إسم باروخ في الكتاب المقدس | كاتِب السفر | رأي البروتستانت | تقسيم السفر
سفر باروخ مقسم بالأصحاحات | سفر نبوة باروخ بالتشكيل | تفاسير سفر باروخ | البحث في الكتاب المقدس
باروخ كلمة عبرية معناها "مبارك". وقد ذكرت الكلمة في الكتاب المقدس اسمًا لثلاثة أشخاص كان أحدهم هو "باروخ" كاتِب السفر المعروف باسمه والذي نتحدث عنه الآن.
والأول هو "باروخ بن زباي" الذي ذكر عنه نحميا أنه رمم جزءًا من سور أورشليم (نح20:3). وقد كان باروخ هذا من بين الرؤساء واللاويين والكهنة الذين ختموا على الميثاق الذي أقسم فيه الشعب كرجل واحد أن يسيروا في شريعة الله (نح6:10). أما الثاني فهو "باروخ ابن كلحوزة" وأبو معسيا الذي هو من رؤساء الشعب الذين عادوا بالقرعة للسكنى في مدينة أورشليم (نح5:11).
أما كاتب هذا السفر فهو باروخ بن نيريل بن معسيا بن صدقيا بن حسديا بن حلقيا. وقد كتب سفر نبوته في بابل بعد السبي. وكان ذلك في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين أخذ الكلدانيون أورشليم وأحرقوها بالنار. وقد نسب السفر إلى باروخ لأنه كتب الأصحاحات الخمسة الأولى منه. أما الأصحاح السادس والأخير فقد كتبه إرميا لليهود الذين كان ملك بابل مزمعًا أن يسوقهم في السبي إلى بابل.
وباروخ كاتب السفر كان يعمل كاتبًا لإرميا النبي يكتب له ما يأمر بكتابته. وقد كان مخلصًا لإرميا. وعرف عنه أيضًا أنه كان نبيًا صدّيقًا. وقد اشترك الاثنان في الأتعاب والاضطهادات التي لقياها من يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.
وقد ذكر في الكتاب المقدس الكثير عن باروخ. فإن أرميا -وهو في السجن- بعدما اشترى لنفسه حقل عمه "حنمئيل بن شلوم" الذي في "عناثوث" بحث الفكاك، أخذ صك الشراء المختوم وسلَّمه لباروخ (أر6:32-12)، فقد ائتمنه على حفظ الوثائق الخاصة به. وبينما أرميا في السجن أيضًا، استدعى إليه باروخ وأملاه ما أوحى الله به إليه من نبوءة، فكتبه في درج بالحبر. وبأمر إرميا، قرأ باروخ المكتوب في الدرج في آذان كل الشعب في بيت الرب في يوم الصوم. كما قرأه مرة أخرى في آذان رؤساء يهوذا بناءً على طلبهم. فلما سمعوا الكلام خافوا خوفًا شديدًا وأشاروا على باروخ أن يهرب ويذهب ويختبئ هو وارميا من وجه الملك يهوياقيم. وقد حدث أن الملك لما سمع بعض ما ورد في الدرج اغتاظ بحنث وألقى السفر كله في النار وأحرقه! وقد طلب الملك أن يقبض على باروخ الكاتب وإرميا النبي لكن الرب خبأهما فلم يعثر عليهما. وقد أوحى إلى إرميا بعد ذلك فأخذ درجًا آخر وأملى السفرة مرة أخرى عل باروخ فكتبه. وقد زيد عليه أيضًا كلام كثير (راجع إر36). وقد روى الكتاب المقدس أيضًا أن رجال يهوذا لم يسمعوا لإرميا فيما يتعلق بقول الرب لهم على لسانه الإقامة في أرض يهوذا وعدم الذهاب إلى مِصر. فقاوموه متكبرين عليه وعلى باروه وأخذوهما عنوة مع بنات الملك وحملوهما على الذهاب إلى أرض مِصْر حيث أتوا إلى مدينة "تحفنحيس" وأقاموا فيها (6:43-7).
وقد كُتِبَ سفر باروخ أصلًا باللغة العبرية. وكان معتبرًا أنه جزء مُكَمِّل لسفر أرميا، وقد تبقّى السفر مُتداولًا بالعِبرية. كما بقيت نسخته الأصلية مُتعارفة حتى القرن الثاني الميلادي حين ترجمها "تاودوسيون" إلى اللغة اليونانية. ومنذ ذلك الحين اختفت النسخة العبرانية ولم توجد. ويقع مكان السفر بعد مراثي ارميا.
ورغم اعتراف جميع الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بصحة هذا السفر، فإن البروتوستانت ينكرون على باروخ أنه كاتِب السفر. وهم يقولون أن الإصحاح السادس منه المعروف باسم "رسالة أرميا" كان مُعتبرًا سِفرًا قائمًا بذاته في الترجمة السبعينية. ويقول مؤلف كتاب "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين – طبعة بيروت 1937 ص306"، وهو بروتستانتي: "هذا السفر عبارة عن مجموعة إضافات إلى نبوات ارميا وهي غير صحيحة". ولا يمكن الأخذ بهذا القول لأن الذي يقرأ الأصحاحات من سفر إرميا التي تتحدث عن باروخ يتأكد بكل يقين أن باروخ لم يكن مجرد كاتِب فقط ولكنه نبيًا أيضًا. غير أن المؤلف البروتستانتي المذكور، يضطر إزاء إجماع الكنائس عل الاعتراف بقانونية هذا السفر أن يضيف إلى قوله السابق عما احتواه السفر من إضافات إلى نبوات ارميا قائلًا: "وهي وإن تكن غير صحيحة من الوجهة التاريخية، لكنها تُظْهِر تقوى وغيرة غذّتها كلمة العهد القديم وروحه".
وستجد في مقدمة الأسفار القانونية الثانية في هذا الموقع تواريخ المجامع التي عُقِدَت وأقرَّت قانونية وصحة أسفار المجموعة الثانية للتوراة التي جمعت بعد عزرا ومن بينها سفر باروخ. كما قلنا أنها وردت ضمن قائمة الأسفار الموحى بها ذكرت في قوانين الرسل وقوانين ابن العسال.
ونضيف أنه ورد في كتابات يوحنا فم الذهب قوله: "كما أنه كتبا إرميا النبي ليس فيه شك، كذلك كتاب باروخ لا يجب أن يرتاب فيه أحد ولا في بقية الأسفار التي قبلتها الكنيسة. لكن تحسب من رتبة نفس الكتب القانونية". وهذا، وقد ورد في (كتاب "مشكاة الطالبين في حل مشكلات الكتاب – ص167) أن الكثيرين من القديسين آباء الأجيال الأولى المبكرة للمسيحية قد شهدوا لهذا السفر واستشهدوا منه في كتاباتهم ومقالاتهم وعِظاتهم ورسائلهم. فقد استشهد به القديس اكليمندس الاسكندرى (=في كتابه المربي، كتاب 10:1؛ 3:2) وأيضًا القديس ديوناسيوس الاسكندرى (=في مؤلفه المسألة العاشرة) والبابا أثناسيوس الرسولي (=في خطبه ضد اريوس الهرطوقي) وأيضًا العلامة ترتليانوس وكبريانوس واوسابيوس وكيرلس الأورشليمي وباسيليوس ويحنا فم الذهب في كتاباتهم. هذا، وفي عدد من أعداد مجلة مرقس (دير أبو مقار – أغسطس 1983 ص22 و23) ساق المحرر ترجمة لمقال للقديس إيرينيموس عن القديسة فابيولا، وهو خطاب ايرينيموس إلى أوقيانوس، يستشهِد في كاتب الخطاب بأقوال وردت في سفر نبوءة باروخ.
هذا، ويمكن تقسيم السفر إلى قسمين:
1- القسم الأول: ويشمل الأصحاحات الخمسة الأولى التي كتبها باروخ النبي.
2- القسم الثاني: وهو الإصحاح السادس والأخير المُعنون "رسالة إرميا النبي".
أما القسم الأول فيشتمل على جزأين: الجزء الأول (من ص1 إلى ص8:3) ويشتمل على مقدمة سفر وكلمة تاريخية. فهو يذكر أن السفر قد كُتِب في السنة الخامسة من خراب أورشليم وسبيها. ويقول أن باروخ تلاه على يكنيا الملك ابن يواقيم ملك يهوذا وجميع المسبيين من اليهود في بابل، فبكوا وصاموا تائبين وأرسلوا تقدِمات فضة إلى يواقيم بن حِلقيَّا الكاهن ليقدم عنهم محرقات وذبائح خطية. وأرسلوا مع تقدماتهم إلى بني وطنهم في أورشليم كتاب هذه النبوة ليقرأوها في بيت الرب ولكي يذكِّروا الشعب بخطاياهم داعين إياهم أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله وطالبين منهم أن يصلوا عنهم وعن ملك بابل ووليّ عهده. وفي هذا الجزء يذكر باروخ النبي كيف أن بني إسرائيل أخطأوا ضد الله فاستحقّوا قضاءه بالانتقام منهم وخضوعهم تحت يد الأمم الوثنية. لكنه يعود فيتنبّأ أنه بسبب رجوعهم إلى الله وهم في أرض السبي فسوف يعودون إلى أرضهم مرة أخرى ويقي الله معهم عهدًا أبديًا.
أما الجزء الثاني من القسم الأول (من ص9:3 - ص5) ففيه يحث الكاتب الشعب أن يرجعوا إلى نبوغ الحكمة ويتعلمون الفِطنة والتعقُّل ويفهموا سُبُل الرب ويقدموا توبة صادقة إلى الله ويستغيثوا به فينقذهم. وفي هذا الجزء أيضًا يطالبهم باروخ النبي أن يرضوا الله ولا يذبحوا للشياطين. ثم يعد أورشليم بأنها سوف تخلع حلة المذلة وتتسربل بثوب البر. وتلاحظ أن باروخ النبي يتحدث في هذا الجزء بروح النبوة عن عقيدتين ومهمتين من العقائد المسيحية وهما:-
أ- عقيدة التجسد: ففي الأصحاح الثالث يتنبَّأ عن تجسد الله الكلمة لأجل خلاص كل جنس البشر ولأجل أن يتسِّع ملكه في كل الأرض "ما أوسع موضِع مُلكه" (با24:3). وفي نبوءته يتحدَّث عن ذلك الذي نزل من السماء وصعد إليها "مَنْ صَعِدَ إلى السماء.. مَنْ اجتاز إلى عبر البحر.." (با29:3و30). ويقول مؤكدًا حقيقة التجسد: "وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردَّد بين البشر" (با38:3).
ب- عقيدة الثالوث الأقدس: وقد ألمح إلى هذه العقيدة في الأصحاح الرابع بقوله: "فإني في رجوت بالأزلي (يشير إلى الله الآب) خلاصكم، وحلَّت بي مسرى من لَدُنِ القدوس (يشير إلى الروح القدس) بالرحمة التي تؤتونها عمّا قليل من عند الأزلي مخلصكم (يقصد به الابن الكلمة المخلص وفادي البشر)" (با22:4).
والقسم الثاني من السفر وهو الإصحاح السادس المعنون "رسالة إرميا النبي" ويتضمَّن الرسالة التي بعث بها أرميا بيد باروخ إلى اليهود الذين أزمع بابل أن يسبيهم ويسوقهم نظير أخوتهم إلى بابل. وفيها يوضح النبي فساد عبادة الأوثان ويحذرونهم من السجود للأصنام التي ليس لها نطق ولا حركة ولا روح قائلًا لهم عنها "إنها ليست بآلهة" (با14:6). وفي الرسالة أيضًا يتنبَّأ النبي عن أن السبي في بابل سوف يستمر "سبعة أجيال" (با2:6) أي سبعين سنة "وبعد ذلك أخرجكم من هناك بسلام.
هذا كلام الكتاب الذي كتبه باروك بن نيريا بن معسيا بن صدقيا بن حسديا ابن حلقيا في بابل
في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين اخذ الكلدانيون اورشليم واحرقوها بالنار
و تلا باروك كلام هذا الكتاب على مسمعي يكنيا بن يوياقيم ملك يهوذا وعلى مسامع جميع الشعب الذين جاءوا لاستماع الكتاب
و على مسامع المقتدرين وبني الملوك ومسامع الشيوخ ومسامع جميع الشعب من الصغار الى الكبار جميع الساكنين في بابل على نهر سود
فبكوا وصاموا وصلوا امام الرب
و جمعوا من الفضة قدر ما استطاعت يد كل واحد
و بعثوا الى اورشليم الى يوياقيم بن حلقيا بن شلوم الكاهن والى الكهنة والى جميع الشعب الذين معه في اورشليم
عندما اخذ انية بيت الرب المسلوبة من الهيكل ليردها الى ارض يهوذا في العاشر من سيوان وهي انية الفضة التي صنعها صدقيا ابن يوشيا ملك يهوذا
بعدما اجلى نبوكد نصر ملك بابل يكنيا والرؤساء والمحصنين والمقتدرين وشعب الارض من اورشليم وذهب بهم الى بابل
و قالوا انا قد ارسلنا اليكم فضة فابتاعوا بالفضة محرقات وذبائح للخطية ولبانا واصنعوا تقادم وقدموها علىمذبح الرب الهنا
و صلوا من اجل حياة نبوكد نصر ملك بابل وحياة بلشصر ابنه لكي تكون ايامهما كايام السماء على الارض
فيؤتينا الرب قوة وينير عيوننا ونحيا تحت ظل نبوكد نصر ملك بابل وظل بلشصر ابنه ونتعبد لهما اياما كثيرة ونحننائلون لديهما حظوة
و صلوا من اجلنا الى الرب الهنا فانا قد خطئنا الى الرب الهنا ولم يرتد سخط الرب وغضبه عنا الى هذا اليوم
و اتلوا هذا الكتاب الذي ارسلناه اليكم لينادى به في بيت الرب في يوم العيد وفي ايام المحفل
و قولوا للرب الهنا العدل ولنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم لرجال يهوذا وسكان اورشليم
و لملوكنا ورؤسائنا وكهنتنا وانبيائنا وابائنا
لانا خطئنا امام الرب وعصيناه
و لم نسمع لصوت الرب الهنا لنسلك في اوامر الرب التي جعلها امام وجوهنا
من يوم اخرج الرب اباءنا من ارض مصر الى هذا اليوم ما زلنا نعاصي الرب الهنا ونعرض عن استماع صوته
فلحق بنا الشر واللعنة اللذان امر الرب موسى عبده ان يوعد بهما يوم اخرج اباءنا من ارض مصر ليعطينا ارضا تدر لبنا وعسلا كما في هذا اليوم
فلم نسمع لصوت الرب الهنا ولا لجميع كلام الانبياء الذين ارسلهم الينا
و مضينا كل واحد على اصرار قلبه الشرير عابدين الهة اخر صانعين الشر امام عيني الرب الهنا
فاقام الرب كلامه الذي تكلم به علينا وعلى قضاتنا الذين يقضون في اسرائيل وعلى ملوكنا ورؤسائنا وعلى رجال اسرائيل ويهوذا
جالبا علينا شرا عظيما بحيث لم يحدث تحت السماء باسرها مثل ما احدثه في اورشليم على حسب ما كتب في شريعة موسى
حتى اكل بعضنا لحم ابنه والاخر لحم بنته
و اخضعهم تحت ايدي جميع الممالك التي حولنا وجعلهم عارا ودهشا في جميع الشعوب الذين شتتهم الرب بينهم
فاذا هم في الانحطاط بدل الرفعة لانا خطئنا الى الرب الهنا غير سامعين لصوته
للرب الهنا العدل ولنا ولابائنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم
لان الرب تكلم علينا بجميع هذا الشر الذي حل بنا
و نحن لم نستعطف وجه الرب تائبين كل واحد عن افكار قلبه الشرير
فسهر الرب على الشر وجلبه الرب علينا لان الرب عادل في جميع اعماله التي اوصانا بها
فلم نسمع لصوته لنسلك في اوامر الرب التي جعلها امام وجوهنا
فالان ايها الرب اله اسرائيل الذي اخرج شعبه من ارض مصر بيد قديرة وبايات ومعجزات وقوة عظيمة وذراع مبسوطة واقام له اسما كما في هذا اليوم
انا خطئنا ونافقنا واثمنا ايها الرب الهنا في جميع رسومك
لينصرف غضبك عنا فقد بقينا نفرا قليلا في الامم الذين شتتنا بينهم
اسمع يا رب صلاتنا وتضرعنا وانقذنا لاجلك وانلنا حظوة امام وجوه الذين اجلونا
لكي تعرف الارض باسرها انك انت الرب الهنا وانه باسمك دعي اسرائيل وعشائره
ايها الرب التفت من بيت قدسك وانظر الينا وامل ايها الرب اذنك واستجب
افتح عينيك وانظر فانه ليس الاموات في الجحيم الذين اخذت ارواحهم عن احشائهم يعترفون للرب بالمجد والعدل
لكن الروح الكئيب من الشدة والذي يمشي منحنيا ضعيفا والعيون الكليلة والنفس الجائعة هم يعترفون لك بالمجد والعدل يا رب
فانا لا لاجل بر ابائنا وملوكنا نلقي تضرعنا امامك ايها الرب الهنا
بل لانك ارسلت سخطك وغضبك علينا كما تكلمت على السنة عبيدك الانبياء
هكذا قال الرب احنوا مناكبكم وتعبدوا لملك بابل فتسكنوا في الارض التي اعطيتها لابائكم
و ان لم تسمعوا لصوت الرب بان تتعبدوا لملك بابل
فاني ابطل من مدن يهوذا ومن شوارع اورشليم صوت الطرب وصوت الفرح صوت العروس وصوت العروسة وتكون كل الارض مستوحشة لا ساكن فيها
فلم نسمع لصوتك بان نتعبد لملك بابل فاقمت كلامك الذي تكلمت به على السنة عبيدك الانبياء ان تخرج عظام ملوكنا وعظام ابائنا من مواضعها
و ها انها مطروحة لحر النهار وقرس الليل وقد ماتوا في اوجاع اليمة بالجوع والسيف والطرد
و جعلت البيت الذي دعي باسمك كما في هذا اليوم لاجل شر ال اسرائيل وال يهوذا
و قد عاملتنا ايها الرب الهنا بكل رافتك وكل رحمتك العظيمة
كما تكلمت على لسان عبدك موسى يوم امرته ان يكتب شريعتك امام بني اسرائيل قائلا
ان لم تسمعوا لصوتي فان هذا الجمع العظيم الكثير ليصيرن نفرا قليلا في الامم الذين اشتتهم بينهم
فاني عالم بانهم لا يسمعون لي لانهم شعب قساة الرقاب لكنهم سيرجعون الى قلوبهم في ارض جلائهم
و يعلمون اني انا الرب الههم واعطيهم قلوبا واذانا سامعة
فيسبحونني في ارض جلائهم ويذكرون اسمي
و يتوبون عن صلابة رقابهم وعن شر اعمالهم لانهم يتذكرون طريق ابائهم الذين خطئوا امام الرب
و اعيدهم الى الارض التي حلفت عليها لابائهم ابراهيم واسحق ويعقوب فيتسلطون عليها واكثرهم فلا يقلون
و اقيم لهم عهدا ابديا فاكون لهم الها ويكونون لي شعبا ولا اعود ازعزع شعبي اسرائيل من الارض التي اعطيتها لهم
ايها الرب القدير اله اسرائيل قد صرخت اليك النفس في المضايق والروح في الكروب
فاسمع يا رب وارحم فانك اله رحيم ارحم فانا قد خطئنا اليك
فانك انت تدوم الى الابد اما نحن فنهلك الى الابد
ايها الرب القدير اله اسرائيل اسمع صلاة قوم اسرائيل وبني الذين خطئوا اليك الذين لم يسمعوا لصوت الههم وقد لحق الشر بنا
لا تذكر اثام ابائنا بل اذكر يدك واسمك في هذا الزمان
فانك انت الرب الهنا واياك نسبح يا رب
لانك لذلك جعلت مخافتك في قلوبنا ولندعو باسمك انا نسبحك في جلائنا لانا قد نبذنا عن قلوبنا كل اثم ابائنا الذين خطئوا امامك
و ها انا اليوم في الجلاء حيث شتتنا للتعيير واللعنة والعقاب لاجل جميع اثام ابائنا الذين ارتدوا عن الرب الهنا
اسمع يا اسرائيل وصايا الحياة اصغوا وتعلموا الفطنة
لماذا يا اسرائيل لماذا انت في ارض الاعداء
قد ذبلت في ارض الغربة وتنجست بالاموات وحسبت مع الذين هم في الجحيم
انك قد تركت ينبوع الحكمة
و لو انك سلكت في طريق الله لسكنت في السلام مدى الدهر
تعلم اين الفطنة واين القوة واين التعقل لكي تعلم ايضا اين طول الايام والحياة واين نور العيون والسلام
من وجد موضعها ومن بلغ الى كنوزها
اين رؤساء الامم والذين يتسلطون على وحوش الارض
و الذين يلاعبون طيور السماء
و يكنزون الفضة والذهب مما يتوكل عليه البشر ولا حد لكسبهم ويصوغون الفضة ويهتمون ولا استقصاء لمساعيهم
انهم قد اضمحلوا والى الجحيم هبطوا واخرون قاموا من مكانهم
احداث راوا النور وسكنوا الارض لكنهم لم يعرفوا طريق التادب
و لم يفهموا سبله وبنوهم لم يدركوه وابتعدوا عن طريقه
لم يسمع به في كنعان ولا تراءى في تيمان
و بنو هاجر ايضا المبتغون للتعقل على الارض وتجار مران وتيمان وقائلو الامثال ومبتغو التعقل لم يعرفوا طريق الحكمة ولم يتذكروا سبلها
يا اسرائيل ما اعظم بيت الله وما اوسع موضع ملكه
عظيم هو بغير حد وعال بغير قياس
هناك ولد الجبابرة المذكورون الذين كانوا في البدء الطوال القامات الحاذقون بالقتال
اولئك لم يخترهم الرب ولم يجعل لهم طريق التادب
فهلكوا لعدم الفطنة هلكوا لغباوتهم
من صعد الى السماء فتناولها ونزل بها من الغيوم
من اجتاز الى عبر البحر ووجدها واثرها على الذهب الابريز
ليس احد يعرف طريقها ويطلع على سبيلها
لكن العالم بكل شيء هو يعلمها وبعقله وجدها الذي ثبت الارض الى الابد وملاها حيوانا ذا اربع
الذي يرسل النور فينطلق يدعوه فيطيعه برعدة
ان النجوم اشرقت في محارسها وتهللت
دعاها فقالت نحن لديك واشرقت متهللة للذي صنعها
هذا هو الهنا ولا يعتبر حذاءه اخر
هو وجد طريق التادب بكماله وجعله ليعقوب عبده ولاسرائيل حبيبه
و بعد ذلك تراءى على الارض وتردد بين البشر
هذا كتاب اوامر الله والشريعة التي الى الابد كل من تمسك بها فله الحياة والذين يهملونها يموتون
تب يا يعقوب واتخذها وسر في الضياء تجاه نورها
لا تعط مجدك لاخر ومزيتك لامة غريبة
طوبى لنا يا اسرائيل لان ما يرضي عند الله معروف لدينا
ثقوا يا شعبي يا تذكار اسرائيل
فانكم لم تباعوا للامم لهلاككم ولكن بما انكم اسخطتم الله قد اسلمتم الى اعدائكم
لانكم اغضبتم صانعكم اذ ذبحتم للشياطين لا لله
و نسيتم رازقكم الاله الازلي وحزنتم مربيتكم اورشليم
انها رات الغضب الذي حل بكم من قبل الله فقالت اسمعن يا جارات صهيون ان الله قد جلب علي نوحا عظيما
فاني رايت سبي بني وبناتي الذي جلبه عليهم الازلي
اني ربيتهم بفرح ثم ودعتهم ببكاء ونوح
لا يشمتن احد بي انا الارملة التي ثكلت كثيرين فاني قد اوحشت لاجل خطايا بني لانهم زاغوا عن شريعة الله
و لم يعرفوا رسومه ولم يسلكوا في طرق وصايا الله ولم يسيروا في سبل التادب ببره
هلم يا جارات صهيون فاذكرن سبي بني وبناتي الذي جلبه عليهم الازلي
فانه جلب عليهم امة من بعيد امة وقحة اعجمية اللسان
لم تهب شيخا ولم تشفق على طفل فذهبوا باحباء الارملة واثكلوا المتوحدة بناتها
باي شيء استطيع ان اغيثكم
الذي جلب عليكم الشر هو ينقذكم من ايدي اعدائكم
سيروا يا بني سيروا اني بقيت مستوحشة
قد خلعت حلة السلام ولبست مسح التضرع اصرخ الى الازلي مدى ايامي
ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فينقذكم من ايدي الاعداء المتسلطين عليكم
فاني قد رجوت بالازلي خلاصكم وحلت بي مسرة من لدن القدوس بالرحمة التي تؤتونها عما قليل من عند الازلي مخلصكم
قد ودعتكم ببكاء ونوح ولكن الله سيردكم لي بفرح ومسرة الى الابد
فكما ترى الان جارات صهيون سبيكم هكذا عما قليل سيرين خلاصكم من عند الله تؤتونه بمجد عظيم وببهاء الازلي
يا بني احتملوا بالصبر الغضب الذي حل بكم من الله قد اضطهدك العدو لكنك سترى هلاكه عن قليل وتطا رقابهم
ان مترفي سلكوا طرقا وعرة وسيقوا كغنم نهبتها الاعداء
ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فان الذي جلب عليكم هذه سيتذكركم
و كما كنتم تهوون ان تشردوا عن الله فبقدر ذلك عشر مرات تلتمسونه تائبين
و الذي جلب عليكم الشر يجلب لكم المسرة الابدية مع خلاصكم
ثقي يا اورشليم فان الذي سماك باسمه يعزيك
ويل للذين جاروا عليك وشمتوا بسقوطك
ويل للمدن التي استعبدت بنيك ويل للتي اخذت اولادك
فانها كما شمتت بسقوطك وفرحت بخرابك كذلك ستكتئب عند دمارها
و ابطل مفاخرتها بكثرة سكانها واحول مرحها الى نوح
لان نار تنزل عليها من عند الازلي الى ايام كثيرة وتسكنها الشياطين طول الزمان
تطلعي يا اورشليم من حولك نحو المشرق وانظري المسرة الوافدة عليك من عند الله
ها ان بنيك الذين ودعتهم قادمون يقدمون مجتمعين من المشرق الى المغرب بكلمة القدوس مبتهجين بمجد الله
اخلعي يا اورشليم حلة النوح والمذلة والبسي بهاء المجد من عند الله الى الابد
تسربلي ثوب البر الذي من الله واجعلي على راسك تاج مجد الازلي
فان الله يظهر سناك لكل ما تحت السماء
و يكون اسمك من قبل الله الى الابد سلام البر ومجد عبادة الله
انهضي يا اورشليم وقفي في الاعالي وتطلعي من حولك نحو المشرق وانظري بنيك مجتمعين من مغرب الشمس الى مشرقها بكلمة القدوس مبتهجين بذكر الله
قد ذهبوا عنك راجلين تسوقهم الاعداء لكن الله يعيدهم اليك راكبين بكرامة كمن هو على عرش الملك
لان الرب قد عزم ان يخفض كل جبل عال والتلال الدهرية وان يملا الاودية لتمهيد الارض كيما يسير اسرائيل بغير عثار لمجد الله
حتى ان الغاب وكل شجر طيب العرف قد ظلل على اسرائيل بامر الله
ان الله سيعيد اسرائيل بسرور في نور مجده برحمة وعدل من عنده
نسخة الرسالة التي ارسل بها ارميا الى الذين كان ملك بابل مزمعا ان يسوقهم في الجلاء الى بابل يخبرهم بما امره الله به
انه لاجل الخطايا التي خطئتم امام الله يسوقكم نبوكد نصر ملك بابل في الجلاء الى بابل
فاذا دخلتم بابل فستكونون هناك سنين كثيرة وزمانا طويلا الى سبعة اجيال وبعد ذلك اخرجكم من هناك بسلام
و الان فانكم سترون في بابل الهة من الفضة والذهب والخشب تحمل على المناكب وتلقي الرهبة على الامم
فاحترزوا ان تتشبهوا بالغرباء وتاخذكم منها رهبة
و اذا رايتم الجموع امامها ووراءها يسجدون لها فقولوا في قلوبكم لك يا رب ينبغي السجود
فان ملاكي معكم وهو يطالب بانفسكم
اما تلك فان لها السنة قد نحتها النجار وهي مغشاة بالذهب والفضة لكنها الهة زور لا تستطيع نطقا
ياخذ الناس لها ذهبا كما يؤخذ لعذراء تحب الزينة
فيصوغون اكاليل يجعلونها على رؤوس الهتهم وربما سرق الكهنة من الهتهم الذهب والفضة لمنفعة انفسهم
و قد يبذلون منهما بالزواني اللاتي في البيت يزينون الالهة بالملابس كالبشر وهي من الفضة والذهب والخشب
فهي لا تسلم من الصدا والسوس وان كانت تلبس الارجوان
و يمسحون وجوهها من غبار البيت المتراكم عليها
و في يد كل منها صولجان كالحاكم على بلد لكنه لا يقتل من يجرم اليه
و في يمينه سيف وفاس لكنه لا ينجي نفسه من الحرب واللصوص فحق بذلك انها ليست الهة
فلا تخافوها فانه كما ان الاناء المكسور لا ينفع صاحبه كذلك الهتهم
اذا نصبت في البيوت فعيونها تمتلئ غبارا من اقدام الداخلين
يحظر عليها في الديار كما يحظر على من اجرم الى الملك وكهنتها يحصنون بيوتها بابواب واقفال ومزاليج كما يفعل بمن حكم عليه بالموت لئلا تسلبها اللصوص
يوقدون لها من السرج اكثر مما يوقدون لانفسهم وهي لا تستطيع ان ترى منها شيئا
انما هي كجوائز البيت وقد ذكر ان حشرات الارض تنهش قلوبها فتؤكل هي وثيابها ولا تشعر
تسود وجوهها من الدخان الذي في البيت
على ابدانها ورؤوسها تثب البوم والخطاف وسائر الطيور والسنانير
فاعلموا من ذلك انها ليست الهة فلا تخافوها
و الذهب الذي يغشيها للزينة ان لم يمسح صداه لم يكن لها رونق كما انها اذ صيغ عليها لم تشعر
تبتاع بكل ثمن وان لم يكن فيها روح
ليس لها ارجل فتحمل على المناكب وبذلك تبدي للناس هوانها والذين يعبدونها هم ايضا يخزون
لانها اذا سقطت على الارض لا تقوم من نفسها ولا اذا نصبها احد تتحرك من نفسها ولا اذا اميلت تستقيم بل تقدم اليها الهدايا كما تقدم الى اموات
و كهنتها يبيعون ذبائحها لمنفعة انفسهم وكذلك نساؤهم يملحن ما بقي منها ولا يجعلن فيها حظا لمسكين ولا سقيم
الطامث والنفساء تلمسان ذبائحها فاذ قد علمتم من ذلك انها ليست الهة فلا تخافوها
لماذا تسمى الهة لان النساء يقدمن الهدايا لهذه الالهة التي هي من الفضة والذهب والخشب
و لان الكهنة يجلسون في بيوتها باقمصة ممزقة وهم محلوقو الرؤوس واللحى ورؤوسهم مكشوفة
و يعجون صائحين امام الهتهم كالجالسين على مادبة الميت
الكهنة ينزعون من ثيابها ما يكسون نساؤهم واولادهم
و اذا اساء اليها احد او احسن فلا تستطيع المكافاة ولا في وسعها ان تقيم ملكا او تخلعه
و لا تقدر ان تهب عرضا ولا نقدا واذا نذر احد نذرا ولم يقضه فلا تطالب
لا تنحي احدا من الموت ولا تنقذ الضعيف من يد القوي
لا ترد البصر لاعمى ولا تفرج عن ذي شدة
لا ترحم ارملة ولا تحسن الى يتيم
فهذه الالهة التي هي من الخشب مغشاة بالذهب والفضة تماثل حجارة من الجبل والذين يعبدونها يخزون
فكيف يسوغ ان تحسب او تسمى الهة
بل الكلدانيون انفسهم يزدرونها فانهم اذا راوا ابكم لا ينطق يقدمونه الى بال ويطلبون منه النطق كانه يشعر
و مع اختبارهم لها لا يتركون عبادتها لانهم لا يشعرون
و النساء يقعدن على الطرق متحزمات بالحبال يبخرن بالنخالة
فاذا اجتذب مجتاز واحدة منهن وضاجعها عيرت صاحبتها بانها لم تحظ مثلها ولم يقطع حبلها
و كل ما يصنع لهذه الالهة انما هو زور فكيف يسوغ ان تحسب او تسمى الهة
هي صنعة النجار والصايغ فلا تكون الا ما يريد صانعها
و الذين صنعوها قصيرو بقاء فكيف يكون ما صنعوه
انهم تركوا لمن يليهم زورا وعارا
و اذا اتى عليها حرب وشر ياتمر الكهنة فيما بينهم اين يختبئون بها
فكيف لا يشعر انها ليست بالهة وهي لا تخلص انفسها من الحرب والشر
و بما انها من الخشب مغشاة بالذهب والفضة فسيعلم فيما بعد انها زور ويتبين لجميع الامم والملوك انها ليست الهة بل صنعة ايدي الناس ولا شيء فيها من صنعة الله
فهل من حاجة الى التنبيه على انها ليست الهة
فانها لا تقيم ملكا على بلد ولا تعطي الناس مطرا
و لا تخاصم حتى لخصومة انفسها ولا تنقذ احدا من مظلمة اذ لا تستطيع شيئا وانما هي كالغربان التي بين السماء والارض
و اذا وقعت نار في بيت هذه الالهة المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب او الفضة فكهنتها يفرون وينجون اما هي فتحترق كجوائز البيت
انها لا تقاوم ملكا ولا عدوا فكيف يسوغ ان تحسب او تعد الهة
و هذه الالهة المصنوعة من الخشب المغشاة بالفضة والذهب لا تنجي انفسها من السراق او اللصوص
و الذين يستولون عليها ينزعون عنها الذهب والفضة والثياب التي عليها ويذهبون بها وهي لا تدافع عن انفسها
لا جرم ان ملكا من ذوي الباس او اناء نافعا في البيت يستخدمه مالكه خير من الهة الزور وبابا في البيت يحفظ ما فيه خير من الهة الزور وعمود من الخشب في قصر خير من الهة الزور
ان الشمس والقمر والنجوم تضيء وترسل لمنفعة الخلق وتطيع مرسلها
و كذلك البرق اذا لمع يروق العين والريح تهب في كل ناحية
و السحب يامرها الله ان تمر على كل المسكونة فتقضي ما امرت به
و النار المرسلة من فوق لتفني الجبال والغاب تفعل ما اوصيت به اما تلك فلا تعدل بهذه منظرا ولا قوة
فلا يسوغ ان تحسب او تسمى الهة اذ لا تستطيع ان تجري حكما او تصنع احسانا
فاذ قد علمتم انها ليست بالهة فلا تخافوها
فانها لا تلعن الملوك ولا تباركهم
و لا تبدي ايات في الامم ولا في السماء ولا تنير كالشمس ولا تضيء كالقمر
الوحوش خير منها لان في طاقتها ان تهرب الى ملجا وتنفع انفسها
و بالجملة فلا يتبين لنا بوجه من الوجوه انها الهة فلا تخافوها
مثل الهتهم المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب والفضة مثل شخص منصوب في مقثاة لا يحرس شيئا
و ايضا مثل الهتهم المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب والفضة مثل عوسج في بستان يقع عليه كل طير او مثل ميت مطروح في الظلمة
و من الارجوان والقرمز اللذين ياكلهما العث عليها يعلم انها ليست الهة وفي اخر الامر هي ايضا تؤكل وتصير عارا في الافاق
ان الرجل الصديق الذي لا صنم له افضل لانه بمعزل عن العار
أصحاحات سفر نبوة باروخ بدون تشكيل | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | ||
نص أصحاحات كتاب نبوة باروخ بالتشكيل | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | ||
تفاسير أصحاحات سفر باروك | مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | ||
روابط أخرى | باروخ كامل بدون تشكيل - باروخ (با) كامل بالتشكيل - البحث في الكتاب المقدس |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6xa38vz