St-Takla.org  >   Coptic-Faith-Creed-Dogma  >   Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa  >   09-Coptic-Liturgical-Calendar__R-W
 

التقويم القبطي وحساب الأبقطي (علم الأبقطي) - أ. رشدي واصف بهمان

11- الدسقولية ومجمع نيقية حول موعد عيد القيامة

 

الدسقولية وموعد عيد القيامة

جاء في كتاب الدسقولية الباب الحادي والثلاثون:

أ‌- في مقدمة الباب: وواجبنا نحن معشر المسيحيين أن نستقصى لأجل يوم الفصح كي لا نصنعه في غير الأسبوع الذي يقع فيه اليوم الرابع عشر من الهلال ويوافق شهر نيسان الذي هو بالقبطي برموده.

ب‌- وجاء في أول الباب المذكور: (يجب عليكم يا إخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم الذي للمسيح، أن تعلموا يوم الفصح بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير الذي يكون في زمان الاعتدال (الربيعي) الذي هو خمسة وعشرون من برمهات، وأن لا يعمل هذا العيد الذي هو تذكار آلام الواحد دفعتين في السنة، بل دفعة واحدة للذي مات عنا دفعة واحدة. واحذروا من أن تعيدوا مع اليهود لأنه ليست لكم الآن معهم شركة. لأنهم ضلوا وأخطأوا وزلوا هؤلاء الذين ظنوا أنهم تكلموا بالحق فصاروا ضالين في كل زمان وابتعدوا عن الحق. أما انتم فتحفظوا باستقصاء من عيد اليهود الذي فيه طعام الفطير الذي يكون في زمن الربيع الذي هو خمسة وعشرون من برمهات هذا الذي يحفظ إلى أحد وعشرين يوما من الهلال حتى لا يكون أربعة عشر من الهلال في أسبوع آخر غير الأسبوع الذي تعلمون فيه الفصح فتصبحون تصنعون الفصح دفعتين في السنة بقلة المعرفة.

أما عيد القيامة الذي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح فلا تصنعوه في يوم من الأيام البتة إلا يوم الأحد. وصوموا في أيام الفصح وابتدئوا من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة والسبت وهى ستة أيام.. إلخ.)

 

مجمع نيقية وموعد عيد القيامة:

اجتمع المجمع المقدس المسكوني الأول في نيقية بيثينية في سنة 325م على قسطنطين الكبير ومن أشهر الآباء الذين حضروه ألكسندروس بطريرك الإسكندرية ومعه القديس أثناسيوس الكبير، وألكسندروس أسقف القسطنطينية، وأوسيوس أسقف قرطبة (أسبانيا) والكاهنان ثيتون وفكنديوس مندوبا سلفستر بابا روما، وأفسطاثيوس بطريرك أنطاكية، ومكاريوس أسقف أورشليم..

وكان عدد أباء هذا المجمع حسب ما وصل إلينا في تقليد الكنيسة المقبول 318 أسقفا عدا عدد وافر من القسوس والشمامسة أتوا من كل الكنائس في أوروبا وأفريقية وآسيا.

وقد دعي هذا المجمع للنظر في بدعة أريوس الذي جدف على الابن الكلمة - كلمة الله - وقال عنه أنه مخلوق وغير مساو للآب في الجوهر. وبعد أن رذل المجمع بدعته وحكم عليه وحرمه. وضع دستور الإيمان الذي عرف باسمه (قانون الإيمان النيقاوي).

وبسبب الاختلافات في تاريخ تعييد الفصح لم يتأخر المجمع النيقاوي المقدس عن العناية بحل هذه المسألة نهائيا إجابة لرغبة الملك قسطنطين.

 

فتقرر في هذا المجمع:

أولا: أن يعيد الفصح دائمًا في يوم أحد.

وثانيا: أن يكون في الأحد الذي بعد 14 القمري أي بعد بدر الاعتدال الربيعي.

وبما أن تحديد الاعتدال الربيعي يستدعى مراقبات وتدقيقات فلكية، وكانت الإسكندرية ممتازة على غيرها بالمعارف الفلكية فقد كلف المجمع أسقفها (أي بطريركها) أن يعين كل سنة يوم الفصح بموجب ما يحدد في المجمع المقدس وأن يعلن ذلك لكل الكنائس، بقرب عيد الغطاس، برسائل كانت تدعى فصحية وقد أرسل آباء المجمع المقدس (النيقاوي) رسالة إلى كنيسة الإسكندرية يبلغون فيها الاكليروس والشعب بعض ما جرى كتابة ليتسنى لهم الاطلاع على ما دار من الأبحاث وما تم بشأنها من دروس وفحص دقيق وما انتهى المجمع إلى وضعه وتثبيته وقد شملت الرسالة ثلاثة موضوعات تهم مصر وكنيسة الإسكندرية بنوع خاص وهى:

(أ‌) حرم أريوس وأفكاره.

(ب‌) موضوع ملاتيوس أسقف أسيوط (أن يبقى في مدينته مع تجريده من السلطة فلا يشرطن أحدًا ولا يدير مصالح الكنيسة...)

(ت‌) الاتفاق المختص بالفصح المقدس..

وقد جاء بالرسالة بخصوص الموضوع الأخير ما يأتي: (ثم أننا نعلن لكم البشرى السارة عن الاتفاق المختص الفصح المقدس فإن هذه القضية قد سويت بالصواب بحيث أن كل الأخوة الذين كانوا في الشرق يجرون على مثال اليهود، صاروا من الآن فصاعدا يعيدون الفصح، العيد الأجل الأقدس، في الوقت نفسه، كما تعيده كنيسة روما وكما تعيدونه انتم وجميع من كانوا يعيدونه هكذا منذ البداية...)

ولذلك فقد سرتنا هذه النتائج المحمودة، كما سرنا استتباب السلام والاتفاق عامة مع قطع دابر كل بدعة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فاستقبلوا بأوفر إكرام وأعظم محبة زميلنا أسقفكم ألكسندروس الذي سرنا وجوده معنا... إلخ.).

 

رسالة الإمبراطور قسطنطين بخصوص الفصح

في مؤلف لافسابيوس، في سيرة قسطنطين 35: 18-20، وجد نص رسالة يقال أن الإمبراطور أرسلها إلى الذين لم يكونوا حاضرين في المجمع جاء فيها ما يأتي:

(عندما أثيرت قضية عيد الفصح المقدس ارتأى الجميع رأيًا واحدًا أنه من المستحسن واللائق أن يحتفل المسيحيون كلهم في هذا العيد، في يوم واحد. لأنه أي شيء أجمل وأحب من أن نرى هذا العيد، الذي بواسطته نتلقى الرجاء بالخلود يحتفل فيه الجميع برأي واحد وأسلوب واحد؟ فقد أعلن انه لا يناسب على الإطلاق، وخاصة في هذا العيد الأقدس من كل الأعياد، أن نتبع تقليد أو حساب اليهود الذين عميت قلوبهم وعقولهم وغمسوا أيديهم بأعظم الجرائم فظاعة. وفي رفضنا عادتهم يمكننا أن نترك لذرارينا الطريقة القانونية للاحتفال بالفصح الذي ما زلنا نقيمه من عهد الأم مخلصنا حتى يومنا الحاضر. ولذلك يجب ألا يكون لنا ما نشارك به على الشريعة وهكذا إذ نتفق كلنا على اتخاذ هذا الأسلوب ننفصل أيها الأخوة الأحباء عن أن اشتراك ممقوت مع اليهود، لأنه عار علينا حقا أن نسمعهم يفتخرون أننا بدون إرشادهم لا نستطيع أن نحفظ هذا العيد. فأنى لهم أن يكونوا على صواب وهم الذين لم يفسحوا لأنفسهم، بعد موت المخلص، أن يتخذوا العقل مرشدًا، بل ساروا تحت قيادة العنف الوحشي فريسة لأوهامهم. وليس لهم أن يعرفوا الحق في مسألة الفصح لأنهم لعماهم وبغضهم لكل إصلاح يعيدون فصحهم غالبًا مرتين في سنة واحدة. فلا يسعنا إذن أن نقلدهم في خطأهم الفاضح هذا. وكيف يمكننا أن نتبع من أعماهم ضلالهم؟ إذ لا يجوز على الإطلاق أن نعيد الفصح مرتين في سنة واحدة. ولكن حتى إذا لم يكن هكذا فمن ألزم واجباتكم ألا تلوثوا أنفسكم بالصلة مع شعب شريد كهذا. إذ على ذلك أنه يجب أن تفكروا جيدا في قضية خطيرة كهذه حتى لا يحدث أي اختلاف أو انشقاق، فإن مخلصنا ترك لنا يومًا احتفاليًا واحدًا لفدائنا أعنى به يوم آلمه المقدسة وقد أراد منا أن نؤسس كنيسة واحدة جامعة افتكروا إذن كم هو غير لائق أن يكون في اليوم ذاته، البعض صائمين في حين ينعم الآخرون بمائدة العيد متلذذين. أو إذ يكون البعض في بهجة العيد يكون الآخرون صائمين فتطلب منا العناية الإلهية أن يصير إصلاح هذا الأمر وإيجاد نظام موحد. ولى رجاء أن يتفق الجميع في هذه القضية. فمن جهة يدعونا الواجب ألا يكون لنا شركة مع قاتلي ربنا. ومن جهة أخرى بما أن العادة المتبعة الآن في كنائس الغرب والجنوب والشمال مع بعض الكنائس في الشرق هي الهم شيوعا لاح للمجمع أنه يحسن أن يتبع الجميع هذه العادة وأنا متأكد أنكم تقبلونها بفرح على مثال ما هو جار في روما وأفريقية وايطاليا ومصر وأسبانيا والغال (فرنسا) وبريطانيا وليبيا وكل أخائية، وفي أبريشيات أسيا والبنطس وكيليكية. يجب أن تنظروا في هذه القضية ليس لأن عدد الكنائس في الأبرشيات المذكورة هو الأوفر فحسب بل لأن العقل يدل على صواب خطتهم. إذ يجب ألا يكون لنا شركة مع اليهود. ولنخلص الأمر بكلمات محدودة أنه، باتفاق حكم الكل، قد رؤى أن عيد الفصح الجزيل القداسة يجب أن يحتفل به في كل مكان في اليوم الواحد بعينه. ولا يليق أن نختلف في الرأي في شيء مقدس كهذا. أما وقد أتينا على تفاصيل هذه القضية فأقبلوا بطيبة خاطر ما شاء الله أن يأمر به حقا لأن كل ما يتم في اجتماعات الأساقفة يجب أن يعتبر كأنه صادر عن اله. أخبروا إخوتكم بما اشترع واحفظوا هذا اليوم المقدس حسب ما بلغكم لنستطيع أن نعيد كلنا الفصح المقدس في اليوم نفسه، وإذا سمح لي أن أتخذ نفسي معكم كما أشتهى أقول أنه قد جاز لنا أن نفرح معًا إذ نرى يد القدرة الإلهية قد جعلت وظيفتنا خادمة لإحباط مكائد الشرير. وهكذا يزهر بيننا الإيمان والسلام والاتحاد. وليحفظكم الله بنعمته يا أخوتي الأحباء).

وبعد أن أقر المجمع موضوع تحديد الفصح وأصدر القيصر قسطنطين منشورًا بضرورة الاحتفال بالفصح في وقت واحد كما رسم ذلك بابوات الإسكندرية، ظل المسيحيون يعتبرون هذا الحساب بقواعده إلى اليوم ماعدا من استعمل التقويم الغربي (الغريغوري) من التابعين لكنيسة روما إذ انفصلوا سنة 1582 م. في أيام البابا الروماني غريغوريوس الثالث عشر الذي أجرى تعديلًا للتقويم كما غير موعد عيد القيامة.. وبذلك أنفرد الغربيون في نظامهم إذ جعلوا حسابهم تابِعًا لسنتهم المعروفة الآن بالسنة الإفرنجية، ولذلك يتقدم عيدهم غالبا على عيد الشرقيين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/09-Coptic-Liturgical-Calendar__R-W/Coptology-Calendar-Al-Abakty_011-Al-Deskolia-n-Nikea-Council.html

تقصير الرابط:
tak.la/fh5pr5p