الاختصار: نش = SO.
المحبة، الالتزام، الجمال، المشكلات.
قمة الحكمة.
التطلع لمجيء المسيح.
المحبة المتبادلة بين العريس والعروس.
أنشودة العرس السماوي .
إسرائيل.
الحب.
"أنا لحبيبي وحبيبي لي، الراعي بين السوسن".
كتبه سليمان الحكيم بكونه أنشودة المحبة الروحية التي تتغنَّى بها الكنيسة (وكل عضو فيها) لعريسها السماوي المسيح العرس الأبدي خلال الرموز ويفسره على أنه العلاقة بين العريس والكنيسة العروس.
يتحدث هذا السفر عن عدة شخصيات هم:
1- العريس، وهو السيد المسيح الذي يخطب الكنيسة عروسًا مقدسة له (مت 9: 15؛ مت 25: 1؛ مر 2: 19، 20؛ لو 5: 34، 35؛ يو 3: 29)(1).
2- العروس، وهي الكنيسة الجامعة أو المؤمن كعضو حي فيها (أف 5: 27) وتسمى "شولميث".
3- العذارى هم المؤمنون الذين لم يبلغوا بعد العمق الروحي لكنهم أحرزوا بعض التقدم في طريق الخلاص.
4- بنات أورشليم ويمثلن الأمة اليهودية التي كان يليق بها أن تكرز بالمسيا المخلص.
5- أصدقاء العريس , وهم الملائكة الذين بلغوا الإنسان الكامل (أف 4: 13).
6- الأخت الصغيرة، وهي تمثل البشرية المحتاجة إلى من يخدمها ويرعاها في المسيح يسوع.
إن كان سليمان الحكيم قد كتب سفر الجامعة مدركا حقيقة الحياة الأرضية أنها "باطل الأباطيل" فأنه قد تلامس مع الحياة السماوية فوجدها "نشيد الأناشيد". في سفر الجامعة يعلن الحكيم أنه لا شبع للنفس خلال كثرة المعرفة النظرية، أما في سفر نشيد الأناشيد فتشبع النفس وتستريح تمامًا بالحب الإلهي ولا تكون بعد في عوز. في سفر الجامعة يتحدث عن كل ما هو تحت الشمس وإذا ليس فيه جديد أما في النشيد إذ تدخل النفس إلى أحضان الله ترى كل شيء جديدًا.
سفر نشيد الأناشيد في الحقيقة هو سيمفونية رائعة تطرب بها النفس المنطلقة من عبودية هذا العالم متحررة من سلطان فرعون الحقيقي "الشيطان" متكئة على صدر ربها تدخل أورشليم السمائية في حرية مجد أولاد الله، لهذا يتحدث هذا السفر عن سر الحب الأبدي والحياة مع العريس السماوي، هو سيمفونية القلب المتحد مع مخلصه، هو نشيد فريد في نوعه وفي معانيه يترنم به من تقدس بدم الحمل داخلا بدالة الحب إلى قدس الأقداس ألسمائي بغير كلفة أو روتين أو رسميات حتى يستقر في حضن الأب، مرتفعًا فوق كل فكر مادي جسداني إلى الفكر الروحي الحق "أنا لحبيبي وحبيبي لي الراعي بين السوسن".
يقول الحاخام أكيبا: "الكتاب كله مقدس، أما سفر نشيد الأناشيد فهو أقدس الأسفار، العالم كله لم يأتِ بيوم أهم من ذلك الذي أُعْطِيَ فيه السفر".
كان هذا السفر يقرأ في اليوم الثامن لعيد الفصح إشارة إلى أنه أنشودة الأبدية (رقم 8 يشير إلى الحياة أخروية)، والكنيسة تترنم بها خلال ذبيحة الفصح.
يتحدث هذا السفر عن المعمودية (نش 8: 5)؛ وليمة الإفخارستيا، وعن ختم الروح القدس بالميرون (نش 8: 6).. (اقرأ بموقع الأنبا تكلا نص السفر كاملًا). إنه سفر سرائري!
عباراته لا يمكن أن تنطبق على الحب الجسداني مثال ذلك: قول العروس "ليقبلني بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر" (نش 1: 1)، كيف تطلب قبلات آخر بقولها "فمه" لأنها تحب من تحدثه؟! لكن هنا الكنيسة تطلب قبلات الأب خلال إدراكها لحب من تحدثه "الابن الوحيد" الذي أعلن حب ألآب للبشرية فيه. أيضًا قولها "اجذبني وراءك فنجري" (نش 1: 4) كيف تطلب من عريسها أن يجتذبها فيجري كثيرون معها نحوه؟! لا يصح هذا إلا أن يكون المتحدث هنا النفس البشرية التي في تعلقها بمحبة الله تسحب الكثيرين إليه.
أولًا شخصًا العروسين:
- المسيا المتألم (نش 1: 2 - 6).
- المسيا الراعي (نش 1: 7 - 12).
- المسيا الملك (نش 1: 12 - 16).
- المسيا الحبيب (نش 2: 1 - 7).
في فترة الخطبة تتعرف العروس على عريسها وتتكشف شخصيته وإمكانياته وأسراره وحبه فماذا ترَى الكنيسة في السيد المسيح عريسها السماوي؟!
ثانيًا: الخاطب يطلب عروسه:
ينزل كلمة الله متجسدا إلينا مقدمًا حياته لعروسه دافعًا دمه مهرًا لها.
أ- نزوله إلينا (نش 2: 8 - 14).
- التجسد (نش 2: 3).
- الصلب (نش 2: 3).
- الدفن (نش 2: 7).
- القيامة (نش 2: 10).
- إرسال روحه إليها (نش 2: 13).
ب- تحذيرها من الواشين (نش 2: 15).
ج- وليمة العرس (نش 3).
- يوم الرب العظيم.
- القيامة (تطلبه 3 مرات).
- الكنيسة في السماء.
ثالثًا: العرس السماوي:
- العروس المقامة (نش 4: 1 - 7).
- دعوتها للعمل (نش 4: 8 - 11).
- العروس كجنة له (نش 4: 12 - 15).
- مشاركته آلامه (نش 4: 16).
إن كان العريس يخطب عروسه بنزوله إليها متجسدا فانه بالصليب يقدم لنا المهر، وبالقيامة يبررها واهبا إياها قوة القيامة لتتحد مع البار فتحسب كنيسة بلا عيب.
رابعًا: الحياة الزوجية:
- بدء الحياة الزوجية (نش 5: 1).
- ظلال في الحياة الزوجية (نش 5: 2 - 3) "ضعفات في الطريق".
- بالصليب يعود الحب (نش 5: 4 - 9).
إذ قبلت العروس عريسها المتألم لأجلها ودعته يدخل قلبها الجنة المغلقة والمخصصة له وحده لتحيى الحياة الزوجية؛ تشاركه آلامه وصلبه وتنعم بشركة أمجاده، وقد تضعف في الطريق، لكن الصليب يسندها ويرفعها.
خامسًا: الحب الزوجي المتبادل:
الحياة الروحية الداخلية كحياة زوجية تربط النفس بعريسها، تهب للعروس معرفة عميقة وإدراكًا جديدًا لعريسها فتمتدحه.
- مدحها للعريس (نش 5: 10 - 16).
- حوار في الحديقة (نش 6).
- وصفه لها "شولميت" (نش 7).
إذ تمتدح عريسها تجتذب الكثيرين إليه فيأتون هم أيضًا يطلبونه معها (نش 6: 1) هنا أيضًا يمتدحها عريسها بكونها العروس العاملة لحسابه والشاهدة له بالحق، أنها شولميت (مؤنث سلام)، كعريسها سليمان (سلام) الحقيقي.
سادسًا: العروس العاملة:
إذ توطدت الأُلفة بين العروسين تتحدث العروس معه عن أهلها فإن اتحاد الإنسان بالمسيح محب البشر يفتح القلب نحو أخيه مشتهيًا خلاصه.
- دعوته إلى بيت أمها (نش 8: 1 - 4).
- شهادة الغير لها (نش 8: 5).
- انشغالها بعريسها أثناء خدمتها للغير..... (نش 8: 6 - 7).
- انشغالها بأخوتها حتى أثناء خلوتها معه (نش 8: 8 - 10).
- حوار ختامي... (نش 8: 11 - 14).
هكذا التقت العروس بعريسها في البرية وفي الحديقة وفي الحقل وفي القرى وفي بيت أمها إنها تلتقي به أينما وجدت.
إذ نتحدث عن "العرس" أو "الزواج" يليق بنا ألا نحبس أفكارنا في نطاق الجسد فالزواج هو اتحاد سري داخلي عميق يحمل حبا فوق حدود الجسديات هذا عن الحياة الزوجية بين بني البشر فماذا نقول عن الحياة الزوجية الروحية التي فيها تقبل النفس ربها كعريس لها يضمها إليه لتكون واحدًا معه؟
احتل السفر مركزًا خاصًا بين الأسفار لما يحمله من أسلوب رمزي يعلن عن الحب المتبادل بين الله وكنيسته أو بين الله والنفس البشرية كعضو في الكنيسة، فيقول الحاخام أكيبا (عقيبة): "الكتاب كله مقدس أما سفر نشيد الأناشيد فهو أقدس الأسفار، العالم كله لم يأت بيوم أهم من ذلك الذي أُعْطِيَ فيه السفر".
فهم اليهود هذا السفر بطريقة رمزية تمثل العلاقات القائمة بين الله (العريس) وشعبه (العروس) منذ الخروج حتى مجيء المسيا، وفهمه المسيحيون أنه يمثل العلاقة بين المسيا المخلص والكنيسة عروسه، يتحدث عن (نش 8: 5) ووليمة الإفخارستيا وعن ختم الروح القدس بالميرون (نش 8: 6)، فهو سفر سرائري. عباراته لا يمكن أن تنطبق على الحب الجسداني.
يرى العلامة أوريجينوس أن المؤمن وهو منطلق من برية هذا العالم ليدخل أورشليم السمائية يتغنى بسبع أناشيد في الطريق:
1 - النشيد الأول تترنم النفس البشرية وهي خارجة من جرن المعمودية في حالة التبني لله إذ تعبر مع الشعب البحر الأحمر فتقول "أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ، الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي" (خر 15: 1، 2).
2 - النشيد الثاني نترنم به وهي تشرب من ينابيع الله التي تفيض في كنيسته إذ تأتي إلى البئر التي حفرها الرؤساء -خلال الكنيسة- في البرية "حيث قال "الرب لموسى أجمع الشعب فأعطيهم ماء" (عد 21: 16). هذه أنشودة النفس التي تتقبل من الله نفسه ينابيع المياه الحية.
3 - النشيد الثالث وهي تتلمس رعاية الله المستمرة في البرية حيث تقف مع موسى النبي على ضفاف الأردن وتسمعه يترنم قبيل رحيله قائلا: "كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ، هكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَهُ" (تث 32).
4 - النشيد الرابع أثناء الجهاد الروحي المستمر مع دبورة كالنحلة حتى نملك السماء ميراثا لنا قائلين: "أنا للرب أرنم . أزمر للرب... تزلزلت الجبال من وجه الرب" قض 5.
5 - النشيد الخامس تترنم به كلما تحظى بغلبة ونصرة فتملك مع الرب النشيد الذي نطق به داود حين هرب من أيدي أعدائه إذ قال [الرب سند لي. قوتي وملجأي ومخلصي] (مز 118: 13، 14). هكذا تملك النفس مع الملك داود حين تتحطم قوَى الشيطان عدوها بالله سندها قوتها وملجأها وخلاصها وكما ورث داود شاول نرث نحن أيضًا ونحتل مركز إبليس قبل السقوط إذ كان من أعظم الطغمات السمائية.
6 - إذ تكتشف النفس أسرار الملكوت تنشد مع الأنبياء النشيد السادس حين تتحسس أسرار الأبدية والسماويات قائلة: "لأنشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمه" (أش 5: 1).
7 - أخيرا النشيد السابع هو سفر نشيد الأناشيد الذي تنطق به إلى الأبد حين تدخل إلى حضرة العريس نفسه وتبقَى معه في حجاله السماوي وجهًا لوجه.
_____
(1) توضيح من الموقع: الشاهد الثاني كان موجودًا مع الجملة الخاصة بالعريس، فتم نقله من قِبَل الموقع، ووضع شواهد أخرى متعلقة بالعريس من العهد الجديد.
← تفاسير أصحاحات نشيد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8
السفر السابق سفر الجامعة |
فهرس قسم ملخص
أسفار الكتاب المقدس العهد القديم القس أنطونيوس فهمي |
السفر
التالي سفر حكمة سليمان |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y337mq7