"نزلت إلى جنة الجوز لأنظر إلى خضر الوادي ولأنظر هل أقعل(19) الكرم، هل نور الرمان. فلم أشعر إلا وقد جعلتني نفسي بين مركبات قوم شريف. ارجعي ارجعي يا شولميث. ارجعي ارجعي فننظر إليك. ماذا ترون في شولميث. مثل رقص صفين(20)" (نش 6: 11-13).
إن مديح العريس للعروس لم يلهها عن العمل المثمر، فتقول "نزلت إلى جنة الجوز" الجوز في الكتاب المقدس يشير إلى كلمة الله... فحين صارت كلمة الرب إلى أرميا بن حلقيا الكاهن قيل له "ماذا أنت راء يا أرميا" فقال "أنا راء قضيب لوز". فقال له الرب "أحسنت الرؤية لأني أنا ساهر على كلمتي لأجريها" (أر1: 11، 12)...
والجوز يُذَكِّرنا بعصا هارون رئيس الكهنة التي أفرخت عصاه وقدمت ثمر جوز (عدد 17: 8) في (نش 6: 2) تقول العروس "حبيبي نزل إلى جنته"... وهنا العروس تقول "نزلت إلى الجنة الجوز"... والمعنى أن النفس دخلت إلى أعماقها الداخلية كما إلى جنة كلمة الله... هناك تنظر ثمار الوادي- لترى هل الكرم أزهر، وهل الرمان نور... هذه كلها لا دخل للعروس فيها، إنما هي ثمار كلمة الله فيها.
"فلم أشعر إلا وقد جعلتني نفسي بين مركبات قوم شريف" (نش 6: 12).
كلمة "قوم شريف" = عميناداب وشعبي الكريم وشعبي العامل مشيئتي بسرور والمعنى أن الله- فيما هي تنزل إلى جنة الجوز وتنظر خضر الوادي- قد جعلها أشبة بمركبات عميناداب... أي أنها صارت بقوة كلمة الخطية.
الله، شعب الله الكريم المجاهد حتى النهاية ضد الشر وفي هذا الجو المملوء جهادا ينادي العريس عروسه:
"ارجعي ارجعي يا شولميث. ارجعي ارجعي فننظر إليك. ماذا ترون في شولميث. مثل رقص صفين".
شولميث مؤنث كلمة "شالوم" العبرية أي سلام. ويشتق منها اسم سليمان فشولميث معناها "إنسان السلام" و"الحاملة للسلام" و"التي لها سلام". وهكذا يتضح وكأن السيد المسيح -سليمان الحقيقي- قد خلع عليها لقبه ويناديها به، بعد أن حملت شخصه في داخلها.
إنه ينظر إليها وهي في حالة الحرب والجهاد ويدعوها شولميث... أما سر السلام الذي فيها فهي رجوعها المستمر إليه... إنه يدعوها أربع مرات أن ترجع "ارجعي ارجعي يا شولميث. ارجعي ارجعي فننظر إليك".
ثم يعود العريس ويتطلع إلى من حوله ويقول لهم "ماذا ترون في شولميث؟ مثل رقص صفين (جيشين) والرقص علامة الغلبة والانتصار... هكذا رأينا مريم النبية أخت هارون مع بقية النساء في رقصات الفرح وهن يسبحن الرب الذي أنقذهن من فرعون وجنوده (خر15: 20)... ورأينا هذا المنظر أيضًا عندما قتل داود النبي جليات الجبار الذي عير صفوف شعب الله الحيّ، فخرجت النساء من جميع المدن بالغناء والرقص (1 صم 18: 6)... إن هذا دليل النصرة الروحية.
_____
(19) أزهر.
(20) جيشين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/h98sa5b