← اللغة الإنجليزية: Patience/Forbearance - اللغة العبرية: סבלנות - اللغة اليونانية: Υπομονή/ανοχή.
الصبر هو التجلد وحسن الاحتمال وطول الأناة، وهو التماسك في وجه المعارضة والاستفزاز والظلم وهو ليس موقفًا سلبيًا، بل هو موقف إرادي ايجابي. والدافع لهذا هو محبة الله، ومن ثم محبة المسيحي للآخرين.
والكلمة العبرية المستخدمة في العهد القديم للدلالة على هذا المفهوم، هي كلمة "عريق" أي "طويل" فهي أشبه بكلمة "عريق" في العربية بمعنى الأصيل الكريم. ويقول الحكيم: "طول الروح (الصبر) خير من تكبر الروح" (جا 7: 8). و"طول الروح" هنا يفترض فيه التواضع لأنه يقابل "تكبر الروح".
(أ) صبر الله:
ويقول الرسول بولس بالروح القدس اناه الله هو: "إله الصبر" (رو 15: 5). كما أن الله "بطيء الغضب" (خر 34: 6؛ يؤ 2: 13؛ يونان4: 2)، و"طويل الروح" (عد 14:8؛ نح 9: 17؛ مز 86: 15؛ 103: 8؛ 145: 8) و"طويل الأناة" (انظر إرميا 15: 15؛ رو 2: 4؛ 9: 22؛ 2 بط 3: 15).
وقد تجلى صبر الله في تعامله مع الإنسان الخاطئ الذي لا يستحق سوى غضبه ودينونته (إش 48: 9؛ هو 11: 8). فعندما قتل قايين أخاه "جعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده" (تك 4: 15)، كما أنه بعد الطوفان وضع قوسه في السحاب ليكون علامة ميثاق بينه وبين كل نفس حية على الأرض (تك 9: 11- 17؛ انظر 1 بط 3: 20). وكم من المرات صبر على تمرد وعصيان شعبه القديم (عد 14: 22، هو 11: 8، 9). كما تجلى في عفوه عن نينوى (يونان3: 10؛ 4: 9 -11). وكم من مرة تأنى على أورشليم (مت 23: 37؛ مرقس 12: 1- 11؛ لو 13: 1-9، 34). ويتأنَّى المسيح في مجيئه ثانية ليعطي للخطاة فرصة للتوبة (2 بط 3: 9) كما أنه يحتمل "بأناة كثيرة أنية غضب مهيأة للهلاك" (رو 2: 4، 5؛ 9: 22).
(ب) صبر المسيح:
المسيح هو المثال الكامل للمؤمنين في الصبر (2 تس 3: 5؛ رؤ 1: 9)، فيجب علينا أن"نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12: 1، 2)، فقد احتمل إهانات رؤساء الكهنة والشيوخ وغيرهم، بل وتعييرات اللصين على الصليب (انظر مت 27: 38- 44؛ مرقس 15: 28- 32؛ لو 23: 35- 39؛ وأيضًا مز 22: 1- 21؛ 35: 1- 28؛ 69: 1- 21).
ج- صبر المؤمنين:
فالروح القدس يحرض المؤمنين أن يتمثلوا بالمسيح (رو 8: 29؛ 1 كو11: 1؛ عب 12: 1، 2؛ 1 بط 2: 21- 23) و"أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضًا في المحبة (أف 4: 1، 2، كو 1: 11، 3: 12). إلي يمكن أن يتحقق هذا إلي بعمل الروح القدس (غل 5: 22؛ رو 8: 3، 4). ويقول لنا الرب: "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو 21: 19)، كما يقول لنا: "لأنكم تحتاجون إلى الصبر" (عب 10: 36). ويمتدح التسالونيكيين لأجل تعب محبتهم وصبر رجائهم (1 تس 1: 3؛ انظر أيضًا رؤ 2: 2، 19).
د- الصبر في مواجهة التجارب:
إذ أن المؤمن يعيش في عالم وُضع في الشرير يتعرض فيه لكل أنواع الآلام والضيق (انظر يو 16: 33؛ رو 5: 3؛ 1 كو 13: 7؛ في 1: 39؛ يع 1: 3؛ 5: 7 - 11؛ رؤ 13: 10).
ومجرد وجود المؤمن في العالم يحيط به الأشرار من كل جانب، رؤيته لهم ناجحين رغم شرهم، لهم تجربة شديدة له (انظر أي 21: 6 - 15؛ مز 37: 1؛ 73؛ أم3: 31؛ 23: 17؛ 24: 21؛ إرميا 12). والله هو الذي يمنح هذا الصبر (رو 15: 5؛ 2 تس 3: 5). و"الذي يصبر إلى المنتهي فهذا يخلص" (مرقس 13: 13؛ لو 21: 19؛ رؤ 3: 10).
ه- الصبر تحت التأديب:
فالتأديب أنما هو لتقوية الإيمان وبنيان حياة المؤمن وتنقيتها لتحقيق القداسة التي هي إرادة الله من أجل كل مؤمن (1 تس 4: 3؛ 1 بط 1: 14، 15)، فالرب يؤدب أولاده لكي يشتركوا في قداسته (عب 12: 4- 13). فهذا التأديب أنما هو لخير المؤمن ومنفعته. فهو أحد الأشياء التي تعمل للخير (رو 8: 28)، لذلك يجب على المؤمن أن يفرح في كل حين (في 4:4)، بل وحينما يقع في تجارب متنوعة عالمًا أن الضيق ينشئ صبرًا (رو 5: 3)، كما ينشئ امتحان الإيمان صبرًا (يع 1: 2، 3).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/pt9dp52