين حل الورق المصنوع من نبات البردي محل جلود الحيوانات، وأصبح أهم مادة للكتابة في زمن خروج بني إسرائيل من مصر، بل اكتشفت في مقابر سقارة رسالة تدل على أن ورق البردي استخدم في مصر منذ عصر الأسرات الأولى (حوالي 2470-2270 ق.م.)، بل هناك إشارات إليه في أقدم نصوص الأهرامات (نحو3200 ق.م.).
وفى عصر الإمبراطورية الفارسية (حوالي 400 ق.م.) كانت الكتب تكتب على الجلود والرقوق (انظر2 تى13:4)، ولم يأخذ الكتاب شكله الحالي قبل القرن الثاني بعد الميلاد، فكانت المخطوطة تتكون من صفحات من ورق البردي أو الرقوق تجمع وتخاط معًا. وكثيرًا ما كانت تغلف بالجلد.
وتستخدم كلمة "كتاب" في العهدين القديم والجديد للدلالة على سجل بأسماء، مثل "كتاب مواليد" (تك1:5؛ مت1:1)، أو"سفر انتساب" (نح5:7)، أو "سفر تذكار أخبار الأيام" (أس1:6)، و"كتاب العهد" (خر7:24) و"سفر الناموس" (تث61:28)، و"كتاب الشريعة" (تث1:29؛ يش8:1؛ 2مل8:22، 11؛ 2:23.. إلخ.).
مقال تفصيلي آخر:
كانت الحوادث تسجل في الأزمنة القديمة على الحجر أو الخزف. وربما اخترع المصريون ورق البردي (البابيروس) في العصور السابقة للسلالات الملكية التي حكمت بلادهم. ويظهر أن العبرانيين استعملوا الكتابة لأول مرة بعد خروجهم من مصر وأنهم تعلموا هذه الصناعة من المصريين الذين كانوا يتقنونها عصورًا طويلة قبل ذلك (خر 17: 14). وليست الـ46 سفرًا التي تؤلف العهد القديم والـ27 سفرًا التي تؤلف العهد الجديد هي كل ما كتبه العبرانيون مدة كتابة هذا القانون المقدس.
والأمور التي جرت أثناء ملك داود وسليمان سجلت أيضًا في سفر أخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائي وفي نبؤة أخيا الشيلوني (1 أخبار 29: 29؛ 2 أخبار 9: 29). وأيضًا في سفر أخبار الأيام للملك داود الذي يظهر أنه أول من أدرج عادة حفظ الأخبار الملوكية (1 أخبار 27: 24). وسجلت أخبار ملك سليمان ويربعام في رؤى يعدو الزائي (2 أخبار 9: 29). وأخبار ملك رحبعام في أخبار شمعيا النبي الرائي (2 أخبار 13: 15). وقد سجل مؤرخو ملوك بني إسرائيل وملوك يهوذا تاريخ هاتين المملكتين من وقت رحبعام ويربعام حتى ملك الملك يهوياقيم (1 مل 14: 19، 29؛ 2 مل 24: 5). وفوق كل هذه الكتب كانت توجد أيضًا مكتبة حافلة وقت كتابة أخبار الملوك وكانت تلك المكتبة تتألف من تواريخ ذكر أكثرها في الأماكن التالية: (2 أخبار 13: 22؛ 20: 34؛ 24: 27؛ 26: 22؛ 32: 32؛ 33: 18، 19؛ 35: 25؛ أيضًا ام 25: 1؛ 1 مل 4: 32، 33).
وكان العبرانيون يحفرون الكلمات والحروف والأرقام على ألواح حجر ويطبعونها على لبن أو ينقرونها في صفائح معدنية كالرصاص أو الحديد أو البرونز أو النحاس ويحفرونها في ألواح خشبية. وكانوا ينقرون الكتابات في الصخور ويسكبون رصاصًا في الحروف المحفورة بهذه الطريقة (أي 19: 24).
وقد استعمل البشر أيضًا الجلود والقماش والرقوق (2 تي 4: 13) للكتابة، وكذلك أوراق الأشجار وقشورها. وبعد كتابة النصوص الطويلة على الجلود أو الرقوق كانت هذه تلف على نفسها حاملة الكتابة على أحد وجهيها أو على الوجهين معًا (حز 2: 10). وكثيرًا ما استعملوا في ذلك قطعًا من قماش الكتان أو الرقوق أو البابيروس (البردي) على هيئة
درج
وكانت أكثر الكتابات القديمة موصولة كلماتها بعضها ببعض، لا فاصل بينها، خلافًا لعادة العرب الذين كانوا يفصلون بين الكلمات. واختلفت الأمم من جهة الكتابة، فكتب بعضهم من الشمال إلى اليمين كاليونان. وبعضهم من اليمين إلى الشمال كالعرب وبعضهم إلى كل من الجهتين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). أما أهل الصين فكانوا وما زالوا يكتبون من فوق إلى أسفل.
واستعمل المصريون البابيروس (البردي) لاصطناع الرقوق فكانوا يشقونه إلى صحائف رقيقة بواسطة آلة من حديد. وكان عرض تلك الصحائف من 10 إلى 15 بوصة، يضعونها بعد قصها على سطح مستو ثم يغمسونها في ماء النيل كي يتغطى سطحها بشيء من رسوبه فتلتحم به حافاتها ويكتسي وجهها بطبقة منه ثم كانت تلك الصحائف تنشر في الشمس وتطلى بمادة تكسيها ملاسة وقابلية للانحناء والانطواء، ثم كانوا يطرقونها بالمطارق ويصقلوها، وربما كانوا يجعلون 20 صحيفة أو أكثر منها في الدرج الواحد.
أما اللوح (لوقا 1: 63) فيرّجح أنه كان صفحة مغطاة بطبقة رقيقة من الشمع يكتب عليها بقلم من حديد ومثل هذه الألواح بقيت مستعملة إلى سنة 1300 م.
وأما الأقلام فكانت من حديد في رؤوسها أحيانًا قطع من الماس (ار 17: 1). أما ما كانت منها الكتابة على الصفائح المشمعة فَكان محدد الطرف الواحد ومسطح الآخر لتمليس سطوح الشمع وتسويتها به. وكثيرًا ما كانوا يكتبون على البردي وغيره من المواد اللينة بالفرشاة كما هي العادة عند أهل الصين إلى اليوم. ويظهر أن اليهود في أيام النبي آرميا كانوا يكتبون بأقلام من قصب يهذبونها عند الحاجة بواسطة مبراة يصنعونها لهذه الغاية (ار 36: 23).
وأما الحبر فكان يوضع في دواة (حز 9: 2) تحت المنطقة على ما يشاهد حتى اليوم في بعض البلاد الشرقية.
وكان السفر يحاط بسير يلتف على الدرج ويعقد في أسفله (اش 29: 11). ومن الكتب المذكورة في الكتاب المقدس: كتاب مواليد آدم (تك 5: 1) وتاب ميلاد يسوع المسيح (مت 1: 1). ويظن أن سفر الأحياء (مز 69: 28) وسفر حياة الخروف (رؤ 21: 27) يشار بهما إلى كتب المواليد التي كان اليهود يحفونها ويمحون منها أسماء الأموات (اش 4: 3) عند انتقالهم عن وجه هذه البسيطة.
والأسفار المذكورة في (دا 7: 10) هي أسفار الدينونة وهذا التعبير إما مأخوذ عن الدفاتر المحفوظة لمحاسبة المستخدمين أو عن أسفار ملوك فارس التي كانوا يدونون فيها وقائعهم اليومية ولَا سِيَّمَا ما كان يختص بالخدمات المقدمة لهم (اس 6: 1-3).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zzhn2nf