← اللغة الإنجليزية: Caesarea - اللغة العبرية: קיסריה - اللغة اليونانية: Καισάρεια - اللغة اللاتينية: Caesarea.
هي أم المدن في فلسطين في أيام العهد الجديد. وكانت تقع على البحر على بُعْد 44 ميلًا جنوبي عكا و47 ميلًا إلى الشمال الغربي من أورشليم. وكان لها مرفأ اصطناعي. واسمها الأصلي برج ستراتوا وبنى هيرودس الكبير مدينة هناك سنة 10 ق.م. سماها قيصر إكرامًا لاوغسطس قيصر وفيها مات هيرودس أغريباس (أع 12: 19-23) وسكنها فيلبس المبشر (أع 8: 40؛ 21: 8) وكرنيليوس (أع 10: 1-24). وزارها بولس مرارًا (أع 9: 30؛ 18: 22؛ 21: 8؛ 23: 33) غير مدة السنتين التي أقامها محبوسًا (أع 24: 27). وفيها كان مقام فستوس وفيلكس الرسمي. وفيها أيضًا انتخبت فسباشيان إمبراطورًا وكان فيها ملعب كبير. وكان فيها هيكل مكرس لقيصر روما، اسم يوناني معناه صارت فيما بعد مركزًا لأسقف. ومحل سكن أوريجانس ويوسابيوس الذي كان أسقفًا عليها وهي الآن خراب ولا تزال تدعى قيصرية. أما حجارتها فقد نقل جانب عظيم منها إلى مدن أخرى.
مدينة بناها هيرودس الكبير فيما بين 22-10 ق.م. أي أن بناءها استغرق 12 سنة وكان اسم الموقع قبلًا برج استراتو، ولكنه أطلق عليها اسم قيصرية تكريمًا لأوغسطس قيصر، وكانت المدينة تشغل نحو 8000 فدان على بُعْد نحو 25 ميلًا إلى الجنوب من مدية حيفا، وعلى بُعْد نحو ثلاثين ميلًا إلى الشمال من يافا، ونحو 65 ميلًا إلى الشمال الغربي من أورشليم، من سهل شارون الجميل، على ساحل البحر المتوسط، ولذلك تعرف باسم قيصرية البحرية، فقد وجد هيرودس أن الجزء الجنوبي من ساحل فلسطين يخلو من ميناء طبيعي، فقام بإنشاء حاجزين ضخمين، وهكذا خلق مينا صناعيًا تأوي إليه السفن من عواصف البحر المتوسط،. وجعل من قيصرية العاصمة الإدارية لليهودية طوال العهد الروماني، وقد عاش فيها ثلاثة من الولادة الرومان على فلسطين، هم "بيلاطس البنطي" الذي كان يزور أورشليم في مناسبات خاصة (يو 19) و"فيلكس" (أع24) و"فستوس" (أع 25: 1، 2، 6، 13).
وكانت قيصرية مدينة عظيمة بها الكثير من القصور والمباني العامة والفاخرة، ومعبد لروما وأوغسطسي، وميناء أطنب يوسيفوس في وصف روعته، وفي أحد قصور قيصرية جلس الملك هيرودس أغريباس على كرسي الملك، وجعل يخاطب الصوريين والصدونيين الذين جاءوا لاستعطافه، "فصرخ الشعب: هذا صوت إله لا صوت إنسان، ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات" (أع 12: 20-22).
وكان سكان المدينة خليطًا من اليهود والأمم، فكانت تكثر المشاحنات بينهما، ونعلم من سفر أعمال الرسل أن منها سافر بولس الرسول -بعد اهتدائه- إلى طرسوس لينجو من مؤتمرات اليهود (أع 9:30) وكان بها قائد مئة اسمه كرنيليوس بشره الرسول بطرس بالإنجيل، فآمن بالمسيح هو وجميع الذين كانوا في بيته يسمعون الكلمة (أع 1:10-44).
وفي طريق عودة الرسول بولس من رحلته التبشيرية الثانية من أفسس، نزل في قيصرية وذهب وسلَّم على الكنيسة ثم انحدر إلى أنطاكية (أع 18: 21، 22).
وفي قيصرية كان يقيم فيلبس المبشر الذي كان واحدًا من السبعة، زميلًا لاستفانوس، وقد زاره الرسول بولس والذين كانوا معه، وهم في طريق عودتهم من أفسس إلى أورشليم (أع 6: 5؛ 8: 4-31، 26-40؛ 21: 8). ورافق عدد من المؤمنين في قيصرية الرسول بولس إلي أورشليم (أع 21: 16)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد قضى الرسول بولس سنتين محبوسًا في قصر هيرودس في قيصرية بأمر من فيلكس الوالي (أع 23: 35؛ 24: 27). ومن قيصرية بدأ رحلته إلى رومية (أع 27: 1).
وفي 70 م. عاد القائد الروماني تيطس إلى قيصرية بعد استيلائه على أورشليم، كما فعل أيضًا القائد فلافيوس سلفًا في عام 73 م. بعد استيلائه على قلعتي مسادا وهيرودية في شرقي اليهودية.
وفي عام 1959/1961 قامت بعثة إيطالية بالتنقيب في موقع المدينة، فاكتشفت حجرًا من أحجار المسرح الذي كان بالمدينة، وعليه اسم "طيباريوس قيصر" وفي سطرين تاليين، اسم "بيلاطس البنطي" - الوالي العسكري، وهي أول مرة يُعثر فيها على اسم "بيلاطس" في نقش أثري (لو 3:1).
وفي 1962 عثرت البعثات الأثرية على مجمع بقيصرية به قائمة بأسماء أربعة وعشرين كاهنًا والمدن التي كانوا يقيمون فيها.، وكان الثامن عشر من مدينة الناصرة.، كما اكتشفت في الجانب الشرقي ميدان سباق يتسع لثلاثين ألف مقعد، يبدو أنه أنشئ في القرن الثاني بعد الميلاد، ولكنه دُمَّر في أثناء الفتح العربي لها في عام 640 م. كما اكتشف مبني كانت تُحفظ به السجلات الرسمية وقد وجدت على أرضيته المغطاة بالفسيفساء جملة نقوش، بينها اقتباسان باليونانية من (الرسالة إلى رومية 3:13) وإلى الشمال الغربي من ميدان السباق وجد مسرح كبير.
وقد أسفر التنقيب في عام 1970 م. عن أول دليل على "برج استراتو" الموقع الهليني الذي بالقرب منه بني هيرودس الكبير قيصرية، كما يذكر يوسيفوس، كما أكتشف مجمع صغير إلى الشمال من حصن كبير بناه الصليبيون، وقد كشفت منطقة الميناء عن الكثير من حجرات المخازن.. وقد أعادت الحامية الرومانية في القرن الثالث استخدام إحدى هذه الحجرات وجعلت منها مبعدًا للإله الفارسي "مثرا" وهو المعتد الوحيد الذي وُجد في فلسطين لهذا الإله، ومنذ أن دمرها العرب عند استعادتها من الصليبيين في القرن الثالث عشر، لم تُبن مرة أخرى.
* انظر أيضًا: قيصرية فيلبس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7dcqdnk