إن ترتيب أحداث العهد القديم يساعد على توضيح الكثير من أحداث التاريخ الكتابي، وتأكيد وقوعها فعلًا في زمان ومكان معينين.
أولًا- تمهيد:
(1) الصعوبات:
لا بُد أن يواجه دارسو الكتاب المقدس -لأسباب واضحة- العديد من الصعوبات في تحديد أزمنة الأحداث، فالعهد القديم -أول كل شيء- ليس أساسًا كتابًا للتاريخ، ولم يُقْصَد به أن يكون كذلك. كما أن العهد القديم لا يتبع نظامًا محددًا لتأريخ الأحداث، وما ذكره من أرقام وتواريخ، ذكرها أساسًا لارتباطها بحقائق روحية، فلا نتوقع إذًا أن نجد ترتيبًا دقيقًا لتسلسل الأحداث، رغم وجود الكثير من الأحداث مُؤَرَّخَة بدقة. كما يوجد الكثير من البيانات الدقيقة عن تعاقُب بعض الشخصيات، كما في جداول الأنساب وتعاقب القضاة وقوائم الملوك.
وبالإضافة إلى ذلك، ليس في العهد القديم حادِث واحد معين أو تاريخ واحد محدد، تؤرخ به الأحداث، كما يحدث الآن في التاريخ المسيحي الذي يؤرخ من ميلاد يسوع المسيح. لذلك كانت نقاط الانطلاق أو حساب الأزمنة يختلف باختلاف الحقب الزمنية. ففي إحدى المراحل نجد نقطة الانطلاق أو الحساب هي الخليقة، وفي مرحلة أخرى دعوة إبراهيم أو خروج بني إسرائيل من مصر أو انقسام المملكة، وهكذا. فالتواريخ والإشارات إلى الزمن، كلها- عادة نسبية، بمعنى أن تنسب إلى حكم ملك معاصر، مثل قول إشعياء: "في سنة وفاة عزيا الملك" (إش 6: 1)، أو إلى حدث غير عادي، سواء كان حادثًا طبيعيًا أو تاريخيًا، مثل الزلزلة العظيمة (عا 1: 1؛ زك 14: 5). ومع ذلك فثمة بعض الإشارات إلى أحداث تعتبر بداية عصر جديد، مثل الخروج (قض 11: 6، 26؛ 1 مل 6: 1). ومما يزيد الأمر صعوبة عدم الاتفاق بين دارسي التاريخ الكتابي، بل يمكن القول بعدم اتفاق دارسين اثنين في هذا الصدد. وقد يصل الاختلاف في تحديد الأزمنة إلى بضع مئات من السنين. ويوجد تباين كبير في الرأي حول أبرز الأحداث، كدعوة إبراهيم ومعاصره الشهير حمورابي، وزمن الخروج، وبداية بناء هيكل سليمان. ومن الطبيعي أن يكون الاختلاف أقل حول أحداث التاريخ اللاحقة، بل يعتبر بعضها، مثل سقوط السامرة وخراب أورشليم من الأحداث الثابتة التاريخ.
كما يوجد تفاوت كبير بين آراء علماء الآثار فيما يختص بأحداث التواريخ المعاصرة، فلقد اختلف العالمان "جودسبيد" (Goodspeed) و"هو مل" (Hommel) حول تحديد أزمنة التاريخ البابلي القديم، ووصل الفرق الزمني بين تقديرهما إلى خمسمائة عام. كما وصل الفرق الزمني في تحديد بداية ونهاية عصر الهكسوس في مصر إلى بضع مئات من الأعوام. وينبغي ألا نغفل الاختلاف في الأرقام والتواريخ المذكورة في النصوص العبرية والسامرية والسبعينية عن الفترات الزمنية السابقة لعصر إبراهيم.
وتشير الشهور العبرية في العهد القديم إلى الفصول، فمثلًا شهر أبيب (أي سنابل الشعير) يمثل الشهر الأول من الربيع (خر 23: 15؛ تث 16: 1). وكان الشهر العبري يتكون من ثلاثين يومًا (انظر تك 8: 3، 4؛ مع 7: 11), ولكن بإضافة خمسة أو ستة أيام في نهاية السنة، أو بإضافة شهر (ثالث عشر) كل بضع سنوات (ثلاث سنوات) فكان التقويم العبري في جملته تقويمًا شمسيًا، وقد تحددت نهاية العام بعيد الجمع أو الحصاد [أي شهر سبتمبر - انظر (خر 23: 16؛ 34: 22)]. ولكن بعد الخروج، صار عيد الفصح (الربيع) يحدد الشهر الأول من السنة (خر 12: 2). ثم عادت إسرائيل أخيرًا إلى اتباع السنة اليهودية الجديدة، أو "تقويم جازر القديم". وهكذا أصبح هناك تقويمان، السنة المدنية وتبدأ في الخريف، والسنة الدينية وتبدأ في الربيع، مما يسبب الارتباك بين التواريخ المختلفة، كما يتضح من التواريخ المرتبطة بسبعة أعوام بناء هيكل سليمان (1 مل 6: 1، 37، 38) التي تبدأ من الشهر الثاني للسنة الرابعة لحكمه، حتى الشهر الثامن من السنة الحادية عشر لملكه، وقد اعتبرت المدة كلها سبع سنين (1 مل 6: 38)، بينما هي في الظاهر سبع سنوات ونصف وذلك نتيجة الخلط بين السنتين المدنية والدينية.
(2) التأريخ المطلق:
باستثناء فترة البرية وبعض الأحداث الأخرى التي يؤرخ لها من الخروج من أرض مصر، فإن العهد القديم قد استخدم نقاطًا زمنية نسبية، كالسنة الخامسة والسبعين من حياة أحد الآباء، وليس هناك من الأحداث المؤرخة ما يمكننّا من الربط بين أحداث العهد القديم والحساب المطلق للسنين، كالمستخدم حاليًا، باعتبار ميلاد المسيح حدًا فاصلًا بين ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد. فحتى السنوات التي ذكرها دانيال وهي 483 سنة [69 أسبوعًا من السنين- (دانيال 9: 24- 27)] حتى مجيء المسيا لا يمكن الجزم بمتى بدأت ومتى انتهت.
نجد سجلًا دقيقًا لسنوات حكام بابل منذ 747 ق.م.، وحتى القرن المسيحي الثاني في "قانون بطليموس" (وهو جغرافي إغريقي وفلكي عاش في مصر من 70- 161م)، كما سجل بطليموس أيضًا وأرَّخ لثمانين ظاهرة فلكية محققة، مثل خسوف القمر في 17 مارس 721 ق.م. وفي 16 يوليو 523 ق.م.
كما احتفظ الأشوريون بقوائم لأسماء زعماء القبائل، حيث تنسب كل سنة لشخصية من الشخصيات الهامة في الدولة. ولما كانت هذه القوائم تذكر كسوفًا للشمس حدث في (15 يونيو 763ق.م.) فيمكن التأريخ لكل الأحداث (من 892 ق.م. حتى 648 ق.م.)، علاوة على أنه لما كان سرجون الثاني ملك أشور قد اعتلى عرش بابل في تاريخ معين، ثبت أنه عام 709 ق.م. في كل من "قانون بطليموس" وفي "قوائم الأسماء"، فإن ذلك يدل على دقة المصدرين. وترجع قوائم الملوك الأشوريين إلى نحو عام 2000 ق.م. وهي جديرة بالثقة وبخاصة بداية من عصر أسرة "أداسي" (نحو 1700 ق.م.) فصاعدًا، بهامش خطأ أقل من عشر سنوات فيما بعد عام 1400 ق.م. كما أن القوائم المشابهة من مصر والتي يمكن مراجعتها على القوائم الأشورية، وعلى الملاحظات والظواهر الفلكية الأخرى، تؤرخ للأسرة الحادية عشرة بين عامي (2133 - 1990 ق.م.) وللأسرة الثانية عشرة بين عامي (1990- 1786 ق.م.) (المملكة الوسطي) مع هامش للخطأ ضئيل يمكن إهماله، كما تؤرخ للأسرات من الثامنة عشرة حتى العشرين بين عام (1570- 1085 ق.م.) (المملكة الحديثة).
ويمكن تحديد أزمنة أحداث العهد القديم التي ورد ذكرها في السجلات المؤرخة (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). فيمكن تحديد تاريخ سبي نبوخذنصر ملك بابل لأورشليم في السنة الثامنة لملكه (2 مل 24: 12) بكل دقة على أنه حدث في 16 مارس 597 ق.م. كما يمكن تحديد اتصالات شلمنأسر الثالث الأشوري مع آخاب وياهو في عامي (853 ق.م.، 841 ق.م.) على التوالي. ولما كان الكتاب المقدس لا يذكر أيًّا من هذين الاتصالين، فإن حقيقة أن هناك ملكين حكم بعد أخآب وقبل ياهو، لمدة اثني عشر عامًا، تثبت أن عام 853 ق.م. كان آخر سنة في حكم آخاب، وأن عام 841 ق.م. كان أول سنة في حكم ياهو. وإذا بنينا حساباتنا على هذه التواريخ، فيمكننا أن نحدد تاريخ وفاة سليمان وانقسام المملكة بأن حدث في عام 930 ق.م.، وأن الخروج من مصر حدث في عام 1446 ق.م. (1 مل 6: 1).
وإليك أهم الأحداث التي يمكن تحديدها في العهد القديم:
التاريخ |
الأساس التاريخي |
الحادثة |
444 ق.م. |
السنة العشرون لأرتحشستا الأول |
بناء سور نحميا |
538 ق.م |
السنة الأولى للملك كورش الثاني |
مرسوم العودة |
586 ق.م. |
السنة التاسعة عشرة لنبوخذنصر |
سقوط أورشليم |
722 ق.م. |
السنة الأخيرة لشلمنأسر الخامس |
سقوط السامرة |
930 ق.م. |
السنة السادسة لشلمنأسر الثالث |
انقسام المملكة |
966 ق.م. |
(1 مل 11: 42؛ 6: 1) |
البدء في بناء الهيكل |
1446 ق.م. |
(1 مل 6: 1) |
الخروج من مصر |
1876 ق.م. (1843 ق.م. السبعينية) |
(خر 12: 40) (السبعينية) |
النزول إلى مصر |
2006 ق.م. (1973 ق.م. السبعينية) |
(تك 25: 26) |
ولادة يعقوب |
2066 ق.م. (2033 ق.م. السبعينية) |
(تك 21: 5) |
ولادة اسحق |
2166 ق.م. (2133 ق.م. السبعينية) |
(تك 11: 26) |
ولادة إبراهيم |
ثانيًا: التاريخ البدائي للبشرية من الخليقة إلى إبراهيم:
يعتمد تحديد التواريخ في الحقبة من بدء الخليقة حتى إبراهيم، على سلسلتين من الأنساب هما (تك 5؛ تك 11: 10- 26)، ويفصل بينهما طوفان نوح.
وليس هناك أي تأكيد جازم حول هذه الحقبة، كما أنه ليس هناك سبب أو حاجة تدعو إلى التشدد في هذا الأمر. وقد أدى تعاقب الأسماء والأعمار المسجلة في هاتين القائمتين من الأسماء، إلى نشوء عدة نظريات:-
(1) التفسير الحرفي:
والذي كان أشر (Ussher) رئيس الأساقفة أفضل دعاته (توفي عام 1656م)، وعلى أساس حساباته وضعت التواريخ التي حددها في حاشية بعض ترجمات الكتاب المقدس. وهذه النظرية تأخذ التواريخ المذكورة لمولد وممات الآباء كما هي، وبإضافة إلى الفارق الزمني بين مولد كل واحد من الآباء ومولد من يليه، مجموعًا إلى عمر آدم عند مولد شيث، يكون المجموع الكلي 1656 عامًا من الخليقة إلى الطوفان، 290 عامًا من الطوفان إلى مولد إبراهيم، وذلك بناء على ما جاء في التوراة العبرية (الماسورية). ولكن يتضح من البداية- بناء على أكثر التقديرات والاعتبارات الجيولوجية والأنثربولوجية تحفظًا - أن هذا الحساب لا يتسع للحقائق المعروفة عن عمر الأرض، ولا عن عمر الإنسان على الأرض، ولا عن التواريخ الثابتة. بل إن المنهاج المتحفظ في تحديد الأزمنة للبروفيسور "بريستيد" (Breasteed) يجعل أول تاريخ ثابت في تاريخ مصر، وهو بالتحديد بداية التقويم الشعراني (على أساس ظهور نجم الشعري اليمانية) هو 4241 ق. م.، أي أنه يسبق التاريخ الذي حدده "أشؤر" لخلق العالم بمائتي عام. بالإضافة إلى أنه في ذلك العهد كان هناك أساس فلكي لحساب الزمن، مما يعني أن عصرًا من الثقافة كان قد مضى بالفعل. وقد أدرك المفسرون الأوائل هذه الصعوبة، كما يتضح من الاختلافات في الأرقام بين نصوص العهد القديم في السامرية السبعينية، حيث تضيف السبعينية نحو ألف وخمسمائة عام، كما تضع اسمًا آخر جديدًا في القائمة المذكورة في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين. ومن الملاحظات المثيرة على الطريقة الحرفية في حساب الأزمنة، أنها تجعل نوحًا يعيش إلى أن بلغ إبراهيم سن السبعين، كما تمد عمر سام حتى تجعله معاصرًا ليعقوب.
(2) نظرية الأسرات:
وتزعم أن الأرقام الكبيرة لأعمار الآباء الأولين، إنما تشير إلى المدد التي سادت فيها أسرة كل منهم، فمثلًا رقم 930 عامًا لآدم، أعقبه 912 عامًا لشيث، وهكذا تتجمع هذه الأرقام لتغطي آلاف السنين. إلا أن هناك اعتراضات قوية على هذه النظرية، فهي لا تعلل للنشأة الثابتة لكل أسرة تالية، على أقرب ما يكون من سابقتها، كما أنها تتجاهل الخطة الواضحة للوحي في أنه يستعرض تسلسل الجنس البشري من خلال عائلات وليس من خلال حقب أو إمبراطوريات.
(3) يزعم البعض أن وحدات الزمن في العصور القديمة للإنسان كانت تختلف عنها الآن، وأن وحدة الزمن كانت أصلًا هي دورة القمر، وبذلك تكون حياة متوشالح 969 دورة قمرية، أي 969 شهرًا، أو ما يزيد قليلًا عن ثمانين عامًا بحسابنا الآن. ثم حدث في أيام إبراهيم أن أصبحت السنة تقاس من الاعتدال الربيعي إلى الاعتدال الخريفي أي نحو نصف العام. ومن المحتمل أن تكون الاختلافات في الترجمة السبعينية قد بنيت على هذه الفكرة حيث أضافت إلى العمر الذي ولد فيه الابن البكر 162 عامًا على الأقل إلى عمر الآب في كل أجيال ما قبل الطوفان. ولكن هذه النظرية لم تحل كل الصعاب والمشاكل، كما أنه ليس أدنى إشارة إلى الوقت الذي حدثت فيه هذه التغييرات الجذرية في وحدة الزمن، بل على العكس، نجد أن النقصان في عمر الإنسان قد حدث تدريجيًا وليس بطريقة مفاجئة حادة.
(4) أراد البعض الآخر مواجهة هذه المشكلات باقتراح أن بعض حلقات السلسلة قد حُذِفَت، وذلك قياسًا على عادة اليهود في حذف الأسماء التي لا أهمية لها من قائمة الأنساب. ومثال ذلك ما فعله متى البشير من حذف بعض الأسماء من سلسلة نسب المسيح للحِفَاظ على جعل كل حقبة تتكون من أربعة عشر جيلًا (مت 1: 8). ومما يؤيد ذلك أن الترجمة السبعينية تضيف اسم "قينان" بين أرفكشاد وشالح (تك 11: 12؛ انظر أيضًا لو 3: 36).
ويمكن أن نقرر بكل ثقة، أنه مهما كانت النظرية التي نقبل بها عن سلسلة النسب قبل إبراهيم، فمن المعقول أن نفترض إسقاط اسم أو أكثر من السلسلة.
والتواريخ الناتجة عن التفسير الحرفي لقوائم الأنساب في الإصحاحين الخامس والحادي عشر من سفر التكوين، هي كما يلي:
التاريخ ق.م. |
الوقائع من القديم إلى الحديث |
3901 |
خلق آدم |
3771 |
مولد شيث |
3666 |
مولد أنوش |
3576 |
مولد قينان |
3506 |
مولد مهللئيل |
3441 |
مولد يارد |
3214 |
مولد متوشالح |
3027 |
مولد لامك |
2971 |
مولد آدم |
2845 |
مولد نوح |
2345 |
مولد سام |
2250 |
موت لامك |
2245 |
موت متوشالح |
2245 |
مولد أرفكشاد |
|
(وهنا تدرج السبعينية اسم قينان الذي ولده أرفكشاد وعمره 130 سنة) |
2245 |
سنة الطوفان |
2210 |
مولد شالح |
2180 |
مولد عابر |
2146 |
مولد فالج |
2116 |
مولد رعو |
2084 |
مولد سروج |
2054 |
مولد ناحور |
2025 |
مولد تارح |
1955 |
مولد ابراهيم |
1907 |
موت فالج |
1907 |
موت ناحور |
1885 |
موت نوح |
1887 |
موت رعو |
1854 |
موت سروج |
1820 |
موت تارح |
1806 |
موت أرفكشاد |
1777 |
موت شالح |
1745 |
موت سام |
1716 |
موت عابر |
فإذا أضيفت 130 سنة لقينان الذي وضعته الترجمة السبعينية بين أرفكشاد وشالح، يصبح خلق آدم في 4031 ق.م. وتتضح لنا أمور أخرى من هذا الجدول، إذ نجد أن نوحًا وسامًا وأرفكشاد وشالح وعابر وفالج قد عاصروا إبراهيم، وأن سامًا وشالح وعابر كانوا ما زالوا أحياء بعد مولد يعقوب. وأن آدم وأخنوخ ومتوشالح ولامك عاصروا بعضهم البعض. وأن حياة متوشالح المديدة انتهت في السنة التي بدأ فيها الطوفان.
(5) تفسير محتمل:
إن هذه القوائم المذكورة في الإصحاحات الأولى من سفر التكوين، يبدو أنه لم يقصد بها أن تكون سجلًا دقيقًا جامعًا مانعًا لحساب الأزمنة، بل الأرجح أنه كُتِبَت لتقدم لنا موجزًا عامًا، أو بيانًا مختصرًا لأصل الجنس البشري، وتاريخه المبكر، وارتداده عن الله، دون أن يكون الهدف منها تسجيل كل حلقة في سلسلة الأنساب، أو كل حادثة في تاريخ الجنس البشري. وهناك الكثير من القرائن على أن هذا هو التفسير المعقول، كما أراده الله. وقد سبق التنويه ببعض هذه القرائن التي منها: الحذف المتكرر في سلاسل الأنساب اليهودية لجيل أو أكثر، حيث يعتبر الحفيد- أو الأحفاد البعيدون-أبناء. وتقدير عمر العالم، ومقارنة التواريخ القديمة للبشرية، مما كشفت عنه الحفريات الأثرية. كما يجب ملاحظة أن الكاتب- الموحَى إليه- يسجل عشرة أجيال من آدم إلى الطوفان، وعشرة أجيال أيضًا من الطوفان إلى إبراهيم. وكأنه يقول لنا إنه يتعامل مع أرقام إجمالية تقريبية، وليس مع أرقام متناهية في الدقة. فهو يسرد بصورة رمزية موجزة قصة السلالة البشرية.
← انظر أيضًا: متى خلق الله الإنسان؟ أو بمعنى آخر كم هو عمر الإنسان على الأرض؟
ثالثًا: من دعوة إبراهيم حتى الخروج:
وهي الفترة ما بين دعوة إبراهيم حتى خروج بني إسرائيل من أرض مصر نحو 1446ق.م. ويمكن أن نطلق عليها فترة تجوال الآباء، أو فترة تكوين الأمة الإسرائيلية أو طفولتها. ومن ثم فهي على قدر كبير من الأهمية تاريخيًا ودينيًا. إلا أنه لا يمكن تحديد زمنها وتاريخها بدقة لا تقبل الجدل (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). حيث أن أحداث العهد القديم -باستثناء بعض الحالات النادرة- لا تنسب إلى عصور معينة أو إلى أشخاص بعينهم من الأمم المعاصرة لهم. كما أن تحديد أزمنة هذه الأمم أيضًا ما زَال محل جدل بين مختلف المؤرخين وعلماء الآثار، بفروق زمنية تقدر بمئات السنين.
والنقاط الهامة محل الخلاف والجدل في تحديد الأزمنة هي زمن الخروج، ومدة تغرب بني إسرائيل في مصر، وتحديد زمن حمورابي.
(1) أما بالنسبة لزمن الخروج، فقد انقسمت الآراء ما بين عصر الأسر الثامنة عشرة، والتاسعة عشرة والعشرين، في تحديد عصر استعباد بني إسرائيل ثم خروجهم من أرض مصر. ولكل رأي حججه القوية، كما أن عليه اعتراضات خطيرة. وإذا أخذنا في اعتبارنا كل الأمور لوجدنا أنه من الأفضل اعتبار عصر الأسرة الثامنة عشرة هو زمن اضطهاد وخروج بني إسرائيل، وأن تحتمس الثالث هو فرعون الاضطهاد، وأن السنوات التالية لموته هي فترة خروج بني إسرائيل من أرض مصر، وذلك للأسباب الآتية:
(أ) إن هذا الفرض يتفق مع حساب الزمن من بناء هيكل سليمان رجوعًا إلى الخروج: "وَكَانَ فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ.. أَنَّهُ بَنَى الْبَيْتَ لِلرَّبِّ" (1 مل 6: 1). كما أن هذا الافتراض يتفق مع الأرقام المذكورة في الكتاب المقدس عن الفترة المتوسطة (كما سيتضح من الجدول المبين فيما بعد)، بينما افتراض الأسرة التاسعة عشر أو العشرين، يبدو أنه يتعارض مع التواريخ المذكورة في الكتاب المقدس. أما تحديد الخروج بزمن رمسيس الثالث بعد 1200 ق.م. فيبدو غير معقول في ضوء حسابات العهد القديم.
(ب) يمكن أن نجد بين ملوك الأسرة الثامنة عشرة، ذلك الفرعون الذي "لم يكن يعرف يوسف" (خر 1: 8)، لأن أول ملوكها أحمس الأول، هو الذي انتصر على الهكسوس وطردهم، وأثار حقداًَ دفينًا على كل الأسيويين.
(ج) كان تحتمس الثالث مولعًا بالبناء، مما يتناسب مع تسخير بني إسرائيل في ذلك في فترة حكمه. كما كان أيضًا حاميًا لعبادة آمون- إله طيبة- وكاهنًا له. ومن ثم كانت الصبغة الدينية للخروج، وما سبقه من صراع، من الأمور التي تتناسب مع حكم هذا الفرعون.
(د) أشارت نقوش منفتاح بن رمسيس الثاني، إلى أن بني إسرائيل كانوا في فلسطين في أيامه، لذلك لا يمكن أن يكون منفتاح وهو فرعون الخروج. ولا أن يكون أبوه -رمسيس الثاني- هو مضطهدهم.
(ه) الاعتراض بأن فراعنة الأسرتين التاسعة عشر والعشرين قد غزوا فلسطين وسيطروا عليها، اعتراض قليل الأهمية، حيث أن هذه الغزوات لم تمتد إلا إلى السهل الساحلي فقط، وكان يمكن لأي مدينة أو مقاطعة أن تظل في أمان محتفظة بأوضاعها إذا دفعت الجزية. وفي القرون اللاحقة، اجتاحت إسرائيل غزوات عديدة، لكن دون أن تضطرب وحدتها القومية. أما الاعتراض بأن مدينتي فيثوم ورعمسيس تدلان على عصر رمسيس الثاني، فالأرجح أنهما أنشئتا قبله بزمن طويل، ولكنه جددهما فقط.
ولهذه الأسباب نرى أن الخروج قد تم في عهد الأسرة الثامنة عشرة.
(2) أما عن مدة تغرب بني إسرائيل في أرض مصر، وهل هي 430 عامًا أو 215 عامًا، فذلك يتوقف على المقصود بالرقم الشامل "430 عامًا" (أو 400 عام تقريبًا) والذي يتكرر كثيرًا في الكتاب المقدس في الإشارة إلى مدة تغرب بني إسرائيل واستعبادهم لأمة غريبة (تك 15: 13؛ خر 12: 40؛ أع 7: 6؛ غل 3: 17).
ويمكن تفسير هذه العبارات على أنها تشير إلى زمن التغرب الفعلي في مصر، أو إلى المدة من دخول إبراهيم إلى أرض كنعان حتى خروج بني إسرائيل من أرض مصر. ومما يؤيد فترة التغرب القصيرة في مصر، أي 215 عامًا، الاستكشافات الأثرية الحديثة، والاستنتاجات المنطقية المبنية عليها، ومعرفتنا بتاريخ مصر وظروفها في تلك الحقبة المعاصرة، وتقصير مدة حكم الهكسوس، وقبول الرأي بأن حمورابي كان في زمن متأخر عما كان يظن من قبل. أما الفترة الباقية، وهي أيضًا 215 عامًا، فتغطي المدة من دعوة إبراهيم إلى نزول يعقوب إلى مصر، وبجمع المدتين نجد أن المدة كلها من دعوة إبراهيم إلى الخروج هي 430 عامًا.
(3) إذا قبلنا الرأي المجمع عليه، بأن أمرافل (تك 14) هو نفسه حمورابي الشهير من ملوك الأسرة البابلية الأولى، فإن ذلك يساعدنا على تحديد زمن معاصره إبراهيم، لو لم تتباين آراء العلماء حول تحديد زمن حمورابي بهذه الصورة الكبيرة، فالعالم "جود سبيد" يحدد زمن حكم حمورابي بين عامي (2297، 2254 ق.م.) أما "هومل" فيرى أن التاريخ المرجح هو (1772- 1717 ق.م.) وهو أمر يثير الدهشة لأن الفرق بين الرأيين يزيد عن خمسمائة عام، ويكشف عن مدى إسراف المؤرخين في تحديد العصور القديمة. والاختلاف هنا ناتج عن تحديد مدة حكم الأسرة البابلية الثانية، "فجود سبيد" يجعلها تعقب أسرة حمورابي وتستمر لمدة 360 عامًا، أما "هومل" فيعتبر الأسرة الثانية، أو الجنوبية، معاصرة للأسرة الأولى أو الشمالية،ولكن الأرجح هو أن الحقيقة تقع بين النقيضين، لأنه لا بُد أن الأسرة الثانية كان لها وجود مستقل، ولا بُد أنها ظلت في الحكم مدة قبل أن تحظى بالاعتراف بها أسرة حاكمة. وهذا الرأي الوسط يجد قبولًا عامًا، فيضع "برستيد" James Henry Breasted، حمورابي في عام 1900 ق.م.، أما "دافيز" (Davis) فيضعة في نحو 1975 ق.م.، ويضعه "بنشز" (Pinches) بعد 2000ق.م.، بقليل. وهذه الآراء تتفق مع الأرقام المذكورة في العهد القديم، كما يتضح من الجدول المبين بعد، وهي لا تختلف كثيرًا عن حسابات "أشر" (Ussher) المبنية على الأرقام الكتابية. ومن ثم يمكن اعتبار أن حمورابي وإبراهيم عاشا في نحو 1900ق. م. أو 2100 ق.م. لو حسبنا أن فترة التغرب في مصر كانت 430 عامًا. إلا ان الرأي الأول (أي 1900 ق.م.) يبدو أنه الأرجح، فألواح تل العمارنة التي تحتفظ لنا بالمراسلات في القرنين الرابع عشر والخامس عشر قبل الميلاد بين فراعنة الأسرة الثامنة عشرة وحكام فلسطين وبابل، ومنها نعرف ملوك الإمبراطوريات المعاصرة في بلاد النيل والفرات، تؤيد حسابات العهد القديم. ومن المحتمل أن ازدياد المعرفة بالإمبراطورية الحثية واتصالاتها بمصر وفلسطين وبابل، يسهم في تأكيد ذلك.
ويمكن تلخيص النتائج السابقة، يسهم في الجدول التالي:
التاريخ مُضافًا إليه 215 سنة للتغرُّب الطويل في مصر ق.م. |
ق.م. |
الأحداث مرتبة من القديم إلى الحديث |
2240 |
2025 |
مولد تارح أبي إبراهيم |
2170 |
نحو 1955 |
مولد إبراهيم |
|
1939 |
مولد سارة |
2095 |
1880 |
هجرة إبراهيم من حاران إلى كنعان |
|
نحو 1878 |
نزول إبراهيم إلى مصر |
2090 |
نحو 1875 |
غزوة كدرلعور وأمرافل |
|
1869 |
مولد إسماعيل |
|
نحو 1856 |
تدمير سدوم وعمورة |
2070 |
1855 |
مولد اسحق |
|
1816 |
موت سارة (تك 24: 67) |
|
1815 |
زواج اسحق ورفقة |
2010 |
1795 |
مولد عيسو ويعقوب |
1995 |
1780 |
موت إبراهيم |
|
1718 |
هروب يعقوب من حبرون إلى حاران |
|
1711 |
زواج يعقوب من ليئة وراحيل |
1923 |
1708 |
مولد لاوي (على الأرجح) |
1919 |
1704 |
مولد يوسف |
|
1699 |
يعقوب يترك فدان أرام ويتقابل مع عيسو |
|
1698 |
مولد بنيامين وموت راحيل |
1902 |
1687 |
أخوة يوسف يبيعونه |
1889 |
1674 |
يوسف يصبح حاكمًا على مصر |
1879 |
1664 |
يعقوب وأولاده ينزلون إلى مصر |
|
1647 |
مولد قهات (على الأرجح) |
1862 |
1647 |
موت يعقوب عن 147 عامًا |
1809 |
نحو 1594 |
موت يوسف |
|
1587 |
موت عمرام (على الأرجح) |
1785 |
نحو 1570 |
موت لاوي |
|
1532 |
مولد هارون |
|
1528 |
مولد موسى |
|
1488 |
هروب موسى من مصر |
|
1449 |
ظهور الرب لموسى في حوريب |
|
نحو 1448 |
الخروج من أرض مصر |
رابعًا: من الخروج إلى انقسام المملكة:
وهي الفترة الممتدة من خروج بني إسرائيل من أرض مصر إلى انقسام المملكة إلى مملكتين: شمالية وجنوبية. وهناك أسباب عديدة لدمج الأحداث الكتابية بين هذين التاريخين المتباعدين، منها: (1) التتابع المنتظم للتاريخ. (2) ذكر بعض الأرقام الشاملة للفترة ككل (مثل: قض 11: 26؛ 1 مل 6: 1)، البيانات الزمنية في سفر القضاة التي تؤدي إلى مباشرة إلى التطورات في زمن المملكة المتحدة، مثل قصة راعوث التي مهدت الطريق أمام الملك داود.
ومما يميز هذه الفترة تكرار أرقام العقود، مثل 20، 40، 80، التي لا يلزم اعتبارها دقيقة دائمًا، بل تشير في بعض الأحيان إلى أرقام تقريبية. ولكي نصل إلى الحدود الزمنية لهذه الفترة، يلزمنا أن نعود بالتاريخ سبعة وثلاثين عامًا من نهاية مُلْك سليمان (في 930 ق.م.)، مما يصل بنا إلى واقعة مميزة للحقبة، وهي وضع أساسات الهيكل في 967 ق.م. أو 968 ق.م. في السنة الرابعة للملك سليمان (1 مل 6: 1)، وبإضافة 479 من السنين، نصل إلى الحد الأول لهذه الفترة وهو الخروج في عام 1446 أو 1447 ق.م. وبذلك يكون طول الفترة كلها 516 عامًا.
مؤشرات التدخل الزمني:
بإضافة الأرقام الخاصة بفترات حكم كل ملك من ملوك هذه الفترة، نحصل على رقم أكبر جدًّا من 516 عامًا، ومن ثم يجب أن نبحث في النص عن التداخل الذي يجعل هذه التواريخ متفقة. ففترات حكم كل من سليمان (1 مل 11: 42)، وداود (1 مل 2: 11)، وشاول (أع 13: 21) يبلغ كل منها 40 عامًا، ولعلنا نجد هنا شيئًا من التداخل، فقد أصبح سليمان ملكًا قبل موت داود (1 مل 1: 43- 48). بل يدهشنا ألا نجد ذكرًا لفئة خدمة صموئيل، كما كان مفترضًا بحكم أهميته في حياة الأمة، والسبب المرجح هنا هو أن خدمته كانت موازية- إلى حد كبير- لحكم شاول، وزمن عالي الكاهن. وتنسب إلى عالي الكاهن مدة أربعين سنة (1 صم 4: 18). كما أن مجموع الأرقام المنسوبة للقضاة يبلغ 410 أعوام، فقد حكم يشوع أربعين سنة (قض 2: 8)، كما غطت فترة التيه في البرية أربعين عامًا أخرى. ويصل المجموع الكلي لهذه الأرقام نحو 670 عامًا، وهو رقم يفوق كثيرًا الحسابات المذكورة في (قض 11: 26؛ 1 مل 6: 1؛ أع 13: 19). ومن الواضح من سفر القضاة (قض 10: 7، 8؛ 13: 1)أن فترتي حكم العمونيين والفلسطينيين كانت متعاصرتين أو متداخلتين جدًّا. ومن ثم يكون الرقم المذكور في (قض 11: 26) وهو 300 عامًا، يمتد من دخول كنعان تحت قيادة يشوع حتى عصر شمشون ويفتاح. ويمكن عمليًا اعتبار مدد إبصان وإيلون وعبدون (قض 12: 8- 13) متزامنة مع يفتاح وشمشون، وعليه لا تدخل سنوات حكمهم في المجموع- ولو جزئيًا على الأقل. ونجد أن عدد السنوات من شمشون وعالي إلى سليمان محددة تقريبًا، فهي 20 سنة لشمشون، 40 سنة لعالي، 40 سنة لشاول، 40 سنة لداود. وبضم مجموع هذه الأرقام إلى الثلثمائة عام قبل يفتاح، والأربعين عامًا في البرية، نصل إلى المجموع الكلي للمدة من الخروج إلى سليمان (1 مل 6: 1). وعدد السنوات قبل وبعد يفتاح أو شمشون، واستعباد الفلسطينيين، وهي 330 عامًا تقريبًا + 150 عامًا، يتفق مع ما جاء في سلاسل الأنساب في (راعوث 4: 18- 22)، وصموئيل الأول (1 صم 14: 3؛ 22: 9) وأخبار الأيام الأول (1 أخ 2، 6، 14) كما هو مبين في الجدول التالي. ولذلك لا بُد أن نبحث عن العجز في المجموع الكبير للستمائة والسبعين عامًا، في المدد من شمشون رجوعًا إلى يشوع. وبافتراض أن الاستعباد الفلسطيني كان معاصرًا لفترات حكم القضاة السابقين أو اللاحقين، وأن محاولة أبيمالك الفاشلة ليصير ملكًا (قض 9)، كانت ضمن فترة حكم جدعون (40 سنة)، وأن التزامن محتمل بين القضاة الثلاثة الذين تولوا بعد يفتاح مباشرة (قض 12: 8- 13)، وكذلك القاضيين السابقين له مباشرة (قض 10: 1- 5)، يصبح من الممكن التوفيق بين الأرقام الزمنية في سفر القضاة والعدد الإجمالي. والدليل على أن فترة حكم القضاة كانت أقصر من مجموع السنوات المنسوبة لكل واحد منهم على حدة، هو التقارب بين الأجيال البادي في القصص القصيرة الموجزة المذكورة في نهاية سفر القضاة، من هجرة الدانيين، وخطية بنيامين وعقابه، كما أن سفر راعوث يقارب بين الأجيال المبكرة والأجيال المتأخرة، كما يتضح من سلسلة نسب داود (راعوث 4: 18- 22).
والجدول الآتي يوضح تواريخ الأحداث بناء على الحساب المطول، وأيضًا بناء على الحساب المختصر بحذف التداخلات الزمنية. ويجب اعتبار هذه الأرقام قابلة للجدل، وأنها مجرد افتراضات غير نهائية:
الحساب التزامني المختصر |
الحساب التتابعي المطول |
الوقائع |
||
التاريخ ق.م. |
عدد السنين |
التاريخ ق.م. |
عدد السنين |
|
1448 |
|
1602 |
|
الخروج من أرض مصر بقيادة موسى |
1447 |
40 |
1601 |
40 |
بنو إسرائيل في سيناء |
1410 |
|
1564 |
|
بنو إسرائيل في قادش للمرة الثانية |
1410 |
|
1564 |
|
موت هارون |
1409 |
|
1563 |
|
موت موسى |
1408 |
40 |
1562 |
40 |
الدخول إلى كنعان بقيادة يشوع |
|
- |
1522 |
8 |
استعباد كوشان رشعتايم (قض 3: 8) |
1368 |
39 |
1514 |
40 |
قضاء عثنئيل بن قناز |
- |
1474 |
18 |
استعباد موآب لبني إسرائيل |
|
1329 |
79 |
1456 |
80 |
قضاء إهود وشمجر (قض 3: 30، 31؛ 4: 1) |
|
- |
1376 |
20 |
استعباد الكنعانيين لبني إسرائيل (قض 4: 3) |
1250 |
39 |
1356 |
40 |
فترة قضاء باراق ودبورة معًا |
- |
- |
1316 |
7 |
استعباد مديان لبني إسرائيل (قض 6: 1) |
1211 |
39 |
1300 |
40 |
فترة قضاء جدعون (بما في ذلك أبيمالك) |
|
- |
1269 |
3 |
اغتصاب أبيمالك للحكم |
1172 |
22 |
1266 |
23 |
بداية قضاء تولع |
1150 |
21 |
1243 |
22 |
بداية قضاء يائير (تشمل فترة استعباد عمون لإسرائيل) |
1129 |
5 |
1203 |
6 |
فترة قضاء يفتاح |
1124 |
- |
1197 |
8 |
بداية قضاء إبصان (معاصرًا لإيلون) |
1124 |
9 |
1189 |
10 |
بداية قضاء إيلون في زبولون |
1115 |
7 |
1179 |
8 |
بداية قضاء عبدون في أفرايم |
- |
- |
1171 |
40 |
استعباد الفلسطينيين لبني إسرائيل |
1108 |
- |
1131 |
20 |
بداية قضاء شمشون [معاصرًا لعالي (قض 13: 1)] |
1108 |
39 |
1111 |
40 |
بداية قضاء عالي |
1069 |
20 |
1071 |
20 |
قضاء صموئيل (1 صم 7: 2، 15) |
1049 |
39 |
1051 |
40 |
بداية ملك شاول (استمرار صموئيل قاضيًا) |
1040 |
|
1041 |
|
مولد داود |
1023 |
|
1024 |
|
مسح صموئيل لداود |
1010 |
7 |
1011 |
7 |
داود يملك على يهوذا |
1003 |
32 |
1004 |
32 |
داود يملك على كل إسرائيل |
972 |
1 |
972 |
1 |
مسح سليمان ملكًا (1 مل 1) |
971 |
2 |
971 |
2 |
موت داود مع مشاركة سليمان له في الملك |
969 |
2 |
969 |
2 |
وضع أساس الهيكل |
نحو 949 |
1 |
نحو 949 |
20 |
شيشق يملك على مصر |
نحو 948 |
16 |
نحو 948 |
1 |
يربعام يلجأ إلى مصر |
933 |
- |
933 |
- |
موت سليمان وانقسام المملكة |
517 |
|
670 |
- |
المجموع |
خامسًا: فترة انقسام المملكة:
إن أعقد مشاكل تحديد الأزمنة في العهد القديم، توجد في فترة انقسام المملكة، فنجد في هذه الفترة عددًا كبيرًا من التواريخ والإشارات التاريخية، أكثر من أي فترة أخرى. كما أن هناك الكثير من المصادر الهامة والسجلات التي تساعد على ترتيب هذه التواريخ:
(1) السجلات المتناظرة لمملكتي إسرائيل ويهوذا، فهي تساعد على مراجعة سجلات كل منهما على الأخرى، حيث يرتبط تاريخ اعتلاء الملك للعرش وموته في إحدى المملكتين، بالإشارة إلى ملك المملكة الأخرى. كما يرتبط الكثير من الأحداث مع بعضها البعض.
(2) إن تاريخ المملكتين، أو على الأقل أجزاء منه، مسجل في ثلاثة مصادر متناظرة، هي: أسفار الملوك، وأخبار الأيام، والأنبياء.
(3) إن السجلات الأشورية تعتبر أكمل السجلات، وهي متصلة بلا انقطاع في هذه الحقبة من الزمن، إذ تمتد قوائم الأشوريين -بدون انقطاع- من 893 ق.م. حتى 650 ق.م.
(أ) أسباب الاختلاف: مع ما قد يبدو من أن هذه الفترة هي أفضل الفترات أمام المؤرخ لترتيب الأزمنة، إلا أنه ثبت أنه من المحال الوصول إلى أي شيء يقارب اليقين، وبالتالي فهناك اختلاف كبير بين الأفراد والمدارس. ويرجع أحد أسباب هذه الاختلافات إلى الفرق بين القوائم الملكية الأشورية والمجموع الكلي لسنوات هذه الفترة في العهد القديم، فهذا المجموع في أسفار العهد القديم أكبر مما في قوائم الأشوريين بواحد وخمسين عامًا. وثمة طريقان لتسوية هذا الاختلاف: (1) قبول المجموع الكلي في أسفار العهد القديم على أنه هو الأصح، واعتبار أن القوائم الأشورية قد أسقطت واحدًا وخمسين عامًا من حسابها، أو (2) التوفيق بين حسابات أسفار العهد القديم وقوائم الأشوريين بالأخذ في الاعتبار ما يوجد من تداخل في فترات حكم الملوك الذين اشتركوا معًا في الحكم، لفترات قصيرة، ولعل خير مثال لهذا التداخل في الحكم هو اشتراك عزيا ويوثام في حكم يهوذا (2 مل 15: 5). ولعل هذه هذه الطريقة الثانية تعطينا أفضل النتائج، ولذلك سنأخذ بها في هذا البحث.
وفي مواجهة صعوبات هذه الفترة، ينبغي دائمًا أن نضع في اعتبارنا أن العهد القديم ليس مجرد كتاب حوليات، وأن التواريخ التي يذكرها، إنما يوردها، لا لأهميتها في حد ذاتها، بل لكي يربط بين الأحداث ويؤكدها. وهو في العادة يورد التواريخ بالإشارة إلى الأوضاع المحلية والأشخاص المعاصرين، وليس بربطها بنقطة ثابتة محددة، أو حادثة عظيمة بارزة في التاريخ. فمثلًا يحدد ملك عزيا، ليس بالإشارة إلى سنة انقسام المملكة أو لتاريخ بناء الهيكل، بل بالإشارة إلى معاصرة الإسرائيلي يربعام الثاني.
(ب) بعض التواريخ الهامة: هناك بعض التواريخ المحددة الثابتة التي يمكن الاعتماد عليها- بسبب أهميتها الدولية- بكثير من اليقين، مثل: سقوط السامرة (721 ق.م.)، وارتقاء تغلث فلاسر الثالث الحكم (745 ق.م.)، ودفع ياهو الجزية لشلمنأسر الثاني (842 ق.م.)، ودفع آخاب -أو واحد من أسرته- الجزية لشلمنأسر الثاني (854 ق.م.)، وغزو شيشق فرعون مصر ليهوذا "فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ" (1 مل 14: 25). وهناك أحداث متزامنة في المملكتين يمكن تحديد تواريخها بنوع من الدقة، بحيث يمكن اتخاذها نقاط انطلاق لتحديد التواريخ، أو نقاط مراجعة للتواريخ المتناظرة. ولعل أهم هذه الأحداث هو بداية ملك حزقيا قبل سقوط السامرة بخمس سنوات (2 مل 18: 10)، وتزامن يربعام الثاني ملك إسرائيل مع يوثام ملك يهوذا (1 أخ 5: 17)، فقد استخدم تاريخ ارتقاء يوثام العرش أساسًا لحساب أزمنة ملوك إسرائيل (2 مل 15: 30)، وتوافق نهاية أسرة "عمري"، موت أخزيا ملك يهوذا (2 مل 9)، وهكذا بدأت عثليا وياهو مُلكهما في نفس الوقت. كما استخدم انقسام المملكة وبداية ملك يربعام الأول ورحبعام.
وباستخدام هذه التواريخ الثابتة نجد أن مجموع سنوات حكم ملوك إسرائيل ويهوذا، في عام 721 ق.م. (السنة التاسعة لهوشع والسادسة لحزقيا)، 843 ق.م. بداية حكم ياهو وعثليا، هو 122 عامًا لكل من المملكتين، وبالمثل فإن مجموع السنوات من انقسام المملكة إلى عام 843 ق.م. هو نفس القدر من السنوات.
(ج) صعوبات يجب التغلب عليها: ونجد أبرز وأخطر هذه الصعوبات في أواخر هذه الفترة حين صارت أحوال المملكة الشمالية إلى الفوضى، وعندما تداخلت فترات حكم الملوك دون حدود واضحة (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). فقد ملك فقح - مثلًا- عشرين عامًا (2 مل 15: 27)، إلا أن منحيم قد دفع الجزية لأشور في عام 738 ق.م.، ثم خلفه ابنه فقحيا لمدة سنتين، ومنه أخذ فقح المملكة، مما يجعل المدة التي ملك فيها فقح حقيقة ست سنوات فقط، ويكمن التفسير في قرائن النص، في الاضطرابات التي حدثت بعد موت يربعام الثاني، استولى فقح على القسم الشرقي للأردن، وهذا هو ما يشير إليه ما جاء في سفر الملوك الثاني (2 مل 15: 27، 32؛ 2 مل 16: 1). وقد كان عزيا مصابًا بالبرص طوال الستة عشرة عامًا الأخيرة من حياته، وقد حكم معه في تلك الفترة ابنه يوثام (2 مل 15: 5). وكانت كل مدة حكم يوثام ستة عشر عامًا فقط، وليس ستة عشر عامًا أخرى علاوة على المدة التي شارك فيها أباه الحكم، حيث أن ذلك معناه أنه قد حكم مع أبيه وهو في التاسعة من عمره، وهو أمر غير مقبول (2 مل 15: 33)، وبذلك تكون في كل فترة حكمه داخلة تقريبًا في الاثنين والخمسين عامًا التي حكمها أبوه. ولسبب ما أشرك يوثام ابنه آحاز في الحكم معه قبل موته، فبحساب سني حكمه الستة عشرة بالإضافة إلى خمسة أعوام لحزقيا قبل سقوط السامرة، يكون معنى ذلك أنه اعتلى العرش قبل موت عزيا ويوثام، أي في عام 741 ق.م. ويكون معنى ذلك أنه لمدة نحو ستة أعوام، كان هناك ثلاثة ملوك متزامنين. وبالرجوع إلى عمر حزقيا عند اعتلائه العرش (2 مل 18: 2)، وإلى الفروق الجذرية بين سياستي آحاز وحزقيا، يتضح لنا أن هذه السنوات الست لم تكن اشتراكًا في الحكم بين حزقيا وآحاز في نهاية حكم آحاز. وقد يؤخذ من (نبوة إشعياء 7: 1) أن عزيا ويوثام قد ماتا في وقت واحد وكان آحاز الوريث المباشر لكليهما.
وهناك مشكلة أخرى تتعلق ببداية ملك عزيا، حيث يقال إنه خلف أباه أمصيا في السادسة عشرة من عمره، وأنه قام بأمور جليلة بعد موت أبيه (2 مل 14: 21، 22)، وعليه فمن الواضح أنه كان ملكًا قبل موت أمصيا، فمتى بدأت مشاركته في الحكم؟ الأرجح أن ذلك حدث عند هزيمة أمصيا على يد يهوآش ملك إسرائيل، في السنة الخامسة عشرة من حكمه، إذ يبدو أن الشعب ثار بعدها وأشرك عزيا معه في الملك، وعاش أمصيا خمسة عشر عامًا بعد ذلك (2 مل 14: 17)، وبذلك فإن خمسة عشر عامًا من التسعة والعشرين عامًا التي حكم فيها أمصيا، اشترك معه فيها عزيا، بالإضافة إلى أنه في السنوات الأخيرة لحكم يوآش ملك يهوذا، ربما كانت هناك مشاركة في الحكم حيث أنه كان مريضًا "بأمراض كثيرة" في تلك السنوات (2 أخ 24: 25). وهكذا نجد أن مجموع فترات حكم ملوك إسرائيل (146 سنة)، ومجموع فترات حكم ملوك يهوذا (165 سنة) ما بين عامي (842 ق.م.، 721 ق.م.)، هي في حقيقتها 121 سنة بعد حذف سنوات التداخل والمشاركة في فترات الحكم كما يبدو من النصوص ذاتها.
(د) التداخلات: في القسم الأول من هذه الفترة ما بين انقسام المملكة واستيلاء ياهو على الملك في 843 ق.م. نجد أن مجموع فترات حكم ملوك إسرائيل هو 98 سنة، ومجموع فترات حكم ملوك يهوذا 95 سنة، لكن لا بُد أنه كانت هناك تداخلات بين الفترات، فالفترة بين آخاب وياهو -كما هي في سجلات أشور- هي 12 سنة، لكن اثنين من أبناء آخاب حكما لمدة 14 سنة، فحكم أخزيا سنتين، وحكم يهورام 12 سنة، ومن الواضح أن السنة الأخيرة أخآب والتي انهزم فيها في كركر كانت هي السنة الأولى لأخزيا، كما كانت السنة الثانية له هي التي سقط فيها من الكوة ولزم الفراش (2 مل 1: 2)، وهي نفسها السنة الأولى لحكم يهورام. ولعل الفترة الطويلة التي حكم فيها آسا ملك يهوذا، انتهت بمشاركة يهوشافاط له في الحكم (1 مل 15: 23-24). ومن ثم يجب اختصار مجموع هذه السنوات في المملكتين إلى حد ما، قد يكون تسعين سنة، وبذك يكون انقسام المملكة قد حدث حوالي 933 ق.م. أما شيشق ملك مصر ومؤسس الأسرة الثانية والعشرين، فقد غزا فلسطين في السنة الخامسة لرحبعام (1 مل 14: 25)، وفي السنة الحادية والعشرين لحكمه، أو قبلها بقليل. وعليه فلا بُد أنه تولى عرش مصر في 950 ق.م. وقد هرب يربعام بن نباط إلى مصر بعد أن ظل سليمان ملكًا لأكثر من عشرين سنة، كما هو واضح من ارتباط يربعام ببناء القلعة (1 مل 11: 27). ومن ثم فلا بُد أن يربعام هرب في بداية حكم شيشق. وهو ما يتفق وسجلات العهد القديم، لأن أسرة شيشق المعادية لا بُد قامت في أثناء حكم سليمان، لأن الأسرة الفرعونية التي كانت تحكم في بداية ملك سليمان كانت متحالفة معه. ولذلك يكون شيشق قد ارتقى عرش مصر في عام 950 ق.م. وكانت غزوته ليهوذا في عام 929 ق.م. بعد انقسام المملكة في 933 ق.م.
وهناك مثال واضح للمشاركة في الحكم في هذه الفترة، هو مشاركة يهوشافاط ويهورام، إنه إذ بدأ اخزيا ملك إسرائيل حكمه في السنة السابعة عشر ليهوشافاط (1 مل 22: 51) ومات في السنة الثانية ليهورام (2 مل 1: 17) فإن سنة وفاته تكون هي نفسها السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط، ويكون الأب والأبن قد حكما معًا لمدة خمسة أعوام. ومن الواضح أيضًا أن يهوشافاط قد حكم قبل موت أبيه، حيث أن فترة حكمه محسوبة من بداية مشاركته في الحكم (1 مل 22: 41)، ولكن هناك بعض أحداث مؤرخة بدءًا من فترة حكمه بمفردة عند موت آسا (1 مل 22: 51؛ 2 مل 3: 1). والأرجح أن السنوات الست لحكم عثليا محسوبة ضمن الأربعين سنة التي حكم فيها يوآش الملك الشرعي، فإن عمر ابنه أمصيا عند ارتقائه العرش (2 أخ25: 1) يرجح هذه الاحتمال.
واشتراك يوآش وابنه أمصيا في الحكم (2 أخ 24: 27) لمدة سنتين، يجعل مجموع سنوات حكم ملوك المملكتين إلى ارتقاء يربعام الثاني العرش- وذلك قبل ارتقاء عزيا بثلاثة أعوام- متطابقًا تمامًا في المملكتين. ووجود فرق قدرة ثلاث سنوات في مجموع فترات حكم ملوك المملكتين منذ الانقسام إلى حكم ياهو، يمكن تعليله أن السنة الأخيرة لحكم ملك من الملوك، هي نفسها السنة الأولى لحكم من يليه في ملوك إسرائيل، أما في يهوذا فإن أول سنة لحكم الملك الجديد تحسب من السنة التالية لوفاة الملك القديم. فمثلًا، بينما يبدأ آسا حكمه في السنة العشرين ليربعام بن نباط (1 مل 15: 9)، فإن يربعام الذي ملك اثنتين وعشرين سنة، مات بعد ذلك بثلاثة أعوام، في السنة الثانية لآسا (1 مل 15: 25)، فإن أخذنا في الاعتبار هذه القاعدة بالنسبة لسنوات ارتقاء الملوك الثلاثة الأوائل بعد يربعام، يختفي الاختلاف تمامًا ويصبح حكم آسا منسجمًا تمامًا.
والجدول الآتي يبين هذه الحقائق التي توفق بين التواريخ في المملكتين:
التوافق بين مملكتي الشمال والجنوب في التواريخ المحددة |
||
مملكة إسرائيل |
ق.م. |
مملكة يهوذا |
يربعام يملك على إسرائيل |
933 |
رحبعام يملك على يهوذا |
|
929 |
غزو شيشق ليهوذا (1 مل 14: 25) |
السنة الثامنة عشرة ليربعام الأول |
915 |
موت رحبعام، وملك أبيا عوضًا عن أبيه (1 مل 15: 1) |
السنة العشرون ليربعام الأول |
913 |
موت أبيا- وملك آسا (1 مل 15: 9) |
موت يربعام الأول وارتقاء ابنه ناداب العرش |
911 |
السنة الثانية لآسا |
بعشا يؤسس أسرة حاكمة جديدة (1 مل 15: 33) |
910 |
السنة الثالثة لآسا |
|
898 |
الحرب مع زارح الكوشي، ظهور عزريا النبي (2 أخ 14: 9؛ 15: 1) |
بعشا يبدأ في بناء الرامة (1 مل 15: 17) |
896 |
الحرب مع بعشا في السنة السابعة عشرة لآسا- حناني الرائي |
إيلة يخلف بعشا (1 مل 16: 6، 7) |
887 |
السنة السادسة والعشرون لآسا |
زمري يحكم فترة قصيرة بعد مقتل أيلة، وانقسام الشعب بين عمري وتبني (1 مل 16) |
886 |
السنة السابعة والعشرون لآسا |
عمري يبني السامرة وينتصر على مقاوميه (1 مل 16: 23، 24) |
881 |
السنة الحادية والثلاثون لآسا |
أخآب يخلف أباه عمري بعد موته (1 مل 16: 29) |
875 |
السنة الثامنة والثلاثون لآسا |
|
874 |
يهوشافاط يشارك آسا الحكم في السنة التاسعة والثلاثين لآسا (2 أخ 16: 12) |
السنة الرابعة لأخآب |
872 |
موت آسا وانفراد يهوشافاط بالحكم (1 مل 22: 41) |
ظهور إيليا التشبي (1 مل 17: 1) |
نحو 870 |
|
حروب مع أرام |
867- 857 |
|
إيزابل تقتل نابوت اليزرعيلي (1 مل 21: 10) |
نحو 856 |
|
اشتراك أخزيا في الحكم مع آخاب (1 مل 22: 51) |
855 |
اشتراك يهورام في الحكم مع يهوشافاط ابيه |
معركة كرر. دفع الجزية لأشور |
854 |
يهوشافاط يساعد آخاب ضد أرام (1 مل 22: 1) |
موت أخآب وإصابة أخزيا. يهورام يخلف أخزيا (1 مل 22: 37؛ 2 مل 1: 2، 17) |
854 |
السنة الثامن عشر ليهوشافاط، الثانية ليهورام (2 مل 1: 17؛ 3: 1) |
السنة الخامسة ليهورام مَلِك إسرائيل |
850 |
موت يهوشافاط وانفراد يهورام بالحكم (2 مل 8: 16) |
السنة الحادية عشر ليهورام ملك إسرائيل (2 مل 9: 29) |
|
أَخَزْيَا يملك مع يهورام أبيه |
ياهو يقتل يهورام (2 مل 9: 24) |
843 |
ياهو يقتل أخزيا (2 مل 9: 27) |
ياهو يقضي على بيت عمري ويستولي على العرش (2 مل 10: 36) |
843 |
عثليا تغتصب العرش بعد موت أخزيا |
ياهو يدفع الجزية لأشور |
842 |
|
السنة السابعة لياهو |
837 |
الإطاحة بعثليا (2 مل 11: 20) - مُلْك يوآش في السابعة من عمره (2 مل 11: 21؛ 12: 1؛ 2أخ 24: 1) |
يهوآحاز يشارك أباه ياهو العجوز في الحكم (2 مل 13: 1) |
820 |
السنة الثالثة والعشرون ليوآش |
موت ياهو (2 مل 10: 35، 36) |
816 |
|
يهوآش يشارك أباه يهوآحاز في الملك (2 مل 13: 1، 10) |
806 |
السنة السابعة والثلاثون ليوآش ملك يهوذا |
موت يهوآحاز ملك إسرائيل (2 مل 13: 1) |
804 |
أمصيا شريك في الحكم (2 مل 14: 1؛ 13: 10؛ 2 أخ 14: 23) |
|
803 |
موت يوآش ملك يهوذا (2 مل 12: 1، 20-21) |
موت يهوآش ملك إسرائيل، ويخلفه يربعام الثاني (2 مل 14: 16، 23) |
790 |
هزيمة نكراء لأمصيا على يد يهوآش ملك إسرائيل (2 مل 14: 8- 14) |
السنة الرابعة ليربعام الثاني (2مل 15: 8) |
787 |
اختيار الشعب لعزيا ملكًا (2 مل 14: 21، 22) |
يونان النبي (2 مل 14: 25؛ يونان 1: 1) |
775 |
موت امصيا (2 مل 14: 17؛ 2 اخ 25: 25) |
|
764 |
عزيا يحرر يهوذا من الخضوع لإسرائيل (2 مل 15: 1) |
عاموس النبي (عا 1: 1؛ 7: 9، 10) |
752 |
|
فترة الاضطراب السياسي: فقح يغتصب العرش في جلعاد |
750 |
إصابة عزيا بالبرص (2أ خ 26: 19-21) |
(2 مل 15: 8- 16)، وهوشع النبي (هو 1: 1) |
|
حدوث الزلزلة العظيمة (عا 1: 1؛ زك 14: 5) |
زكريا يخلف أباه يربعام الثاني (2 مل 15: 8) ويملك ستة شهور |
749 |
يوثام يشارك أباه عزيا في الحكم (2 مل 15: 5، 32) |
منحيم يقتل شلوم ويملك عوضًا عنه (2 مل 15: 13- 17) |
748 |
السنة التاسعة والثلاثون لعزيا |
منحيم يدفع الجزية لأشور (2 مل 15: 19) |
741 |
آحاز يشارك أباه يوثام في الحكم (2 مل 15: 30؛ 16: 1) |
فقحيا يخلف أباه منحيم بعد موته (2 مل 15: 22، 23) |
738 |
السنة الخمسون لعزيا |
فقح يملك بعد مقتل فقحيا (2مل 15: 25، 27) |
736 |
السنة الثانية والخمسون لعزيا |
السنة الثانية لفقح على كل إسرائيل (2 مل 15: 32) |
735 |
موت عزيا (2 مل 15: 7؛ 2 أخ 26: 23) رؤيا إشعياء (إش 6: 1) وانفراد يوثام بالملك فترة قصيرة |
غزو فقح ورصين ليهوذا (إش 7: 1) |
734 |
موت يوثام - انفراد آحاز بالملك (2 مل 16: 1) |
موت فقح (2 مل 15: 30) |
730 |
السنة العشرون لبداية اشتراك يوثام في الملك |
تغلث فلاسر يقيم هوشع ملكًا (2 مل 17: 1) |
729 |
السنة الثانية عشرة لآحاز بما في ذلك سنوات المشاركة |
|
726 |
حزقيا يرتقي العرش (2 مل 18: 1) |
بداية حصار السامرة. السنة السابعة للملك هوشع |
723 |
السنة الرابعة للملك حزقيا (2 مل 18: 9) |
سقوط السامرة ونهاية مملكة إسرائيل |
721 |
السنة السادسة لحزقيا (2 مل 18: 9، 10) |
سادسًا: فترة الأشوريين ويهوذا بعد سقوط السامرة:
يتناول هذا القسم تاريخ مملكة يهوذا بعد سقوط مملكة الشمال في يد الأشوريين في 721ق.م. ولما كانت الإشارات إلى الأزمنة في الكتاب المقدس عن هذه الفترة كثيرة وواضحة، والسجلات الأشورية عنها كاملة وواضحة أيضًا، فإن المشاكل التاريخية في هذه الفترة ليست كثيرة أو من النوع المستعصي. وتكمن إحدى المشاكل في مجموع سنوات حكم حزقيا ومنسى وآمون ويوشيا، إذ يقل مقدار سنة أو سنتين عن المدة من اعتلاء حزقيا للعرش في 726 ق.م. وموت يوشيا في 609 ق.م. ولكن ثمة دليلًا على حدوث فوضى في أواخر حكم آمون (2 مل 21: 23، 24)، والأرجح انه لا بُد من احتساب سنة على الأقل ما بين حكمي الملكين.
أما الصعوبة
الرئيسية فتتعلق بغزوات سنحاريب في أثناء حكم حزقيا. ويأتي نتيجة تحديد حملة
سنحاريب الشهيرة التي أودت بجيشه في 701 ق.م. في السنة الرابعة عشرة للملك
حزقيا (2 مل 18: 13). وقد جرت عدة محاولات للتوفيق بين التاريخين، فيرى البعض
تحديد بداية حكم حزقيا في عام 715 ق.م. وهو أمر مستحيل لأنه يغفل العبارات
الدقيقة التي تحدد بداية حكم حزقيا الملك قبل سقوط السامرة [لأن السامرة سقطت
في السنة السادسة لحزقيا الملك (2 مل 18: 10)]. ويرى آخرون قراءة السنة
الرابعة والعشرين بدلًا من السنة الرابعة عشرة (2 مل 18: 13)، إلا أن هذا
افتراض لا أساس له، ولكن هناك حلًا بسيطًا ومقنعًا: ففي الإصحاحات نفسها التي
تسجل الحادثة (2 مل 18؛ إش 36) نجد من الواضح أنه كانت هناك حملتان أو غزوتان
لسنحاريب. ويغلب أن سجلات الأسفار المقدسة موضوعية أكثر منها سرد تواريخ. فكان
موضوع التسجيل هنا، هو تهديد سنحاريب ليهوذا والخلاص العجيب الذي صنعه
الرب
"يهوه". وتشتمل القصة على غزوتين: الغزوة الأولى في السنة الرابعة عشرة لحزقيا
(713 ق.م.) حين كان سنحاريب يقود جيش أبيه سرجون، وكانت نتيجتها دفع حزقيا
الجزية لملك أشور ليرجع عنه (2 مل 18: 14- 16). أما الحملة الثانية أو الغزوة
الثانية فيبدأ الحديث عنها في العدد التالي
(2 مل 18: 17- 25)، وكانت أخطر من الأولى، والأرجح أنها هي حملة عام 701 ق.م.
حين صار سنحاريب ملكًا بعد موت أبيه.
وقد توفي يوشيا في عام 609 ق.م. وحيث أنه حكم إحدى وثلاثين سنة، فيكون قد بدأ حكمه في عام 639 ق.م. وبدأ أعماله العظيمة في السنة الثامنة لملكه أي في 632 ق.م. (2 أخ 34: 3). وفي السنة التالية بدأ إرميا يتنبأ، وفي السنة الثامنة عشرة ليوشيا (621 ق.م.) تم تطهير الهيكل والعثور على سفر الشريعة (2 أخ 34: 8). وبافتراض حدوث سنة من الاضطراب، يكون آمون قد بدأ ملكه القصير في عام 642 ق.م.، ويكون منسى قد بدأ حكمة الطويل (مدة خمسة وخمسين عامًا) في عام 697 ق.م. وقد ملك حزقيا تسعة وعشرين عامًا بدأت في 726 ق.م.
ومن التواريخ الثابتة الهامة في التاريخ المعاصر لتلك الحقبة: موت أشور بانيبال آخر ملوك أشور العظام في 626 ق.م. وعقب ذلك استقلت بابل، وبدأ عصر الإمبراطورية البابلية الثانية.
بدأ أشور بانيبال حكمه الطويل في عام 668 ق.م. عند موت أبيه آسرحدون الذي خلف أباه سنحاريب في عام 681 ق.م. وكان سرجون قد اغتصب عرش أشور في عام 722 ق.م. ومات في 705 ق.م. وملك شلمنأسر الرابع فترة قصيرة من 727 إلى 722 ق.م. خلفًا لتغلث فلاسر الثالث. أما في مصر فكانت الأسرة الخامسة والعشرون أو الأسرة الأثيوبية هي الممسكة بزمام الحكم في مصر من عام 720 ق.م حتى 667 ق.م. وقد ورد في الكتاب المقدس اسما اثنين من ملوك هذه الأسرة هما الملك "سوا" والملك "ترهاقة" (2 مل 17: 4؛ 19: 9؛ إش 37: 9) وبعد ذلك تولت الأسرة السادسة والعشرون الحكم، وكانت أسرة مصرية صحيحة، ومن ملوكها فرعون "نخو" (2 مل 23: 29)، ويمكن إجمال تواريخ هذه الفترة في الجدول الآتي:
التاريخ ق.م. |
الوقائع (من القديم إلى الحديث) |
727 |
شلمنأسر الرابع يخلف تغلث فلاسر الثالث |
726 |
بداية حكم حزقيا |
724 |
تمرد هوشع ملك إسرائيل، وبداية حصار السامرة |
722 |
سرجون يتولى عرش أشور |
721 |
سقوط السامرة - نهاية المملكة الشمالية |
720 |
سرجون يغزو فلسطين. ويأخذ أشدود (إش 20: 1) |
715 |
"سباكو" أو "سوا" يتولى عرش مصر |
نحو 713 |
سنحاريب يغزو فلسطين لأول مرة |
712 |
مرض حزقيا |
711 |
سفارة مرودخ بلادان إلى حزقيا |
705 |
موت سرجون - سنحاريب يخلفه في الحكم |
701 |
حملة سنحاريب على مصر- وحصاره أورشليم الذي انتهى بتدمير جيشه |
697 |
موت حزقيا وارتقاء منسى العرش |
حوالي 680 |
موت إشعياء النبي |
681 |
اغتيال سنحاريب |
نحو 672 |
توطين الغرباء في السامرة |
670 |
آسرحدون يغزو مصر |
668 |
أشور بانيبال يخلف آسرحدون في الحكم |
نحو 650 |
منسى يٍحمل إلى بابل |
642 |
موت منسى |
640 |
اغتيال آمون - بداية الاضطراب |
639 |
إعلان يوشيا ملكًا وهو في الثامنة من عمره |
632 |
بلوغ يوشيا سن الرشد - بداية صالحة |
نحو 630 |
غزو السكيثيين لغرب أسيا |
628 |
إصلاحات يوشيا في السنة الثانية عشرة لملكه |
627 |
إرميا يبدأ خدمته |
626 |
موت أشور بانيبال، ونهضة بابل |
621 |
يوشيا يطهر الهيكل - العثور على فر الشريعة |
610 |
بداية حكم فرعون نخو |
609 |
موت يوشيا بعد حكم 31 سنة |
سابعًا: الفترة البابلية:
وتسبق هذه الفترة الفارسية وتتداخل معها ثم تنتهي بقدومها بغزو كورش لبابل. تبدأ هذه الفترة في 626 ق.م. بموت أشور بانيبال آخر ملوك أشور العظام وتمتد إلى 538 ق.م. وكان نبوبولاسار قد أصبح حاكمًا على بابل وخاضعًا لسيادة أشور. وبموت أشور بانيبال، أصبح نبوبولاسار حاكمًا مستقلا لبابل، وبعد ذلك بقليل دخل في تحالف مع مادي للإحاطة بحكم أشور، ثم تم تقسيم الإمبراطورية الأشورية بين بابل ومادي، وذلك بسقوط المدينة العظيمة نينوى (606 ق.م.). وهكذا انهارت الإمبراطورية الأشورية العظيمة، وكان آخر ملوكها "سينشارريشكون" Sinsharishkun: Sîn-šar-iškun وهو المعروف في التاريخ باسم "ساراقوس") وهو ابن أشور بانيبال. وقبل أن يموت نبوبولاسار Nabopolassar في عام 604 ق.م. أشرك معه ابنه نبوخذنصر في عرش بابل، وقد أصبح نبوخذنصر ألمع ملوك الإمبراطورية البابلية الجديدة وأوثقهم صلة بتاريخ مملكة يهوذا في سنواتها الأخيرة. وقد انتهت مدة حكمه الطويل في 562 ق.م.
وبينما كان الصراع الذي قضى على الإمبراطورية الأشورية وما أعقبه من اضطرابات، يستغرقان كل اهتمام بلاد بين النهرين، كانت مصر في ظل أسرة حاكمة جديدة وقوية، تجدد طموحاتها وأطماعها في آسيا (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). فانتهز فرعون نخو الثاني فرصة الاضطرابات وعجز أشور، ليغزو فلسطين في 609 ق.م. عازمًا على المسير عبر فلسطين لمهاجمة بلاد بين النهرين، فوقف الملك يوشيا في طريقه، وفاء منه لسادته الأشوريين، لكنه لقى هزيمة نكراء وقُتل في معركة مجدو بعد حكم دام إحدى وثلاثين سنة. وتبدو مقاومة يوشيا لفرعون "نخو" -في ظاهرها- حماقة لم يكن ثمة داع لها، لأنه لم يكن من أهداف "نخو" في مسيرته الاستيلاء على مملكة يهوذا. وبعد انتصار "نخو" في "مجدو" واصل مسيرته نحو الشمال الشرقي، وأخضع سورية مؤملًا أن يصبح له شأن في أمور بلاد النهرين، إلا أنه مُني بهزيمة منكرة في كركمييش في عام 606 ق.م. أو 607 ق.م. واضطر إلى التقهقر إلى مصر، وذلك على يد نبوخذنصر الخارج حديثًا من الانتصار على نينوى. وفي نفس العام زحف نبوخذنصر على مصر، فخضعت له أورشليم في عبوره أرض فلسطين، وأرسل من اليهود سبايا وأسرى من الإشراف إلى بابل، كان منهم دانيال ورفاقه الثلاثة. إلا أن موت نبوبولاسار أبيه وخوفه على العرش، اضطراه إلى العودة فورًا. ويبدو أن نخو عاد إلى مصر بعد معركة مجدو وقبل موقعة كركميش بعد أن أقام يهوياقيم ملكًا عوضًا عن يهوآحاز، الذي أخذه معه أسيرًا إلى مصر. وقد أدى انتصار نبوخذنصر في كركميش ومواصلته الزحف جنوبًا، إلى توثيق الروابط بين يهوذا وبابل مما فتح الطريق إلى ذلك الفصل المأساوي بسقوط أورشليم والسبي إلى بابل. وهذه الأحداث التاريخية تحدد أزمنة ملوك يهوذا في تلك الحقبة والأحداث الختامية لمملكة يهوذا، كما يتبين من الجدول التالي:
التاريخ ق.م. |
الوقائع (من القديم إلى الحديث) |
626 |
نبوبولاسار يتوللا الحكم بعد موت أشور بانيبال |
610 |
ارتقاء فرعون نخو عرش مصر |
609 |
موت يوشيا وفترة الحكم القصير للملك يهوآحاز |
608 |
فرعون نخو يهوياقيم ملكًا على يهوذا |
607 |
سقوط نينوى |
607 |
معركة كركميش وهزيمة نخو |
606 |
نبوخذنصر يغزو فلسطين - السبي الأول وكان يضم دانيال ورفاقه الثلاثة |
604 |
موت نبوبولاسار وارتقاء نبوخذنصر العرش |
598 |
تمرد يهوياقيم، وغزوة نبوخذنصر ليهوذا |
|
الحكم القصير للملك يهوياكين وأسره إلى بابل |
597 |
السبي الثاني إلى بابل وبه حزقيال |
597 |
ارتقاء صدقيا لعرش يهوذا كآخر ملوك يهوذا |
592 |
بداية خدمة حزقيال النبي (حز 1: 1) |
586 |
سقوط أورشليم والسبي الثالث |
585 |
مقتل جدليا، وهروب بعض اليهود إلى مصر |
572 |
آخر نبوة لحزقيال (حز 40: 1) |
561 |
إطلاق سراح يهوياكين من السجن (إرميا 52: 31) |
561 |
موت نبوخذنصر وتولي "أويل مرودخ" عرش بابل |
555 |
تولي "نبونيداس" العرش (وهو أبو بيلشاصر) |
542 |
بيلشاصر يشارك أباه حكم البلاد (دانيال 5: 1) |
538 |
سقوط بابل وموت بيلشاصر |
ثامنًا: الفترة الفارسية:
تمثل هذه الفترة من آخر مراحل التاريخ في العهد القديم. وفي هذه الفترة نجد أن أعمال عزرا ونحميا وغيرهم من القادة اليهود، يؤرخ لها بسنوات حكم ملوك فارس (انظر حج 1: 1؛ زك 1: 1؛ عز 1: 1؛ 2: 1)، وبالتالي ليس ثمة صعوبات كبيرة في تحديد الأزمنة في هذه الفترة. وقد بذل مؤخرًا الكثير من الجهود الكبيرة لوضع الأحداث الواردة في أسفار أستير وعزرا ونحميا في فترة السبي البابلي زاعمين وجود ما يؤيد ذلك في الأسفار الكتابية [من أسماء "مثل مردخاي"مذكورة في (عز 2: 2؛ نح 7: 7)]، لكنها جهود باءت بالفشل، فمما لا شك فيه أن هذه الأسماء كانت شائعة، ووجودها بين أسماء العائدين من سبي بابل مع زربابل، ليس كافيًا لهدم الدليل التاريخي للتواريخ المقبولة في سفري عزرا ونحميا. ومحاولة إرجاع هذه التواريخ إلى القرن السادس قبل الميلاد، والربط بين نحميا ودانيال ومردخاي، ووضع عمل نحميا قبل زربابل، هي محاولة يسهل دحضها باعتبارها خيالًا محضًا لا يمكن أن تتفق مع تاريخ العهد القديم.
وقد بدا أرتحشستا الأول ملكه- الذي يؤرًّخ به في عزرا ونحميا- في 465ق.م. وفي السنة السابعة لحكمه -أي في 458 ق.م.- ذهب عزرا بأمر الملك من بابل إلى أورشليم (عز 7: 7)، وأخذ معه آنية الهيكل والكثير من أدوات العبادة في أورشليم، كما اصطحب معه عددًا ضخمًا من اليهود العائدين من السبي. وقد تبعه نحميا من شوشن القصر في السنة العشرين للملك أرتحشستا (نح 1: 1) بعد أن سمع عن الفشل الجزئي لجهود عزرا، فتولاه الحزن والكآبة. وبقيادة نحميا الحكيمة والشجاعة، تمت إعادة بناء أسوار المدينة بسرعة، كما تم الكثير من الإصلاحات. ثم عاد بعد اثني عشر عامًا إلى خدمة الملك في شوشن (نح 13: 6)، ولكنه لم يلبث طويلًا حتى جاءته أخبار سيئة من أورشليم، فعاد إليها لاستكمال إصلاحاته، حيث أنفق بقية عمره- على ما يبدو- في ذلك العمل.
ورغم صمت الكتاب المقدس عن إيضاح ذلك، إلا أن هذا هو ما يشهد به يوسيفوس. ولأن سفر ملاخي يعكس مشاكل وشرور تلك الفترة، فلا بُد أنه يرجع إليها، ولكن لا يمكن تحديد السنة بدقة، حيث أنه ربما كتب في وقت مبكر (460 ق.م.) أو في وقت متأخر (420 ق.م.)
والفترة بين الرجوع من السبي بقيادة عزرا (458 ق.م.)، وإتمام بناء الهيكل في حكم داريوس الأول (516 ق.م.)، يكاد الكتاب المقدس لا يذكر عنها شيئًا باستثناء بعض الإشارات العارضة، لكننا نعتقد أنه ينتمي إلى هذه الفترة أيضًا سفر أستير ونبوة ملاخي وبعض المزامير. كما تنتمي إليها تلك الميول الدينية والاجتماعية بين العائدين من السبي، والتي جعلت إصلاحات عزرا ونحميا أمرًا ضروريًا. إلا أن العهد القديم لا يزيح الستار عن سر ذلك النصف من القرن من الزمان، حتى يمكننا أن نعرف الأحداث ونتابع التطورات. وفيما خلا هذه الفترة الغامضة، نجد التواريخ محددة. فالهيكل الثاني- الذي بدأ في بنائه زربابل- قد أكمل في السنة السادسة لداريوس أي في عام 516 ق.م. وبعد أن توقف العمل فيه لأسباب أنانية، استؤنف العمل فيه في السنة الثانية لداريوس بتحريض من النبيين حجي وزكريا (حج 1: 1؛ زك 1: 1). وبدأ داريوس الكبير حكمه في عام 521 ق.م. فقد تولى قمبيز العرش في 527 ق.م. وكان كورش قد أطاح بعرش ليديا في 545 ق.م. وبالماديين قبل ذلك بخمس سنوات. ثم استولى على بابل في 538 ق.م. وبعدها بقليل بدأ اليهود - بناء على مرسوم كورش- في الرجوع إلى أورشليم، فوصلوها في 536 ق.م. على الأقل. فلا بُد أن كورش تولى عرش فارس في عام 555 ق.م. على الأكثر (أو ليس بعد ذلك). وقد فتح غزوه لأسيا الصغرى الباب للصراع على السيادة بين فارس واليونان، الذي واصله داريوس وأحشويرش، والذي انتهى أخيرًا في "أربلا" في عام 331 ق.مخ. بانتصار اليونان بقيادة الإسكندر الأكبر، وبه بدأ عصر جديد.
والجدول التالي يبين أحداث فترة حكم فارس في تاريخ العهد القديم:
التاريخ ق.م. |
الوقائع (من القديم إلى الحديث) |
600 |
ولادة كورش (على الأرجح) |
556 |
سيادة كورش على عيلام وفارس |
نحو 550 |
اتحاد فارس ومادي |
545 |
انتصار كورش على كروسيوس ملك ليديا |
538 |
استيلاء الفرس على بابل |
536 |
رجوع اليهود إلى أورشليم بأمر كورش |
527 |
موت كورش واعتلاء قمبيز العرش |
525 |
قمبيز يفتح مصر |
521 |
داريوس هستاسبيس يعتلي عرش فارس |
520 |
خدمة حجي وزكريا النبيين |
516 |
الانتهاء من بناء الهيكل (السنة السادسة لداريوس) |
490 |
هزيمة داريوس على يد اليونان في ماراثون |
486 |
اعتلاء أحشويروش العرش |
نحو 480 |
أحداث سفر أستير |
465 |
ارتقاء أرتحشستا الأول للعرش |
458 |
عودة عزرا وجماعته من بابل |
نحو 450 |
تاريخ كتابة سفر ملاخي (على الأرجح) |
445 |
عودة نحميا لأول مرة إلى أورشليم وإصلاح أسوار المدينة |
433 |
رجوع نحميا إلى بلاد فارس (نح 13: 6) |
432 |
عودة نحميا مرة ثانية إلى أورشليم |
424 |
موت أرتحشستا الأول |
نحو 400 |
موت نحميا |
تاسعًا: الفترة بين العهدين القديم والجديد:
بين نهاية التواريخ المسجلة في أسفار العهد القديم، وبين ولادة يسوع في فترة من الزمن تبلغ نحو أربعمائة عام. ورغم أن هذه السنوات الطويلة لم تسجلها معظم أسفار العهد القديم، إلا أنه لم تخُلُ من الأحداث، بل تخللتها أمور بالغة الأهمية في تطور الحياة اليهودية والإعداد لمجيء المسيًّا. ومن ثم فلها مكانتها في تاريخ الكتاب (بين العهدين القديم والجديد). ولا يمكن أن يكون يسوع قد ولد بعد عام 4 ق.م. حيث أن هيرودس الكبير قد مات في أبريل من تلك السنة. وكان هيرودس قد أصبح ملكًا على اليهودية في 37 ق.م. وقد انتصرت روما على فلسطين ودخل الرومان أورشليم بقيادة بومبي في 56 ق.م. وهكذا أصبح اليهود تحت حكم روما.
وقد سبق فترة الحكم الروماني، فترة عرفت بعصر الملوك الكهنة، والتي انتمي إليها أنتيباتر الأدومي بالمصاهرة، وبذلك كان هيرودس الذي أقامه الرومان ملكًا، يهوديًا وغريبًا عن اليهود في نفس الوقت.
إن عصر المكابيين الذي انتهى في عام 39 ق.م. بعزل الرومان لأنتيجونوس لصالح هيرودس، كان قد بدأ في 168 ق.م. بحكم يهوذا المكابي. كما ان أنتيباتر الذي عُيِّنَ واليًا على اليهودية في 47 ق.م. أغُتيل في 43 ق.م. وتمتد فترة حكم السلوقيين من مؤسسها سلوقس في 312 ق.م. حتى نهايتها بحكم أنطيوكس السابع في 128 ق.م. وأشهر ملوك هذه الأسرة -من وجهة النظر اليهودية- هو انطيوكس إبيفانس الذي حكم من 175 ق.م. إلى 164 ق.م. والذي هيأ الفرصة للمكابيين للقيام بثورتهم في 168 ق.م. وذلك بسبب كثرة مظالمه، وبخاصة تدنيسه الهيكل في أورشليم. وفي 203 ق.م. استولى أنطيوكس الكبير -الذي كان قد صار ملكًا على سورية في 223 ق.م.- على أورشليم. ثم ضم اليهودية إلى سورية في عام 198 ق.م. وقبل ذلك كانت اليهودية تابعة لمصر، لأنه بعد موت الإسكندر الأكبر في 323 ق.م.، وتقسيم إمبراطوريته، قام بطليموس سوتير بضم اليهودية إلى مصر. وقد تولى بطليموس فيلادلفيوس عرش مصر في 280 ق.م. وهو الذي شجع على ترجمة الأسفار العبرية إلى اللغة اليونانية، وهكذا ظهرت الترجمة السبعينية التي هيأت الطريق لانتشار المسيحية. إن انتصار الإسكندر الأكبر على داريوس الثالث (كودومانوس) في أربلا في 331 ق.م. قد قضى على الأمبراطورية الفارسية، وحقق أماني الاغريق في السيادة على أسيا. وقد امتد حكم أرتحشستا (لونجمانوس)- وهو الملك الفارسي المذكور في الكتاب المقدس- من 465 ق.م. إلى 424 ق.م.
ويمكن إيجاز أهم أحداث هذه الفترة فيما يلي:
التاريخ ق.م. |
الوقائع (من القديم إلى الحديث) |
424 |
موت ارتحشستا الأول وارتقاء داريوس الثاني العرش |
336 |
ارتقاء داريوس الثالث العرش، وهو آخر ملوك فارس |
336 |
الإسكندر الأكبر يخلف أباه فيليب المقدوني في حكم مقدونية |
332 |
زيارة الإسكندر الأكبر لأورشليم |
331 |
معركة أربلا والإطاحة بالإمبراطورية الفارسية |
323 |
موت الإسكندر الأكبر وانقسام إمبراطوريته |
320 |
بطليموس سوتير يضم اليهودية إلى مصر |
312 |
ارتقاء سلوقس الأول عرش سورية، وبداية عصر السلوقيين |
283 |
بطليموس فيلادلفيوس يحكم مصر |
نحو 250 |
التاريخ التقليدي لبداية العمل في الترجمة السبعينية |
223 |
أنطيوكس الكبير يملك على سورية |
198 |
أنطيوكس الكبير يضم اليهودية إلى سورية |
175 |
أنطيوكس إبيفانس يرتقي العرش |
168 |
تدنيس أنطيوكس إبيفانس للهيكل |
168 |
مقاومة متتياس وثورة المكابيين |
166 |
انتصار يهوذا المكابي |
160 |
موت يهوذا وتولي يوناثان القيادة |
143 |
مقتل يوناثان وتولي سمعان القيادة |
142 |
سمعان يصبح رئيس الكهنة |
135 |
يوحنا هيركانس يخلف سمعان |
106 |
أرستوبولس يصبح رئيس الكهنة |
105 |
ألكسندر يانيوس |
63 |
بومبي الروماني يستولي على أورشليم |
47 |
أنتيباير يُعين واليًا على اليهودية |
43 |
مقتل أنتيباتر |
40 |
أنتيجونوس آخر ملوك المكابيين يرتقي العرش |
37 |
هيرودس يقتل أنتيجونوس ويصبح ملكًا على اليهودية |
31 |
أوغسطس يصبح إمبراطورا على روما |
19 |
بداية بناء الهيكل |
نحو 5 |
ولادة يسوع المسيح في بيت لحم |
4 |
موت هيرودس الكبير |
* انظر أيضًا: أزمنة العهد الجديد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/kdw9nk9