مقدمة في سفر الجامعة "Ecclesiastes"

المشكلة: "ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس؟" (جا 1: 3).

• أراد سليمان أن يشبع وينعم بالسعادة ففتح قلبه لينعم بالكثير وترك لجسده العنان لعله يشبع... لكنه أكتشف أن الكل باطل، وكل ما هو تحت الشمس لا يقدر أن يملأ النفس التي خلقها الله على صورته ومثاله، يبقى الإنسان في حالة فراغ حتى يلتقي بإلهه وينعم بالاتحاد معه.

• إن كان سفر الجامعة يكشف عجز كل ما هو تحت الشمس عن أن يشبع الإنسان فقد جاء سفر النشيد يرفع الإنسان فوق الشمس خلال الثبوت في السيد المسيح العريس، وارتفاعنا كجسد مع الرأس السماوي، فنقول أقامنا معه أي رفعنا من زوال هذا العالم وموته، أجلسنا معه في السماويات فلم نعد تحت الشمس هذا هو سر شبعنا وراحتنا.

• تكررت كلمة "باطل" 28 مرة. العالم دون خالقه باطل. وهو في هذا لا يحمل اتجاها تشاؤميا إنما يقدم إدراكًا واعيًا لمحدودية الزمنيات كي يبحث الإنسان عن خالقه كمصدر خلاصه وشبعه.

• "تحت الشمس" تكررت 27 مرة ليرفعنا من تحت الشمس حيث حر النهار (التجارب) إلى شمس البر حيث نهار دائم بلا ليل وأبدية وحرية مجد أولاد الله.

• "تَحْتَ السَّمَاوَاتِ" (تحت السماء) 3 مرات ليرتفع المؤمن إلى السماء بل ويصير سماء يسكن الله في أعماقه.

• "على الأرض" 6 مرات ليحيا المؤمن فوق الأرض لا تحتها بمعنى أنه لا يخضع لشهوات الجسد الترابي بل يتقدس جسده.

• "ناجيت قلبي"/"وَجَّهْتُ قَلْبِي"/"قُلْتُ فِي قَلْبِي" 10 مرات فإنه لن يتحرر أحد من قيود العالم ويتحد بالله خالقه ما لم يجلس مع نفسه تحت قيادة روح الله القدوس بعيدا عن ارتباكات هذه الحياة.

1- مقدمة 1: 1 - 2.

• البراهين على بطلان العالم:

2- شهادة الطبيعة 1: 3 - 11.

أ - بطلان الحكمة البشرية 1: 12 - 18.

ب - بطلان الملذات الحسية 2: 1 - 3.

ج - بطلان الغِنَى والجاه 2: 4 - 26.

3 - شهادة العالم جا 3.

4- شهادة المجتمع جا 4.

5 - التطبيق العملي.

أ - الطاعة أفضل من شكليات العبادة جا 5.

ب - إفساد عطايا الله جا 6.

أولًا المشكلة وعرضها (جا 1: 1 - 12:12).

"ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس؟" (جا 1: 3). (اقرأ بموقع الأنبا تكلا نص السفر كاملًا). هل من شبع خارج الله؟!

بعد أن قدم الحكيم السؤال السابق بدأ يجيب خلال خبرته حين أراد الشبع خارج الله:

أ - رجل العلم والمعرفة: مدح سليمان الحكمة: "الحكيم عيناه في رأسه أما الجاهل فيسلك في الظلام" (جا 2: 14). لكن من ينشغل بالعلم والمعرفة خارج الله يتعب باطلا: لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم والذي يزيد علما يزيد حزنًا" (جا 1: 18). وكما يقول الرسول إن العلم ينفخ والمحبة تبني إذن لنقتن الحكمة والعلم والمعرفة بروح الخضوع والحب لنقتن السيد المسيح "الحكمة" ذاته، لأن العلم في ذاته لا يشبع (جا 1: 8) ولا يأتي بجديد (جا 1: 9)، من يقتنيه بغير حب يقتني حزنًا (جا 1: 18).

ب - رجل الملذات: يظن الإنسان أنه بالضحك والخمر والمقتنيات يجد سلاما لكن "الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس" (جا 2: 11) إنما بقدر ما يجري الإنسان نحو الملذات يدخل بالأكثر في اليأس "تحولت لكي اجعل قلبي ييأس من كل التعب" (جا 2: 20).

ج - يرى البعض أن سليمان يتكلم في الإصحاح عن الرجل المصيري الذي يجد كل شيء ويسلك حسب المصير المحتوم فحتى هذا لا يجد راحة . لكن الحديث هنا واضح أنه تأكيد بأن الله صنع كل شيء لأجلنا، فحسنا أن استخدم في وضعه السليم وفي الوقت المناسب لكن ليس شيء من هذا العالم - رغم صلاحه - يشبعنا سوى الارتفاع إلى ما فوق الزمان "جعل الأبدية في قلبهم" (جا 3: 11).

د - الرجل المادي: الذي يهتم بملذاته دون الآخرين فيعيش في انعزالية مع أن "الخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا" (جا 4: 12) مثل هذا المنعزل يفقد رجاءه ويشتهي الموت يعيش في كسل لراحة جسمه فيأكل لحمه.

ه - المتعبد بغير حكمة ولا روحانية يكثر النذور ولا يُنفذ شيئا،الله لا يطلب عبادة بغير حياة عملية.

و- البخيل والمحب للتخزين... يعيش كمن هو سقط ميتا " إن وَلد إنسان مئة وعاش سنين حتى تصير أيام سنيه كثيرة ولم تشبع نفسه من الخير وليس له أيضًا دفن فأقول أن السقط خير منه " (جا 6: 3).

ز - قصير النظر: الذي يهتم بالأفراح المؤقتة يعيش جاهلًا "الذهاب إلى بيت النوح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة... نهاية أمر خير من بدايته" (جا 7: 2، 8).

St-Takla.org Image: "Cast your bread upon the waters, for you will find it after many days" (Ecclesiastes 11: 1) - from "The Forecourt of the Soul" book, by Frans van Hoogstraten, Romeyn de Hooghe, Engelbertus Solmans, Hendrik van Puer, 1698. صورة في موقع الأنبا تكلا: "ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة" (الجامعة 11: 1) - من صور من كتاب "حصن الروح"، تأليف: فرانس فان هوجستراتن، رومين دي هوغ، إنجيلبيرتوس سولمانز، هندريك فان بيور، إصدار 1698 م.

ح - سمات الحكيم.

• الحكيم... يخاف الله وأن كانت مكافأته غير سريعة "القضاء على العمل الرديء لا يجري سريعًا فلذلك امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر" (جا 8: 11).

• الحكيم... يدرك أن الكل يخضع للموت ولهذا ينتفع بكل حياته "يوجد رجاء، فان الكلب الحي خير من الأسد الميت" (جا 9: 4).

• الحكيم يدرك أن كل أعماله ترجع إليه حتى ما خفي منه "من يحفر هوة يقع فيها ومن ينقض جدارا تلدغه حية" (جا 10: 8).

• الحكيم لا يكل في عمل الخير "ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة" (جا 11: 1).

• الحكيم... يبدأ الخير مبكرًا وبلا تأجيل "اذكر خالقك في أيام شبابك" (جا 12: 1).

حالة الكاتب:

الأمثال، سليمان في عظمة حكمته.

الهدف:

الأمثال، دعوة لنسك الجسد.

: الجامعة، دعوة لزهد العالم.

: نشيد الأناشيد، دعوة للاتحاد بخالق الجسد والعالم.

: الجامعة، التفسير الحرفي.

: نشيد الأناشيد، التفسير الرمزي.

• ذكر اسم الله 41 مرة مستخدما تعبير (ألوهيم) الخاص بلقبه كخالق أوجد العالم الصالح والنافع ولكن الإنسان أفسده بانحراف فكره.

• يطلب من الإنسان أن يعود إلى الله فيحدثنا عنه كخالق (جا 9: 1)، كلي الحكمة يدبر الأمور حسنًا (جا 2: 24)، إنه القدوس الذي يطلب تقوانا (جا 12: 13)، وهو الديان الذي يرد الحق إلى نصابه في طول أناة (جا 8: 12، 13)، منقذا الصالح من الأشرار (جا 7: 26)، يدين كل خفي (جا 12: 14).

- لنطلب الحكمة لا الغِنَى أو السلطة (جا 4: 13).

- لنعمل بروح المشاركة لا الأنانية (جا 4: 9، 12).

- لنعمل ونجاهد بلا خمول (جا 9: 10).

- كل شيء صالح: ننتفع بروح الشباب (جا 9: 7 -10) ، وبنور الشمس (جا 11: 7)، والزواج المقدس (جا 9: 9)، والسمعة الطيبة الصادقة (جا 7: 1)، والحكمة (جا 2: 13؛ 7: 11؛ 9: 16، 18)، العالم من يد الله حسن وخير للإنسان (جا 2: 24).

- خلقه الله مستقيما (جا 7: 29)، لكنه أخطأ (جا 7: 20)، فصارت الحكمة بعيدة عنه (جا 7: 23)، صار على غير ما يريده الله له (جا 7: 27- 29).

- يوجد أناس صالحون وأناس أشرار (جا 9: 2) لكنه لا يوجد من لا يخطي (جا 7: 20).

- توجد طبقات متفاوتة ويسود الظلم على حياة البشر لكن بالتواضع نعالج أحيانا الكثير من المشاكل (جا 10: 4 - 7).

- الموت يتحقق حتما فنستعد مستغلين الفرص الحاضرة لحساب أبديتنا (جا 2: 14- 16؛ 3: 17 - 21؛ 5: 15، 16 إلخ..)

الحكمة البشرية نافعة لكنها لا تشبع بل تعطي المعرفة المتزايدة غمًا، أما الحكمة الإلهية فتهب حبًا وحنوًا (جا 8: 1)، وتحي صاحبها (جا 7: 12)، وتعطيه سعادة.

← تفاسير أصحاحات جامعة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12