St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   05_G
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

الجَنَّة

 

St-Takla.org Image: A beautiful garden, trees, forest, paradise. صورة في موقع الأنبا تكلا: جنينة، حديقة جميلة، غابة، أشجار، جنة.

St-Takla.org Image: A beautiful garden, trees, forest, paradise.

صورة في موقع الأنبا تكلا: جنينة، حديقة جميلة، غابة، أشجار، جنة.

الفردوس الأصلي الذي رتبه الله للإنسان قبل سقوطه (تك 2: 10؛ 13: 10) ووضع في وسطه شجرة الحياة، وأطلقت الكلمة على كل بستان في قصور الملوك.

وهي في العبرية "جنة" كما في العربية لفظا ومعنى وفي اشتقاقها اللغوي تعني "المكان المستور" أو "المكان المخبوء". وجنة عدن تعني "أرض المَسَرَّة".

وفي أزمنة الكتاب المقدس كما تدل الكتابات السامية كانت الجنة عبارة عن حديقة يحيط بها سياج [انظر (إش 5: 5؛ مراثي 2: 6)] تشقها طرق متشعبة بين أشجار الظل والفاكهة، وتتخللها قنوات المياه الجارية والينابيع، وتزخر بالأعشاب العطرية والأزهار ذكية الرائحة، والخمائل الظليلة حيث يستطيع الإنسان أن يخلد إلي الراحة والاستجمام مستمتعا بالمناظر الخلابة والجو المنعش.

ويتكرر ذكر "الجنات" في الكتاب المقدس كثيرًا. وأول مرة تذكر فيها ترتبط بآدم وحواء حيث "غرس الرب الإله جنة في عدن شرقا ووضع هناك آدم الذي جبله" (تك 2: 8؛ انظر تك 2: 9، 10، 16؛ 3: 1، 2، 3، 8، 10؛ 17: 10؛ حزقيال 28: 13؛ 36: 35؛ يوئيل 2: 3).

ويظهر من النقوش الأثرية لبابل وأشور ومصر أن حكام تلك البلاد كانوا مولعين بإنشاء الحدائق والجنات، وكانوا يزودونها بأندر أنواع النباتات. ولا تترك رسومات القدماء لحدائقهم مجالا للشك في معرفة الملامح العامة لها ومطابقتها كما ورد عنها في الكتاب المقدس. ويقول سليمان الملك: عملت لنفسي جنات وفراديس وغرست فيها أشجارًا من كل نوع ثمر" (جا 2: 5).

وتظهر الكلمة الفارسية "بارديس" أي "الفردوس" في بعض أسفار الكتاب للدلالة على حدائق أو بساتين شاسعة (جا 2: 5؛ نش 4: 13). وما زالت هذه الحقائق والجنات معروفة في بلاد الشرق، وهي بعامة توجد في ضواحي المدن بالقرب من الأنهار ومجاري المياه (عد 24: 6) دليلا على فخفخة الأثرياء وترف العظماء من رجال الدولة (2 مل 21: 18؛ 25: 4؛ استير 1: 5؛ 7: 7، 8؛ نح 3 : 15؛ إرميا 39: 4؛ 52: 7).

وكانت أسوار الحدائق تُبْنَى عادة من الطمي أو اللبن المجفف، كما هو الحال في دمشق، أو من الأحجار التي تكسوها الأشواك، أو تحاط بسور من الشجيرات الشوكية لحمايتها من الناس ومن الحيوانات أيضًا (نش 2: 15). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وفي البلاد التي ينقطع فيها سقوط الأمطار لمدة أربعة أو خمسة أشهر على الأقل كل عام، تكون الجنات أو الحدائق هي الأماكن الوحيدة التي تنمو فيها النباتات والزهور، إذ يعتمد وجودها على توفر مصادر المياه سواء من القنوات أو الجداول أو الآبار (عدد 24: 7).

وتدل الإشارات الواردة في الأسفار المقدسة على أن الجنات في فلسطين، كانت في العصور القديمة تعتمد على الري من مصدر دائم للمياه كما هو الحال الآن (تك 2: 10؛ عد 24: 6؛ تث 11: 10؛ إش 1: 30؛ 58: 11؛ نش 4: 15) لذلك كان الناس في فلسطين وسوريا يتخيرون لحدائقهم المواقع القريبة من مصادر المياه.

St-Takla.org         Image: Modern Coptic icon: Adam and Eve in the Paradise of the Garden of Eden صورة: آدم وحواء أبوانا الأولين في فردوس جنة عدن - أيقونة قبطية حديثة

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon: Adam and Eve in the Paradise of the Garden of Eden, , in front of the tree of the knowledge of good and evil

صورة: آدم و حواء أبوانا الأولين في فردوس جنة عدن، أمام شجرة معرفة الخير والشر - أيقونة قبطية حديثة

وتغرس "الجنات" ليس فقط من اجل فاكهتها وأعشابها: "نزلت إلي جنة الجوز لأنظر إلي خضر الوادي، ولانظر هل اقعل الكرم، هل نور الرمان" [(نش 6: 11)، انظر أيضًا (1 مل 21: 2)]، بل أيضًا كمواقع للإقامة للاستمتاع بظلالها الوارِفة ونسيمها العليل وأريج رياحينها الزكية، والموسيقي الصادرة عن خرير المياه الجارية في الجداول والغدران، وبخاصة في الصيف حين يشتد القيظ (نش 5: 2؛ 6: 2؛ 8: 13). وليس من يقدر قيمة الحدائق والجنات مثل المسافر في هجير الصحراء بحرها اللافح، حين يصل إلي مدينة ذات حدائق غناء، مثل دمشق التي تشتهر بغوطتها الرائعة، فتبدو له وكأنها الفردوس ذاته.

وقد استخدم الوثنيون الجنات والحدائق مكانًا مختارًا لعباداتهم وتقديم ذبائحهم (إش 1: 29؛ 65: 3). كما استخدمت في بعض الأوقات لدفن الموتى، حيث نقرأ: "ثم اضطجع منسى ودفن في بستان أبيه" [(2 مل 21: 18، 26)، انظر أيضًا (يو 19: 41)].

وكثيرًا ما تستخدم الجنة مجازيًا، فيشبه عريس النشيد عروسه بأنها "جنة مغلقة عين مقفلة، ينبوع مختوم.. ينبوع جنات بئر مياه حية" (يش 4: 12، 15).

كما يقول حزقيال عن فرعون في غطرسته وتعاليه: "كل الأشجار في جنة الله لم تشبهه في حسنه. جعلته جميلا بكثرة قضبانه حتى حسدته كل أشجار عدن التي في جنة الله" (حز 31: 8، 9).

كما أن خراب الجنة يشير إلي الدمار والدينونة (عا 4: 9)، وقد انذر الرب الشعب القديم بأنهم سيصيرون "كبطمة قد ذبل ورقها وكجنة ليس لها ماء" (إش 1: 30). كما أن ازدهارها ونضارتها يشيران إلي البركة والبهجة والسلام والاستقرار: "فان الرب قد عزى صهيون، عزى كل خربها، ويجعل بريتها كعدن وباديتها كجنة الرب. الفرح والابتهاج يوجدان فيها، الحمد والصوت الترنم" (إش 51: 30؛ انظر أيضًا عدد 24: 6؛ إش 58: 11؛ إرميا 29: 5، 28؛ 31: 12؛ عاموس 9: 14).

 

* انظر أيضًا: بحث عن جنة عدن من قسم الكتاب المقدس والعلم الحديث.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/05_G/G_163.html

تقصير الرابط:
tak.la/xmx87rw